لكى نعود إلى أصول المسائل فى محاولة لاستشراف المستقبل لانتفاضة
ميدان التحرير ، دعونا نقول أن ما جرى يوم يناير الماضى ، من ثورة مصرية
ضد النظام ، صنعت مقدماته عبر ثلاثين عاماً من الجهاد والتضحيات ، لقد
صنعه كل من
شباب الفيس بوك غير المنضمون تحت لواء حزبى أو نقابى
كل من كتب أو سجن أو قتل بسبب استبداد النظام طيلة الـ عاماً
كل من رفض الوجود الأمريكى وقاوم التطبيع وضحى فى سبيل ذلك
فقراء الوطن من العمال والفلاحين ومظاهراتهم المطلبية الرائدة
هؤلاء جميعاً هم من صنع الثورة ، وليس رجال الأعمال الذين نهبوا المال
العام وسرقوا البنوك واستولوا على مليون فدان من أرض مصر وأفقروها ،
وهى الغنية بمواردها وثرواتها وأهلها ، والآن يزايدون على الثورة بالادعاء
أنهم معها ، وأنهم مشاركون فى لجان الحكماء المزعومة وأنهم ثوار « طيب
بأمارة إيه » ، ثم ما هذه النوعية الغريبة من الثوار التى لم نسمع بها من
قبل ؟ إن هؤلاء باختصار ، يسرقون الثورة ، خوفاً على أموالهم ومشاريعهم
التى نهبوها من دم الشعب المصرى ؛ وعلى نفس الوتيرة تأتى ألوان الطيف
السياسى الانتهازى التى تحاول اليوم ركوب هذه الانتفاضة اليتيمة ، أما
أباؤها الحقيقيون ، فإنهم بدأوا يبتعدون ، تدريجياً ليس فحسب عن ميدان
التحرير بل عن فكرة الثورة ذاتها ، بعد أن بدأوا يدركون أنها تُسرق منهم ،
وأن الناس بدأت تحملهم مسئولية العبء الأكبر من تكاليفها معاناة فقراء
الشعب المصرى ، وارتفاع الأسعار وقطع الأرزاق للعمال والشركات والمصالح ،
إن صناع الانتفاضة ، بدأوا فى التوارى ، وتقدم السراق ، واللصوص ودعونا
نتأمل مشاهد من هذه السرقة
إن المتأمل لخريطة القوى التى تحاول أن تسرق الانتفاضة سوف يكتشف مدى
اتساعها وتزايدها يوماً إثر يوم،ولكن بالمجمل دعونا نقول أنها تحتوى على
أربع مجموعات من اللصوص
بقايا النظام الحاكم الذين أطلقوا موقعة الجمال والبغال ولايزالون
يلتفون حول مطالب المنتفضين بحيل جديدة ، وهؤلاء كالحرباء يتلونون كل يوم
بلون ، وسنكتشف بعد حين أنهم الأخطر والأبقى للأسف
التيار المتأمرك داخل الانتفاضة من أتباع البرادعى وزويل وعمرو موسى
الانتهازيون من القوى والأحزاب والتيارات القديمة التى ركبت الانتفاضة فى الربع ساعة الأخير
رجال الأعمال الذين يدعون اليوم مساندة الانتفاضة وكانوا بالأمس
ينامون فى حضن جمال مبارك وبعض هؤلاء يمتلكون صحفاً وفضائيات خاصة تدعى
مساندة الانتفاضة ، وهم فى الواقع يسرقونها ، ويركبونها حتى لا تدمى أيديهم
ومقدمتهم غداً
هؤلاء السراق أو من سبق وأسماهم تشى جيفارا بـ الأوغاد يسابقون
الزمن ، لكى يجهضوا انتفاضة يناير ، ويقدمون لنا انتفاضة أخرى غريبة
كلية عن الانتفاضة الأولى يغلب عليها الطابع المتأمرك سواء من داخل النظام
بقيادة بقايا نظام مبارك أو من خارجه بقيادة ثالوث محمد البرادعى أحمد
زويل عمرو موسى ، فالفريق المتآمر مثلاً داخل النظام يصر على طاعة أوامر
أوباما ومن يرسلهم للقاهرة ، وينفذ لهم كل ما يطلبون ، وفى ذلة وانكسار ،
وهو الفريق عينه الذى لا يجرؤ على أن يقول لا للتدخل الأمريكى ، وعندما
يفتح الله على أبو الغيط بكلمة نجده يهاجم إيران بشراسة بسبب خطبة أو موقف
سياسى واحد لمرشد ثورتها خامنئى ، رأى فيها تدخلاً فى الشأن المصرى ، ونحن
معه وبقوة نرفض هذه الخطبة وهذا التدخل ، ولكن المعلوم للكافة أن التدخل
الأمريكى الوقح فى شئوننا هو الأكبر والأخطر وأن لأمريكا فى بلادنا ألف
أمريكى يعملون فى مواقع عسكرية وسياسية واقتصادية وثـقافية حساسة للغاية
ويمثلون أكبر جالية لواشنطن فى العالم ، وبالسفارة الأمريكية بالقاهرة
المقر المركزى للـ والـ ، وتدخل واشنطن فى قرارنا السياسى
