مما لاشك بان رحيل الرئيس مبارك عن السلطة سيغير شكل الخارطة
السياسية في مصر بشكل كبير جدًا لتصنع صورة جديدة قد تشهدها مصر لأول مرة
خاصة بعد الانهيار البالغ الذي أصاب الحزب الوطني الذي سيخل في الأيام
القادمة من المشهدالسياسي المصري مع تقديم حسام بدراوي استقالته من الحزب
الام الذي سيشهد تواجد قوي سياسية كانت محظورة طبقا للنظام السابق وايضا
احزاب سياسية لم اعطها الشريعة وعودة احزاب مجمدة الي الحياة السياسية كحزب
العمل كل ذلك نتيجة لثورة شباب 25 يناير الذي اصبح علامة فارقة في التاريخ
المعاصر.
لذلك يتوقع الكثير من المحللين والسياسيين أن تكون جماعة الإخوان
المسلمين لاعباً رئيسياً في الترتيبات بعد انتهاء حكم الرئيس حسني مبارك في
الوقت الذي تؤكد فيه الجماعة انها لا ترغب في الوصول إلي سدة الحكم في هذه
المرحلة حيث إنها لن تدفع بأي مرشح لها علي مقعد الرئاسة ، إلا أن الظاهر
من تحركاتها أنها لن تترك هذه الفرصة التي انتظرتها لسنوات طويلة تمر من
دون مكاسب أو تذهب سدي.
ففي أثناء إنتفاضة الغضب التي إندلعت يسعي كل فصيل سياسي إلي إثبات
وجوده وذاته وفي بعض الأحيان يحاول القفز علي ثورة الشباب الذي تحفظوا عليه
في البداية بل أن بعضهم رفضها لكن بعد أن قلبت الثورة موازين الأوضاع
رأسًا علي عقب سرعان ما حاولوا الذوبان فيها ، في حين أن الشباب الثوار
رفضوا الانضواء خلف عباءة طرف بعينه ، وعلي رغم أن مؤيدي للنظام اتهموا
جماعة الإخوان بأنها تسعي إلي اعتلاء المشهد من خلال الوقوف وراء التظاهرات
الاحتجاجية، إلا أن "أيام الغضب" أظهرت أن الجماعة ليست ذلك التنظيم
القادر وحده علي تعبئة الشعب لان الجميع خرج دون تحريك او املاء من احد
فجميع الاطياف كانت موجودة في المظاهرات وميدان التحرير.
أكد عدد من الخبراء السياسيين أن مستقبل جماعة الإخوان المسلمين
سيتحول جذرىًا وكلىًا ومن الوارد أن تنتقل إلي اللعبة السياسية الرسمية
وتصبح لاعبا شرعيا بعد حظره ، كما أننا سنشهد ميلادا جديدا لقوي سياسية
واجتماعية جديدة مختلفة عن الإخوان كجماعة تعبر عن التنظيم أكثر منها عن
حزب أقرب لإدارة الشأن العام ودهاليز الحياة السياسية ، وسيتم إعادة تشكيل
الجماعة وبلورتها من خلال القضاء النهائي علي ما يسمي بفزاعة الإخوان التي
كانت توجه للغرب والمصريين أنفسهم .
وذكروا أن الأيام القادمة ستضع الإخوان علي المحك الحقيقي للاختبار
بعد أن يسمح لهم بدخول جميع الانتخابات ويترك للشعب حرية الاختيار ، ومن
الممكن أن لا يصوت لهم الشعب فلن يكون هناك تصويت احتجاجي ضد مرشحي الحزب
الوطني الذي بدأ في الانهيار بشكل كبير جدًا.
يقول الباحث في شئون الجماعات الإسلامية الدكتور كمال حبيب إنه من
الممكن أن يتغير شكل الجماعة بالكامل خلال الفترة المقبلة فبعد أن ظلت
محظورة منذ أيام الثورة من الوارد أن تعود كما كانت في بدايتها تمارس عملها
السياسي بشكل علني ويرفع عنها الحظر في حال أن يسمح بتكوين الأحزاب كما هو
الحال في الدول الأوروبية أو الديمقراطية وبالتالي احتمال أن تفصل بين ما
هو دعوي وما هو سياسي سيتزايد وبذلك تتحول الجماعة وتسجل نفسها كحزب سياسي،
وهو مطالب عدد كبير من إصلاحيو الجماعة ، وقد نشهد ميلاد جديد لقوي سياسية
واجتماعية جديدة مختلفة عن الإخوان كجماعة تعبر عن التنظيم أكثر منها عن
حزب أقرب لإدارة الشأن العام ودهاليز الحياة السياسية.
