تمهيد ومقدمة :-
يحتل الارهاب حيزأ كبيرأ من اهتمام فقهاء القانون الدولي والقانون الجنائي لما تشكله هذه الظاهرة من خطر عظيم على المجتمع
بما يخلفه من ضياع للامن وتدمير للمتلكات وانتهاك للحرمات وتدنيس للمقدسات وقتل وخطف للمدنيين الآمنيين وتهديد لحياة الكثير منهم . وفي العراق بأخذ هذا الموضوع بعدأ اكثر اهمية بحكم معاناته من مختلف صور الجرائم الارهابية وتحت مسميات وذرائع مختلفة . ولا شك ان البحث في المفهوم الارهاب يتطلب دراستها من جوانبها المختلفه غير ان دراستها هذه تقتصر على تحديد مفهومه باعتبارها ظاهرة قانونية على الصعيدين الدولي والداخلي . الإرهاب، المصطلح الأكثر إثارة في العصر الحديث، والذي صار الأكثر تداولا في مجالات الإعلام والسياسة والثقافة والعلاقات الدولية والحضارية، فهو ذو جذر لغوي ينطوي على الخوف أو التخويف وفي هذا البحث الموجز سنسعى الى بحث مفهوم الارهاب في الشريعة الاسلاميه والقانون الوضعي الدولي والداخلي ونحاول تمييز الارهاب من غيره من اعمال العنف المشروعه كأعمال المقاومه والكفاح المسلح . وسنقسم الدراسه الى أربعة مباحث يتعلق المبحث الاول منها في تعريف الارهاب وتأريخه ونكرس المبحث الثاني لموضوع الارهاب في القانون الوطني اما المبحث الثالث فسنتناول فيه موضوع الارهاب في القانون الدولي واخيرأ ميزنا بين الارهاب ونشاط الكفاح المسلح واعمال المقاومه . 0
الفصل الاول : مفهوم الارهاب :
يتطرق هذا المفهوم الي دراسة منشأ المصطلح :-
تعريف الارهاب لغة واصطلاحا:
كلمة ارهاب ماخوذة من رهب بالكسرة يرهب,رهبة, رهبا. وهو بمعنى الخوف مع تحرز واضطراب . ويقابلها باللغة الانكليزية كلمة(terror) وهي الاكثر شيوعا ويرجع اصلها الى كلمة لاتينية (terr) وتعني الترويع او الرعب . وكلمة terrorism)) تقابلهاارهاب والكلمتان مرتبطتان من حيث المعنى والمدلول اللغوي. وكذلك تاتي كلمة ارهاب بكسر الهمزة بمعنى الازعاج والاخافة.
تعريف الارهاب:
توجد هناك عدة تعريفات لمعنى الارهاب ولكن لايوجد اتفاق دولي على تعريف الارهاب وذلك لوجود خلاف كبير في تعريفة وتحديد معناة فما يرى الاخرون ارهاب يجد غيرهم انة نضال مشروع ولكن سنوجز بعض هذة التعريفات للارهاب من منظور غير اسلامي لكي يميز القارىء الكريم الفرق بين تعريف الاسلام للارهاب وبين غيرة.
الراي الاول:وهو اتجاة بعض الباحثين الذين يرون استبعاد ايجاد تعريف للارهاب وذلك بسبب اختلاف انظارالباحثين في تعريفة لذات كل منهم وينظر وفق هواة ومصالحة ومن جانب اخر يستطيع المرء ان يميز العمل الارهابي او يحددة بمجرد رؤيتة-وبالتالي فان مسالة التعريف قضية غير مجدية كما وصفتها الامم المتحدة وهي لاتغير كثيرا من النظرة الى الارهاب مادامت صورة الارهاب مستقرة في اذهان الناس ان الذين اعتنقوا هذا الراي او مما دفعهم الية هو عجز المجتمع الدولي وعلى اختلاف هيئاتة من التوصل الى تعريفات شاملة تحظى بقبول الجميع
الراي الثاني: ويرى اصحاب هذا الراي ان تعريف ارلاهاب من خلال وصف الافعال المادية التي يمكن ان يطلق عليها لفظ ارهاب من دون النظر الى مرتكبيها ودافعهم التي قد تكون مشروعة. فالارهاب عندهم هو اغتيال , وخطف الطائرات وارتهان الاشخاص, فهذة الافعال ارهابية ومن يرتكبها يوصف بانة ارهابي بغض النظر عن دوافع الارتكاب مثل هذة الافعال
الراي الثالث: وهو الراي الذي يقوم على الدراسة الموضوعيةوالدراسية العلمية التي يقوم بها الباحثون مع الاخذ بعين الاعتبار اهداف ودوافع الارهاب بغض النظر عن الاساليب والاشكال المتخذة لتنفيذة فقد عرف مؤتمر (سوقيا)لتوحيد القانون الجزائي المنعقد سنة(1930)الجريمة الارهابية (بانها الاستعمال العمدي لكل وسيلة قادرة على احداث خطر جماعي ويعتبر الرعب نصرا اساسيا في تكوين هذة الجريمة)
1-وقد عرف المؤتمر الدولي الذي عقد تحت اشراف عصبة الامم المتحدة في سنة(1937) الارهاب(بانة الافعال الجنائية الموجهة ضدة دولة يكون الغرض منها اثارة الفزع والرعب,لدى اشخصيات معينة او جماعات من الناس)
2-وقد عرفت الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب , الجريمة الارهابية بانها(كل فعل من افعال العنف او التهديد ايا كان بواعثة او اغراضة,يقع نتفيذا لمشروع اجرامي او جماعي يهدف الى القاء الرعب بين الناس)
3-وكذلك عرفتة دائرة المعارف الحديثة بالقول(الارهاب من الوسائل التي يستخدمها الحكم الاستبدادي لارغام الجماهير على الخضوع والاستسلام وذلك بنشر الرعب والفزع بين الناس)
4-وقد عرفتة دول عدم الانحياز سنة (1984)الارهاب بانة نوع من العنف تقوم بة قوى استعمارية عنصرية او نظام ضد الشعوب المناضلة من اجل الحرية والاستقلال
5- وقد عرفة القانون السوري واللبناني:الارهاب: انة جميع الاعمال التي ترمي الى ايجاد حالة من الذعر وترتكب بوسائل كالادوات المتفجرة والاسلحة الحربية التي من شانها ان تحدث خطرا عاما
6-وقد عرفة العميد محمد خليفة من وجهة نظر دول الخليج العربي: بانة استخدام القوة على نحو منظم ومتصل بقصد تحقيق اهداف ذات طبيعة سياسية تؤدي الى الاخلال بمفهوم النظام في الدولة
ونستنتج من جميع هذة التعريفات الكثيرة والمتعددة والتي اختصرنا الكثير منها لكي لانطيل في البحث انما لاعطاء فكرة ولو موجزة عن تعريف المجتمع اللارهاب من مفهوم غير اسلامي فجميع هذة التعريفات قد اغفلت دلالة القران الكريم والسنة النبوية الشريفة الارهاب لذا فهي بعيدة كل البعد عن الفهم الاسلامي الصحيح لمعنى الارهاب ومفهومة.