قديماً والآن ، غنى عن أى بيان ، إذن هذا الأمر كان يتطلب من الجناح
المتأمرك فى نظامنا السياسى ، أن يرد وبقوة أو يرحل ، ليترك للمنتفضين
المتطهرين من رجس واشنطن ، أن يقولوا هم ، ويفعلوا هم ؛ ويوازى هذا الجناح
ويمضى على خطاه ، الجناح الأمريكى المدسوس وسط المنتفضين والذى يقوده محمد
البرادعى صاحب التقارير والوثائق التى دمرت العراق ، والذى يصر يومياً على
تعلية السقف السياسى للانتفاضة رغم أنه جالس فى قصره خلف الأشجار فى منتجع
زهير جرانة المحال للتحقيق باعتباره لص للمال العام على الطريق
الصحراوى ، ولم ينم ليلة واحدة مع الانتفاضة ، فقط هو متفرغ للقاء السفيرة
الأمريكية والسفير الإسرائيلى والاتصال بأوباما كل ساعة ، والإدلاء
بالتصريحات للجناح الإعلامى للمخابرات الأمريكية فى المنطقة بقيادة قناتى
الجزيرة والعبرية أقصد العربية ، ثم هو أيضاً فى انتظار الجماهير لتحمله
إلى عرش مصر ومعه يأتى الدكتور أحمد زويل المستشار الخاص لأوباما
والذى أرسله لمصر على وجه السرعة ليصدر بياناً من نقاط يطالب فيه هو
الآخر بتنحى مبارك الذى سبق ومنحه عدة أوسمة وكان من المهرجين الكبار فى
حضرة مبارك طيلة السنوات العشر الماضية ، وزويل كما كتبنا فى هذه الصحيفة
وغيرها وسنظل نكتب حتى يستفيق النُوم من مثـقفينا المنبهرين به حصل على
جائزة وايزمان من جامعة حيفا لقيامه بالمساهمة فى مشروع تطوير الصواريخ
الموجهة بالليزر ضد المقاومة اللبنانية أوائل التسعينات وظل ضيفاً على
إسرائيل أشهر وزارها بعد ذلك مرتين ، وألقى خطابين فى الكنيست الإسرائيلى
، ولذلك سهلت له الحصول على جائزة نوبل ، هو الآخر جاء ليركب الانتفاضة أو
ليؤمركها ، وثالث الثلاثة هو عمرو موسى ، رجل النظام والتطبيع والأمركة
المخلص ، جاء هو الآخر ليحول دون تحول الانتفاضة إلى ثورة شعبية بعيدة عن
النفوذ والتوجه الأمريكى ، هذا الفريق يتعاون معه رجال أعمال يمتلكون
فضائيات وصحفاً خاصة تدعى الآن الثورية رغم أنها كانت قبل يناير تسبح
بحمد مباحث أمن الدولة ، وأحسب أنه من المفيد للأمة كلها أن يتم عمل تحليل
مضمون و تحليل مواقف لهذه الصحف ولملاكها وصحفييها الثابتين التابعين
المسبحين بحمد النظام السابق ، هل يا ترى مثل هذه الخريطة من المتأمركين
داخل وخارج النظام تصلح لأن تؤتمن على حماية ثورة يناير وابقائها على
نقائها ، وأهدافها النبيلة أم أن هؤلاء يعدون معاً أو منفردين
استراتيجية لاجهاض هذه الثورة وسرقتها ؟ نحن أميل إلى الاحتمال الثانى
وأخشى أن أقول أنه للأسف ينجح ، فيما يتوارى صناع الثورة أو يضحك عليهم
بالكلام المعسول والصحافة الكاذبة ، والفضائيات المغشوشة ، التى تديرها
جميعاً ، سواء بعلم أو بدون علم ، استراتيجية واحدة تتمثل فى بقاء أمركة
واستبداد النظام المصرى السياسى الحاكم على حالها ، والخروج الآمن ليس
لنظام حسنى مبارك أو حتى لشخصه ، بل لشباب الانتفاضة حتى يحتل مكانهم ، قوى
أخرى ، ووجوه أخرى ، أحسب أنها الآن بالفعل موجودة فى ميدان التحرير
بالقاهرة وميدان المنشية بالاسكندرية ، البقعتان الوحيدتان اللتان لاتزالان
، مشتعلتان باسم الثورة ، لكن صورة الثوار فيهما اليوم ، مختلفة كلية عن
ثورة يناير ، الذين أزعم أنهم تسربوا ولم يبق منهم إلا النذر اليسير ،
إما إحباطاً أو مللاً أو إدراكاً بأن راكبى الثورة وسُراقها الجدد ، قد
باتوا أكثرية ، ذات مطالب ، وأهداف مختلفة كلية عما طالب به ثوار وشهداء
يناير
إن السيناريو الأمريكى المشبوه الذى يجرى ، ويراد فرضه ، بإخراج
تليفزيونى ملون ، هو سيناريو تسليم الحكم لثالوث أمريكى جديد يتشكل من
البرادعى وعمرو موسى وأحمد زويل أو من شابههم ، من الذين ناموا دهراً فى
حضن النظام السابق ، وفى حضن واشنطن وتل أبيب، ثم عندما شاهدوا من شرفة
