علمت
"المصريون"، أن جماعة "الإخوان المسلمين" المستاءة بشدة من حملة التصعيد
ضدها عقب قيادتها التصويت بـ "نعم" على التعديلات الدستورية قد تتخلى عن
موقفها بشأن عدم الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، وعدم سعيها للحصول على
الأغلبية البرلمانية في الانتخابات المقررة في سبتمبر المقبل، إذا لم يتم
التوقف عن شن الهجوم عليها ومحاولة استخدامها كـ "فزاعة" من جانب عدد من
القوى السياسية.
وتستهدف الجماعة من التلويح بالمشاركة في انتخابات
الرئاسة والانتخابات البرلمانية بكامل قوتها إلى وقف حالة الاستعداء
الشديدة التي تشن ضدها، والتي اعتبرتها تكرارًا للسيناريو الذي انتهجه
النظام السابق ضدها على مدار الثلاثين عامًا الماضية، وعمل من خلاله على
إثارة فزع المصريين تجاهها.
وبلغ الأمر أن البعض طرح إمكانية ترشيح
508 مرشحًا في انتخابات مجلس الشعب، و84 مرشحًا لمجلس الشورى إذا ما استمر
التحرش الإعلامي والأمني بالجماعة بعد تورط بعض ضباط جهاز "أمن الدولة" في
السطو على فيلا المرشد العام الدكتور محمد بديع، سعيًا للحصول على أوراق
مهمة.
لكن مصادر إخوانية اعتبرت أن الأمر لا يزيد عن كونه تلويحًا
بـ "عصا موسى" حتى يتوقف العلمانيون واليساريون عن الاستمرار في حملة
التخويف ضد الجماعة، خصوصا وأن "الإخوان" لا يودون المنافسة على أكثر من
ثلث مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات المقبلة ولا يرغبون في خوض انتخابات
الرئاسة كما أكدوا مرارًا منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك.
من
جانبه، نفى الدكتور محمد البلتاجي القيادي الإخواني البارز تراجع الجماعة
عن موقفها بشأن انتخابات الرئاسة، مشددًا على أنها لا ترغب في الترشح لهذا
المنصب من قريب أو بعيد، وستخوض انتخابات مجلس الشعب وفقًا لنهج "مشاركة لا
مغالبة".
لكنه لم ينكر في تصريحه لـ "المصريون" وجود استياء شديد
داخل الجماعة من "الحملات الإعلامية الظالمة على الجماعة، ومعاودة البعض
تكرار "الأسطوانة المشروخة"، التي دأب رموز النظام السابق على ترديدها ضد
الجماعة في السابق".