فقد اسند البعض الارهاب للدولة فقط لمجرد قبامها بافعال قمعية ضد افراد الشعب,بينما اتسمت بعض التعاريف الاخرى بالغموض وعدم التحديد وبعض الكتاب اضافوا كلمة السياسي الى الارهاب فاصبح مايعرف( بالارهاب السياسي) لاعطائة الصفة السياسية والذي نستنتج من هذة التعاريف ان اهداف الارهاب وغايتة هو تحقيق هدف سياسي مجرد يتضح لنا ان منبع هذة التعريفات كما ذكرناهي من مفهوم غير اسلامي وقد تنطبق على عدد من المنظمات التي تشيع الفوضى وتؤذي الامنين, ولكنها لاتنطبق باي حال من الاحوال على المنظمات الاسلامية التي تقاتل المعتدين وفق المنظور الشرعي ومن هنا جاء الخلط وهو عن قصد وعمد من خلال الاعلام الغربي ةالهيمنة الامريكية على الدول الاسلامية, وسوف نعرف ان جميع هذة التعريفات للارهاب هي لاتنطبق على المفهوم الاسلامي لة.فالاعلام الغربي والامريكي بالاخص يقوم بتصوير اي عمل اسلامي وعربي من اجل التحرر هو ارهاب في حين نرى ان هناك الكثير من حركات التحرر في افريقا واسيا واوربا تقاتل من اجل اهداف مختلفة بعضها من اجل التحرر والبعض الاخر من اجل السلطة فتطلق عليهم اسم العنف,كالصراع في ايرلندا الشمالية بين (الارثودوكس والبروتستانت) وهو صراع عقائدي وتلك المجازر التي حصلت في افريقيا بين (الهوتو والتوتسي) في بورندي وراواندا وهو صراع عرقي ومجازر الصرب ضد المسلمين في (البوسنة والهرسك) وكذلك بين (المسلمين والهندوس) في كشميروالهند.جميع هذة الافعال اينما وجدت ضد المسلمين والعرب يسميها الاعلام الغربي بالعنف. ومايحصل في فلسطين والعراق اليوم على يد قوات الاحتلال والامريكي والملشيات المسلحة التي جاءت معة يفوق كل المسميات.لقد حولت امريكا بلد مسالم ونامي مثل العراق الى بؤرة اللارهاب الدولي حيث اصبح قاعدة صراع لجميع المنظمات الارهابية في العالم لتصفية حساباتها على ارضة فقد هيأ الاعلام الغربي وللاسف بعض الاعلام العربي والفضائيات التي تردد كالببغاء المصطلحات الغربية دون تمحيص وتدقيق وتاكد من الاهداف الخبيثة الارضية المناسبة لوصم العرب والمسلمين بالارهاب.فاول هذة المصطلحات بدأت بكلمات غير مرعبة (كالمتشددين الاسلاميين) وثم تبعتها كلمة( الاصوليين) وكلما تقبل المجتمع مصطلحا وتعود عليةمن خلال وسائل الاعلام زجت بمصطلح اخر جديد ومن ثم كلمة(المتطرفين المسلمين) واخيرا وصلت الى كشف المستور من خلال اعلانها بان المسلمين والعرب ارهابيون وكل العام لدية فكرة عن الارهاب ولايحتاج الى شرح وتوضيح من قبلهم ولكن سنبين فهم الاسلام للارهاب ومدى مشروعيتة لدى المسلمين على ان نوضح جانب بسيط من الحقيقية في هذا البحث المتواضع خدمة للحقيقة. الفرق بين الارهاب وبعض الاعمال المشابهة لة:
1-الارهاب والعنف السياسي: كثير من الناس يخلط الارهاب بالعنف السياسي بسبب التقارب الشديد القائم بينهما اذ كلاهما يرمي الى تحقيق اهداف وغايات سياسية وكلاهما يتمان بصورة منظمة من اجل تحقيق تلك الاهداف, ويمكن القول ان الارهاب والعنف السياسي يلتقيان في عدة مواضع فكلاهما يعتمد القوة والتهديد ويعتمدان على تحقيق اهداف محددة باستخدام وسائل الايقاع والرهبة في نفوس الاخرين, فالعمليات الارهابية تهدف الى تحويل الانظار الى قضية تهم الارهابين فتحاول اثارتها وجذب الانتباة اليها بينما العنف السياسي يسعى القائمون بة الى تحقيق اهداف مغايرة ليست بالضرورة اثارة الراي العام ولفت الانتباة ,ان العنف وسيلة اواداة بينما الارهاب ناتج او رد الفعل علية،
2-الارهاب والعدوان:العدوان يمكن ان يكون وسيلة من وسائل الارهاب وقد لاسيكون فان العدوان يهدف الى تحقيق غاية معينة وقد يكون لمجرد الاعتداء , بينما الارهاب يهدف الى تحقيق غاية معينة وكذلك فان اسباب العدوان تكون في استهجان واستنكار من قبل الافراد والمجتمع ,بينما تكون دوافع الارهاب مقبولة لدى بعض الاطراف كما هو الحال في الارهاب المشروع.
3-الارهاب والحرب:للحرب قوانين وقاعدة مقررة ومعروفة دولياتنظمها,بينما لاتوجد في الارهاب غير المشروع اي قواعد واعراف دولية فالحرب تكن عادة صراع بين دولتين, بينما الارهاب في الغالب عبارة عن جماعةاو منظمة تضرب ضربتها في الزمان والمكان الذي تريدة ولاتتوقع غالبا ردا مقابلا, وقد تحدث اثناء الحرب عمليات ارهابية, ولكن لايشترطان تحدث العمليات الارهابية بعدها.
4-الارهاب وحرب العصابات: حرب العصابات اسلوب للقتال محدود تقوم بة فئة من المقاتلين وذلك في ظروف مختلفة عن الظرف المعتادة في الحروب وبالذات خلف خطوط العدو, وتتميز حرب العصابات بكونها حربا صغيرة ولاتخضع لقواعد ثابتة وبطابع المفاجئة والمباغتة, وحرب العصابات تلقى دعما ماديا ومعنويا وتاييدا شعبيا من تامين الملجا الى المقاتلين وتزويدهم بالعتاد والارزاق,بينما الارهاب قد يكون مذموما من قبل الشعب اذا كان من اجل مكاسب مادية او مطامح شخصية, وتسعى حرب العصابات الى الحاق اكبر الخسائر المادية والمعنويةفي صفوف العدو, بينما تستهدف العمليات الارهابية الدعاية ولفت الانتباة واثارة المشاعر والتعاطف من اجل كسب ود الراي العام تجاة القضايا التي يعمل من اجلها الارهابيون.
5-الارهاب والجريمة المنظمة: الجريمة المنظمة عنف منظم بقصد الحصول على مكاسب مالية بطرق وأساليب غير مشروعة , فالجريمة المنظمة ما هي الاصورة من صور الجرائم العادية غير ان ما يميزها هو انها تاتي بعد تدبير ونتظيم وتعتمد في عملها على العديد من الوسائل والاساليب غير المشروعة كالنصب والاحتيال والتزوير والسطو والقتل, ومن سمات الجريمة المنظمة العنف فان هناك اشياء مشتركة بين الارهاب والجريمة المنظمة ان الرعب والخوف والرهبة في النفوس وقد يكون ذلك الرعب موجة الى المواطنين والسلطات في آن واحد فالجريمة المنظمة تفرض الرعب على الناس لتحصل على اموالهم وعلى رجال الشرطة لكي لايتدخلوا في شؤونها والمنظمات الارهابية قد ترهب المواطنين لاثارة الراي العام ضد السلطات.
6-الارهاب وحركات التحرر الوطني: لايفرق الكثيرون بين الارهاب وحركات التحرر الوطني نتيجة الخلط والتشوية الذي تقوم بة وسائل الاعلام الغربية ومحاولة اضفاء الشرعية على مثل هذة الاعمال. ونعتها ووصفها بما ينفر الناس منها فهي في نظرهم بالاضافة الى انها ارهاب اعمال لاأخلاقية ولاسياسية وغير مسوغة وعدوانية ومن ثم ينبغي ان يقف المجتمع الدولي لمحاربتها وصدها, وحقيقة الامر ان هذة الحركات تسعى لاسترداد حقها غير القابل للتصرف بجميع الوسائل المتوفرة تحت تصرفها بما في ذلك القوة المسلحة. وينبغي الاشارة الى استعمال القوة من قبل حركات التحرر الوطني ضد الانظمة الاستعمارية او العنصرية وغيرها من اشكال السيطرة الاجنبية إذاكان موجها ضد اهداف العسكرية او غير العسكرية للدولة الخصم ولاعلاقة لة بمسالة الارهاب مادام سلوك المقاتلين من الطرفين تحكمة الاتفاقيات الدولية, ولكن يحصل الخاط بين حركات التحرر والارهاب اذ كان استعمال القوة من قبل هذة الحركات او الافراد منتمين اليها او يعملون باسمها ضد اهداف معينة خارج اراضي الدولة العدو, وهناك اتجاهات في مسالة الارهاب وحركات التحرر الوطني .
الاتجاة الاول: يرى انة ينبغي التمييز بين تلك الانشطة التي تمارسها حركات سياسية ثورية مغلوبة على امرها تحاول من خلال نضالها المستمر تحقيق مصير شعوبها واستقلالها, وبين الارهاب, فالاول يعتبر من قبيل العنف المسوغ. ويرى انة يهدد ارواح البشر الابرياء او يعرضها للخطر او من شانها ان تؤثر على علاقات التعاون بين الدول وهذا راي الاكثرية من فقهاء القانون الدولي مادام اعضاء حركة التحرير الوطني يخضعون انفسهم للقانون.
الاتجاة الثاني: يفضي بعدم التمييز بين تلك الانشطة والافعال السابقة ويعدها جميعا من قبيل الاعمال الارهابية,وهذا هو السائد في الغرب حاليا,ان مرد هذا الاختلاف يرجع الى سبب الاختلاف في الموافق حول حركات التحرر نفسها .فالذين يؤيدون موقف حركات التحرر يرون انها مشروعة ولو استخدمت القوة والعنف ,من اجل تحقيق اهدافها النبيلة, في نيل استقلالها وحريتها واما الذين لايؤيدون موفق الحركات الثورية يرون ان الانشطة التي تقوم بها هذة الحركات تنطوي على العنف والقوة من قبيل الارهاب وينبغي مناهضتها.وعلى الرغم مما نصت علية المواثيق وقرارات الامم المتحدة من حق الشعوب المغلوبة على امرها ,والمحتلة, في التحرر وتقرير المصير وكفاحها المشروع من اجل ذلك اي ان الخلاف محتدم الان بين دول العالم الثالث بما فيها الدول العربية,والدول الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية, حول شرعية الكفاح المسلح في سبيل التحرر والاستقلال وتقرير المصير. فترى الولايات المتحدة ,وكندا, وايطاليا,وهولندا, وعدد من فقهاء الغرب ان حق الشعوب في الكفاح المسلح لايسوغ استخدام السلاح انما الكفاح بالوسائل السلميةبينما ترى دول العالم الثالث ان الكفاح يشمل جميع التدابير المناسبة بما فيها الكفاح المسلح. ومما لاشك فية ان حركات التحررالوطني التي تتماشى مع تعاليم الاسلام تنطوي اعمالها تحت الارهاب المشروع.