قصورهم للبرادعى قصر فى منتجع رجل النظام السابق زهير جرانة فى الهرم
وكذلك لأحمد زويل ، أما عمرو موسى فله عدة قصور وشرفات إحداها شرفة جامعة
الدول العربية العاجزة عن فعل أى شىء مفيد للأمة منذ تولاها سيادته ، فى
ميدان التحرير ، نقول شاهدوا بداية انتصار الانتفاضة ، وتقديم حكم مبارك
لسلسلة تنازلات مهمة ، وإعلانه عدم ترشحه لفترة رئاسة قادمة ، بدأوا يطلوا
علينا عبر الفضائيات الوهابية المتأمركة تحديداً قناة العبرية أقصد
العربية ومن خلال إعلاميين كانوا يعملون مع إذاعة صوت أمريكا لسان حال
المخابرات المركزية الأمريكية ، وبدأوا يستغلون الشباب البرىء المنتفض
وأحلامه الجميلة فى التغيير ، مع استثمار الشو الإعلامى الذى صاحب
حصولهم على جوائز دولية مثل نوبل ، وهى لا تعطى إلا لمن ترضى عنه إسرائيل ،
مستثمرين أيضاً عدم قراءة الناس لتاريخهم وعلاقاتهم القديمة الجديدة مع
إسرائيل وأمريكا ، أمريكا التى صنعت كل هذا الاستبداد والفساد الذى يطالب
الشباب برحيله
استغل هذا الثالوث وغيره من الانتهازيين اللحظة وبدأوا يعلنون عن
أنفسهم ، لولاية العرش الأمريكى فى مصر ، فكانت اتصالات أوباما وسفيرة
العدو الأمريكى والعدو الإسرائيلى بالبرادعى ، وكان إرسال أوباما للسيد
أحمد زويل المستشار العلمى للرئيس الأمريكى وبسرعة إلى مصر لتشكيل مجلس
أسماه زويل بمجلس الحكماء ، يتسلم الحكم من نظام مبارك ، حتى لا يسقط فى
أيدى المنتفضين فى ميدان التحرير أو فى أيدى الإخوان المسلمين أو فى أيدى
المؤسسة العسكرية المصرية بتاريخها الوطنى الشريف ؛ بسرعة بدأ الدفع بهذا
الثالوث ، لكى يخدعنا ، ولكى يحافظ على أمركة الحكم فى مصر ، ويضمن طول
بقاء هذه التبعية لأمريكا التى هى أصل الاستبداد والفساد الذى بسببه انطلقت
انتفاضة الحرية
لكل هذا ، رأينا أنه من العار ، كل العار أن نبتلع الطعم ، ومن
العار الصمت عليه حتى لو تألم البعض من الأصدقاء ومن السذج ، فالحق أحق أن
يتبع ، وهذا الوطن يستحق حكماً وطنياً شريفاً ، وليس حكماً أمريكياً
مُعدلاً ، ولأننا لم نعتد إلقاء الأحكام جزافاً ، أو اتهام هذا الثالوث
السارق للانتفاضة بالأمركة والأسرلة نسبة إلى إسرائيل ، جزافاً ، فهذه هى
الـ السيرة الذاتية لعلاقتهم بإسرائيل وأمريكا وأدوارهم المشبوهة
التى ينبغى على كل ثائر محترم أن يقرأها ثم يقرر بعدها ، هل يستمر فى هذه
الجريمة أم لا ؟ هل يستمر فى تقديم الثمرة الناضجة ثمرة الدم والشهادة
إلى أيدى هؤلاء أم لا ؟ على الجميع أن يحتكم إلى ضميره ، ويقرر ، قبل فوات
الأوان
يحدثنا التاريخ أنه قد تم تعيين البرادعى بطلب أمريكى ممثلاً لهيئة
الطاقة فى نيويورك، ثم بعدها مديراً للشئون القانونية ثم مديراً تنفيذياً
فى الوكالة الدولية ثم فى عام أصبح مديراً عاماً مساعداً للعلاقات
الخارجية ثم رئيساً للوكالة فى بأمر ورعاية أمريكية واضحة خلفاً
للسويدى هانزبليكس وحصل بفضل أمريكا على صوتاً من إجمالى صوتاً فى
اقتراع الهيئة التنفيذية للوكالة وأعيد اختياره رئيساً لفترة ثانية فى
سبتمبر ثم فترة ثالثة فى سبتمبر حتى تم تنحيته عام
ترى ماذا جرى فى فترة الـ عاماً الثلاث فترات متتالية رئيساً
للوكالة ؟ التاريخ يؤكد أن سيادته لم يكتب أثناءها تقريراً واحداً ضد
إسرائيل وضد الـ قنبلة نووية وكان منفذاً أميناً لما تريده واشنطن
وخاصة ضد سوريا وإيران وكوريا والعراق ، وبالنسبة للبلد الأخير تأمل
المراقبون إبان غزو العراق كيف يستقيل السويدى الغربى هانز بليكس من
منصبه لرئاسة الوكالة اعتراضاً على الولايات المتحدة الأمريكية وإصرارها
على الحصول على وثيقة علمية كتقرير تنفيذى من الوكالة لضرب العراق
واحتلالها ونهبها فيستقيل بليكس ويقبل محمد البرادعى المسلم العربى