وأشار إلي أن الجماعة تملك قوي إصلاحية كبيرة فضلا عن جيل شباب
الإخوان وهو جزء من جيل شباب الفيس بوك والإنترنت الذي قام بثورة 25 يناير
وهو ما قد يصب في إعادة تشكيل الجماعة وبلورتها ، وبالتالي هذا الشباب
سينتقل من الهامش إلي المركز بالنسبة للجماعة تماما كما هو الحال في
المجتمع ، وكل التشكيلات القديمة بما فيها الإخوان سيكون أمامها ميلاد
لأشكال جديدة من الحركات الاجتماعية والسياسية عما كان عليه من قبل بحيث أن
الجماعة ستكون حالة جديدة مختلفة لا يوجد فيها أي حديث عن المحنة والسجن
وكل الأحاديث العاطفية ، ولابد أن تستجيب فيها الجماعة لمتطالبات تلك
المرحلة التي ستكون اتجاهاتها مدنية وليس تنظيم سري مغلق.
وأوضح أن الأيام القادمة سيكون الاختبار الحقيقي لقوة الجماعة في
الشارع المصري بعد أن يسمح لهم بدخول جميع الانتخابات ويترك للشعب حرية
الاختيار ، ومن الممكن أن لا يصوت لهم الشعب فلن يكون هناك تصويت احتجاجي
ضد مرشحي الحزب الوطني الذي بدأ في الانهيار بشكل كبير جدًا ، مشيرًا إلي
ان فزاعة الإخوان التي كان يستخدمها النظام لن تستخدم بعد الآن وستنتهي كل
الأساليب العتيقة حيث أن النظام القادم لن يضطر للجوء لذلك لأنه سيكون
منتخب من الشعب ، ولن يتم إظهار قوي سياسية معينة يضحي بها علي أساس أنها
كبش فداء من أجل استمرار النظام وبقائه.
وأكد الكاتب الصحفي نبيل شرف الدين أنه ربما تمثل النظرة السلبية
للعلمانية من جانب عدد كبير من المصريين محور جدل كبير في المستقبل،
فالمجتمع المصري المتدين يرفض العلمانية لاعتقاده بأنها تعادي الدين أو
تدعو إلي الإلحاد، بينما المثير للسخرية والتهكم هو أن الكثير من المسلمين
يؤمنون بفكرة ضرورة الفصل بين الدين و الدولة دون أن يسموا ذلك علمانية،
وهم غير مدركين أن ذلك الاعتقاد قد جعلهم علمانيين فعلاً ، ويمثل هذا الفهم
الخاطئ للعلمانية في مصر حاجزاً كبيراُ أمام وصول الديمقراطية وتطبيقها في
مصر، فعلي الرغم من تظاهر الكث ير م ن المصريين بالتدين، فإنهم لا
يستطيعون قبول وصول الإسلاميين إلي الحكم بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين
التي توصف بالاعتدال، ولهذا فهم يفضلون "الفاشية العلمانية" علي
"الإسلاميين الديمقراطيين"، فهم يخشون أن يعود أولئك الإسلاميون بمصر إلي
عصر الخلافة الإسلامية ، في حين أن الرئيس مبارك والنظام كانا يسعيان إلي
الترسيخ في أذهان المصريين أن تداول السلطة يعني وصول الإسلاميين للحكم
لذلك جعل من الإخوان فزاعة للغرب وللمصريين أنفسهم.
وذكر ناجي الشهاب ، رئيس حزب الجيل ، أن الإخوان لعبوا دورا كبيرا في
إفساد الحياة السياسية ومحاولة تخريب مصر من خلال الفوضي الخلاقة لابد أن
يكون لهم دور محدد مؤكدًا أن الولايات المتحدة متحالفة مع جماعة الإخوان
قلبا وقالبا بدليل قربها الشديد من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا
ومن رئيسه رجب طيب أردوغان ، والخطة الأمريكية السابقة والتي كانت تسمي
بالشرق الأوسط الكبير تنفذ علي أرض الواقع.
