بسم الله الرحمن الرحيم
إن مصر بالنسبة للعالم الإسلامي حبة العقد التي إذا فرطت فرط العقد وهي بمثابـــة المضغه التي في الجسد إذا صلحت صلح الجسد وإذا فسدت فسد الجسد وهي في موقع القلب من أمة الإسلام فإذا كانت قويه فإن الأمه تكون قوية وبخير ومتعافية من كل شر وإذا كان هذا القلب ضعيفاً أصبحت الأمه ضعيفة وتعاني من الإرهاق والانحطاط والتعثر وعدم القدرة على النهوض.
فمصر قد حباها الله بميزات ومواصفات جغرافيه هيئتها لتكون كنانة الله في أرضـــه ومصنعاً للتاريخ والحضارات الأساسيه التي لعبت دوراً محورياً في تاريخ البشريه فلم يكن عبثاً أن كثيراً من قصص القران الكريم التي قصّها ألله سبحانه وتعالى على محمد صلى الله عليه وسلم كان مسرحها أرض مصر الكنانة ومن هذه القصص قصة موسى عليه السلام وفرعون حيث أن فرعون كان يمثل دوله تمتلك من القوه والإمكانيات الماديه وضخامة البنيان والعماره ما ليس له مثيل لا في الأمم السابقه ولا اللاحقة ولا زالت أثارها شاهدة عليها للآن فأعظم هذه الآثار الأهرامات قبور الفر اعنه التي حتى الآن ومع كل التطور العلمي والتكنولوجي لم يتوصل خبراء وعلماء الآثار إلى كيفية بنائها حيث يقفون أمامها حائرين وعاجزين عن حل الغازها إلى أن وصل الأمر ببعضهم أن يقول بأن الله سبحانه وتعالى قد خلقها على هذا الشكل , فمصر يوجد فيها أكثر من ثلثي أثار الأمم والحضارات السابقه الموجوده في العالم لذلك وصف الله سبحانه وتعالى مصر على لسان فرعون ( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ) .
أما مصر في تاريخ المسلمين فمنذ أن منّ الله على المسلمين بفتحها في عهد الخليفة العادل عمر بن الخطاب فإنها قد لعبت دوراً محورياً وأساسياً ورئيسياً في صناعة هذا التاريخ المجيد وفي بلورة فكرهم ووجودهم بين الأمم وحماية هذا الوجود من الاندثار والضياع عندما تعرضت ألأمه إلى أخطر الحملات الإستأصاليه والتي كادت أن تهدد وجودها في التاريخ وأشهرها الحملات الصليبية وغزوات التتار والمغول والتي سنتحدث عنها لاحقاً في هذا المقال وكيف كانت مصر قلعة الإسلام الحصينه وكنانة الله في ارضه.
فعندما فتح المسلمون بقيادة عمرو بن العاص مصر فتحت الطريق أمامهم لفتح معظم إفريقيا جنوباً وشمالاً حتى وصلوا إلى الأندلس غربا ,ولقد بشّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الفتح عندما قال ( ستفتح عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفاً فإنهم خير أجناد الأرض ) .
فكان انضمام مصر إلى حاضنة الإسلام ودولته الفتيه مصدر قوه بشريه واقتصاديه حيث أن خراجها جعل خزائن بيت مال المسلمين تفيض بالأموال والخيرات التي صار ينفق منها على جيوش الفتح و الأمصار الفقيره حتى أن المسجد الأقصى وقبة الصخره المشرفه في بيت المقدس تم بناؤهما من خراج مصر لمدة سبع سنوات ولم يبق بلد في العالم الإسلامي لا يوجد فيه تكيه لا يصرف عليها من خراج مصر وخيراتها حتى سميت بخزائن الأرض ألم يقل يوسف عليه السلام لعزيز مصر( إجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) أيه (55) يوسف , فدول النفط الحاليه كانت تعيش قبل اكتشاف النفط على ما تقدمه لها مصر من كساء وغذاء وكانت ترسل لهم البعثات الطبيه والتعليمية وهي أول من أدخل الكهرباء إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي في بداية القرن العشرين وإن كسوة الكعبه كانت تتكفل بها مصر حتى عام 1963م وتوقفت عن ذلك لأسباب سياسيه .
