لابد أولاً أن يعلم المحامى القانون جيداً لأنه بالقانون يستطيع التصرف مع كل فئات القضاة والموظفين ... وبدون معرفة القانون سيكون عرضة لهذا أو ذاك ولا يلومن حينئذ إلا نفسه. فالأساتذة العظام الذين لم أراهم ولكن تعلم على أيديهم والدى وأستاذى الأستاذ/ أحمد صالح المحامى والذى نقل لى مقولتهم قد قالوا أن المحامى الجيد هو الذى يصنع القاضى الجيد. وإذا تمعنتم قليلاً فى تلك المقولة لوجدتم أنها حق وأن القاضى -وحتى فى هذه الأيام- يعمل ألف حساب للمحامى الجيد الذى يبدى طلباته ودفوعه فى أدب ولكن يعلم القاضى أنه إذا تجاوز الحد سيجد أسداً شرساً -بالقانون بالطبع وليس بالضرب- يضعه فى مكانه ويعلمه حدوده بالقانون بالطبع.
أضرب لكم أيها الأفاضل مثلاً على أن المحامى الجيد يصنع قاضياً جيداً:
فى قضية الجمارك الشهيرة المتهم فيها الرواس فى السبعينات من القرن الماضى كان والدى محامياً يافعاً موكلاً عن متهم فى هذه القضية وكان معه فى هيئة الدفاع فى هذه القضية أساطين المحامين كان منهم عبد العزيز باشا حسن وهو الغنى عن التعريف فحدث أن المحكمة استدعت شاهداً لسؤاله وهو وكيل وزارة المالية حينئذ فكان والدى يسأله بطريقة مستفزة بعض الشئ فقال الشاهد للقاضى "الدفاع يرهبنى" فقال القاضى لوالدى "لا ترهب الشاهد" وعندئذ سمع والدى أصوات زمجرة بالخلف ووقف عبد الفتاح باشا حسن قائلاً للقاضى "ومنذ متى يا سيدى والدفاع يوجه فى جلسة علنية ؟ ألم تعلم أن الدفاع نور إن أنت وجهته انطفأ" ثم أعلن انسحاب هيئة الدفاع جميعاً من الجلسة وذهبوا لغرفة المحامين ووجه عبد العزيز باشا حسن اللوم لوالدى وقال له "كيف تسمح بتلك الإهانة" وجاء الحاجب لغرفة المحامين ليعلن أن الدائرة فى طريقها لغرفة المحامين فقال عبد الفتاح باشا حسن "لا القضاء لا يأتى لأحد ... وإنما نأتى نحن إليه" وذهب المحامون جميعاً فى طريقهم لقاعة المحكمة فقابلوا الدائرة وهى فى طريقها إليهم فقال رئيس الدائرة لعبد الفتاح باشا حسن "نحن نأتى لنعتذر..." فقاطعه عبد الفتاح باشا حسن قائلاً "لا يا سيدى إن المحكمة إن اعتذرت فقدت ولايتها" ودخلوا القاعة جميعاً لتبدأ الجلسة.
وكذلك فى العام الماضى ساقنى حظى إلى كاتب جلسة لأدفع أمانة خبير أمام محكمة الجنح فوجدت الكاتب يقول لى "لسة فاكر يا أستاذ تدفع النهاردة قبل الجلسة بيومين ما كان أدامك ثلاث أسابيع .. أنا آسف أنا رولت القضية وما أقدرش أخليك تدفع دلوقتى ... احضر الجلسة واطلب أجل من القاضى لدفع الأمانة" فاشتكيته لرئيس القلم الذى كان جالساً بجواره وقلت له إن القانون وقرار المحكمة يسمحوا لى بالدفع فى أى وقت حتى فى اليوم السابق على الجلسة فقال لى "كلامه صح يا أستاذ انت كنت فين قبل كدة" قال لى المحامين الزملاء المتواجدين "خلاص يا أستاذ وبعدين ما هو انت الغلطان اتحمل بأه نتيجة غلطك". أتدرون يا إخوانى ماذا فعلت؟ أخذت ورقة وقلماً وكتبت "إنذار عرض أمانة" قلت فيه أن الكاتب رفض استلام الأمانة التى قررتها المحكمة بجلسة / / وأن رئيس القلم رفض أيضاً شكواى من الكاتب" واختصمت فى الإنذار الكاتب ورئيس القلم وذكرت أنه "فى حالة رفضهم استلام الأمانة تودع فى خزينة المحكمة لتصرف لهم دون قيد أو شرط" ثم أخذت المحضر لإعلانهم فذهلوا من رد فعلى وقال لى الكاتب ورئيس القلم خلاص يا أستاذ حناخد منك الأمانة ومالوش لزوم الإنذار فقلت لهم "الإنذار أمامكم إما الاستلام أو الرفض" فاستلموا الأمانة وأخذت الإنذار وقدمته للقاضى فى الجلسة وكان من القضاة الذين يقال عنهم أنهم "بيتخانقوا مع دبان وشهم" فأول ما أخذ الإنذار قال لى "إيه ده يا أستاذ" قلت له "الكاتب رفض استلام الأمانة فسلمتهاله بإنذار" قال لى "ممكن نشوف الموضوع ده آخر الجلسة" فقلت له "ممكن" وفى آخر الجلسة دخلت له فى غرفة المداولة فقال لى "احكى لى بالضبط اللى حصل" فحكيت له فقال للكاتب "لما تلاقى أستاذ محامى فاهم ما تعملش معاه مشاكل أحسن يعمل لك مصيبة زى الأستاذ" وقال لى إن دى أول مرة يرى فيها محامى بيسلم أمانه بإنذار ولكن هو إجراء قانونى سليم ما حدش يقدر يقول فيه حاجة وجازى كاتب الجلسة ومن يومها وكاتب الجلسة بيعمل لى ألف حساب.
