حقوقها السياسية، أثارت ثورة 25 يناير بداخلها الرغبة في المنافسة علي منصب
رئيس الجمهورية.. ولمَ لا فالثورة أثمرت تعديلات دستورية وأشاعت مناخ
الحرية.
بدأت الفكرة خلال مناقشاتها الشأن العام مع شباب الفيس
بوك.. ومن خلف شاشات الحاسب تلقت أول تأكيدات التأييد وفي ذات الوقت تلقت
سهام النقد.. فهناك من سألها هل يمكن أن يكون الرئيس «حامل» ؟! وآخرون
سخروا وما ذنب الشعب لكي تنكدي عليه إذا ما نشبت بينك وزوجك خلافات أسرية؟!
أنس الوجود قالت لن أنكد علي الشعب والإسلام لم يمنع ولاية
المرأة، ولا أذهب للكوافير وأسرتي بسيطة وأشتري احتياجاتي اليومية فإلي
مزيد من التفاصيل من الزاوية الاجتماعية عن رئيسة مصر المحتملة فكل من أعلن
الترشح محتمل أن يخوض المنافسة ومحتمل أن يفوز في ظل انتخابات ديمقراطية.
• كيف جاءتك فكرة الترشح في انتخابات الرئاسة؟
-
شعرت بالرغبة في المشاركة في معركة الرئاسة ليس حباً في الشهرة كما يدعي
البعض وإنما لاثبات حق المرأة في الترشح واعطاء سيدات المجتمع الشرقي دفعة
لاستثمار حقوقهن التي كفلتها الشريعة الإسلامية والقانون وعدم التهاون بها،
خاصة أن رئاسة الجمهورية كانت مجرد حلم المرأة لا تجرؤ علي الاقتراب منه.
• ما طبيعة عملك؟
-
أديبة وكاتبة وأحرص علي التواجد علي الانترنت و«الفيس بوك» بشكل مستمر
للتحاور والتعرف علي وجهات النظر المختلفة ومنذ اندلاع المظاهرات 25 يناير
تضاعفت رغبتي في الترشح حتي دخلت في جدال شديد مع مجموعة شباب علي الفيس
بوك حول الدولة الإسلامية والدولة المدنية وولاية المرأة كانت هي الشرارة
التي أطلقت فكرة الترشح للرئاسة والتي أعلنتها علي الفيس بوك لأول مرة.
• هل استشرت أحداً من عائلتك في قرار ترشحك أو توجهت لأحد علماء الدين في مسألة ولاية المرأة؟
-
في الواقع فكرة الترشح جاءت بالصدفة ولم استشر أحداً فيها ورغم ذلك وجدت
قبولاً شديداً وترحيباً من عائلتي وجيراني وحتي معارفي حتي إنني تلقيت
العديد من المكالمات الهاتفية للتهنئة بهذا القرار الذي وصفه البعض
«بالجريء».
أما فيما يتعلق بولاية المرأة فأنا أقرأ كثيراً في
الدين والشريعة الإسلامية ولم أجد نهائياً ما يمنع من تولي المرأة الرئاسة
حتي إن فضيلة المفتي أكد هذا الأمر مرات عديدة وما يدعيه البعض من هجوم
يأتي من بعض الأشخاص الذين يأخذون بظاهر النصوص الدينية.
• وماذا عن امكانياتك المادية، هل لديك القدرة علي تكفل حملتك الانتخابية وسط معترك سياسي شديد الصعوبة؟
-
أنا سيدة بسيطة لا أملك أموالاً طائلة وعائلتي أيضاً لا تملك ما تستطيع أن
تمول به حملتي الانتخابية ولذلك فلدي مقترح سأعرضه علي المجلس الأعلي
للقوات المسلحة يفيد باستبدال النظام الذي يقوم فيه بتوزيع مبالغ علي
المرشحين باستخدامه في عمل مؤتمرات جماهيرية للجميع للحضور بنفس التوقيت،
لتسهيل عمل المناظرات التي هي السبيل الوحيد من وجهة نظري للتعرف والتواصل
مع المواطنين في جميع ارجاء الجمهورية.