وتمضي الأيام وتمر السنون فإذا بالفاطميين والحشاشين والباطنيين الذين تمردوا على الخلافه العباسيه في بغداد يستولون على مصر مما أصاب العالم الإسلامي والدوله ألإسلاميه بضعف جعل الدول الأوروبيه الغربيه الصلبية يطمعون في العالم الإسلامي مما دفعهم لتجييش الجيوش وتشكيل الحملات الصليبيه وشن حروب على المسلمين مستهدفين في البدايه بلاد الشام وخصوصاً الجزء الأقدس والمبارك منها فلسطين وقلبها القدس التي كانت تحت سيطرة الفاطميين الشيعه يومذاك فسلموا بيت المقدس للصلبيين دون قتال فاستمرت في أيديهم لمدة ما يقارب التسعين عاماً إلا أن بعث الله البطل يوسف بن أيوب ( صلاح الدين ألأيوبي) فقام بتوحيد مصر مع الشام بعد القضاء على دولة الفاطميين التي تحالفت مع الصليبيين وجيش جيشاً قوياً يضم مصريين وشاميين وأكراد وأتراك وإنطلق به من الكنانة كالسهم إلى حطين في أرض فلسطين ليحطم جيوش الصليبيين في معركه كانت فاصله في تاريخ المسلمين وتاريخ الحروب الصليبيه وكانت المقدمه لإستعادة بيت المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ولكن الصليبيين قد عادوا بعد حوالي ثلاثين عاماً في عام 1221 بحمله صليبيه جديده بقيادة ( بيلاج ) تستهدف الإستيلاء على مصر بكاملها إنتقاما من مصرلأن الجيش الذي إستعاد منهم القدس إنطلق من مصر ولكن مصر الكنانه كانت لهم بالمرصاد حيث قام جندها الأبطال الذين بشّربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإغراق الأسطول الصليبي في دمياط وتم تحطيم هذه الحمله والقضاء عليها ولكن الصليبيين لم ييأسوا فأعادوا الكرة مرة ثانيه بعد حوالي ثلاثين عاماً فقاموا بحملة صليبية جديده لأنهم أصبحوا على قناعه بأنهم لن يستقروا في المنطقه ولن يستطيعوا إعادة احتلال القدس والإستمرار في المنطقه إلا إذا سيطروا على مصرفشكلوا حملة صليبية جديده بقيادة( لويس التاسع) في عام 1250 وكانت هذه الحمله معبأه بالحقد الأسود على الإسلام والمسلمين كما تدل الرساله التي بعث بها لويس التاسع إلى الملك أيوب ابن الملك العادل حاكم مصر في ذلك الوقت حيث جاء فيها ( كنت قد وجهت إليك عدة إنذارات فلم تحفل بها وقد إتخذت الأن قراري سوف أهاجم بلادك ولن أعود عن رأيي حتى وإن أبديت ولاءك للصليب وان الجيوش التي تدين لي بالطاعه لتملأ الجبال والسهول وهي بعدد الحصى والتراب وتسير إليك بسيوف القدر ) , وتحدث لويس في الرساله عن إنتصار الصليبيين على المسلمين في إسبانيا قائلاً (:لقد طاردنا جماعتكم كقطيع البقر وقتلنا الرجال والنساء وسبينا البنات والصبيان أليس في ذلك عبرة لك ؟ أما جواب الملك أيوب على رسالة لويس فكانت ( أنسيت ايّها الأحمق الأراضي التي كنتم تحتلونها ففتحناها في الماضي القريب وحتى من عهد قريب ؟ أنسيت ما أنزلنا بكم من فواجع ) ( كم من فئة قليله غلبت فئة كثيره بإذن الله والله مع الصابرين ) فهزيمتك محتمه ولن تلبث أن تندم أشد الندم على المغامره التي تورطت فيها .