المنصب ويقدم لها التقرير المطلوب فتغزو أمريكا العراق بفتواه المعلبة
والجاهزة للتصدير فى أى وقت والتى أكدت على وجود طن من الأسلحة
الكيماوية وعشرات الآلاف من لترات الجمرة الخبيثة والسموم وكيف عاد فى
ليقول أنا نادم على موقفى من العراق واحتلاله وكان كما هو الآن
تماماً يضحك علينا أمام الشاشات وينسق مع أمريكا خلفها ، فنراه ساعة
الغزو هدد بالاستقالة إذا دخلت أمريكا العراق ثم لم يستقل ؟ ، ونراه أيضاً
والشىء بالشىء يذكر كيف أخبر البرادعى إسرائيل بمكان وموقع المفاعل
النووى السورى السلمى فى دير الزور فضربته إسرائيل فى ولماذا عندما
ذهب لإسرائيل لمرة واحدة فقط أجبروه على أن يشاهد المواقع النووية
الإسرائيلية الثمانية من الجو فى طائرة للجيش ولم يسمح له بالتفتيش الأرضى
كما فعل فى العراق؟
لقد كانت تصريحاته المتكررة عن عدم تعاون العراق مع المفتشين الدوليين
تنطلق بغزارة لتحقيق هدف واحد هو التمهيد الإعلامى والنفسى وتهيئة الأجواء
لإتمام الحملة العسكرية الأمريكية وبقى على ذلك النهج حتى يوم
أى قبل الغزو الأمريكى للعراق بأيام حيث صرح من طهران لم ننجز عملنا
بعد والعراق لا يتعاون معنا بشكل تام وتابع البرادعى لا يمكننا بصورة خاصة
الوصول تماما الى العلماء العراقيين ونأمل فى أن يتعاون العراق خلال
الأسابيع المقبلة مع يقين البرادعى التام بأن العراق فعلاً لا يملك هذه
الأسلحة وهذا ما ثبت فعلاً فيما بعد وتصريحات البرادعى مؤخراً حينما رفضت
الولايات المتحدة أن تجدد له فقال إن العراق لو كان يملك أسلحة نووية
لما تمكنت الولايات المتحدة من مهاجمته ثم تابع البرادعى فى رواية أخرى
أمريكا سحقت العراق لأنه لا يمتلك أسلحة الدمار الشامل
وقوله كانت أسوأ لحظة استياء فى حياتى بالطبع عندما بدأت الحرب وإن
فقد مئات الآلاف من الأشخاص لأرواحهم استناداً إلى الخيال وليس حقائق أمر
يجعلنى أرتجف
وحول ما يعتبره قرارًا سيئًا اتخذه أضاف البرادعى ربما كان ينبغى
قبل حرب العراق أن أصرخ وأصيح بصوت أقوى وأعلى لمنع أناس من إساءة استغلال
المعلومات التى قدمناها نحن إنه اعتراف صحيح بدوره فى مأساة العراق
المعاصرة، دور تقديم المعلومات التى مهدت للحرب وأعطت بوش حجة للغزو
وهو اعتراف يتطلب محاكمة شعبية وعالمية وليس مجرد شعور بالندم عبر الـ
إنه اعتراف نهديه للسذج المخدوعين من الذين لايزالون يصرون على أن
الرجل يستحق أن يتولى أى دور بما فى ذلك دور المعارض أو الرئيس فى مصر
هذه الأيام
أما عن موقفه من سوريا وبرنامجها النووى فلقد نشرت جريدة الدستور
الأردنية فى على لسان جريجورى شولت المندوب الدائم للولايات
المتحدة فى الوكالة الدولية ومكتب الأمم المتحدة فى فيينا أن البرادعى أكد
للوكالة فى ابريل بأن سوريا أقامت منشأة سرية فى الصحراء قرب مدينة
الكبار وأنه يعتقد أى البرادعى أن هذه المنشاة مفاعل نووى ليس للأغراض
السلمية يتم بناؤه سراً ويمثل خرقاً من جانب سوريا لاتفاقها مع الوكالة وأن
هذا المفاعل يتم بمساعدة كوريا الشمالية وبصفات مشابهة لمفاعلها فى
يونجيبون الذى يتم إبطال مفعوله الآن ولكن تم استخدامه لإنتاج مادة
البلوتونيوم المستخدمة فى الأسلحة النووية لكوريا الشمالية وبناءً على هذا
التقرير قامت إسرائيل بتدمير المفاعل النووى السورى فى سبتمبر
والأمر نفسه يقال عن مواقفه من إيران ، وكوريا الشمالية بل وعن مفاعل
أنشاص وشهادة رفيقه فى الوكالة د يسرى أبو شادى الخطيرة عن عمالة البرادعى
لأمريكا وتآمره على مصر والعرب والمنشورة فى صحف موجودة لمن يريد التثبت
من نوعية الدور الجديد الذى جاء البرادعى ليلعبه اليوم فى مصر ولصالح
واشنطن وغيرها من دول العالم الثالث المعادية لواشنطن أما باقى الثالوث