أضرب لكم أيها الأفاضل مثلاً على أن المحامى الجيد يصنع قاضياً جيداً:
فى قضية الجمارك الشهيرة المتهم فيها الرواس فى السبعينات من القرن الماضى كان والدى محامياً يافعاً موكلاً عن متهم فى هذه القضية وكان معه فى هيئة الدفاع فى هذه القضية أساطين المحامين كان منهم عبد العزيز باشا حسن وهو الغنى عن التعريف فحدث أن المحكمة استدعت شاهداً لسؤاله وهو وكيل وزارة المالية حينئذ فكان والدى يسأله بطريقة مستفزة بعض الشئ فقال الشاهد للقاضى "الدفاع يرهبنى" فقال القاضى لوالدى "لا ترهب الشاهد" وعندئذ سمع والدى أصوات زمجرة بالخلف ووقف عبد الفتاح باشا حسن قائلاً للقاضى "ومنذ متى يا سيدى والدفاع يوجه فى جلسة علنية ؟ ألم تعلم أن الدفاع نور إن أنت وجهته انطفأ" ثم أعلن انسحاب هيئة الدفاع جميعاً من الجلسة وذهبوا لغرفة المحامين ووجه عبد العزيز باشا حسن اللوم لوالدى وقال له "كيف تسمح بتلك الإهانة" وجاء الحاجب لغرفة المحامين ليعلن أن الدائرة فى طريقها لغرفة المحامين فقال عبد الفتاح باشا حسن "لا القضاء لا يأتى لأحد ... وإنما نأتى نحن إليه" وذهب المحامون جميعاً فى طريقهم لقاعة المحكمة فقابلوا الدائرة وهى فى طريقها إليهم فقال رئيس الدائرة لعبد الفتاح باشا حسن "نحن نأتى لنعتذر..." فقاطعه عبد الفتاح باشا حسن قائلاً "لا يا سيدى إن المحكمة إن اعتذرت فقدت ولايتها" ودخلوا القاعة جميعاً لتبدأ الجلسة.
وكذلك فى العام الماضى ساقنى حظى إلى كاتب جلسة لأدفع أمانة خبير أمام محكمة الجنح فوجدت الكاتب يقول لى "لسة فاكر يا أستاذ تدفع النهاردة قبل الجلسة بيومين ما كان أدامك ثلاث أسابيع .. أنا آسف أنا رولت القضية وما أقدرش أخليك تدفع دلوقتى ... احضر الجلسة واطلب أجل من القاضى لدفع الأمانة" فاشتكيته لرئيس القلم الذى كان جالساً بجواره وقلت له إن القانون وقرار المحكمة يسمحوا لى بالدفع فى أى وقت حتى فى اليوم السابق على الجلسة فقال لى "كلامه صح يا أستاذ انت كنت فين قبل كدة" قال لى المحامين الزملاء المتواجدين "خلاص يا أستاذ وبعدين ما هو انت الغلطان اتحمل بأه نتيجة غلطك". أتدرون يا إخوانى ماذا فعلت؟ أخذت ورقة وقلماً وكتبت "إنذار عرض أمانة" قلت فيه أن الكاتب رفض استلام الأمانة التى قررتها المحكمة بجلسة / / وأن رئيس القلم رفض أيضاً شكواى من الكاتب" واختصمت فى الإنذار الكاتب ورئيس القلم وذكرت أنه "فى حالة رفضهم استلام الأمانة تودع فى خزينة المحكمة لتصرف لهم دون قيد أو شرط" ثم أخذت المحضر لإعلانهم فذهلوا من رد فعلى وقال لى الكاتب ورئيس القلم خلاص يا أستاذ حناخد منك الأمانة ومالوش لزوم الإنذار فقلت لهم "الإنذار أمامكم إما الاستلام أو الرفض" فاستلموا الأمانة وأخذت الإنذار وقدمته للقاضى فى الجلسة وكان من القضاة الذين يقال عنهم أنهم "بيتخانقوا مع دبان وشهم" فأول ما أخذ الإنذار قال لى "إيه ده يا أستاذ" قلت له "الكاتب رفض استلام الأمانة فسلمتهاله بإنذار" قال لى "ممكن نشوف الموضوع ده آخر الجلسة" فقلت له "ممكن" وفى آخر الجلسة دخلت له فى غرفة المداولة فقال لى "احكى لى بالضبط اللى حصل" فحكيت له فقال للكاتب "لما تلاقى أستاذ محامى فاهم ما تعملش معاه مشاكل أحسن يعمل لك مصيبة زى الأستاذ" وقال لى إن دى أول مرة يرى فيها محامى بيسلم أمانه بإنذار ولكن هو إجراء قانونى سليم ما حدش يقدر يقول فيه حاجة وجازى كاتب الجلسة ومن يومها وكاتب الجلسة بيعمل لى ألف حساب.