• وماذا عن وضعك الاجتماعي والأسري هل تعتقدين أنه يمثل عائقاً أمام رغبتك في الترشح؟
-
بالعكس، فأنا أم لأربعة أبناء من بينهم 3 بنات وزوجي ضابط متقاعد خدم
لسنوات في القوات الجوية، ولا يمثلون عائقاً لترشحي نهائياًً، فأنا كاتبة
وأديبة ناجحة وهذا النجاح يعود لأسرتي التي تقدر أفكاري.
• المجتمع الشرقي المسلم دائماً ما يقتنع بأن المرأة أكثر اهتماماً بمظهرها وموضة الأزياء وتربية الأبناء، ما رأيك؟
-
هذا ما أحاول تغييره في ثقافة مجتمعنا المصري والعربي بشكل عام، فلا يعني
كوني امرأة أنني لا أهتم بالأزياء أو البيت غير أنني لست مشغولة بخطوط
الموضة فأنا اختار ما يناسبني من ملابس وألوان تراعي كوني محجبة.. حتي إنني
لا أذهب إلي الكوافير وأحب أن أفعل كل شيء في البيت بنفسي.
• وماذا عن حياتك الأسرية؟
-
أحب زوجي وأولادي الأربعة جداً ودائماً ما أرغب في مساندة أبنائي وتوفير
جميع سبل الراحة وأقوم بجميع الشئون المنزلية بنفسي دون مساعدة حتي إنني
أغير دهانات شقتي أو أي تجديدات ولا استعين بالصنايعية المتخصصين وأقوم بها
بنفسي والحمد لله أنال اعجاب الجميع، حتي إن جيراني يستعينون بخبراتي في
أغلب الأحيان.
• تعرضت للكثير من الانتقاد والهجوم علي الفيس بوك بسبب ترشحك، ما أسوأ نقد وجدتيه حتي الآن؟
-
لم تكن هناك شتائم بينما كانت هناك انتقادات حادة ولاذعة تدل علي الذكورية
الشديدة التي يعاني منها الرجال في المجتمع المصري الذين لا يؤمنون بولاية
المرأة، ومن أكثر الانتقادات التي أري أنها ساخرة عندما سأل أحد الأشخاص
ماذا سأفعل في الشعب إذا حدث خلاف مع زوجي في المنزل كيف ستدار الأمور ما
إذا جاءتني الآلام الشهرية الخاصة بالنساء أو في حالة الحمل.
• وبماذا كنت تردين علي هذه الانتقادات؟
-
أحياناً أفضل عدم الرد ولكن عموماً أنا أبلغ من العمر 42 عاما فلا يخشي
أحد أن تأتي آلام معينة ولا توجد فرصة للحمل مرة أخري، ولكن أحزن أن يقتصر
التفكير في المرأة بهذا الشكل دون أن يهتم أحد بمعرفة أفكاري وبرنامجي
ومقترحاتي للتطوير ولابد من الفصل بين الأمور الاجتماعية وأمور العمل، فهل
لم يكن تحدث مثلاً خلافات بين الرئيس السابق وزوجته؟ وأؤكد أنه في حالة
خلافي مع زوجي لن ينعكس ذلك علي الشعب نهائياً.
• وما هي أهم المشروعات التي تحلمين بتنفيذها كمرشحة لرئاسة الجمهورية؟
-
لدي تصورات عديدة وأهم شيء إصلاح التعليم من خلال استدعاء جميع العلماء
المصريين بالخارج وأحلم بالقضاء علي مشكلة العنوسة وتعثر الزواج من خلال
إيجاد حلول لأزمة الإسكان فلدي مشروع جديد يتمثل في حصد عدد الشباب
الراغبين في الزواج فإذا افترضنا انهم 15 مليوناً يكون مشروعنا قائماً علي
أن يدفع كل واحد جنيهاً لكل يوم لمدة عام.
مما يساهم في تسهيل بناء مدينة سكنية لهم بدون تكليف الدولة أعباء ثقيلة عليهم وتحل المشكلة بأييدي الشباب أنفسهم.
• مقترح جديد وسهل التطبيق فهل لديك مشروعات أخري خاصة بالمرأة؟
-
اعتقد أن المرأة حصلت علي جميع حقوقها ولكن الأزمة أنها لا تستطيع تطبيقها
وتنفيذها في ظل المجتمع الشرقي التي يعيش فيه فهي تحتاج لتغيير المنظور
المجتمعي، علاوة علي أنني أرغب في تطوير العشوائيات وغيرها من المشروعات
الاقتصادية.
حوار وتحقيق : مي زكي