الأمريكى ففى العدد القادم
ميدان التحرير ، دعونا نقول أن ما جرى يوم يناير الماضى ، من ثورة مصرية
ضد النظام ، صنعت مقدماته عبر ثلاثين عاماً من الجهاد والتضحيات ، لقد
صنعه كل من
شباب الفيس بوك غير المنضمون تحت لواء حزبى أو نقابى
كل من كتب أو سجن أو قتل بسبب استبداد النظام طيلة الـ عاماً
كل من رفض الوجود الأمريكى وقاوم التطبيع وضحى فى سبيل ذلك
فقراء الوطن من العمال والفلاحين ومظاهراتهم المطلبية الرائدة
هؤلاء جميعاً هم من صنع الثورة ، وليس رجال الأعمال الذين نهبوا المال
العام وسرقوا البنوك واستولوا على مليون فدان من أرض مصر وأفقروها ،
وهى الغنية بمواردها وثرواتها وأهلها ، والآن يزايدون على الثورة بالادعاء
أنهم معها ، وأنهم مشاركون فى لجان الحكماء المزعومة وأنهم ثوار « طيب
بأمارة إيه » ، ثم ما هذه النوعية الغريبة من الثوار التى لم نسمع بها من
قبل ؟ إن هؤلاء باختصار ، يسرقون الثورة ، خوفاً على أموالهم ومشاريعهم
التى نهبوها من دم الشعب المصرى ؛ وعلى نفس الوتيرة تأتى ألوان الطيف
السياسى الانتهازى التى تحاول اليوم ركوب هذه الانتفاضة اليتيمة ، أما
أباؤها الحقيقيون ، فإنهم بدأوا يبتعدون ، تدريجياً ليس فحسب عن ميدان
التحرير بل عن فكرة الثورة ذاتها ، بعد أن بدأوا يدركون أنها تُسرق منهم ،
وأن الناس بدأت تحملهم مسئولية العبء الأكبر من تكاليفها معاناة فقراء
الشعب المصرى ، وارتفاع الأسعار وقطع الأرزاق للعمال والشركات والمصالح ،
إن صناع الانتفاضة ، بدأوا فى التوارى ، وتقدم السراق ، واللصوص ودعونا
نتأمل مشاهد من هذه السرقة
إن المتأمل لخريطة القوى التى تحاول أن تسرق الانتفاضة سوف يكتشف مدى
اتساعها وتزايدها يوماً إثر يوم،ولكن بالمجمل دعونا نقول أنها تحتوى على
أربع مجموعات من اللصوص
بقايا النظام الحاكم الذين أطلقوا موقعة الجمال والبغال ولايزالون
يلتفون حول مطالب المنتفضين بحيل جديدة ، وهؤلاء كالحرباء يتلونون كل يوم
بلون ، وسنكتشف بعد حين أنهم الأخطر والأبقى للأسف
التيار المتأمرك داخل الانتفاضة من أتباع البرادعى وزويل وعمرو موسى
الانتهازيون من القوى والأحزاب والتيارات القديمة التى ركبت الانتفاضة فى الربع ساعة الأخير
رجال الأعمال الذين يدعون اليوم مساندة الانتفاضة وكانوا بالأمس
ينامون فى حضن جمال مبارك وبعض هؤلاء يمتلكون صحفاً وفضائيات خاصة تدعى
مساندة الانتفاضة ، وهم فى الواقع يسرقونها ، ويركبونها حتى لا تدمى أيديهم
ومقدمتهم غداً
هؤلاء السراق أو من سبق وأسماهم تشى جيفارا بـ الأوغاد يسابقون
الزمن ، لكى يجهضوا انتفاضة يناير ، ويقدمون لنا انتفاضة أخرى غريبة
كلية عن الانتفاضة الأولى يغلب عليها الطابع المتأمرك سواء من داخل النظام
بقيادة بقايا نظام مبارك أو من خارجه بقيادة ثالوث محمد البرادعى أحمد
زويل عمرو موسى ، فالفريق المتآمر مثلاً داخل النظام يصر على طاعة أوامر
أوباما ومن يرسلهم للقاهرة ، وينفذ لهم كل ما يطلبون ، وفى ذلة وانكسار ،
وهو الفريق عينه الذى لا يجرؤ على أن يقول لا للتدخل الأمريكى ، وعندما
يفتح الله على أبو الغيط بكلمة نجده يهاجم إيران بشراسة بسبب خطبة أو موقف
سياسى واحد لمرشد ثورتها خامنئى ، رأى فيها تدخلاً فى الشأن المصرى ، ونحن
معه وبقوة نرفض هذه الخطبة وهذا التدخل ، ولكن المعلوم للكافة أن التدخل
الأمريكى الوقح فى شئوننا هو الأكبر والأخطر وأن لأمريكا فى بلادنا ألف
أمريكى يعملون فى مواقع عسكرية وسياسية واقتصادية وثـقافية حساسة للغاية
ويمثلون أكبر جالية لواشنطن فى العالم ، وبالسفارة الأمريكية بالقاهرة
المقر المركزى للـ والـ ، وتدخل واشنطن فى قرارنا السياسى
قديماً والآن ، غنى عن أى بيان ، إذن هذا الأمر كان يتطلب من الجناح