فالقوي السياسية المتواجدة في معظم دول الشرق الأوسط هي جماعة الإخوان
أصبحت أداة في يد أمريكا لتنفيذ تلك الأجندة بالتعاون مع منظمات المجتمع
المدني التي تتلقي أموالا أمريكية ، لذلك فالإخوان تسعي لتخريب الوطن كله
وعلي الدولة أن تتعامل معهم بكل شدة وحزم.
وقال لابد إن يكون الرئيس القادم لمصر من داخل المؤسسة العسكرية لأنها
المؤسسة الوحيدة التي لم يخترقها الأمريكان بعد للحفاظ علي مصلحة الوطن
وحدوده والرئيس مبارك دشن لذلك.
وكان الدكتور محمد البرادعي ، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة
الذرية والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة القادمة ، أكد عدة مرات أن من حق
جماعة الإخوان في أن يكون لهم حزب سياسي ، وهو الأمر الذي يبدو أنه بات
قريب المنال ، بل كان قد سبق وان صرح بأن جماعة الإخوان التي كانت محظورة
بأنها أكبر حزب شرعي في مصر.
من جانبهم أكد قيادات الجماعة أن الثورة التي حدثت في مصر قلبت
الأوضاع جميعها ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية و.. ، رأسًا علي عقب
والجميع سيتأثر بذلك بشكلا ملموس ، قائلين إنهم لايسعون إلي الوصول للحكم
فهذا ليس من أولواتهم وليست لهم مطالب خاصة بهم.
وذكروا أنهم سيعملون علي تشكيل حكومة ائتلافية مع باقي أحزاب المعارضة
خلال المرحلة الانتقالية خاصة أننا ازاء شرعية شعبية جديدة وليس مطروحا
فرض مطالب بعينها قبل قطف ثمار الثورة من دماء الشهداء والجرحي بداية
بتنحية الرئيس مبارك ومن خلال المفاوضات لاتمام عملية تسليم وتسلم الحكم من
النظام إلي القوي السياسية المعارضة.
فقد أشار الدكتور عصام العريان ، المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان
المسلمين ، إلي أن برنامجهم للمرحلة القادمة هو تعزيز الحريات العامة
بمختلف أشكالها، وتحقيق أكبر قدر من التماسك والتضامن الاجتماعي والحرص علي
تقوية الوحدة الوطنية ونزع فتيل التوترات الطبقية والحفاظ علي المساواة
الكاملة ، وتكافؤ الفرص بين الجميع علي قاعدة المواطنة الكاملة والوقوف بكل
قوة ضد الليبرالية المتوحشة ، وحماية الضعفاء إجتماعياً خاصة المرأة
والأقباط والأطفال وغيرهم علي قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات أمام
الدستور والقانون.
وقال إن الإخوان أثبتوا أنهم قادرون علي التطور عبر الزمن، ولعل أفضل
وسيلة لتقوية التزاماتها الديمقراطية هو تضمينها في العملية السياسية
والتأكد من وجود ضوابط وتوازنات لضمان ألا تحتكر جماعة محددة السلطة، وضمان
الحريات لجميع المواطنين بموجب القانون..
وشدد قيادي بالجماعة ، رفض ذكر اسمه ، علي أن الوصول إلي السلطة ليس
من أولياتهم في هذه المرحلة لأنهم يعلمون أن الظروف الدولية والمحلية ليست
مهيئة حتي هذا الوقت لتقبل ذلك ، لكن علي الإخوان التحرك الآن لنيل الشرعية
من خلال هذه الفرصة المتاحة وإلا فعليهم الانتظار مجدداً لسنوات طويلة.