اسباب ظهور الارهاب:هناك اسباب وعوامل كثيرة مؤدية الى ظهور الارهاب نوجز بعضا منها واهمها.
1-الاستعمار: وهو اساس الارهاب ومنبعة ولولا الاستعمار والاحتلال لما وجد الارهاب بهذة الكثرة ومازالت امتنا الاسلامية والعربية تعاني من ويلات هذا الاحتلال وتوابعة فهو ينهب ثروات البلد وينشر الجهل والتخلف ويستعبد الشعب وهو في سبيل تحقيق اهدافةيلجا الى العنف والارهاب ضد افراد الشعب المحتل بممارسةالارهاب المعتاد لنيل حريتة وحقوقة التي لايتنازل عنها, كما هو الحال في العراق اليوم وشعبنا في فلسطين.
القهر السياسي: وهو رديف الارهاب ومايجري في دول العالم الثالث من الماسي والاحزان عندما ينفرد بالحكم فرد ينصبة الاستعمار ويدعمة ضد رغبة ابناء الشعب وينتهك حقوق الانسان, وتصادر حريتة ويزداد القمع والتعسف والظلم فتوصد الابواب وتنسد الطرق امام الشعب الاطريق الثورة والعنف, والارهاب الموجة ضد السلطة العميلة وعندما تنعدم وسائل الحوار الديقراطي الشرعي كما يحصل في دول افريقيا وجنوب شرق اسيا اليوم.
العامل الاجتماعي:في ضوء التغير الاجتماعي الحاصل ظهرت مظاهر سلوكية جديدة مما اتاح على ذلك التقدم في مجال الاتصالات والموصلات بين مجتمعات الشرق والغرب استوردت معها قيما جديدة ومفاهيم وافكار غريبة وتعاليم فاسدة جعلتها ممزقة وهزيلة لاتتناسب مع القيم الاسلامية السائدة هنا. وهذا الاختلاط بين القيم المرتبطةبالقضايا الدينية والروحية والتقاليد العربية الاصيلة ,اخل بالموازين التي تضبط المجتمع كما ظهرت حركات بين اوساط الشباب مثل (حركة عبدة الشيطان)في مصر والتي تدعمها الصهيونية العالمية. العامل الاقتصادي:ان تردي الاحوال الاقتصادية يؤدي الى الاحباط والياس والحقد على المجتمع وكيانة مما يؤدي بالانسان الى الانتقام منة ومحاربتة, فالفقر والبطالة وتدني مستوى المعيشة ومشكلات السكن والتضخم وعدم تناسب الاجور,كل هذة الاسباب قد تدفع بالبعض الى العنف والارهاب للتعبير عن احتجاجهم على الاوضاع المتردية التي يعيشون فيها وخاصة بعد الترويج لمفهوم العولمة في الاقتصاد, كما حصل في الارجنتين واندونيسيا وغيرها. العامل النفسي: تلعب وسائل الاعلام دور مهم في اذكاء نار العنف والارهاب وتشجع الافراد ذوي النفوس الضعيفة على القيام باعمال مشابهة للاعمال التي تقام في بلداناخرى من قبل افراد وجماعات منحرفة,فوسائل الاعلام اخذت تعرض بتشويق اعمال العنف وقطع الرؤؤس وخاصة ماتعرضة صفحات الجرائد والمجلات وشاشات التلفزة والسينمامن افلام العنف السطو المسلح فتتاثرتلك النفوس التي في الاصل مليئة بالاحباط والياس فتستهل الجريمة وترى ذلك امرا اعتياديا, كما حصل في المدارس الثانوية في امريكا.عندما اطلق الطلاب النار على زملائهم ومدرسيهم.وكذلك في المانيا ومناطق من اوربا. السياسة الدولية:ان انتقال العالم من مرحاة ثنائية القطبية الى مرحلة التفرد القطبي الواحد والذي هو (امريكا) او مايعرف باسم (النظام العالمي الجديد). وقد صاحب ذلك تحول دول اشتراكية الى الراسمالية وفق انظمة قائمة على حكم الحزب الواحد الى انظمة تسير وفق التعددية السياسية وقد ادى هذا التحول السريع والمفاجىء الى اختلال بالنظام السياسي الدولي حيث تحكمت دولة كبيرة في مصائر الدول الصغرى. وقد نجم عن ذلك ظهور سياسات استعمارية بشكل جديد كما حصل في يوغسلافياالسابقة. مما دعا بشكل طبيعي الدول المتضررة الى العنف والارهاب لرفع الظلم الواقع عليها فميثاق الامم المتحدة الذي وقعت علية (احدى وخمسون دولة) في عام (1945) لم يعد يمثل ارادة المجتمع الدولي الذي بلغ عدد دولة اكثر من (مائة وثمانين دولة) عضو في الامم المتحدة اضافة الى مجلس الامن الدولي الذي تتحكم بة الدول الدائمة العضوية واستخدام حق الاعتراض لها دون سواها(الفيتو) واصبحت دولة واحدة كامريكا تعرض ارادتها على المجتمع الدولي كما حصل في قضايا (العراق والسودان وليبيا وفلسطين) كل هذة الاسباب دفعت الى بروز العنف والارهاب في مختلف انحاء العام. العامل القومي:تعد العوامل القومية من الاسباب المهمة في حدوث العنف والارهاب في المجتمعات التي تتكون من اكثر من قومية, ففي حالة سيطرت قومية على زمام الامور في البلاد وتفضيلها لاتباعها وإعطائهم المكاسب الاقتصادية والمواقع السياسية والاجتماعية المرموقة على حساب القوميات الاخرى,وعندما لاتجد القومية المضطهدة من يسمعها ويستجيب لها ولمطالبها عبر وسائل الديمقراطية لعدم وجودها تلجا الى العنف والارهاب وهو الطريق الوحيد امامها من اجل الحصول على بعض المكاسب. كما هو الحال في( البوسنة والهرسك والشيشان والبانيا) وغيرها من الدول.
** منشأ المصطلح
الإرهاب، المصطلح الأكثر إثارة في العصر الحديث، والذي صار الأكثر تداولا في مجالات الإعلام والسياسة والثقافة والعلاقات الدولية والحضارية، فهو ذو جذر لغوي ينطوي على الخوف أو التخويف حيثما أريد توظيفه، فأرهبه أي خوَّفَه، ورهب خاف، ومن ذلك جاء اشتقاق مصطلح (الراهب) وهو رجل الدين المسيحي وجمعه رهبان وأخته (الراهبة) التي تجمع على راهبات، فهو من الخوف، و(الرهبانية) طريقة هؤلاء الرهبان، وإن ألواح موسى(في نسختها رحمة للذين هم لربهم يرهبون- الاعراف154) بينما يصور لنا القرآن حال الناس بعد أن القى السحرة حبالهم وعصيهم، فإنهم (سحروا أعين الناس واسترهبوهم –الاعراف116)..وفي آيتين متتاليتين نجد جمعا بين الخوف والرهب (ياموسى أقبل ولا تخف انك من الآمنين*اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب- القصص 31-32). ولقد اخبر الله تعالى المسلمين (لأنتم اشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون -الحشر13)، بينما أمرهم (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم-الانفال60) فالهدف هو إخافة كفار مكة ومن معهم من حلفاء لمنعهم من مهاجمة المسلمين الذين كانوا ضعفاء عرضة للابادة ومطمعا للطامعين، وليس فيها ما يأمر المسلمين بالتعرض والمهاجمة، ليرهبوا الخصم، بقدر ما يأمرهم للتهيؤ للدفاع عن النفس. أما في الغرب، فان أصل المصطلح والذي لا يتعدى هذا المعنى، فهو مأخوذ عن اللغة الفارسية، إذ إن Terroris يعني الإرهاب، فالفرس استخدموه منذ زمن طويل(2).واشتقت منه الفارسية الحديثة مصطلح (ترسانْدن) الذي يعني (تخويف/خلق رعب)(3) وانتقل إلى ساحة التداول الأوروبي بحدود عام 1870، لذا نرى إن ذهاب (طارق حرب) إلى اعتداد اصل المصطلح Terrer يوناني وانه يعني الرعب والهول والذعر(4)، ذهاب غير موفق.
