من طرف 
الربط بين تصريحاته خلال الأسبوع الماضى وانتقاده لبعض النقاط فى النظام
والاستجابة لهذه النقاط بعد أقل من 24 ساعة، مؤكداً أن السلطة لا تحب الشخص
الخلاق القادر على إبداء الأراء الذى يمتلك رؤية وخيالا، بل يحب رجال
السلطة فى مصر من يحفظ كلمتين ويكررهم، موضحاً أن الصورة فى مصر ليست وردية
كما يتخيلها البعض ممن فى السلطة.
وأكد الدكتور مصطفى فى حواره أمس الخميس ببرنامج "48 ساعة" على قناة
المحور، أنه عندما كان يعمل فى مؤسسة الرئاسة منذ 19 عاماً لم يكن حجم
الفساد مثلما هو الآن، وأن إسرائيل لها يد قوية فيما يحدث فى الشارع المصرى
فهى ليست دولة سهلة، ولها تأثير كبير على الولايات المتحدة الأمريكية ودول
أوروبا، وهذا ليس كلاماً نظرياً أو تهويلاً، فلديها أطماع فى سيناء ومصر،
كما أنها هى التى تضع السياسات الخارجية، لافتاً إلى أن الرئيس السابق
لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" صرح عند رحيله بأنه نجح فى عمل
اضطرابات طائفية، وأنه استطاع تقسيم السودان، ودعا زملاءه فى هذا الجهاز
باستكمال ما أنجزه.
وقال الفقى إن الشباب المتظاهرين يتساءلون الآن كيف سنأتى ونجمع أنفسنا إذا
تم الالتفات على مطالبنا من قبل النظام، مشدداً على أن الشباب المصرى لم
يعد قليل الخبرة مثلما كانت الأجيال القادمة، فحجم المعلومات المتوفر لديه
من خلال شبكة الإنترنت أتاح له أن يكون على أعلى معرفة معلوماتية مما كنا
نتصور، ليصل لحجم معرفة الشباب الأوروبى، وأن ما حدث ثورة شعبية حركت الشعب
فى وقت واحد، وكان وراءها سوء قصد وتقصير أمنى وغياب خطة أمنية، معتبراً
يوم 25 يناير الماضى يوماً فاصلاً فى تاريخ مصر.
وعدد الفقى الكثير من مميزات الرئيس مبارك ومواقفه الحميدة التى لم يتم
الكشف عنها بعد، مستنكراً أسلوب أعضاء الأمانة العامة للحزب الوطنى الذين
كانوا يعينون فى التعامل مع زملائهم من الأعضاء، حيث تغلب أسلوب التعالى
على التواضع والحوار، فكانت اللغة التى يتحدثون بها "فوقية"، ولم يكن
طبيعياً أن يحاول عضواً عادياً مسئولاً حزبياً.
وحول تدخل جهاز المخابرات العامة بقيادة الوزير عمر سليمان فى عدد من
الملفات الخارجية، قال الفقى إن فى كثير من الدول يتدخل هذا الجهاز العظيم
لحل ملفات معينة، وهو لا يعد تداخلاً بين وزارة الخارجية والجهاز، فالمصلحة
فى النهائية واحدة، وأن عمر سليمان يتميز بالتواضع وبحب الوطن والاجتهاد،
كما أنه من أصحاب الطبع الهادئ كثير الاستماع، ولا يتحدث إلا على علم، كما
أنه مثقف وعلى درايه باهمية الكلام فى وقته المناسب، بالإضافة لأنه ملتزم
بالقواعد العسكرية الصارمة والانضباط والحسم فى الأمور.
وأرجع تدهور الأوضاع فى المظاهرات لعدم إيقاف العنف ضد المتظاهرين من جانب الشرطة.
كما قال الفقى إنه كان هناك كذب على الذات فى النظام المصرى، وأطالب بإجراء
الانتخابات بالقائمة، وأكد أن الصحافة المعارضة والمستقلة مثل "الميدان"
و"صوت الأمة" و"الفجر" وأخواتها أسهمت بدور كبير فى عمليتى الشحن والصحوة
للشعب ضد النظام، وأن النضوج السياسى تولد فى عصر مبارك، وهو ما يدل أن
مبارك وثق فى جيل الشباب وأعطاهم قيادة مصر، وعبر ضاحكاً أن الصحوة منظرها
جميل فى حماية "العيال الصغيرين" للبيوت هذه الأيام، وأن الشارع المصرى
يعانى من الغليان فى السنوات الأخيرة حتى تمت الاستجابة لمطالب المتظاهرين
والخوف على اهتزاز مصر لأن أى اهتزاز لها يغير شكل المنطقة بأكملها.
ودافع عن بقاء الرئيس مبارك فى الحكم حتى انتهاء فترة رئاسته الدستورية:
"مينفعش نقول يرحل الرئيس لأنه مش موظف جى من بره ده ابن طيف هذا البلد"
وليس من اللائق التعامل معه بهذه الطريقة.
كما أكد أنه فى ثورة 23 يوليو 1952 حصل قيادات الثورة على "جرين كارد" من
الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما تكرر فى الثورة الشعبية الأخيرة،
مشيراً إلى وجود صورة خاطئة لدى الأمريكان عن مصر، وأن الشعب ليس "كلاباً
تزحف على البطون"، معترفاً بوجود فساد وبزخ فهو قد حضر أفراحاً يشترى فيها
الورد من هولندا، فى حين أن لدينا فقراً ليس له تصور، فى نفس الوقت الذى
تساوت فيه الضرائب بين الغنى والفقير، وهى من ضمن الأشياء الكثيرة التى لم
نلتفت إليها فقد غابت العدالة الاجتماعية، على حد قوله.
واعتبر الفقى أن سياسات المهندس أحمد عز أمين التنظيم فى الحزب الوطنى كانت
بمثابة القشة التى كسرت ظهر البعير، وتسببت فى انفجار الثورة، لافتاً إلى
أنه كتب مقالاً فى وقت سابق بعنوان "إدارة الشركات غير إدارة الأوطان"
فإدارة مسجد وكنيسة وشركات ومؤسسات ووزارات وأراضٍ ووطن بالكامل ليست
كإدارة شركة أو مجموعة شركات، نافياً الربط بين الفريق أحمد شفيق رئيس
الوزراء الجديد وسابقه لأنه يجمع بين مميزات العسكريين والمدنيين.