وذكر أننا أمام وضع جديد بعد سقوط النظام بكل مكوناته ، وإزاء شرعية
جديدة مستمدة من الدستور والأمة هي مصدر السلطات ، والإخوان منذ اليوم
الأول يشاركون لكن هم لا يقودون الثورة حيث أنهم مجرد جزء منها رغم أنهم هم
التنظيم الأقوي والأكثر شعبية ، والنظام لم يعد موجودًا ، وهناك حتمية
لضرورة
الكاتب : عصام جمعة
السياسية في مصر بشكل كبير جدًا لتصنع صورة جديدة قد تشهدها مصر لأول مرة
خاصة بعد الانهيار البالغ الذي أصاب الحزب الوطني الذي سيخل في الأيام
القادمة من المشهدالسياسي المصري مع تقديم حسام بدراوي استقالته من الحزب
الام الذي سيشهد تواجد قوي سياسية كانت محظورة طبقا للنظام السابق وايضا
احزاب سياسية لم اعطها الشريعة وعودة احزاب مجمدة الي الحياة السياسية كحزب
العمل كل ذلك نتيجة لثورة شباب 25 يناير الذي اصبح علامة فارقة في التاريخ
المعاصر.
لذلك يتوقع الكثير من المحللين والسياسيين أن تكون جماعة الإخوان
المسلمين لاعباً رئيسياً في الترتيبات بعد انتهاء حكم الرئيس حسني مبارك في
الوقت الذي تؤكد فيه الجماعة انها لا ترغب في الوصول إلي سدة الحكم في هذه
المرحلة حيث إنها لن تدفع بأي مرشح لها علي مقعد الرئاسة ، إلا أن الظاهر
من تحركاتها أنها لن تترك هذه الفرصة التي انتظرتها لسنوات طويلة تمر من
دون مكاسب أو تذهب سدي.
ففي أثناء إنتفاضة الغضب التي إندلعت يسعي كل فصيل سياسي إلي إثبات
وجوده وذاته وفي بعض الأحيان يحاول القفز علي ثورة الشباب الذي تحفظوا عليه
في البداية بل أن بعضهم رفضها لكن بعد أن قلبت الثورة موازين الأوضاع
رأسًا علي عقب سرعان ما حاولوا الذوبان فيها ، في حين أن الشباب الثوار
رفضوا الانضواء خلف عباءة طرف بعينه ، وعلي رغم أن مؤيدي للنظام اتهموا
جماعة الإخوان بأنها تسعي إلي اعتلاء المشهد من خلال الوقوف وراء التظاهرات
الاحتجاجية، إلا أن "أيام الغضب" أظهرت أن الجماعة ليست ذلك التنظيم
القادر وحده علي تعبئة الشعب لان الجميع خرج دون تحريك او املاء من احد
فجميع الاطياف كانت موجودة في المظاهرات وميدان التحرير.
أكد عدد من الخبراء السياسيين أن مستقبل جماعة الإخوان المسلمين
سيتحول جذرىًا وكلىًا ومن الوارد أن تنتقل إلي اللعبة السياسية الرسمية
وتصبح لاعبا شرعيا بعد حظره ، كما أننا سنشهد ميلادا جديدا لقوي سياسية
واجتماعية جديدة مختلفة عن الإخوان كجماعة تعبر عن التنظيم أكثر منها عن
حزب أقرب لإدارة الشأن العام ودهاليز الحياة السياسية ، وسيتم إعادة تشكيل
الجماعة وبلورتها من خلال القضاء النهائي علي ما يسمي بفزاعة الإخوان التي
كانت توجه للغرب والمصريين أنفسهم .
وذكروا أن الأيام القادمة ستضع الإخوان علي المحك الحقيقي للاختبار
بعد أن يسمح لهم بدخول جميع الانتخابات ويترك للشعب حرية الاختيار ، ومن
الممكن أن لا يصوت لهم الشعب فلن يكون هناك تصويت احتجاجي ضد مرشحي الحزب
الوطني الذي بدأ في الانهيار بشكل كبير جدًا.
يقول الباحث في شئون الجماعات الإسلامية الدكتور كمال حبيب إنه من
الممكن أن يتغير شكل الجماعة بالكامل خلال الفترة المقبلة فبعد أن ظلت
محظورة منذ أيام الثورة من الوارد أن تعود كما كانت في بدايتها تمارس عملها
السياسي بشكل علني ويرفع عنها الحظر في حال أن يسمح بتكوين الأحزاب كما هو
الحال في الدول الأوروبية أو الديمقراطية وبالتالي احتمال أن تفصل بين ما
هو دعوي وما هو سياسي سيتزايد وبذلك تتحول الجماعة وتسجل نفسها كحزب سياسي،
وهو مطالب عدد كبير من إصلاحيو الجماعة ، وقد نشهد ميلاد جديد لقوي سياسية
واجتماعية جديدة مختلفة عن الإخوان كجماعة تعبر عن التنظيم أكثر منها عن
حزب أقرب لإدارة الشأن العام ودهاليز الحياة السياسية.