فكانت معركة المنصوره التي تمكن فيها بضع عشرات من السفن المصريه من إنزال هزيمه نكراء بالأسطول الفرنسي الصليبي حيث طوقت أفواج من المتطوعين من الشعب المصري المسلم المجاهد جيش الغزاه الذي حاول فك الحصار عن الأسطول الفرنسي وما هي إلا ساعات قليله حتى كان الصليبيون في حصار شديد وإذا بلويس التاسع يستسلم ويطلب الأمان وأقتيد إلى المنصوره مهزوماً مخذولاً مدحوراً مغلولاً فهذه المعركة الخالدة كانت بمثابة السهم الاخير الذي اطلقته الكنانه والذي لو طاش لا سمح الله لأستأصلت أمة الإسلام من الوجود .
وبعد أربعين عاماً تقريباً وفي عام 1291 أطلق المسلمون بقيادة مصر طلقة الرحمه على الحروب الصليبية في معركة عكا الخالده بقيادة الأشرف بن قلاوون وإبنه خليل حيث تم القضاء نهائيا على الوجود الصليبي في المنطقه وبذلك أنقذت مصر العالم الإسلامي من خطر مميت .
ولقد توافقت الحروب الصليبيه مع إجتياح التتار والمغول للعالم الإسلامي من جهة الشرق وبمنتهى الوحشيه والدمويه حتى أن المسلمين أصابهم اليأس والإحباط وترسخ في اعماقهم بأن التتار والمغول لا يمكن هزيمتهم وخصوصاً بعد إجتياحهم بغداد عاصمة الخلافه العباسيه ووصولهم إلى دمشق وفلسطين وحيث كانوا ينشرون الخراب والدمار ويزرعون الموت والهلاك أينما مرّوا أو حلّوا ولكن السهم الاخير مرة أخرى كان بيد مصر ففي عام 1260م إنطلق جيش مصر الكنانه بقيادة البطل المسلم قطز إلى أرض فلسطين المباركه ليلتقي مع جيش ألتتار والمغول في قرية عين جالوت في شمال فلسطين فكان نصر الله المبين على يد الجيش المصري المسلم بقيادة المملوكي قطز واندحر التتار والمغول وأخذ الجيش المصري يطاردهم إلى دمشق ثم حلب وليطهر بلاد الشام منهم فكانت مصر مره أخرى هي السهم الاخير الذي لوطاش لتم إجتياح مصر وأبيد المسلمون ولتمكن التتار والمغول من اطلاق رصاصة الرحمه على دين الإسلام حيث انهم كانوا يخططون لاجتياح مكه والمدينه ولكن الله تكفل بحفظ دينه فكانت مصر الكنانه للمره الثانيه بعد الحروب الصليبيه هي قدر الله بحفظ هذا الدين .
وتمضي الأيام وتمر السنون وإذا بالصليبيين يعودون مره أخرى بعد ستة قرون تقريباً لاحتلال بلاد المسلمين فبدأوا بمصر فكان الصراع بين بريطانيا وفرنسا في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر على مصر لأنهمااستخلصتا العبره من الحروب الصليبيه بأن الذي يفوز بمصر يفوز بالعالم الإسلامي وان لاإستقرار لأي إحتلال أجنبي في المنطقه بدون إحتلال مصر فجرت معركة أبي قير البحريه الشهيره على شواطيء مصر بين الأسطول الفرنسي والبريطاني وقعت خلالها في الأسطولين خسائر فادحه و في عام 1798إحتل الفرنسيون مصرثلاث سنوات تقريبا بعدها إضطر الفرنسيون تحت ضغط جهاد الشعب المصري للإنسحاب وتمضي الأيام وتمر السنون فإذا ببريطانيا تعود بعد ثمانين عاما من الحمله الفرنسيه فتحتل مصر عام 1882 ليدخل العالم الإسلامي في مرحله خطيره فمن مصر بدأت بريطانيا تحيك المؤامرات ضد الدوله العثمانيه وتخطط لإحتلال العالم الاسلامي فكان إحتلال بريطانيا لمصر بمثابة إنفراط لحبة العقد الذي ينظم العالم الإسلامي فما أن جاءت الحرب العالميه الأولى عام 1914حتى كان جميع العالم الإسلامي تقريباً يخضع للاحتلال البريطاني مع نهاية الحرب وبذلك انفرط العقد بالكامل .
