ألقت الشرطة الأمريكية القبض على شابٍّ أمريكيٍّ بتهمة التحرش الشديد من الدرجة الثانية، والتهديد بقتل مسلمة أمريكية وابنتها، اللتين كانتا ترتديان الزي الإسلامي؛ مما دفع منظمة إسلامية كبرى إلى مطالبة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف. بي. آي" بالتحقيق في الوقعة، باعتبارها جريمة كراهية.
فيما قالت لجنةٌ حكوميةٌ أمريكيةٌ معنيةٌ بالبتِّ في مسائل التمييز في أماكن العمل، في قرارٍ جديدٍ لها؛ إن عددًا من المهاجرين من الصومال تعرَّضوا "للتمييز غير القانوني" في مصنعٍ لتعبئة اللحوم بولاية نبراسكا؛ بسبب كونهم مسلمين.
وبحسب شرطة نيويورك، فقد تعرَّض جوزيف بالانس (23 عامًا) للسيدة المسلمة وابنتها بألفاظ معادية للإسلام في محطة للتزود بالوقود في سميث تاون بنيويورك، وبصق على سيارتهما عندما كانتا ترتديان الحجاب، مهدِّدًا بقتلهما ومحاولة تعقبهما بسيارته بسبب دينهما، قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه بمنزله صباح الأربعاء 26 أغسطس الجاري.
وقالت عليا لطيف مدير حقوق الإنسان في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" في نيويورك: "نحن نحث الـ(إف. بي. آي) على الانضمام إلى التحقيق في هذه الوقعة المقلقة؛ لتحديد أي الاتهامات الفيدرالية الخاصة بالحرية المدنية يمكن أن توجهها للجاني؟!".
وأضافت لطيف في بيانٍ لها: إنَّ "هذه المزاعم الخطيرة تستحق مزيدًا من الاتهامات التي يعاقب عليها القانون".
يأتي هذا على خلفية سلسلة من الأعمال المعادية للإسلام في الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، مثل قيام مجهولين بكتابة عبارة "الموت للمسلمين" داخل مسجد بولاية كارولينا الشمالية، إضافةً إلى قيام كنيسة في ولاية فلوريدا بطباعة عبارة "الإسلام من الشيطان" على قمصان رياضية، ودفع طلاب في المرحلة الابتدائية إلى الذهاب إلى مدارسهم وهم يرتدونها.
على صعيدٍ متصلٍ أصدرت "لجنة فرص العمل المتساوية" قرارًا جديدًا قالت فيه إنَّ عددًا من المهاجرين من الصومال تعرَّضوا لتمييزٍ عنصريٍّ بسبب أنَّهم مسلمون.
جاء القرار بعد أنْ بدأ عددٌ من الأمريكيِّين والمهاجرين من أصول صومالية في التعرض لمضايقات، وفي بعض الأحيان للفصل من العمل، بعد أن طلبوا استراحةً من العمل للقيام بالصَّلاة، غير أنَّ ذلك تمَّ رفضه، بالرَّغم من أنَّ البند الثَّالث من قانون الحقوق المدنيَّة الصادر في العام 1964م، يُلزم أرباب العمل بالمرونة في التَّعامُل مع الطَّلبات المتعلقة بدين الموظفين.
هذا، وقد وصلت اللجنة إلى هذا القرار بعد عامٍ من التَّحقيقات، وقالت في خطابٍ إنَّ اقتطاع بعض الوقت لأداء المسلمين الصَّلاة "لم يكن ليسبب أيَّة مشاكل أو تعطيلٍ لمسار العمل".
كما أكد الخطاب أنَّ بعض الموظفين الصومالين قد تعرَّض للفصل بسبب هذه القضية دون أسبابٍ حقيقية.
هذا، وقد شكا أكاديميون أمريكيون من أصولٍ صومالية وإسلاميةٍ الأسبوع الماضي من تعرضهم لاستجواباتٍ مطولةٍ وعمليات تفتيشٍ مكثفةٍ في المطارات الأمريكية خلال سفرهم إلى الخارج هذا الصيف، وصلت إلى حد تفتيش أمتعتهم الشخصية وحفاضات الأطفال، رغم كونهم مواطنين أمريكيين.
وشكا البروفيسور عبدي ساماتار، رئيس قسم الجغرافيا بجامعة مينيسوتا الأمريكية، من تعرضه هو وزوجته الدكتورة كاو عبدي، أستاذة علم الاجتماع بالجامعة، للتوقيف ست مرات منذ شهر يونيو الماضي في المطارات الأمريكية، وتعرضهما لاستجوابات مطولة بلغت في بعض الأحيان ساعتين ونصف الساعة.
ويقول بعض الصوماليين في أمريكا إنهم يتخوفون من حدوث المزيد من المضايقات في نوفمبر من هذا العام عند سفر المسلمين الأمريكيين إلى موسم الحج بالمملكة العربية السعودية.