وأشار إلي أن الجماعة تملك قوي إصلاحية كبيرة فضلا عن جيل شباب
الإخوان وهو جزء من جيل شباب الفيس بوك والإنترنت الذي قام بثورة 25 يناير
وهو ما قد يصب في إعادة تشكيل الجماعة وبلورتها ، وبالتالي هذا الشباب
سينتقل من الهامش إلي المركز بالنسبة للجماعة تماما كما هو الحال في
المجتمع ، وكل التشكيلات القديمة بما فيها الإخوان سيكون أمامها ميلاد
لأشكال جديدة من الحركات الاجتماعية والسياسية عما كان عليه من قبل بحيث أن
الجماعة ستكون حالة جديدة مختلفة لا يوجد فيها أي حديث عن المحنة والسجن
وكل الأحاديث العاطفية ، ولابد أن تستجيب فيها الجماعة لمتطالبات تلك
المرحلة التي ستكون اتجاهاتها مدنية وليس تنظيم سري مغلق.
وأوضح أن الأيام القادمة سيكون الاختبار الحقيقي لقوة الجماعة في
الشارع المصري بعد أن يسمح لهم بدخول جميع الانتخابات ويترك للشعب حرية
الاختيار ، ومن الممكن أن لا يصوت لهم الشعب فلن يكون هناك تصويت احتجاجي
ضد مرشحي الحزب الوطني الذي بدأ في الانهيار بشكل كبير جدًا ، مشيرًا إلي
ان فزاعة الإخوان التي كان يستخدمها النظام لن تستخدم بعد الآن وستنتهي كل
الأساليب العتيقة حيث أن النظام القادم لن يضطر للجوء لذلك لأنه سيكون
منتخب من الشعب ، ولن يتم إظهار قوي سياسية معينة يضحي بها علي أساس أنها
كبش فداء من أجل استمرار النظام وبقائه.
وأكد الكاتب الصحفي نبيل شرف الدين أنه ربما تمثل النظرة السلبية
للعلمانية من جانب عدد كبير من المصريين محور جدل كبير في المستقبل،
فالمجتمع المصري المتدين يرفض العلمانية لاعتقاده بأنها تعادي الدين أو
تدعو إلي الإلحاد، بينما المثير للسخرية والتهكم هو أن الكثير من المسلمين
يؤمنون بفكرة ضرورة الفصل بين الدين و الدولة دون أن يسموا ذلك علمانية،
وهم غير مدركين أن ذلك الاعتقاد قد جعلهم علمانيين فعلاً ، ويمثل هذا الفهم
الخاطئ للعلمانية في مصر حاجزاً كبيراُ أمام وصول الديمقراطية وتطبيقها في
مصر، فعلي الرغم من تظاهر الكث ير م ن المصريين بالتدين، فإنهم لا
يستطيعون قبول وصول الإسلاميين إلي الحكم بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين
التي توصف بالاعتدال، ولهذا فهم يفضلون "الفاشية العلمانية" علي
"الإسلاميين الديمقراطيين"، فهم يخشون أن يعود أولئك الإسلاميون بمصر إلي
عصر الخلافة الإسلامية ، في حين أن الرئيس مبارك والنظام كانا يسعيان إلي
الترسيخ في أذهان المصريين أن تداول السلطة يعني وصول الإسلاميين للحكم
لذلك جعل من الإخوان فزاعة للغرب وللمصريين أنفسهم.
وذكر ناجي الشهاب ، رئيس حزب الجيل ، أن الإخوان لعبوا دورا كبيرا في
إفساد الحياة السياسية ومحاولة تخريب مصر من خلال الفوضي الخلاقة لابد أن
يكون لهم دور محدد مؤكدًا أن الولايات المتحدة متحالفة مع جماعة الإخوان
قلبا وقالبا بدليل قربها الشديد من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا
ومن رئيسه رجب طيب أردوغان ، والخطة الأمريكية السابقة والتي كانت تسمي
بالشرق الأوسط الكبير تنفذ علي أرض الواقع.