وبعد الحرب العالميه الثانيه عندما قررت الولايات المتحده الأمريكيه وراثة نفوذ بريطانيا في العالم الإسلامي بدأت بمصر فوقع صراع دولي بينهما وصل ذروته في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 حيث أن الولايات المتحده الأمريكيه كانت تعرف أن زحزحة بريطانيا من مصر يعني زحزحتها من المنطقه بالكامل لذلك كان موقف الولايات المتحده ضد هذا العدوان واصرت على انسحاب بريطانيا وفرنسا واسرائيل من الاراضي المصريه فورا وبالفعل كان جلاء بريطانيا عن مصر هوبمثابة إنتهاء لها كدوله عظمى دخلتها وهي امبرطوريه لا تغيب الشمس عن أملاكها وخرجت منها وقد غابت عنها الشمس .
ولم يتوقف الامر على الحملات العسكرية ضد مصر وإنما عندما أراد الإستعمار التمهيد لغزوه العسكري بدأ بالغزو الفكري من مصر فبدأت حملات التخريب الفكري على يد ألإرساليات التبشيريه وعملاء الغرب وعندما أراد إحتلال بلاد المسلمين إحتل أولاً مصر وعندما أراد إذلال الأمه عمل على إذلال مصر وعندما أراد هزيمة الأمه عمل على هزيمة مصر وعندما أراد تجويع الأمه عمل على تجويع مصر , وعندما اراد أخذ إعتراف المسلمين بإسرائيل عمل على أخذ إعتراف مصر ولكن شعب الكنانة العظيم يرفض هذا الاعتراف .
فأعداء الأمه يعرفون بالإستقراء التاريخي ان مصر ما دامت منهكه وضعيفه ومهزومه ومكّبله فإن أمة الإسلام تبقى كذلك وإسرائيل تعيش في أمان وإطمئنان وأما إذا كانت مصر حره طليقه قويه فإن نفوذهم ومصالحهم ستكون في خطر لأنهم يعرفون أن السهم الاخير الذي يقلب المعادله ويغير مسار التاريخ لمصلحة أمتنا دائما ينطلق من كنانة مصر فهذا السهم هو الذي أنقذ الأمه في الحروب الصليبيه وهو الذي أنقذها في حروب التتار والمغول ولا زال هذا السهم في كنانة مصر فمتى ستتمكن مصر الكنانه من إطلاقه من كنانتها على هذا الواقع الردىء لتجعل عجلة التاريخ المتوقفه بأمتنا منذ أمد بعيد على محطة الذل والهوان والانكسار تدور 180 درجه ولينقلب التاريخ رأساًعلى عقب( ولتعود امتنا سيرتها الاولى).
هذه مصر الكنانه التي في دمنا وضميرنا ووجداننا وعقلنا وتاريخنا الذي يجب أن نعلمه لأبنائنا ومن لا يعرف لماذا مصر كنانة الله في أرضه عليه أن يقرأ التاريخ جيدا.
ملاحظه : لمن لا يعرف معنى الكنانه فهي الجعبه التي كان يضع بها الجنود سهامهم ويحملونها على ظهورهم .