المتأمرك فى نظامنا السياسى ، أن يرد وبقوة أو يرحل ، ليترك للمنتفضين
المتطهرين من رجس واشنطن ، أن يقولوا هم ، ويفعلوا هم ؛ ويوازى هذا الجناح
ويمضى على خطاه ، الجناح الأمريكى المدسوس وسط المنتفضين والذى يقوده محمد
البرادعى صاحب التقارير والوثائق التى دمرت العراق ، والذى يصر يومياً على
تعلية السقف السياسى للانتفاضة رغم أنه جالس فى قصره خلف الأشجار فى منتجع
زهير جرانة المحال للتحقيق باعتباره لص للمال العام على الطريق
الصحراوى ، ولم ينم ليلة واحدة مع الانتفاضة ، فقط هو متفرغ للقاء السفيرة
الأمريكية والسفير الإسرائيلى والاتصال بأوباما كل ساعة ، والإدلاء
بالتصريحات للجناح الإعلامى للمخابرات الأمريكية فى المنطقة بقيادة قناتى
الجزيرة والعبرية أقصد العربية ، ثم هو أيضاً فى انتظار الجماهير لتحمله
إلى عرش مصر ومعه يأتى الدكتور أحمد زويل المستشار الخاص لأوباما
والذى أرسله لمصر على وجه السرعة ليصدر بياناً من نقاط يطالب فيه هو
الآخر بتنحى مبارك الذى سبق ومنحه عدة أوسمة وكان من المهرجين الكبار فى
حضرة مبارك طيلة السنوات العشر الماضية ، وزويل كما كتبنا فى هذه الصحيفة
وغيرها وسنظل نكتب حتى يستفيق النُوم من مثـقفينا المنبهرين به حصل على
جائزة وايزمان من جامعة حيفا لقيامه بالمساهمة فى مشروع تطوير الصواريخ
الموجهة بالليزر ضد المقاومة اللبنانية أوائل التسعينات وظل ضيفاً على
إسرائيل أشهر وزارها بعد ذلك مرتين ، وألقى خطابين فى الكنيست الإسرائيلى
، ولذلك سهلت له الحصول على جائزة نوبل ، هو الآخر جاء ليركب الانتفاضة أو
ليؤمركها ، وثالث الثلاثة هو عمرو موسى ، رجل النظام والتطبيع والأمركة
المخلص ، جاء هو الآخر ليحول دون تحول الانتفاضة إلى ثورة شعبية بعيدة عن
النفوذ والتوجه الأمريكى ، هذا الفريق يتعاون معه رجال أعمال يمتلكون
فضائيات وصحفاً خاصة تدعى الآن الثورية رغم أنها كانت قبل يناير تسبح
بحمد مباحث أمن الدولة ، وأحسب أنه من المفيد للأمة كلها أن يتم عمل تحليل
مضمون و تحليل مواقف لهذه الصحف ولملاكها وصحفييها الثابتين التابعين
المسبحين بحمد النظام السابق ، هل يا ترى مثل هذه الخريطة من المتأمركين
داخل وخارج النظام تصلح لأن تؤتمن على حماية ثورة يناير وابقائها على
نقائها ، وأهدافها النبيلة أم أن هؤلاء يعدون معاً أو منفردين
استراتيجية لاجهاض هذه الثورة وسرقتها ؟ نحن أميل إلى الاحتمال الثانى
وأخشى أن أقول أنه للأسف ينجح ، فيما يتوارى صناع الثورة أو يضحك عليهم
بالكلام المعسول والصحافة الكاذبة ، والفضائيات المغشوشة ، التى تديرها
جميعاً ، سواء بعلم أو بدون علم ، استراتيجية واحدة تتمثل فى بقاء أمركة
واستبداد النظام المصرى السياسى الحاكم على حالها ، والخروج الآمن ليس
لنظام حسنى مبارك أو حتى لشخصه ، بل لشباب الانتفاضة حتى يحتل مكانهم ، قوى
أخرى ، ووجوه أخرى ، أحسب أنها الآن بالفعل موجودة فى ميدان التحرير
بالقاهرة وميدان المنشية بالاسكندرية ، البقعتان الوحيدتان اللتان لاتزالان
، مشتعلتان باسم الثورة ، لكن صورة الثوار فيهما اليوم ، مختلفة كلية عن
ثورة يناير ، الذين أزعم أنهم تسربوا ولم يبق منهم إلا النذر اليسير ،
إما إحباطاً أو مللاً أو إدراكاً بأن راكبى الثورة وسُراقها الجدد ، قد
باتوا أكثرية ، ذات مطالب ، وأهداف مختلفة كلية عما طالب به ثوار وشهداء
يناير
إن السيناريو الأمريكى المشبوه الذى يجرى ، ويراد فرضه ، بإخراج
تليفزيونى ملون ، هو سيناريو تسليم الحكم لثالوث أمريكى جديد يتشكل من
البرادعى وعمرو موسى وأحمد زويل أو من شابههم ، من الذين ناموا دهراً فى
حضن النظام السابق ، وفى حضن واشنطن وتل أبيب، ثم عندما شاهدوا من شرفة
