روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    الخولي :رسالة الى من يهمهم الأمر

    مفيده عبد الرحمن
    مفيده عبد الرحمن
    مدير عام المنتدي
    مدير عام المنتدي


    عدد المساهمات : 3455
    نقاط : 9937
    السٌّمعَة : 9
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

    الخولي :رسالة الى من يهمهم الأمر  Empty الخولي :رسالة الى من يهمهم الأمر

    مُساهمة من طرف مفيده عبد الرحمن الجمعة أبريل 01, 2011 11:42 am

    الخولي :رسالة الى من يهمهم الأمر  Bigpic_1301648891


    •• لن نبالغ كثيرا في التمدح بمآثر الثورة.. ولن نسرف في تعداد مناقب الجيش.. ولن نتغزل في مسالك ومباني ميدان التحرير.
    شبع الناس من هذا كله.. الى درجة التخمة في بعض الأحيان.
    وثمة قول سبق إليه واحد من أنبل عشاق هذا الوطن العظيم.
    رجل اسمه عبدالناصر. قال يوما:
    - إن الجماهير لا تسترد إرادتها من قبضة الغاصب كي تضعها في متاحف التاريخ.
    والمعنى بداهة أن الناس لا يثورون على أوضاعهم، ولا يقاومون غاصبيهم أو
    سارقي أقواتهم.. لكي تتحول المسألة الى وصْلات من غزل وأناشيد وقصائد
    مديح.. في الثورة أو الجيش أو في ميادين عاصمة جميلة.. طيبة وصابرة اسمها
    القاهرة.
    الناس يثورون لكي يعيشوا أفضل. ولكي يحلموا أجمل. ولكي يأمنوا أكثر على قوت اليوم وأمل الغد ورزق العيال.
    ولما كانت مقاليد الأمور قد آلت بحكم قوانين الفعل الثوري الى أيدي مواطنين
    شرفاء في القوات الوطنية المسلحة فها نحن نوجه إليهم رسالتنا ومن موقع
    الحرص الحادب على مصلحة الوطن وكل أبنائه على اختلاف الطبقات والعقائد
    والتوجهات. ومحاور الرسالة تقول باختصار شديد ما يلي:
    - ثمة شعور يتعمق ويتوغل في كل لحظة بأن إيقاع البطء يشوب عملية اتخاذ
    القرار، سواء على صعيد المجلس العسكري الأعلى أو على مستوى الوزارة
    "الشرفية" الراهنة في تصريف الأمور.
    - هناك إحساس ما برح في حال من الانتشار المشوب بالتوجس بأن نظام ما بعد
    الثورة – بجناحيه العسكري والمدني – يتعامل بقدر من التفضيل.. هل نقول
    المحاباة مع التيار المسمى بالديني – الإسلامي بوجه خاص: تأمل مثلا حكاية
    السلفيين بكل ما يحيط بهم من ديكورات الذقون المستطيلة والعمائم والجلاليب
    الناصعة البياض والخطاب المبالغ في تزمته ونكوصه الى أفكار وأعراف تجاوزها
    التطور وعفا عليها الزمن عبر ما "سلف" من قرون.
    ولكل مجتمع "صورة" إيجابية منطبعة يحرص على أن يبثها الى عالمه وعصره..
    ونخشى أن تتحول صورة مجتمع "التحرير" التي تشكلت من شباب يجيد لغة العصر
    عبر الحاسوب والتويتر والفيس بوك.. الى صورة الجلابية واللحية والزبيبة
    وكلها مظهريات ما أسهل ترجمتها عند اللزوم والتربص أو التشويه الى أن مصر
    في القرن الحادي والعشرين قد تحولت من جيفارا الى بن لادن في مغارات تورا
    بورا.
    • ثمة قضيتان لا ثالث لهما عند هذا المنعطف من تطور أحوال الوطن.. وهما:
    (1) الأمن..
    (2) الاقتصاد..
    في قضية الأمن مازال الناس يفتقرون بصراحة الى حسّ الاطمئنان: ألا ترى الى
    نوعية جرائم قطع الطريق، لا في فيافي الصحراء.. ولا في شعاب الصعيد
    الجواني، ولا في دياجير الليالي المظلمة في الطرق المقطوعة.. بل هو قطع
    الطريق الدائري حول القاهرة! وهو الهجوم على السيارات والسابلة في عز
    الظهر! وهو استخدام كل أنواع الأسلحة – البيضاء بالذات – لترويع الناس وهو