إن مصر بالنسبة للعالم الإسلامي حبة العقد التي إذا فرطت فرط العقد وهي بمثابـــة المضغه التي في الجسد إذا صلحت صلح الجسد وإذا فسدت فسد الجسد وهي في موقع القلب من أمة الإسلام فإذا كانت قويه فإن الأمه تكون قوية وبخير ومتعافية من كل شر وإذا كان هذا القلب ضعيفاً أصبحت الأمه ضعيفة وتعاني من الإرهاق والانحطاط والتعثر وعدم القدرة على النهوض.
فمصر قد حباها الله بميزات ومواصفات جغرافيه هيئتها لتكون كنانة الله في أرضـــه ومصنعاً للتاريخ والحضارات الأساسيه التي لعبت دوراً محورياً في تاريخ البشريه فلم يكن عبثاً أن كثيراً من قصص القران الكريم التي قصّها ألله سبحانه وتعالى على محمد صلى الله عليه وسلم كان مسرحها أرض مصر الكنانة ومن هذه القصص قصة موسى عليه السلام وفرعون حيث أن فرعون كان يمثل دوله تمتلك من القوه والإمكانيات الماديه وضخامة البنيان والعماره ما ليس له مثيل لا في الأمم السابقه ولا اللاحقة ولا زالت أثارها شاهدة عليها للآن فأعظم هذه الآثار الأهرامات قبور الفر اعنه التي حتى الآن ومع كل التطور العلمي والتكنولوجي لم يتوصل خبراء وعلماء الآثار إلى كيفية بنائها حيث يقفون أمامها حائرين وعاجزين عن حل الغازها إلى أن وصل الأمر ببعضهم أن يقول بأن الله سبحانه وتعالى قد خلقها على هذا الشكل , فمصر يوجد فيها أكثر من ثلثي أثار الأمم والحضارات السابقه الموجوده في العالم لذلك وصف الله سبحانه وتعالى مصر على لسان فرعون ( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ) .
أما مصر في تاريخ المسلمين فمنذ أن منّ الله على المسلمين بفتحها في عهد الخليفة العادل عمر بن الخطاب فإنها قد لعبت دوراً محورياً وأساسياً ورئيسياً في صناعة هذا التاريخ المجيد وفي بلورة فكرهم ووجودهم بين الأمم وحماية هذا الوجود من الاندثار والضياع عندما تعرضت ألأمه إلى أخطر الحملات الإستأصاليه والتي كادت أن تهدد وجودها في التاريخ وأشهرها الحملات الصليبية وغزوات التتار والمغول والتي سنتحدث عنها لاحقاً في هذا المقال وكيف كانت مصر قلعة الإسلام الحصينه وكنانة الله في ارضه.
فعندما فتح المسلمون بقيادة عمرو بن العاص مصر فتحت الطريق أمامهم لفتح معظم إفريقيا جنوباً وشمالاً حتى وصلوا إلى الأندلس غربا ,ولقد بشّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الفتح عندما قال ( ستفتح عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفاً فإنهم خير أجناد الأرض ) .
فكان انضمام مصر إلى حاضنة الإسلام ودولته الفتيه مصدر قوه بشريه واقتصاديه حيث أن خراجها جعل خزائن بيت مال المسلمين تفيض بالأموال والخيرات التي صار ينفق منها على جيوش الفتح و الأمصار الفقيره حتى أن المسجد الأقصى وقبة الصخره المشرفه في بيت المقدس تم بناؤهما من خراج مصر لمدة سبع سنوات ولم يبق بلد في العالم الإسلامي لا يوجد فيه تكيه لا يصرف عليها من خراج مصر وخيراتها حتى سميت بخزائن الأرض ألم يقل يوسف عليه السلام لعزيز مصر( إجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) أيه (55) يوسف , فدول النفط الحاليه كانت تعيش قبل اكتشاف النفط على ما تقدمه لها مصر من كساء وغذاء وكانت ترسل لهم البعثات الطبيه والتعليمية وهي أول من أدخل الكهرباء إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي في بداية القرن العشرين وإن كسوة الكعبه كانت تتكفل بها مصر حتى عام 1963م وتوقفت عن ذلك لأسباب سياسيه .