قصورهم للبرادعى قصر فى منتجع رجل النظام السابق زهير جرانة فى الهرم
وكذلك لأحمد زويل ، أما عمرو موسى فله عدة قصور وشرفات إحداها شرفة جامعة
الدول العربية العاجزة عن فعل أى شىء مفيد للأمة منذ تولاها سيادته ، فى
ميدان التحرير ، نقول شاهدوا بداية انتصار الانتفاضة ، وتقديم حكم مبارك
لسلسلة تنازلات مهمة ، وإعلانه عدم ترشحه لفترة رئاسة قادمة ، بدأوا يطلوا
علينا عبر الفضائيات الوهابية المتأمركة تحديداً قناة العبرية أقصد
العربية ومن خلال إعلاميين كانوا يعملون مع إذاعة صوت أمريكا لسان حال
المخابرات المركزية الأمريكية ، وبدأوا يستغلون الشباب البرىء المنتفض
وأحلامه الجميلة فى التغيير ، مع استثمار الشو الإعلامى الذى صاحب
حصولهم على جوائز دولية مثل نوبل ، وهى لا تعطى إلا لمن ترضى عنه إسرائيل ،
مستثمرين أيضاً عدم قراءة الناس لتاريخهم وعلاقاتهم القديمة الجديدة مع
إسرائيل وأمريكا ، أمريكا التى صنعت كل هذا الاستبداد والفساد الذى يطالب
الشباب برحيله
استغل هذا الثالوث وغيره من الانتهازيين اللحظة وبدأوا يعلنون عن
أنفسهم ، لولاية العرش الأمريكى فى مصر ، فكانت اتصالات أوباما وسفيرة
العدو الأمريكى والعدو الإسرائيلى بالبرادعى ، وكان إرسال أوباما للسيد
أحمد زويل المستشار العلمى للرئيس الأمريكى وبسرعة إلى مصر لتشكيل مجلس
أسماه زويل بمجلس الحكماء ، يتسلم الحكم من نظام مبارك ، حتى لا يسقط فى
أيدى المنتفضين فى ميدان التحرير أو فى أيدى الإخوان المسلمين أو فى أيدى
المؤسسة العسكرية المصرية بتاريخها الوطنى الشريف ؛ بسرعة بدأ الدفع بهذا
الثالوث ، لكى يخدعنا ، ولكى يحافظ على أمركة الحكم فى مصر ، ويضمن طول
بقاء هذه التبعية لأمريكا التى هى أصل الاستبداد والفساد الذى بسببه انطلقت
انتفاضة الحرية
لكل هذا ، رأينا أنه من العار ، كل العار أن نبتلع الطعم ، ومن
العار الصمت عليه حتى لو تألم البعض من الأصدقاء ومن السذج ، فالحق أحق أن
يتبع ، وهذا الوطن يستحق حكماً وطنياً شريفاً ، وليس حكماً أمريكياً
مُعدلاً ، ولأننا لم نعتد إلقاء الأحكام جزافاً ، أو اتهام هذا الثالوث
السارق للانتفاضة بالأمركة والأسرلة نسبة إلى إسرائيل ، جزافاً ، فهذه هى
الـ السيرة الذاتية لعلاقتهم بإسرائيل وأمريكا وأدوارهم المشبوهة
التى ينبغى على كل ثائر محترم أن يقرأها ثم يقرر بعدها ، هل يستمر فى هذه
الجريمة أم لا ؟ هل يستمر فى تقديم الثمرة الناضجة ثمرة الدم والشهادة
إلى أيدى هؤلاء أم لا ؟ على الجميع أن يحتكم إلى ضميره ، ويقرر ، قبل فوات
الأوان
يحدثنا التاريخ أنه قد تم تعيين البرادعى بطلب أمريكى ممثلاً لهيئة
الطاقة فى نيويورك، ثم بعدها مديراً للشئون القانونية ثم مديراً تنفيذياً
فى الوكالة الدولية ثم فى عام أصبح مديراً عاماً مساعداً للعلاقات
الخارجية ثم رئيساً للوكالة فى بأمر ورعاية أمريكية واضحة خلفاً
للسويدى هانزبليكس وحصل بفضل أمريكا على صوتاً من إجمالى صوتاً فى
اقتراع الهيئة التنفيذية للوكالة وأعيد اختياره رئيساً لفترة ثانية فى
سبتمبر ثم فترة ثالثة فى سبتمبر حتى تم تنحيته عام
ترى ماذا جرى فى فترة الـ عاماً الثلاث فترات متتالية رئيساً
للوكالة ؟ التاريخ يؤكد أن سيادته لم يكتب أثناءها تقريراً واحداً ضد
إسرائيل وضد الـ قنبلة نووية وكان منفذاً أميناً لما تريده واشنطن
وخاصة ضد سوريا وإيران وكوريا والعراق ، وبالنسبة للبلد الأخير تأمل
المراقبون إبان غزو العراق كيف يستقيل السويدى الغربى هانز بليكس من
منصبه لرئاسة الوكالة اعتراضاً على الولايات المتحدة الأمريكية وإصرارها
على الحصول على وثيقة علمية كتقرير تنفيذى من الوكالة لضرب العراق
واحتلالها ونهبها فيستقيل بليكس ويقبل محمد البرادعى المسلم العربى