فالقوي السياسية المتواجدة في معظم دول الشرق الأوسط هي جماعة الإخوان
أصبحت أداة في يد أمريكا لتنفيذ تلك الأجندة بالتعاون مع منظمات المجتمع
المدني التي تتلقي أموالا أمريكية ، لذلك فالإخوان تسعي لتخريب الوطن كله
وعلي الدولة أن تتعامل معهم بكل شدة وحزم.
وقال لابد إن يكون الرئيس القادم لمصر من داخل المؤسسة العسكرية لأنها
المؤسسة الوحيدة التي لم يخترقها الأمريكان بعد للحفاظ علي مصلحة الوطن
وحدوده والرئيس مبارك دشن لذلك.
وكان الدكتور محمد البرادعي ، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة
الذرية والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة القادمة ، أكد عدة مرات أن من حق
جماعة الإخوان في أن يكون لهم حزب سياسي ، وهو الأمر الذي يبدو أنه بات
قريب المنال ، بل كان قد سبق وان صرح بأن جماعة الإخوان التي كانت محظورة
بأنها أكبر حزب شرعي في مصر.
من جانبهم أكد قيادات الجماعة أن الثورة التي حدثت في مصر قلبت
الأوضاع جميعها ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية و.. ، رأسًا علي عقب
والجميع سيتأثر بذلك بشكلا ملموس ، قائلين إنهم لايسعون إلي الوصول للحكم
فهذا ليس من أولواتهم وليست لهم مطالب خاصة بهم.
وذكروا أنهم سيعملون علي تشكيل حكومة ائتلافية مع باقي أحزاب المعارضة
خلال المرحلة الانتقالية خاصة أننا ازاء شرعية شعبية جديدة وليس مطروحا
فرض مطالب بعينها قبل قطف ثمار الثورة من دماء الشهداء والجرحي بداية
بتنحية الرئيس مبارك ومن خلال المفاوضات لاتمام عملية تسليم وتسلم الحكم من
النظام إلي القوي السياسية المعارضة.
فقد أشار الدكتور عصام العريان ، المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان
المسلمين ، إلي أن برنامجهم للمرحلة القادمة هو تعزيز الحريات العامة
بمختلف أشكالها، وتحقيق أكبر قدر من التماسك والتضامن الاجتماعي والحرص علي
تقوية الوحدة الوطنية ونزع فتيل التوترات الطبقية والحفاظ علي المساواة
الكاملة ، وتكافؤ الفرص بين الجميع علي قاعدة المواطنة الكاملة والوقوف بكل
قوة ضد الليبرالية المتوحشة ، وحماية الضعفاء إجتماعياً خاصة المرأة
والأقباط والأطفال وغيرهم علي قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات أمام
الدستور والقانون.
وقال إن الإخوان أثبتوا أنهم قادرون علي التطور عبر الزمن، ولعل أفضل
وسيلة لتقوية التزاماتها الديمقراطية هو تضمينها في العملية السياسية
والتأكد من وجود ضوابط وتوازنات لضمان ألا تحتكر جماعة محددة السلطة، وضمان
الحريات لجميع المواطنين بموجب القانون..
وشدد قيادي بالجماعة ، رفض ذكر اسمه ، علي أن الوصول إلي السلطة ليس
من أولياتهم في هذه المرحلة لأنهم يعلمون أن الظروف الدولية والمحلية ليست
مهيئة حتي هذا الوقت لتقبل ذلك ، لكن علي الإخوان التحرك الآن لنيل الشرعية
من خلال هذه الفرصة المتاحة وإلا فعليهم الانتظار مجدداً لسنوات طويلة.
وذكر أننا أمام وضع جديد بعد سقوط النظام بكل مكوناته ، وإزاء شرعية
جديدة مستمدة من الدستور والأمة هي مصدر السلطات ، والإخوان منذ اليوم
الأول يشاركون لكن هم لا يقودون الثورة حيث أنهم مجرد جزء منها رغم أنهم هم
التنظيم الأقوي والأكثر شعبية ، والنظام لم يعد موجودًا ، وهناك حتمية
لضرورة
الكاتب : عصام جمعة