وتمضي الأيام وتمر السنون فإذا بالفاطميين والحشاشين والباطنيين الذين تمردوا على الخلافه العباسيه في بغداد يستولون على مصر مما أصاب العالم الإسلامي والدوله ألإسلاميه بضعف جعل الدول الأوروبيه الغربيه الصلبية يطمعون في العالم الإسلامي مما دفعهم لتجييش الجيوش وتشكيل الحملات الصليبيه وشن حروب على المسلمين مستهدفين في البدايه بلاد الشام وخصوصاً الجزء الأقدس والمبارك منها فلسطين وقلبها القدس التي كانت تحت سيطرة الفاطميين الشيعه يومذاك فسلموا بيت المقدس للصلبيين دون قتال فاستمرت في أيديهم لمدة ما يقارب التسعين عاماً إلا أن بعث الله البطل يوسف بن أيوب ( صلاح الدين ألأيوبي) فقام بتوحيد مصر مع الشام بعد القضاء على دولة الفاطميين التي تحالفت مع الصليبيين وجيش جيشاً قوياً يضم مصريين وشاميين وأكراد وأتراك وإنطلق به من الكنانة كالسهم إلى حطين في أرض فلسطين ليحطم جيوش الصليبيين في معركه كانت فاصله في تاريخ المسلمين وتاريخ الحروب الصليبيه وكانت المقدمه لإستعادة بيت المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ولكن الصليبيين قد عادوا بعد حوالي ثلاثين عاماً في عام 1221 بحمله صليبيه جديده بقيادة ( بيلاج ) تستهدف الإستيلاء على مصر بكاملها إنتقاما من مصرلأن الجيش الذي إستعاد منهم القدس إنطلق من مصر ولكن مصر الكنانه كانت لهم بالمرصاد حيث قام جندها الأبطال الذين بشّربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإغراق الأسطول الصليبي في دمياط وتم تحطيم هذه الحمله والقضاء عليها ولكن الصليبيين لم ييأسوا فأعادوا الكرة مرة ثانيه بعد حوالي ثلاثين عاماً فقاموا بحملة صليبية جديده لأنهم أصبحوا على قناعه بأنهم لن يستقروا في المنطقه ولن يستطيعوا إعادة احتلال القدس والإستمرار في المنطقه إلا إذا سيطروا على مصرفشكلوا حملة صليبية جديده بقيادة( لويس التاسع) في عام 1250 وكانت هذه الحمله معبأه بالحقد الأسود على الإسلام والمسلمين كما تدل الرساله التي بعث بها لويس التاسع إلى الملك أيوب ابن الملك العادل حاكم مصر في ذلك الوقت حيث جاء فيها ( كنت قد وجهت إليك عدة إنذارات فلم تحفل بها وقد إتخذت الأن قراري سوف أهاجم بلادك ولن أعود عن رأيي حتى وإن أبديت ولاءك للصليب وان الجيوش التي تدين لي بالطاعه لتملأ الجبال والسهول وهي بعدد الحصى والتراب وتسير إليك بسيوف القدر ) , وتحدث لويس في الرساله عن إنتصار الصليبيين على المسلمين في إسبانيا قائلاً (:لقد طاردنا جماعتكم كقطيع البقر وقتلنا الرجال والنساء وسبينا البنات والصبيان أليس في ذلك عبرة لك ؟ أما جواب الملك أيوب على رسالة لويس فكانت ( أنسيت ايّها الأحمق الأراضي التي كنتم تحتلونها ففتحناها في الماضي القريب وحتى من عهد قريب ؟ أنسيت ما أنزلنا بكم من فواجع ) ( كم من فئة قليله غلبت فئة كثيره بإذن الله والله مع الصابرين ) فهزيمتك محتمه ولن تلبث أن تندم أشد الندم على المغامره التي تورطت فيها .