المنصب ويقدم لها التقرير المطلوب فتغزو أمريكا العراق بفتواه المعلبة
والجاهزة للتصدير فى أى وقت والتى أكدت على وجود طن من الأسلحة
الكيماوية وعشرات الآلاف من لترات الجمرة الخبيثة والسموم وكيف عاد فى
ليقول أنا نادم على موقفى من العراق واحتلاله وكان كما هو الآن
تماماً يضحك علينا أمام الشاشات وينسق مع أمريكا خلفها ، فنراه ساعة
الغزو هدد بالاستقالة إذا دخلت أمريكا العراق ثم لم يستقل ؟ ، ونراه أيضاً
والشىء بالشىء يذكر كيف أخبر البرادعى إسرائيل بمكان وموقع المفاعل
النووى السورى السلمى فى دير الزور فضربته إسرائيل فى ولماذا عندما
ذهب لإسرائيل لمرة واحدة فقط أجبروه على أن يشاهد المواقع النووية
الإسرائيلية الثمانية من الجو فى طائرة للجيش ولم يسمح له بالتفتيش الأرضى
كما فعل فى العراق؟
لقد كانت تصريحاته المتكررة عن عدم تعاون العراق مع المفتشين الدوليين
تنطلق بغزارة لتحقيق هدف واحد هو التمهيد الإعلامى والنفسى وتهيئة الأجواء
لإتمام الحملة العسكرية الأمريكية وبقى على ذلك النهج حتى يوم
أى قبل الغزو الأمريكى للعراق بأيام حيث صرح من طهران لم ننجز عملنا
بعد والعراق لا يتعاون معنا بشكل تام وتابع البرادعى لا يمكننا بصورة خاصة
الوصول تماما الى العلماء العراقيين ونأمل فى أن يتعاون العراق خلال
الأسابيع المقبلة مع يقين البرادعى التام بأن العراق فعلاً لا يملك هذه
الأسلحة وهذا ما ثبت فعلاً فيما بعد وتصريحات البرادعى مؤخراً حينما رفضت
الولايات المتحدة أن تجدد له فقال إن العراق لو كان يملك أسلحة نووية
لما تمكنت الولايات المتحدة من مهاجمته ثم تابع البرادعى فى رواية أخرى
أمريكا سحقت العراق لأنه لا يمتلك أسلحة الدمار الشامل
وقوله كانت أسوأ لحظة استياء فى حياتى بالطبع عندما بدأت الحرب وإن
فقد مئات الآلاف من الأشخاص لأرواحهم استناداً إلى الخيال وليس حقائق أمر
يجعلنى أرتجف
وحول ما يعتبره قرارًا سيئًا اتخذه أضاف البرادعى ربما كان ينبغى
قبل حرب العراق أن أصرخ وأصيح بصوت أقوى وأعلى لمنع أناس من إساءة استغلال
المعلومات التى قدمناها نحن إنه اعتراف صحيح بدوره فى مأساة العراق
المعاصرة، دور تقديم المعلومات التى مهدت للحرب وأعطت بوش حجة للغزو
وهو اعتراف يتطلب محاكمة شعبية وعالمية وليس مجرد شعور بالندم عبر الـ
إنه اعتراف نهديه للسذج المخدوعين من الذين لايزالون يصرون على أن
الرجل يستحق أن يتولى أى دور بما فى ذلك دور المعارض أو الرئيس فى مصر
هذه الأيام
أما عن موقفه من سوريا وبرنامجها النووى فلقد نشرت جريدة الدستور
الأردنية فى على لسان جريجورى شولت المندوب الدائم للولايات
المتحدة فى الوكالة الدولية ومكتب الأمم المتحدة فى فيينا أن البرادعى أكد
للوكالة فى ابريل بأن سوريا أقامت منشأة سرية فى الصحراء قرب مدينة
الكبار وأنه يعتقد أى البرادعى أن هذه المنشاة مفاعل نووى ليس للأغراض
السلمية يتم بناؤه سراً ويمثل خرقاً من جانب سوريا لاتفاقها مع الوكالة وأن
هذا المفاعل يتم بمساعدة كوريا الشمالية وبصفات مشابهة لمفاعلها فى
يونجيبون الذى يتم إبطال مفعوله الآن ولكن تم استخدامه لإنتاج مادة
البلوتونيوم المستخدمة فى الأسلحة النووية لكوريا الشمالية وبناءً على هذا
التقرير قامت إسرائيل بتدمير المفاعل النووى السورى فى سبتمبر
والأمر نفسه يقال عن مواقفه من إيران ، وكوريا الشمالية بل وعن مفاعل
أنشاص وشهادة رفيقه فى الوكالة د يسرى أبو شادى الخطيرة عن عمالة البرادعى
لأمريكا وتآمره على مصر والعرب والمنشورة فى صحف موجودة لمن يريد التثبت
من نوعية الدور الجديد الذى جاء البرادعى ليلعبه اليوم فى مصر ولصالح
واشنطن وغيرها من دول العالم الثالث المعادية لواشنطن أما باقى الثالوث
الأمريكى ففى العدد القادم