قدم "هيثم أبو خليل" القيادي بالإخوان المسلمين باستقالته من الجماعة صباح
الخميس وذلك احتجاجا منها على لقاء سري جمع بين عدد من أعضاء مكتب الإرشاد
وعمر سليمان نائب الرئيس السابق في أيام الثورة.
وقال أبو خليل في استقالته التي نشرها موقع الدستور الأصلي أن اللقاء السري
الذي جمع بين عمر سليمان وعدد من أعضاء مكتب الأرشاد، كان للتفاوض من أجل
إنهاء مشاركة الإخوان في فاعليات الثورة مقابل منحهم "حزب وجمعية".
وأضاف أبو خليل- الذي كان عضوا بالجماعة لأكثر من 22 عاما- أن أسباب
استقالتها أيضا تتضمن عدم وجود رد أو تكذيب من قيادات الجماعة عما قال فتحي
سرور رئيس مجلس الشعب السابق مؤخرا بأن نائب إخواني استأذنه في الترشح
منافسا على رئاسة مجلس الشعب متعهدا- أي النائب الإخواني- بأن يمنح صوته
لفتحي سرور، وقال أبو خليل أنه تأكد من أن صفقة وقعت بين الجماعة وبين جهاز
أمن الدولة للحصول على عدد من مقاعد البرلمان في عام 2005 بالتزوير.
وقال أبو خليل أنه باستقالته هذه ربما يكون قد نكص عهداً بالاستمرار مع
كثير من الشباب إلا أن الأيام تمر والحياة قصيرة ولابد أن يبحث عن الحقيقة
والحق في مكان أخر بعدما ضاعوا بين جنبات جماعتي الغالية على حد قوله.
نص الاستقالة
ربما حاولت الكثير .. ربما أكون نكصت عهداً بالاستمرار مع كثير من الشباب
إلا أن الأيام تمر والحياة قصيرة ولابد أن أبحث عن الحقيقة والحق في مكان
أخر بعدما ضاعوا بين جنبات جماعتي الغالية ..ليس عواراً في منهج وسطي وإن
كان يحتاج لتطوير وليس عيباً في أفراد وإن كان يحتاجون لمزيد من الوعي
والفهم والذاتية ولكنه لإدارة وقيادة تسيء لجماعة ذات تاريخ تليد وعريض
أتقدم اليوم 26 ربيع الثاني لعام 1432الموافق 31 مارس لعام 2011 باستقالتي
من جماعة الإخوان المسلمين بعدما قضيت فيها أكثر من 22 عام وهنا أسوق بعض
الأسباب وأحتفظ بالأخرى لأن ما سأكتبه هو شأن الأمة لابد أن تعرفه وتسعي
لكي تأخذ حقها فيه .. أم الأخرى فهي شأن خاص سأقوم بالبوح بها لمن يريد
الإصلاح فأنا هنا في مقام الإصلاح والتقويم وليس مقام التشهير والفضح ..
أما أسباب استقالتي فهي :
(1) أستقيل لسبب هام ربما يعتبره البعض مفاجأة عظيمة لهم أو صدمة ..ولكنني
أسجله وأبوح به للتاريخ فأنا أعترض علي عدم اتخاذ إجراء صارم وحاسم ضد
أعضاء من مكتب الإرشاد ذهبوا إلي لقاء سري علي إنفراد بينهم وبين اللواء
عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق أيام الثورة..وهو لقاء أخر غير
اللقاء المعلن والذي حضره الكثير من القوي الوطنية هذا اللقاء الذي خصهم
فيه سليمان بالتفاوض من اجل إنهاء المشاركة في الثورة مقابل حزب وجمعية
..وكنت أتمني بدل من أن يثور مجلس الشوري العام عليهم فور علمه أن يقيل
مكتب الإرشاد بأكمله والذي أقسم أفراده علي عدم البوح بهذه المصيبة ..!
(2) أستقيل لأنني لم أجد رداً أو نفياً أو تكذيباً من الخبير الدستوري كما
يلقب نفسه بعدما أتهمه الدكتور فتحي سرور في الحلقة الثانية من حواره مع
المصري اليوم بأنه ذهب إليه قبل أن يترشح ضده ممثلاً للإخوان والمستقلين
علي رئاسة المجلس ليستأذنه ويتعهد له بإعطاء صوته له ..في ضربة قاصمة
للشفافية والمنافسة وأمانة تمثيل الجماهير
(3) أستقيل لأنني تأكدت وسمعت بأذني من تفاوض قيادات الإخوان مع جهاز أمن
الدولة في انتخابات 2005 علي نسبة معقولة من التزوير تتيح لأفرادهم النجاح
في حين يستخف نائب المرشد بعقولنا ويقول أنها مفاهمات لجئوا إليها ليتيحوا
مساحة أكبر للقوي السياسية بالتحرك ..!!