    توليد انطباع يزداد توغلا عند المواطن العادي بأن الشرطة أصبحت بغير حول
    ولا قوة.. وأن حكاية الضبط والربط لم يعد لها وجود.. أو فلنقل أنها ما برحت
    منقوصة أو مبتسرة أو غائبة في بعض الأحيان: نحن ندرك بيقين أن الأمور
    تتحسن، لكن الأمن إحساس قبل أن يكون أحداثا: ويمكن للمسئولين أن يلتمسوا
    سبلا شتى لزيادة عدد عناصر الأمن والسلامة في طول الوطن وعرضه.. وجربوا
    مثلا:
    •• أن تستعينوا بعناصر من الحرس الجمهوري السابق.
    •• أن تعلنوا حملة تجنيد لمتطوعي الرديف - الاحتياط العسكري ممن سبق لهم الخدمة في صفوف القوات المسلحة.
    •• أو عن تشكيلات مستجدة من متطوعي حرس وطني مدني لفترات محددة وبمسئوليات قاطعة الوضوح.
    •• أو التبكير بتخريج دفعات شبابية مستجدة في الأكاديميات العسكرية والشرطية.
    •• أو نصب محاكمات علنية متلفزة لمن يمكن ضبطهم من عناصر الإجرام والتعدي
    وقطع الطريق وترويع الآمنين سواء بالفعل أو التحريض أو المشاركة في الاتفاق
    الجنائي.
    • وعن قضية الاقتصاد: فنحن نتصور أن آلة الحكم في بلادنا لم تنجح في تسويق
    أو تسويغ قانون تجريم التظاهر الصادر مؤخرا: أولا كان ينبغي تنظيم حوارات
    وطنية على أوسع نطاق قبل صياغة وإصدار القانون المذكور – حوارات تضم أهل
    التشريع وخبراء الاقتصاد واختصاصيي الإعلام وممثلي مختلف القطاعات المعنية
    وفي مقدمتها العمال.. والفلاحون والكَسَبة والشباب والمرأة.. الخ
    ثم كان بالوسع استخدام الحوارات المتلفزة للتأكيد على محورية المشكلة
    الرهيبة التي تواجه الوطن.. وهي مشكلة تعطّل عجلة الإنتاج بحيث تطرح
    الإحصاءات المنذرة بالخطر سواء بالنسبة لتلبية احتياجات الاستهلاك الداخلي
    أو للوفاء بالتزامات التصدير خارج الحدود..
    وكان بالإمكان "تفهيم" الناس معنى أن الثورة تبغي التحول باقتصاد مصر
    المحروسة من خيبة النظام الريعي الى آفاق النظام القائم على العمل المثمر
    الشريف والجهد في مجالي الإنتاج والخدمات.. هذا بدلا من الانسياق في حوارات
    التليفزيون الى حالات التشخيص وإعادة تشخيص التشخيص لمشاكل الوطن وأدوائه
    الاقتصادية ولدرجة كادت تملها وتنصرف عنها الجماهير صاحبة المصلحة بالدرجة
    الأولى.
    • ثم هناك عنصر الشراكة مع هذه الجماهير..
    اطرحوا مثلا سندات دعم البورصة ولو بجنيه أو بعشرة جنيهات.
    جربوا الدعوة الى ساعة عمل غير مدفوعة الأجر في مواقع الوزارات والمصانع
    ومرافق الخدمات.. واحسبوا أمام الناس جدواها بالجنيه والمليم وأوضحوا ثمار
    هذه التضحية الإيجابية على مجمل الاقتصاد القومي.
    هنا يمكن استثمار جهود وطنية وبناءة من جانب جماعات التيار الديني أقباطا
    ومسلمين.. عمائم وحاسرين.. نساء ورجالا وشبابا من كل المشارب والاتجاهات
    هذا بدلا من ذلك الهذر الأحمق السخيف عن غزوة صناديق أو اختطاف غير
    المحجبات.

    أخيرا..
    أفسحوا المجال.. من خلال "بنك للمقترحات".. شريطة التعامل مع كل اقتراح
    بمنطق التحليل الجاد والمعالجة المتخصصة والتواصل الإيجابي بمعنى التواصل
    غير البيروقراطي مع من يقترحون ويتصورون وقد يبدعون ويفيدون.
    و.. مازال في الجعبة الكثير والكثير..
    إن محبي هذا الوطن بغير عدد. ونحن لا نملك وطنا غيره.
    فما بالك إذا كان وطنا عريقا وجميلا ومن أروع ما يكون.
    و... السلام ختام

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 11:15 pm