(انا بنتى عانس) جملة تدور فى أذهان كل أم دخلت ابنتها العقد الثالث من عمرها صحيح أن الزمن تغير لكن قلوب الأمهات ومشاعرهم لم يتغيروا شعور مزعج ومقلق في نفس الوقت جعل الأسر المصرية في حالة استعداد لمواجهة تلك الجملة,وتبدو أن المواجهة حلت باكرا ًحيث أصبح سن العشرين هو العمر المناسب من جانب الأهل لكى تدخل فيه الابنة بيت الزوجية.
من جانبها تقول هبة نصا ر البالغة من العمر 20 عاما" اواجه مشكلة كبيرة فى البيت من امى بعدما انهيت دراستى, حيث اصبح كل همهم وما يدور على لسانهم جملة (عايزين نسترك) وبدؤا هم بالبحث عن العريس, حتى شعرت اننى كالبضاعة التى يبحث اصحابها عن مشترى حتى لا تفسد.!
بينما تقول ولاء سامى البالغة من العمر 26 عاما " ليست عندى ادنى مشكلة فى كونى لم اتزوج حتى الان,بل اعمل وامارس حياتى الطبيعية,ولكن المشكلة تكمن فى السنة الناس من ناحية ومن أمى وأبى من ناحية اخرى الذين يروا ان عدم زواجى حتى الان نهاية العالم بالنسبة لهم هكذا كان رأى الفتيات حول معانتهم والفهم الخاطئ لمتطلباتهم .
أما عن الأمهات تقول السيدة مروة حجازى " انا ام لبنت عندها 22 عاما, واصرارى على السعى ان تتزوج نابع من الخوف عليها ولضمان مستقبلها فى ظل الازمة التى يعانى منها الشباب من تأخر سن الزواج الذى يوثر على الفتاة بالمثل,لكن لا ترى هى تللك الامور بل تتهمنى دائما بالضغط على اعصابها وعدم احترام رأيها.
بينما يقول السيد احمد رجب" انا اب لثلاثة فتيات واشعر بالخوف الشديد على مستقبلهم واملى الاول هو رؤيتهم متزوجين لكى يطمئن قلبى,واسعى الى ذلك ولا اخجل من ذلك لاننى لن ابقى موجود بجانبهم دائما.
ويقول السيد عامر محمد " انا لا ارى ادنى مشكلة حول تأخر سن الزواج فى مجتمعنا هذا لأنه واقع ووجب التعامل معه,ولا يجب علينا كأباء وامهات ان نصنع الازمة بانفسنا بالضخط على اعصاب ابنائنا فلا داعى للعجلة.
ومن ناحية الخبراء فتقول الدكتورة منال زكريا أستاذة علم النفس بجامعة القاهرة اٍن الظروف التى يمر بها الشباب وتأخر من سن زواجهم هى التى تؤدى الى الخوف الذى ينتاب الاهل ويدفعهم الى التصرف بهذا الشكل مع بناتهم,فالام بغريزتها لا تريد الا ان ترى ابنتها فى بيت الزوجية لتطمئن عليها والاب كذلك فهو يعمل ويكد لكى يضمن مستقبل افضل لهذه الابنة,ولكن هذه الطرق التى يتبعها الاهل للوصول الى هدفهم لزواج ابنتها قد لا تتوافق مع عقلية الابنة, ومن هنا ينشأ الخلاف بينهم نتيجة الضغوط التى تمارس بالتبادل بين الطرفين فالأهل لا ينتبهوا الى ان تلك الممارسات التى تقع من جانبهم على الأبنة من شأنها ان تدمر نفسيتها فقد يصل بها الامر ان تشعر انها غير مرغوب فيها من قبل أهلها, وهذا الشعورنابع من تفهم تلك التصرفات بشكل قد يؤرقها مما يؤدى الى احداث فجوه معهم.
وذكر احدث تقرير بعد ثورة 25 ينايرعن تراجع معدلات زواج الشبان المصريين من أجنبيات في مدن الصعيد وذلك بعد أن كانت معدلات الزواج من أجنبيات في محافظة الأقصر على سبيل المثال قد ارتفعت بنسبة ربما تجاوزت 345% خلال السنوات الماضية.
وقالت هدى خليل، مديرة المركز المصري لدراسات وحقوق المرأة بمحافظات الصعيد، إن استبيانا أجراه المركز كشف عن تراجع معدل تلك الزيجات التي كانت سببًا في ارتفاع نسبة العنوسة في المدن السياحية المصرية.
وكان عدد الزيجات الموثقة عام 2000 بسجلات محكمة الأقصر الجزئية بلغ 194 حالة مقابل 651 حالة وثَّقتها سجلات المحكمة في عام 2007 بزيادة بلغت 335%.