(4) أستقيل لأنه تم التعامل معي تعسف مذهل فبعد الإيقاف شهر بتهمة التعاطي
مع الإعلام وهز الثقة والنيل من القيادات قام المكتب الإداري بتغليظ
العقوبة ثلاثة أشهر ثم يرفض رفع الإيقاف رغم مرور أكثر من عام حتي الآن
..في حين صمتوا صمت القبور في شكوي قدمتها رسمياً في كبير لهم قذف والدة
رئيس جمهورية سابق في شرفها وعرضها في مسجد بالإسكندرية وبحضور العشرات
(5) أستقيل اليوم لأن مكتب إرشاد الجماعة جاء بانتخابات مطعون في صحتها
وطعن الدكتور الزعفراني مر عليه عام ولم ينظر فيه بمنتهي اللامبالاة وعدم
الاهتمام
(6) أستقيل اليوم لأني أمقت الكذب خصوصاً عندما يتحدثون باسم جماعة ترعي
مشروع إسلامي ذات نهج أخلاقي ..فورقة الإطار الحاكم قد عممت علي المكاتب
الإدارية ورسائل التحذير من حضور مؤتمر شباب الإخوان قد أرسلت بالمئات
والجماعة كانت علي علم بكل تفاصيل مؤتمر الشباب والخلاف لم يكن علي الوقت
وإنما علي حضور أشخاص بعينهم
(7) أستقيل اليوم وأنا أري الجماعة تنفي أفضل من فيها من قيادات تاريخية
وقيادات مخلصة بعدما تم الفرز علي أساس الولاء للتنظيم بل ولأفراد وليس
الولاء للأمة
( أستقيل اليوم منعاً من مزيد من تطاول الصبية والمراهقين علي بأسلوب
غاية في الانحطاط وسوء الأدب وعندما ذهبت أشتكي للقيادي الكبير
بالإسكندرية صمت الجماعة علي هذا الإسفاف في حق المخالفين قال لي ضاحكاً
أكتب مقالاً يأخذ علي أيدي هؤلاء وضع عليه أسمي لأني ليس لي في كتابة
المقالات وبعد عشرين عاماً سأخرج وأقول لهم أنك من كتبت هذا المقال ..!
(9) أستقيل اليوم لغياب أفضل ما كان يميز جماعة الإخوان وهي الحب والإخاء
بل وتم التعامل مع المخالفين كالصابئين الذين تركوا الدين والملة
(10) أستقيل اليوم لصدمتي الكبيرة في قيادات وقفنا معها بكل ما نملك بل
ومنا من دفع ثمن ذلك ..كانت بيننا تحضر جلساتنا وإجتماعتنا وكانت أكثر منا
ثورية وتبني للفكر والنهج الإصلاحي وعندما جلست في مكتب الإرشاد تغيرت
وتنكرت وأصبحت ملكية أكثر من الملك بل وتجمل القبيح بشتي الصور..
(11) أستقيل اليوم لأني وجدت تحايل وإصرار من الجماعة علي عدم البحث علي
الشرعية والتحايل علي تقنين شكلها مع الأوضاع الجديدة فشرعت في افتتاح مقار
العامة في المحافظات دون أن تبدأ في تأسيس جمعية مشهرة تحت بصر وسمع
القانون
(12) أستقيل اليوم لأني وجدت من الشباب من يردد ما كنت أكتب وأقول..
وأتمنى منهم أن يسامحوني علي هذا الانسحاب ولا أكون قد خيبت ظنهم وأعاهدهم
أنني سأكون مخلصاً للفكرة وأنه بمجرد أن يستعيدوا جماعتهم طيبة نقية
ويملكون زمام الأمور بها ربما أعاود الرجوع أنا والكثير ...
تبقي كلمة أخيرة أقولها لأحبابي وإخواني الشباب
أسمعوا لصوت عقولكم وضمائركم ولا تأخذوا ولا ترددوا إلا ما تعقلون ..
وإلي من قد يحاول أن يكذب حرف واحد مما جاء من أسباب هذه الاستقالة فأصابع
يدي العشرة في عينه ..وعندها سيكون لكل حدث حديث وعلي البادي تدير الدوائر
هيثم علي أبوخليل
مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان