سادت أجواء من الهدوء الحذر، ميدان التحرير، منذ منتصف ليل القاهرة وحتى
الساعات الأولى من صباح الجمعة، وافترش الآلاف العراء بالميدان استعدادًا
لصلاة الجمعة للمشاركة في مسيرة الغضب.
وسيطرت حالة من الرعب على مداخل ومخارج الميدان ولا سيما في مناطق طلعت حرب
والمتحف المصري وعبد المنعم رياض، وكثفت قوات المقاومة الشعبية من تواجدها
في هذة الاماكن تحسباً لأية اعتداءات من قِبل بلطجية الحزب الوطني، وشددت
هذة القوات من نقاط تفتيش المارة لمنع اندساس أحد وسطهم وطالبوا المارين
بإبراز الهوية الشخصية.
وتوقعت الجماهير مؤازرة عدد من المحافظات في مسيرة "جمعة الرحيل".
واستنكر المشاركون في الأعتصام حالات الاعتقالات التي تمت من قِبل الشرطة
العسكرية للنشطاء ومداهمة المراكز الحقوقية والتحفظ على الأوراق والمستندات
بها، وأعرب البعض عن قلقهم البالغ إزاء هذة التصرفات معتبرين أن السياسة
البوليسية تعاود الظهور من جديد لإرهابهم.
والتف جمع غفير حول شاشات العرض في الميدان لمتابعة التطورات على قناتي "الجزيرة والعربية".
ووزعت الجبهة الحرة للتغيير السلمي منشوراً على المعتصمين بالميدان طالبت
فيه بعمل لجنة تأسيسية تتكون من شيوخ القضاء ورجال القانون والعلماء من أجل
تأسيس دستور جديد للبلاد يعبر عن دولة مدنية حديثة.
وناشدوا باسم شباب الانتفاضة النخب وقيادات المعارضة بأن يوحدوا الصف،
مؤكدين أن هذه الثورة "شبابية شعبية"، ولا بد أن يتكاتف الجيمع من أجل
التغيير.