توظيف المصطلح
يهتم المختصون في السياسة والإعلام والقانون بدقة المصطلح وتحديدات استخدامه بشكل واضح ودقيق، فان أي استخدام لأي مصطلح من قبل القيمين على تلك المجالات يعني إعطاءه صفة وظيفية تلزم الآخرين بالقياس عليها فيما يستجد من حالات لبروزه، او ما يدعو إلى استخدامه. ما جعل مصطلح الإرهاب عائما على بحر من التفاسير والاحتمالات لتسهيل توظيفه حيث يريد القيمون المشار إليهم بغياب اتفاق دولي على تعريف محدد..وإلا ماذا يعني العجز المفتعل للقيمين على القانون الدولي عن وضع تعريف للإرهاب. فلربما وجدت تعاريف ذات أبعاد أكاديمية غير ملزمة إلا إنها تبقى مهمة في مجال العرض للأفكار المختلفة التي قد تفضي إلى أساس يمكن اعتماده والبناء عليه في إيجاد حل لتلك الإشكالية، ومنها ما استحضره د.متعب مناف من تعريف قاموسي والذي ينص على انه تكتيك[وسيلة]تحاول عن طريقها الجماعات المعزولة اجتماعيا البحث عن قوتها والدفاع عن محاولتها التسلط(5) فهو تعريف ذو منحى اجتماعي وهو وان كان مبتسر في معطياته ونتائجه، فهو يحصر الإرهاب بجماعات معزولة، وهو لا يبحث في الإرهاب خارج إطار الجماعات المعزولة كالممارس رسميا وما يمثله إرهاب الدولة كما يحصل في فلسطين المحتلة وغيرها، أضف إلى ذلك إن الإرهاب ليس وقفا على تلك الجماعات، وإنما صار متنوعا متعدد الأشكال، منه ما يمارس من قبل أجهزة مخابرات متمرسة بواسطة منتسبيها، أو بواسطة عناصر مرتزقة، تحت واجهات معينة، أو حتى من دون واجهات وان الباحث عرّج على بعض تلك الأنواع، وناقش باستفاضة احد صور الإرهاب الرسمي والذي سماه عسف الدولة والارهاب المخابراتي والذي ذكر صور ونماذج منه في بحثه المذكور إلا إن تلك المناقشة جاءت خارج إطار التعريف، وهو ما نهتم بمناقشته في هذه الورقة. فوثائق عصبة الأمم الملغاة تؤكد على إن اتفاقا لمنع الإرهاب والمعاقبة عليه كان قد اعد من قبل العصبة منذ العام 1937(6)، وانه عَدَّ الإرهاب (الأفعال الجنائية الموجهة ضد دولة ما ويكون غرضها أو نتيجتها إشاعة الرعب والذعر لدى شخصيات أو جماعات معينة، أو لدى عموم الجمهور). ولعل الدافع إلى ذلك الجهد الدولي المبكر في تعريف الإرهاب هو اغتيال ملك الصرب على الأراضي الفرنسية عام 1934 ما دفع فرنسا للتشبث من أجل اقرار ميثاق دولي لمكافحة الإرهاب، ولكن طالما جرى تشخيص الإرهاب وتنظيم الاتفاقات الضامنة لمنعه ومعاقبة فاعليه، فهل إن تعريفا دقيقا لما هو إرهاب ولمن هو إرهابي قد اقر واتفق عليه عالميا؟.كما وان الأمم المتحدة واضبت على تضمين جدول أعمال دورات جمعيتها العامة بندا دائم الحضور في كل سنة بعنوان مطول هو (التدابير الهادفة إلى منع الإرهاب الدولي مما يعرض أرواحا بشرية إلى الخطر أو يقتلها أو يهدد الحريات الأساسية، ودراسة الأسباب الكامنة وراء صوره، وأعمال العنف الناشئة عن حالات خيبة الأمل والشقاء والشعور بالغبن وبلوغ حد اليأس والتي تدفع أناسا للتضحية بأرواح بشرية، من بينها أرواحهم، في محاولة لإحداث تغييرات أساسية)، وإنها أفلحت في التوصل إلى اتفاقية دولية لمنع الاستيلاء غير القانوني على الطائرات عام 1971 واتفاقية حماية المبعوثين الدبلوماسيين سنة 1973 واتفاقية منع أخذ الرهائن لسنة 1979، وأخيرا فان اللجنة القانونية الدولية وضمن هذا المسعى الدولي رأت عام 1988 ان الإرهاب هو(كافة الأفعال ذات الطبيعة الإجرامية المرتكبة ضد دولة أخرى أو سكانها بهدف إثارة الرعب لدى الأشخاص أو الجماعات أو الشعب) وهو مشابه كل المشابهة للتعريف الذي أقرته اتفاقية عصبة الأمم لعام 1937. فإذا ما تمعنا مليا في العنوان الغريب العجيب للبند دائمة الحضور والذي أوردناه لاحقا، نجد انه يحوي خلطا غريبا متنافرا ترضويا يحاول ملفقوه التعتيم على الفشل الدولي، ربما المتعمد في تحديد ماهو محرم وما هو مشروع في جانب العنف الذي يسمى ارهابا، وربما يسمى مقاومة، الأمر الذي دعا كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة لأن يطالب في مارس 2005 بوضع تعريف دولي للإرهاب يأخذ بنظر الاعتبار كون"أي عمل يشكل إرهابا إذا ما استهدف التسبب في وفاة أو إحداث إيذاء جسدي خطير لمدنيين وغير مقاتلين بهدف ترهيب سكان أو إجبار حكومة أو منظمة دولية على أي عمل أو الامتناع عنه."وهو مشروع تعريف عام ربما كانت الوزيرة الصهيونية قد قرأته بتمعن لتطرح أفكارها المتماشية مع ذلك التعريف المقترح ولو لأغراض التظاهر بتفهم دوافع النشاط التحرري الفلسطيني المشروع.. لقد أثار مقترح عنان هياجا عربيا رسميا داخل الأمم المتحدة، ما دعا إلى جو تحاوري تفاوضي بين المندوبين العرب في المنظمة الدولية لمقاومة المقترح الذي يلغي حقوق الشعوب المضطهدة في مقاومة الاحتلال الأجنبي وفي مقدمتها الشعب العربي الفلسطيني، وهو الأمر الذي كان عمرو موسى قد أقره عندما قال(إن مقاومة الاحتلال مختلفة كليا) لدى مشاركته في لجنة عليا للبحث في إصلاح الأمم المتحدة. وأعاد عنان تأكيده على ضرورة الاهتمام بوضع تعريف دولي الإرهاب عقب تفجيرات لندن وشرم الشيخ في اكتوبر 2005 معبرا عن اعتقاده في إن تلك التفجيرات (تضفي سببا إضافيا للمضي قدما والاتفاق على تحديد سليم للإرهاب مقبول من قبل الجميع) مشيرا إلى تعريف غير متوازن كانت إحدى لجان الأمم المتحدة قد اقترحته في العام 1996 يصادر حقوق المقاومة الشرعية. ومن سياق هذا التصريح الممزوج بعاطفة مبررة أملتها التفجيرات الدموية، نجد أن مسألة الاختلاف في تعريف الإرهاب أمر له مبرراته المعقولة لذا يجب أن يكون التعريف المقترح مقبولا من قبل الجميع. فالامم المتحدة هي الجهة المخولة قانونا بإعداد القوانين والنصوص والاتفاقات الدولية التي تحقق أمن وسلامة العالم، فإنها كانت منهمكة في هذا الأمر منذ أكثر من سبعين سنة كما مر بنا، وان لجنة مشكلة من 191 دولة يرأسها محمد بنونة تعكف منذ العام 1996 على صياغة تعريف للإرهاب ملزم ومتفق عليه من قبل الجميع.
النظرة الأميركية الإدارات الأميركية المتعاقبة لها موقف سلبي من كل مطلب شعبي بالتحرير(أو دعوة التحرير) أنّى وحيثما كانت تلك المطالب ما لم تكن سائرة ضمن الركب الأميركي، وكان احتضان المعسكر الشيوعي للحركات المتبنية لتلك المطالب احد الأسباب التي دعت الادارات الأميركية المتعاقبة للوقوف موقفا معاديا من تلك الحركات ومطالبها، بل إدراج من تراه أكثر حماسا وجدّية في قوائم سوداء خاصة بالإرهاب. أما وزارة الدفاع الأميركية البنتاﮔون فترى إن الإرهاب هو(أي استعمال غير قانوني لأعمال العنف أو التهديد باستخدامها ضد الأشخاص والممتلكات بهدف إشاعة الرعب وإجبار الحكومة أو الشعب على أمر ما وبالتالي تحقيق أهداف سياسية أو دينية أو ايديولوجية) والملاحظ على هذا التعريف انه يأخذ التوجه اللاأخلاقي الأميركي الذي ينظر إلى الشعوب المحتلة نظرة دونية ويسلبها من كل حقوقها فهو تعريف مطلق لا يستثني جنودا من ذلك الاستعمال للعنف حتى وان كانوا جنود احتلال. ولم يكن تعريف مكتب التحقيقات الفدرالي بعيدا عن تلك التصورات التي اعتمدها البنتاﮔون. عموما فان أميركا تعمل على وفق المصالح الصهيونية، وان كل ما يعد ضررا على أمن إسرائيل هو إرهاب بصرف النظر عن دوافعه وكيفية تنفيذه، وعلى هذا الأساس فان نوابا أميركيين عملوا بجد ونشاط منذ مطلع مايو 2006 على تمرير قانون باسم (قانون مكافحة الإرهاب الفلسطيني)عبر مجلس النواب الأميركي، مما يعني إن أي عمل من أعمال المقاومة هو إرهاب وهو ما لم تجرؤ وزيرة الخارجية الإسرائيلية على القول به.
