كما خرج المعتقلون السياسيون من خلف القضبان لينعموا بالحرية التي سلبت منهم في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ، كما خرج عبود وطارق الزمر المتهمان بقتل الرئيس الراحل أنور السادات من السجن ليصبحا دون أن يتخيل أحد من الأبطال والزعماء الشعبيين ، وعاد نشاط الجماعات الإسلامية كجماعة الجهاد الإسلامي .
ومن ناحية أخرى كانت التيارات الأكثر نشاطاً هي الجماعة السلفية التي لم يكن لها أي نشاط سياسي في مصر منذ نشأتها ، ولم يكن لقادتها الذين يأتي أبرزهم الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامي والداعية الشيخ أبو اسحق الحويني وغيرهم أي نشاط سياسي أو حتى ميل للنشاط السياسي ، إلا أن الثورة كما غيرت كل شيء فقد غيرت أيضا من توجهات الجماعة السلفية والتي رأت أنها قوة قادرة علي التأثير في الرأي العام .
ويري مراقبون أنه من هذا المنطلق بدأت الجماعة السلفية في التحرك في كافة مناحي الحياة ونصبت من نفسها حكما في بعض الأمور التي لم تجد فيها الحكم ، وكانت بداية الآخذ علي الجماعة السلفية هي معاقبة الشاب المسيحي في محافظة قنا بقطع أذنه ، الأمر الذي دفع دعاة الفتن إلي اتخاذها ذريعة لمهاجمة الإسلام والمسلمين والإشاعة بأن الجماعة السلفية طبقت الحد علي شاب مسيحي بأن قطعت أذنه ، بالرغم من أن هذا غير موجود علي الإطلاق في حدود الشريعة الإسلامية .
ومن ناحية أخرى هددت الجماعة السلفية بهدم الأضرحة الموجودة في المساجد من منطلق أنه يحرمون الصلاة في المساجد التي توجد بها أضرحة كمسجد سيدنا الحسين بن علي ومسجد السيدة زينب ومسجد السيدة عائشة وغيرها من المساجد التي يجعلها الصوفيون قبلة لموالدهم واحتفالاتهم بأهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ، وهو الأمر الذي أثار الصوفيون والذين أكدوا بقاءهم دون أضرحة آل البيت .. مهددين بإشعال حرب شعواء في حال تعرض الأضرحة لأي اعتداء من قبل الجماعة السلفية .
الأمر الذي رآه المراقبون للأوضاع وللحالة السياسية في مصر مثيرا ً للقلق خاصة أن البلد لم تفق بعد من محاولات إثارة الفتنة بين المسلمين والأقباط والتي تجددت عقب هدم السلفيين أيضا لكنيسة الشهيدين مار جرجس وما مينا بأطفيح بحلوان .. لافتين إلي أن الصراع بين المسلمين وبعضهم البعض يعيد إلي الأذهان ذكري ما كان يحدث في العراق بين المسلمين السنة والشيعة ، وما يحدث بين الحين والآخر بين سنة وشيعة لبنان .
فيما رأي آخرون أن كل هذا من تخطيطات جهاز أمن الدولة المنحل وفلول الحزب الوطني فيما يحب أن يطلق عليه البعض مصطلح الثورة المضادة ، والتي حذر منها ولا زال يحذر منها خبراء السياسة في كل يوم ، وعقب تعرض البلاد لأي حالة من حالات زعزعة الأمن والاستقرار .
رؤيه : رمضان الغندور