فكانت معركة المنصوره التي تمكن فيها بضع عشرات من السفن المصريه من إنزال هزيمه نكراء بالأسطول الفرنسي الصليبي حيث طوقت أفواج من المتطوعين من الشعب المصري المسلم المجاهد جيش الغزاه الذي حاول فك الحصار عن الأسطول الفرنسي وما هي إلا ساعات قليله حتى كان الصليبيون في حصار شديد وإذا بلويس التاسع يستسلم ويطلب الأمان وأقتيد إلى المنصوره مهزوماً مخذولاً مدحوراً مغلولاً فهذه المعركة الخالدة كانت بمثابة السهم الاخير الذي اطلقته الكنانه والذي لو طاش لا سمح الله لأستأصلت أمة الإسلام من الوجود .
وبعد أربعين عاماً تقريباً وفي عام 1291 أطلق المسلمون بقيادة مصر طلقة الرحمه على الحروب الصليبية في معركة عكا الخالده بقيادة الأشرف بن قلاوون وإبنه خليل حيث تم القضاء نهائيا على الوجود الصليبي في المنطقه وبذلك أنقذت مصر العالم الإسلامي من خطر مميت .
ولقد توافقت الحروب الصليبيه مع إجتياح التتار والمغول للعالم الإسلامي من جهة الشرق وبمنتهى الوحشيه والدمويه حتى أن المسلمين أصابهم اليأس والإحباط وترسخ في اعماقهم بأن التتار والمغول لا يمكن هزيمتهم وخصوصاً بعد إجتياحهم بغداد عاصمة الخلافه العباسيه ووصولهم إلى دمشق وفلسطين وحيث كانوا ينشرون الخراب والدمار ويزرعون الموت والهلاك أينما مرّوا أو حلّوا ولكن السهم الاخير مرة أخرى كان بيد مصر ففي عام 1260م إنطلق جيش مصر الكنانه بقيادة البطل المسلم قطز إلى أرض فلسطين المباركه ليلتقي مع جيش ألتتار والمغول في قرية عين جالوت في شمال فلسطين فكان نصر الله المبين على يد الجيش المصري المسلم بقيادة المملوكي قطز واندحر التتار والمغول وأخذ الجيش المصري يطاردهم إلى دمشق ثم حلب وليطهر بلاد الشام منهم فكانت مصر مره أخرى هي السهم الاخير الذي لوطاش لتم إجتياح مصر وأبيد المسلمون ولتمكن التتار والمغول من اطلاق رصاصة الرحمه على دين الإسلام حيث انهم كانوا يخططون لاجتياح مكه والمدينه ولكن الله تكفل بحفظ دينه فكانت مصر الكنانه للمره الثانيه بعد الحروب الصليبيه هي قدر الله بحفظ هذا الدين .
وتمضي الأيام وتمر السنون وإذا بالصليبيين يعودون مره أخرى بعد ستة قرون تقريباً لاحتلال بلاد المسلمين فبدأوا بمصر فكان الصراع بين بريطانيا وفرنسا في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر على مصر لأنهمااستخلصتا العبره من الحروب الصليبيه بأن الذي يفوز بمصر يفوز بالعالم الإسلامي وان لاإستقرار لأي إحتلال أجنبي في المنطقه بدون إحتلال مصر فجرت معركة أبي قير البحريه الشهيره على شواطيء مصر بين الأسطول الفرنسي والبريطاني وقعت خلالها في الأسطولين خسائر فادحه و في عام 1798إحتل الفرنسيون مصرثلاث سنوات تقريبا بعدها إضطر الفرنسيون تحت ضغط جهاد الشعب المصري للإنسحاب وتمضي الأيام وتمر السنون فإذا ببريطانيا تعود بعد ثمانين عاما من الحمله الفرنسيه فتحتل مصر عام 1882 ليدخل العالم الإسلامي في مرحله خطيره فمن مصر بدأت بريطانيا تحيك المؤامرات ضد الدوله العثمانيه وتخطط لإحتلال العالم الاسلامي فكان إحتلال بريطانيا لمصر بمثابة إنفراط لحبة العقد الذي ينظم العالم الإسلامي فما أن جاءت الحرب العالميه الأولى عام 1914حتى كان جميع العالم الإسلامي تقريباً يخضع للاحتلال البريطاني مع نهاية الحرب وبذلك انفرط العقد بالكامل .