يحتل الارهاب حيزأ كبيرأ من اهتمام فقهاء القانون الدولي والقانون الجنائي لما تشكله هذه الظاهرة من خطر عظيم على المجتمع
بما يخلفه من ضياع للامن وتدمير للمتلكات وانتهاك للحرمات وتدنيس للمقدسات وقتل وخطف للمدنيين الآمنيين وتهديد لحياة الكثير منهم . وفي العراق بأخذ هذا الموضوع بعدأ اكثر اهمية بحكم معاناته من مختلف صور الجرائم الارهابية وتحت مسميات وذرائع مختلفة . ولا شك ان البحث في المفهوم الارهاب يتطلب دراستها من جوانبها المختلفه غير ان دراستها هذه تقتصر على تحديد مفهومه باعتبارها ظاهرة قانونية على الصعيدين الدولي والداخلي . الإرهاب، المصطلح الأكثر إثارة في العصر الحديث، والذي صار الأكثر تداولا في مجالات الإعلام والسياسة والثقافة والعلاقات الدولية والحضارية، فهو ذو جذر لغوي ينطوي على الخوف أو التخويف وفي هذا البحث الموجز سنسعى الى بحث مفهوم الارهاب في الشريعة الاسلاميه والقانون الوضعي الدولي والداخلي ونحاول تمييز الارهاب من غيره من اعمال العنف المشروعه كأعمال المقاومه والكفاح المسلح . وسنقسم الدراسه الى أربعة مباحث يتعلق المبحث الاول منها في تعريف الارهاب وتأريخه ونكرس المبحث الثاني لموضوع الارهاب في القانون الوطني اما المبحث الثالث فسنتناول فيه موضوع الارهاب في القانون الدولي واخيرأ ميزنا بين الارهاب ونشاط الكفاح المسلح واعمال المقاومه . 0
الفصل الاول : مفهوم الارهاب :
يتطرق هذا المفهوم الي دراسة منشأ المصطلح :-
تعريف الارهاب لغة واصطلاحا:
كلمة ارهاب ماخوذة من رهب بالكسرة يرهب,رهبة, رهبا. وهو بمعنى الخوف مع تحرز واضطراب . ويقابلها باللغة الانكليزية كلمة(terror) وهي الاكثر شيوعا ويرجع اصلها الى كلمة لاتينية (terr) وتعني الترويع او الرعب . وكلمة terrorism)) تقابلهاارهاب والكلمتان مرتبطتان من حيث المعنى والمدلول اللغوي. وكذلك تاتي كلمة ارهاب بكسر الهمزة بمعنى الازعاج والاخافة.
تعريف الارهاب:
توجد هناك عدة تعريفات لمعنى الارهاب ولكن لايوجد اتفاق دولي على تعريف الارهاب وذلك لوجود خلاف كبير في تعريفة وتحديد معناة فما يرى الاخرون ارهاب يجد غيرهم انة نضال مشروع ولكن سنوجز بعض هذة التعريفات للارهاب من منظور غير اسلامي لكي يميز القارىء الكريم الفرق بين تعريف الاسلام للارهاب وبين غيرة.
الراي الاول:وهو اتجاة بعض الباحثين الذين يرون استبعاد ايجاد تعريف للارهاب وذلك بسبب اختلاف انظارالباحثين في تعريفة لذات كل منهم وينظر وفق هواة ومصالحة ومن جانب اخر يستطيع المرء ان يميز العمل الارهابي او يحددة بمجرد رؤيتة-وبالتالي فان مسالة التعريف قضية غير مجدية كما وصفتها الامم المتحدة وهي لاتغير كثيرا من النظرة الى الارهاب مادامت صورة الارهاب مستقرة في اذهان الناس ان الذين اعتنقوا هذا الراي او مما دفعهم الية هو عجز المجتمع الدولي وعلى اختلاف هيئاتة من التوصل الى تعريفات شاملة تحظى بقبول الجميع
الراي الثاني: ويرى اصحاب هذا الراي ان تعريف ارلاهاب من خلال وصف الافعال المادية التي يمكن ان يطلق عليها لفظ ارهاب من دون النظر الى مرتكبيها ودافعهم التي قد تكون مشروعة. فالارهاب عندهم هو اغتيال , وخطف الطائرات وارتهان الاشخاص, فهذة الافعال ارهابية ومن يرتكبها يوصف بانة ارهابي بغض النظر عن دوافع الارتكاب مثل هذة الافعال
الراي الثالث: وهو الراي الذي يقوم على الدراسة الموضوعيةوالدراسية العلمية التي يقوم بها الباحثون مع الاخذ بعين الاعتبار اهداف ودوافع الارهاب بغض النظر عن الاساليب والاشكال المتخذة لتنفيذة فقد عرف مؤتمر (سوقيا)لتوحيد القانون الجزائي المنعقد سنة(1930)الجريمة الارهابية (بانها الاستعمال العمدي لكل وسيلة قادرة على احداث خطر جماعي ويعتبر الرعب نصرا اساسيا في تكوين هذة الجريمة)
1-وقد عرف المؤتمر الدولي الذي عقد تحت اشراف عصبة الامم المتحدة في سنة(1937) الارهاب(بانة الافعال الجنائية الموجهة ضدة دولة يكون الغرض منها اثارة الفزع والرعب,لدى اشخصيات معينة او جماعات من الناس)
2-وقد عرفت الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب , الجريمة الارهابية بانها(كل فعل من افعال العنف او التهديد ايا كان بواعثة او اغراضة,يقع نتفيذا لمشروع اجرامي او جماعي يهدف الى القاء الرعب بين الناس)
3-وكذلك عرفتة دائرة المعارف الحديثة بالقول(الارهاب من الوسائل التي يستخدمها الحكم الاستبدادي لارغام الجماهير على الخضوع والاستسلام وذلك بنشر الرعب والفزع بين الناس)
4-وقد عرفتة دول عدم الانحياز سنة (1984)الارهاب بانة نوع من العنف تقوم بة قوى استعمارية عنصرية او نظام ضد الشعوب المناضلة من اجل الحرية والاستقلال
5- وقد عرفة القانون السوري واللبناني:الارهاب: انة جميع الاعمال التي ترمي الى ايجاد حالة من الذعر وترتكب بوسائل كالادوات المتفجرة والاسلحة الحربية التي من شانها ان تحدث خطرا عاما
6-وقد عرفة العميد محمد خليفة من وجهة نظر دول الخليج العربي: بانة استخدام القوة على نحو منظم ومتصل بقصد تحقيق اهداف ذات طبيعة سياسية تؤدي الى الاخلال بمفهوم النظام في الدولة
ونستنتج من جميع هذة التعريفات الكثيرة والمتعددة والتي اختصرنا الكثير منها لكي لانطيل في البحث انما لاعطاء فكرة ولو موجزة عن تعريف المجتمع اللارهاب من مفهوم غير اسلامي فجميع هذة التعريفات قد اغفلت دلالة القران الكريم والسنة النبوية الشريفة الارهاب لذا فهي بعيدة كل البعد عن الفهم الاسلامي الصحيح لمعنى الارهاب ومفهومة.
فقد اسند البعض الارهاب للدولة فقط لمجرد قبامها بافعال قمعية ضد افراد الشعب,بينما اتسمت بعض التعاريف الاخرى بالغموض وعدم التحديد وبعض الكتاب اضافوا كلمة السياسي الى الارهاب فاصبح مايعرف( بالارهاب السياسي) لاعطائة الصفة السياسية والذي نستنتج من هذة التعاريف ان اهداف الارهاب وغايتة هو تحقيق هدف سياسي مجرد يتضح لنا ان منبع هذة التعريفات كما ذكرناهي من مفهوم غير اسلامي وقد تنطبق على عدد من المنظمات التي تشيع الفوضى وتؤذي الامنين, ولكنها لاتنطبق باي حال من الاحوال على المنظمات الاسلامية التي تقاتل المعتدين وفق المنظور الشرعي ومن هنا جاء الخلط وهو عن قصد وعمد من خلال الاعلام الغربي ةالهيمنة الامريكية على الدول الاسلامية, وسوف نعرف ان جميع هذة التعريفات للارهاب هي لاتنطبق على المفهوم الاسلامي لة.فالاعلام الغربي والامريكي بالاخص يقوم بتصوير اي عمل اسلامي وعربي من اجل التحرر هو ارهاب في حين نرى ان هناك الكثير من حركات التحرر في افريقا واسيا واوربا تقاتل من اجل اهداف مختلفة بعضها من اجل التحرر والبعض الاخر من اجل السلطة فتطلق عليهم اسم العنف,كالصراع في ايرلندا الشمالية بين (الارثودوكس والبروتستانت) وهو صراع عقائدي وتلك المجازر التي حصلت في افريقيا بين (الهوتو والتوتسي) في بورندي وراواندا وهو صراع عرقي ومجازر الصرب ضد المسلمين في (البوسنة والهرسك) وكذلك بين (المسلمين والهندوس) في كشميروالهند.جميع هذة الافعال اينما وجدت ضد المسلمين والعرب يسميها الاعلام الغربي بالعنف. ومايحصل في فلسطين والعراق اليوم على يد قوات الاحتلال والامريكي والملشيات المسلحة التي جاءت معة يفوق كل المسميات.لقد حولت امريكا بلد مسالم ونامي مثل العراق الى بؤرة اللارهاب الدولي حيث اصبح قاعدة صراع لجميع المنظمات الارهابية في العالم لتصفية حساباتها على ارضة فقد هيأ الاعلام الغربي وللاسف بعض الاعلام العربي والفضائيات التي تردد كالببغاء المصطلحات الغربية دون تمحيص وتدقيق وتاكد من الاهداف الخبيثة الارضية المناسبة لوصم العرب والمسلمين بالارهاب.فاول هذة المصطلحات بدأت بكلمات غير مرعبة (كالمتشددين الاسلاميين) وثم تبعتها كلمة( الاصوليين) وكلما تقبل المجتمع مصطلحا وتعود عليةمن خلال وسائل الاعلام زجت بمصطلح اخر جديد ومن ثم كلمة(المتطرفين المسلمين) واخيرا وصلت الى كشف المستور من خلال اعلانها بان المسلمين والعرب ارهابيون وكل العام لدية فكرة عن الارهاب ولايحتاج الى شرح وتوضيح من قبلهم ولكن سنبين فهم الاسلام للارهاب ومدى مشروعيتة لدى المسلمين على ان نوضح جانب بسيط من الحقيقية في هذا البحث المتواضع خدمة للحقيقة. الفرق بين الارهاب وبعض الاعمال المشابهة لة:
1-الارهاب والعنف السياسي: كثير من الناس يخلط الارهاب بالعنف السياسي بسبب التقارب الشديد القائم بينهما اذ كلاهما يرمي الى تحقيق اهداف وغايات سياسية وكلاهما يتمان بصورة منظمة من اجل تحقيق تلك الاهداف, ويمكن القول ان الارهاب والعنف السياسي يلتقيان في عدة مواضع فكلاهما يعتمد القوة والتهديد ويعتمدان على تحقيق اهداف محددة باستخدام وسائل الايقاع والرهبة في نفوس الاخرين, فالعمليات الارهابية تهدف الى تحويل الانظار الى قضية تهم الارهابين فتحاول اثارتها وجذب الانتباة اليها بينما العنف السياسي يسعى القائمون بة الى تحقيق اهداف مغايرة ليست بالضرورة اثارة الراي العام ولفت الانتباة ,ان العنف وسيلة اواداة بينما الارهاب ناتج او رد الفعل علية،
2-الارهاب والعدوان:العدوان يمكن ان يكون وسيلة من وسائل الارهاب وقد لاسيكون فان العدوان يهدف الى تحقيق غاية معينة وقد يكون لمجرد الاعتداء , بينما الارهاب يهدف الى تحقيق غاية معينة وكذلك فان اسباب العدوان تكون في استهجان واستنكار من قبل الافراد والمجتمع ,بينما تكون دوافع الارهاب مقبولة لدى بعض الاطراف كما هو الحال في الارهاب المشروع.
3-الارهاب والحرب:للحرب قوانين وقاعدة مقررة ومعروفة دولياتنظمها,بينما لاتوجد في الارهاب غير المشروع اي قواعد واعراف دولية فالحرب تكن عادة صراع بين دولتين, بينما الارهاب في الغالب عبارة عن جماعةاو منظمة تضرب ضربتها في الزمان والمكان الذي تريدة ولاتتوقع غالبا ردا مقابلا, وقد تحدث اثناء الحرب عمليات ارهابية, ولكن لايشترطان تحدث العمليات الارهابية بعدها.
4-الارهاب وحرب العصابات: حرب العصابات اسلوب للقتال محدود تقوم بة فئة من المقاتلين وذلك في ظروف مختلفة عن الظرف المعتادة في الحروب وبالذات خلف خطوط العدو, وتتميز حرب العصابات بكونها حربا صغيرة ولاتخضع لقواعد ثابتة وبطابع المفاجئة والمباغتة, وحرب العصابات تلقى دعما ماديا ومعنويا وتاييدا شعبيا من تامين الملجا الى المقاتلين وتزويدهم بالعتاد والارزاق,بينما الارهاب قد يكون مذموما من قبل الشعب اذا كان من اجل مكاسب مادية او مطامح شخصية, وتسعى حرب العصابات الى الحاق اكبر الخسائر المادية والمعنويةفي صفوف العدو, بينما تستهدف العمليات الارهابية الدعاية ولفت الانتباة واثارة المشاعر والتعاطف من اجل كسب ود الراي العام تجاة القضايا التي يعمل من اجلها الارهابيون.
5-الارهاب والجريمة المنظمة: الجريمة المنظمة عنف منظم بقصد الحصول على مكاسب مالية بطرق وأساليب غير مشروعة , فالجريمة المنظمة ما هي الاصورة من صور الجرائم العادية غير ان ما يميزها هو انها تاتي بعد تدبير ونتظيم وتعتمد في عملها على العديد من الوسائل والاساليب غير المشروعة كالنصب والاحتيال والتزوير والسطو والقتل, ومن سمات الجريمة المنظمة العنف فان هناك اشياء مشتركة بين الارهاب والجريمة المنظمة ان الرعب والخوف والرهبة في النفوس وقد يكون ذلك الرعب موجة الى المواطنين والسلطات في آن واحد فالجريمة المنظمة تفرض الرعب على الناس لتحصل على اموالهم وعلى رجال الشرطة لكي لايتدخلوا في شؤونها والمنظمات الارهابية قد ترهب المواطنين لاثارة الراي العام ضد السلطات.
6-الارهاب وحركات التحرر الوطني: لايفرق الكثيرون بين الارهاب وحركات التحرر الوطني نتيجة الخلط والتشوية الذي تقوم بة وسائل الاعلام الغربية ومحاولة اضفاء الشرعية على مثل هذة الاعمال. ونعتها ووصفها بما ينفر الناس منها فهي في نظرهم بالاضافة الى انها ارهاب اعمال لاأخلاقية ولاسياسية وغير مسوغة وعدوانية ومن ثم ينبغي ان يقف المجتمع الدولي لمحاربتها وصدها, وحقيقة الامر ان هذة الحركات تسعى لاسترداد حقها غير القابل للتصرف بجميع الوسائل المتوفرة تحت تصرفها بما في ذلك القوة المسلحة. وينبغي الاشارة الى استعمال القوة من قبل حركات التحرر الوطني ضد الانظمة الاستعمارية او العنصرية وغيرها من اشكال السيطرة الاجنبية إذاكان موجها ضد اهداف العسكرية او غير العسكرية للدولة الخصم ولاعلاقة لة بمسالة الارهاب مادام سلوك المقاتلين من الطرفين تحكمة الاتفاقيات الدولية, ولكن يحصل الخاط بين حركات التحرر والارهاب اذ كان استعمال القوة من قبل هذة الحركات او الافراد منتمين اليها او يعملون باسمها ضد اهداف معينة خارج اراضي الدولة العدو, وهناك اتجاهات في مسالة الارهاب وحركات التحرر الوطني .
الاتجاة الاول: يرى انة ينبغي التمييز بين تلك الانشطة التي تمارسها حركات سياسية ثورية مغلوبة على امرها تحاول من خلال نضالها المستمر تحقيق مصير شعوبها واستقلالها, وبين الارهاب, فالاول يعتبر من قبيل العنف المسوغ. ويرى انة يهدد ارواح البشر الابرياء او يعرضها للخطر او من شانها ان تؤثر على علاقات التعاون بين الدول وهذا راي الاكثرية من فقهاء القانون الدولي مادام اعضاء حركة التحرير الوطني يخضعون انفسهم للقانون.
الاتجاة الثاني: يفضي بعدم التمييز بين تلك الانشطة والافعال السابقة ويعدها جميعا من قبيل الاعمال الارهابية,وهذا هو السائد في الغرب حاليا,ان مرد هذا الاختلاف يرجع الى سبب الاختلاف في الموافق حول حركات التحرر نفسها .فالذين يؤيدون موقف حركات التحرر يرون انها مشروعة ولو استخدمت القوة والعنف ,من اجل تحقيق اهدافها النبيلة, في نيل استقلالها وحريتها واما الذين لايؤيدون موفق الحركات الثورية يرون ان الانشطة التي تقوم بها هذة الحركات تنطوي على العنف والقوة من قبيل الارهاب وينبغي مناهضتها.وعلى الرغم مما نصت علية المواثيق وقرارات الامم المتحدة من حق الشعوب المغلوبة على امرها ,والمحتلة, في التحرر وتقرير المصير وكفاحها المشروع من اجل ذلك اي ان الخلاف محتدم الان بين دول العالم الثالث بما فيها الدول العربية,والدول الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية, حول شرعية الكفاح المسلح في سبيل التحرر والاستقلال وتقرير المصير. فترى الولايات المتحدة ,وكندا, وايطاليا,وهولندا, وعدد من فقهاء الغرب ان حق الشعوب في الكفاح المسلح لايسوغ استخدام السلاح انما الكفاح بالوسائل السلميةبينما ترى دول العالم الثالث ان الكفاح يشمل جميع التدابير المناسبة بما فيها الكفاح المسلح. ومما لاشك فية ان حركات التحررالوطني التي تتماشى مع تعاليم الاسلام تنطوي اعمالها تحت الارهاب المشروع.