وبعد الحرب العالميه الثانيه عندما قررت الولايات المتحده الأمريكيه وراثة نفوذ بريطانيا في العالم الإسلامي بدأت بمصر فوقع صراع دولي بينهما وصل ذروته في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 حيث أن الولايات المتحده الأمريكيه كانت تعرف أن زحزحة بريطانيا من مصر يعني زحزحتها من المنطقه بالكامل لذلك كان موقف الولايات المتحده ضد هذا العدوان واصرت على انسحاب بريطانيا وفرنسا واسرائيل من الاراضي المصريه فورا وبالفعل كان جلاء بريطانيا عن مصر هوبمثابة إنتهاء لها كدوله عظمى دخلتها وهي امبرطوريه لا تغيب الشمس عن أملاكها وخرجت منها وقد غابت عنها الشمس .
ولم يتوقف الامر على الحملات العسكرية ضد مصر وإنما عندما أراد الإستعمار التمهيد لغزوه العسكري بدأ بالغزو الفكري من مصر فبدأت حملات التخريب الفكري على يد ألإرساليات التبشيريه وعملاء الغرب وعندما أراد إحتلال بلاد المسلمين إحتل أولاً مصر وعندما أراد إذلال الأمه عمل على إذلال مصر وعندما أراد هزيمة الأمه عمل على هزيمة مصر وعندما أراد تجويع الأمه عمل على تجويع مصر , وعندما اراد أخذ إعتراف المسلمين بإسرائيل عمل على أخذ إعتراف مصر ولكن شعب الكنانة العظيم يرفض هذا الاعتراف .
فأعداء الأمه يعرفون بالإستقراء التاريخي ان مصر ما دامت منهكه وضعيفه ومهزومه ومكّبله فإن أمة الإسلام تبقى كذلك وإسرائيل تعيش في أمان وإطمئنان وأما إذا كانت مصر حره طليقه قويه فإن نفوذهم ومصالحهم ستكون في خطر لأنهم يعرفون أن السهم الاخير الذي يقلب المعادله ويغير مسار التاريخ لمصلحة أمتنا دائما ينطلق من كنانة مصر فهذا السهم هو الذي أنقذ الأمه في الحروب الصليبيه وهو الذي أنقذها في حروب التتار والمغول ولا زال هذا السهم في كنانة مصر فمتى ستتمكن مصر الكنانه من إطلاقه من كنانتها على هذا الواقع الردىء لتجعل عجلة التاريخ المتوقفه بأمتنا منذ أمد بعيد على محطة الذل والهوان والانكسار تدور 180 درجه ولينقلب التاريخ رأساًعلى عقب( ولتعود امتنا سيرتها الاولى).
هذه مصر الكنانه التي في دمنا وضميرنا ووجداننا وعقلنا وتاريخنا الذي يجب أن نعلمه لأبنائنا ومن لا يعرف لماذا مصر كنانة الله في أرضه عليه أن يقرأ التاريخ جيدا.
ملاحظه : لمن لا يعرف معنى الكنانه فهي الجعبه التي كان يضع بها الجنود سهامهم ويحملونها على ظهورهم .