اسباب ظهور الارهاب:هناك اسباب وعوامل كثيرة مؤدية الى ظهور الارهاب نوجز بعضا منها واهمها.
1-الاستعمار: وهو اساس الارهاب ومنبعة ولولا الاستعمار والاحتلال لما وجد الارهاب بهذة الكثرة ومازالت امتنا الاسلامية والعربية تعاني من ويلات هذا الاحتلال وتوابعة فهو ينهب ثروات البلد وينشر الجهل والتخلف ويستعبد الشعب وهو في سبيل تحقيق اهدافةيلجا الى العنف والارهاب ضد افراد الشعب المحتل بممارسةالارهاب المعتاد لنيل حريتة وحقوقة التي لايتنازل عنها, كما هو الحال في العراق اليوم وشعبنا في فلسطين.
القهر السياسي: وهو رديف الارهاب ومايجري في دول العالم الثالث من الماسي والاحزان عندما ينفرد بالحكم فرد ينصبة الاستعمار ويدعمة ضد رغبة ابناء الشعب وينتهك حقوق الانسان, وتصادر حريتة ويزداد القمع والتعسف والظلم فتوصد الابواب وتنسد الطرق امام الشعب الاطريق الثورة والعنف, والارهاب الموجة ضد السلطة العميلة وعندما تنعدم وسائل الحوار الديقراطي الشرعي كما يحصل في دول افريقيا وجنوب شرق اسيا اليوم.
العامل الاجتماعي:في ضوء التغير الاجتماعي الحاصل ظهرت مظاهر سلوكية جديدة مما اتاح على ذلك التقدم في مجال الاتصالات والموصلات بين مجتمعات الشرق والغرب استوردت معها قيما جديدة ومفاهيم وافكار غريبة وتعاليم فاسدة جعلتها ممزقة وهزيلة لاتتناسب مع القيم الاسلامية السائدة هنا. وهذا الاختلاط بين القيم المرتبطةبالقضايا الدينية والروحية والتقاليد العربية الاصيلة ,اخل بالموازين التي تضبط المجتمع كما ظهرت حركات بين اوساط الشباب مثل (حركة عبدة الشيطان)في مصر والتي تدعمها الصهيونية العالمية. العامل الاقتصادي:ان تردي الاحوال الاقتصادية يؤدي الى الاحباط والياس والحقد على المجتمع وكيانة مما يؤدي بالانسان الى الانتقام منة ومحاربتة, فالفقر والبطالة وتدني مستوى المعيشة ومشكلات السكن والتضخم وعدم تناسب الاجور,كل هذة الاسباب قد تدفع بالبعض الى العنف والارهاب للتعبير عن احتجاجهم على الاوضاع المتردية التي يعيشون فيها وخاصة بعد الترويج لمفهوم العولمة في الاقتصاد, كما حصل في الارجنتين واندونيسيا وغيرها. العامل النفسي: تلعب وسائل الاعلام دور مهم في اذكاء نار العنف والارهاب وتشجع الافراد ذوي النفوس الضعيفة على القيام باعمال مشابهة للاعمال التي تقام في بلداناخرى من قبل افراد وجماعات منحرفة,فوسائل الاعلام اخذت تعرض بتشويق اعمال العنف وقطع الرؤؤس وخاصة ماتعرضة صفحات الجرائد والمجلات وشاشات التلفزة والسينمامن افلام العنف السطو المسلح فتتاثرتلك النفوس التي في الاصل مليئة بالاحباط والياس فتستهل الجريمة وترى ذلك امرا اعتياديا, كما حصل في المدارس الثانوية في امريكا.عندما اطلق الطلاب النار على زملائهم ومدرسيهم.وكذلك في المانيا ومناطق من اوربا. السياسة الدولية:ان انتقال العالم من مرحاة ثنائية القطبية الى مرحلة التفرد القطبي الواحد والذي هو (امريكا) او مايعرف باسم (النظام العالمي الجديد). وقد صاحب ذلك تحول دول اشتراكية الى الراسمالية وفق انظمة قائمة على حكم الحزب الواحد الى انظمة تسير وفق التعددية السياسية وقد ادى هذا التحول السريع والمفاجىء الى اختلال بالنظام السياسي الدولي حيث تحكمت دولة كبيرة في مصائر الدول الصغرى. وقد نجم عن ذلك ظهور سياسات استعمارية بشكل جديد كما حصل في يوغسلافياالسابقة. مما دعا بشكل طبيعي الدول المتضررة الى العنف والارهاب لرفع الظلم الواقع عليها فميثاق الامم المتحدة الذي وقعت علية (احدى وخمسون دولة) في عام (1945) لم يعد يمثل ارادة المجتمع الدولي الذي بلغ عدد دولة اكثر من (مائة وثمانين دولة) عضو في الامم المتحدة اضافة الى مجلس الامن الدولي الذي تتحكم بة الدول الدائمة العضوية واستخدام حق الاعتراض لها دون سواها(الفيتو) واصبحت دولة واحدة كامريكا تعرض ارادتها على المجتمع الدولي كما حصل في قضايا (العراق والسودان وليبيا وفلسطين) كل هذة الاسباب دفعت الى بروز العنف والارهاب في مختلف انحاء العام. العامل القومي:تعد العوامل القومية من الاسباب المهمة في حدوث العنف والارهاب في المجتمعات التي تتكون من اكثر من قومية, ففي حالة سيطرت قومية على زمام الامور في البلاد وتفضيلها لاتباعها وإعطائهم المكاسب الاقتصادية والمواقع السياسية والاجتماعية المرموقة على حساب القوميات الاخرى,وعندما لاتجد القومية المضطهدة من يسمعها ويستجيب لها ولمطالبها عبر وسائل الديمقراطية لعدم وجودها تلجا الى العنف والارهاب وهو الطريق الوحيد امامها من اجل الحصول على بعض المكاسب. كما هو الحال في( البوسنة والهرسك والشيشان والبانيا) وغيرها من الدول.
** منشأ المصطلح
الإرهاب، المصطلح الأكثر إثارة في العصر الحديث، والذي صار الأكثر تداولا في مجالات الإعلام والسياسة والثقافة والعلاقات الدولية والحضارية، فهو ذو جذر لغوي ينطوي على الخوف أو التخويف حيثما أريد توظيفه، فأرهبه أي خوَّفَه، ورهب خاف، ومن ذلك جاء اشتقاق مصطلح (الراهب) وهو رجل الدين المسيحي وجمعه رهبان وأخته (الراهبة) التي تجمع على راهبات، فهو من الخوف، و(الرهبانية) طريقة هؤلاء الرهبان، وإن ألواح موسى(في نسختها رحمة للذين هم لربهم يرهبون- الاعراف154) بينما يصور لنا القرآن حال الناس بعد أن القى السحرة حبالهم وعصيهم، فإنهم (سحروا أعين الناس واسترهبوهم –الاعراف116)..وفي آيتين متتاليتين نجد جمعا بين الخوف والرهب (ياموسى أقبل ولا تخف انك من الآمنين*اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب- القصص 31-32). ولقد اخبر الله تعالى المسلمين (لأنتم اشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون -الحشر13)، بينما أمرهم (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم-الانفال60) فالهدف هو إخافة كفار مكة ومن معهم من حلفاء لمنعهم من مهاجمة المسلمين الذين كانوا ضعفاء عرضة للابادة ومطمعا للطامعين، وليس فيها ما يأمر المسلمين بالتعرض والمهاجمة، ليرهبوا الخصم، بقدر ما يأمرهم للتهيؤ للدفاع عن النفس. أما في الغرب، فان أصل المصطلح والذي لا يتعدى هذا المعنى، فهو مأخوذ عن اللغة الفارسية، إذ إن Terroris يعني الإرهاب، فالفرس استخدموه منذ زمن طويل(2).واشتقت منه الفارسية الحديثة مصطلح (ترسانْدن) الذي يعني (تخويف/خلق رعب)(3) وانتقل إلى ساحة التداول الأوروبي بحدود عام 1870، لذا نرى إن ذهاب (طارق حرب) إلى اعتداد اصل المصطلح Terrer يوناني وانه يعني الرعب والهول والذعر(4)، ذهاب غير موفق.
توظيف المصطلح
يهتم المختصون في السياسة والإعلام والقانون بدقة المصطلح وتحديدات استخدامه بشكل واضح ودقيق، فان أي استخدام لأي مصطلح من قبل القيمين على تلك المجالات يعني إعطاءه صفة وظيفية تلزم الآخرين بالقياس عليها فيما يستجد من حالات لبروزه، او ما يدعو إلى استخدامه. ما جعل مصطلح الإرهاب عائما على بحر من التفاسير والاحتمالات لتسهيل توظيفه حيث يريد القيمون المشار إليهم بغياب اتفاق دولي على تعريف محدد..وإلا ماذا يعني العجز المفتعل للقيمين على القانون الدولي عن وضع تعريف للإرهاب. فلربما وجدت تعاريف ذات أبعاد أكاديمية غير ملزمة إلا إنها تبقى مهمة في مجال العرض للأفكار المختلفة التي قد تفضي إلى أساس يمكن اعتماده والبناء عليه في إيجاد حل لتلك الإشكالية، ومنها ما استحضره د.متعب مناف من تعريف قاموسي والذي ينص على انه تكتيك[وسيلة]تحاول عن طريقها الجماعات المعزولة اجتماعيا البحث عن قوتها والدفاع عن محاولتها التسلط(5) فهو تعريف ذو منحى اجتماعي وهو وان كان مبتسر في معطياته ونتائجه، فهو يحصر الإرهاب بجماعات معزولة، وهو لا يبحث في الإرهاب خارج إطار الجماعات المعزولة كالممارس رسميا وما يمثله إرهاب الدولة كما يحصل في فلسطين المحتلة وغيرها، أضف إلى ذلك إن الإرهاب ليس وقفا على تلك الجماعات، وإنما صار متنوعا متعدد الأشكال، منه ما يمارس من قبل أجهزة مخابرات متمرسة بواسطة منتسبيها، أو بواسطة عناصر مرتزقة، تحت واجهات معينة، أو حتى من دون واجهات وان الباحث عرّج على بعض تلك الأنواع، وناقش باستفاضة احد صور الإرهاب الرسمي والذي سماه عسف الدولة والارهاب المخابراتي والذي ذكر صور ونماذج منه في بحثه المذكور إلا إن تلك المناقشة جاءت خارج إطار التعريف، وهو ما نهتم بمناقشته في هذه الورقة. فوثائق عصبة الأمم الملغاة تؤكد على إن اتفاقا لمنع الإرهاب والمعاقبة عليه كان قد اعد من قبل العصبة منذ العام 1937(6)، وانه عَدَّ الإرهاب (الأفعال الجنائية الموجهة ضد دولة ما ويكون غرضها أو نتيجتها إشاعة الرعب والذعر لدى شخصيات أو جماعات معينة، أو لدى عموم الجمهور). ولعل الدافع إلى ذلك الجهد الدولي المبكر في تعريف الإرهاب هو اغتيال ملك الصرب على الأراضي الفرنسية عام 1934 ما دفع فرنسا للتشبث من أجل اقرار ميثاق دولي لمكافحة الإرهاب، ولكن طالما جرى تشخيص الإرهاب وتنظيم الاتفاقات الضامنة لمنعه ومعاقبة فاعليه، فهل إن تعريفا دقيقا لما هو إرهاب ولمن هو إرهابي قد اقر واتفق عليه عالميا؟.كما وان الأمم المتحدة واضبت على تضمين جدول أعمال دورات جمعيتها العامة بندا دائم الحضور في كل سنة بعنوان مطول هو (التدابير الهادفة إلى منع الإرهاب الدولي مما يعرض أرواحا بشرية إلى الخطر أو يقتلها أو يهدد الحريات الأساسية، ودراسة الأسباب الكامنة وراء صوره، وأعمال العنف الناشئة عن حالات خيبة الأمل والشقاء والشعور بالغبن وبلوغ حد اليأس والتي تدفع أناسا للتضحية بأرواح بشرية، من بينها أرواحهم، في محاولة لإحداث تغييرات أساسية)، وإنها أفلحت في التوصل إلى اتفاقية دولية لمنع الاستيلاء غير القانوني على الطائرات عام 1971 واتفاقية حماية المبعوثين الدبلوماسيين سنة 1973 واتفاقية منع أخذ الرهائن لسنة 1979، وأخيرا فان اللجنة القانونية الدولية وضمن هذا المسعى الدولي رأت عام 1988 ان الإرهاب هو(كافة الأفعال ذات الطبيعة الإجرامية المرتكبة ضد دولة أخرى أو سكانها بهدف إثارة الرعب لدى الأشخاص أو الجماعات أو الشعب) وهو مشابه كل المشابهة للتعريف الذي أقرته اتفاقية عصبة الأمم لعام 1937. فإذا ما تمعنا مليا في العنوان الغريب العجيب للبند دائمة الحضور والذي أوردناه لاحقا، نجد انه يحوي خلطا غريبا متنافرا ترضويا يحاول ملفقوه التعتيم على الفشل الدولي، ربما المتعمد في تحديد ماهو محرم وما هو مشروع في جانب العنف الذي يسمى ارهابا، وربما يسمى مقاومة، الأمر الذي دعا كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة لأن يطالب في مارس 2005 بوضع تعريف دولي للإرهاب يأخذ بنظر الاعتبار كون"أي عمل يشكل إرهابا إذا ما استهدف التسبب في وفاة أو إحداث إيذاء جسدي خطير لمدنيين وغير مقاتلين بهدف ترهيب سكان أو إجبار حكومة أو منظمة دولية على أي عمل أو الامتناع عنه."وهو مشروع تعريف عام ربما كانت الوزيرة الصهيونية قد قرأته بتمعن لتطرح أفكارها المتماشية مع ذلك التعريف المقترح ولو لأغراض التظاهر بتفهم دوافع النشاط التحرري الفلسطيني المشروع.. لقد أثار مقترح عنان هياجا عربيا رسميا داخل الأمم المتحدة، ما دعا إلى جو تحاوري تفاوضي بين المندوبين العرب في المنظمة الدولية لمقاومة المقترح الذي يلغي حقوق الشعوب المضطهدة في مقاومة الاحتلال الأجنبي وفي مقدمتها الشعب العربي الفلسطيني، وهو الأمر الذي كان عمرو موسى قد أقره عندما قال(إن مقاومة الاحتلال مختلفة كليا) لدى مشاركته في لجنة عليا للبحث في إصلاح الأمم المتحدة. وأعاد عنان تأكيده على ضرورة الاهتمام بوضع تعريف دولي الإرهاب عقب تفجيرات لندن وشرم الشيخ في اكتوبر 2005 معبرا عن اعتقاده في إن تلك التفجيرات (تضفي سببا إضافيا للمضي قدما والاتفاق على تحديد سليم للإرهاب مقبول من قبل الجميع) مشيرا إلى تعريف غير متوازن كانت إحدى لجان الأمم المتحدة قد اقترحته في العام 1996 يصادر حقوق المقاومة الشرعية. ومن سياق هذا التصريح الممزوج بعاطفة مبررة أملتها التفجيرات الدموية، نجد أن مسألة الاختلاف في تعريف الإرهاب أمر له مبرراته المعقولة لذا يجب أن يكون التعريف المقترح مقبولا من قبل الجميع. فالامم المتحدة هي الجهة المخولة قانونا بإعداد القوانين والنصوص والاتفاقات الدولية التي تحقق أمن وسلامة العالم، فإنها كانت منهمكة في هذا الأمر منذ أكثر من سبعين سنة كما مر بنا، وان لجنة مشكلة من 191 دولة يرأسها محمد بنونة تعكف منذ العام 1996 على صياغة تعريف للإرهاب ملزم ومتفق عليه من قبل الجميع.
النظرة الأميركية الإدارات الأميركية المتعاقبة لها موقف سلبي من كل مطلب شعبي بالتحرير(أو دعوة التحرير) أنّى وحيثما كانت تلك المطالب ما لم تكن سائرة ضمن الركب الأميركي، وكان احتضان المعسكر الشيوعي للحركات المتبنية لتلك المطالب احد الأسباب التي دعت الادارات الأميركية المتعاقبة للوقوف موقفا معاديا من تلك الحركات ومطالبها، بل إدراج من تراه أكثر حماسا وجدّية في قوائم سوداء خاصة بالإرهاب. أما وزارة الدفاع الأميركية البنتاﮔون فترى إن الإرهاب هو(أي استعمال غير قانوني لأعمال العنف أو التهديد باستخدامها ضد الأشخاص والممتلكات بهدف إشاعة الرعب وإجبار الحكومة أو الشعب على أمر ما وبالتالي تحقيق أهداف سياسية أو دينية أو ايديولوجية) والملاحظ على هذا التعريف انه يأخذ التوجه اللاأخلاقي الأميركي الذي ينظر إلى الشعوب المحتلة نظرة دونية ويسلبها من كل حقوقها فهو تعريف مطلق لا يستثني جنودا من ذلك الاستعمال للعنف حتى وان كانوا جنود احتلال. ولم يكن تعريف مكتب التحقيقات الفدرالي بعيدا عن تلك التصورات التي اعتمدها البنتاﮔون. عموما فان أميركا تعمل على وفق المصالح الصهيونية، وان كل ما يعد ضررا على أمن إسرائيل هو إرهاب بصرف النظر عن دوافعه وكيفية تنفيذه، وعلى هذا الأساس فان نوابا أميركيين عملوا بجد ونشاط منذ مطلع مايو 2006 على تمرير قانون باسم (قانون مكافحة الإرهاب الفلسطيني)عبر مجلس النواب الأميركي، مما يعني إن أي عمل من أعمال المقاومة هو إرهاب وهو ما لم تجرؤ وزيرة الخارجية الإسرائيلية على القول به.