الى ساحة حرب بين مسلحين وعزل ندين الاعتداء على اى مصرى وكرامته ولكن
دعونا نتحدث من القلب ليس معقولا ان من تختلف وجهات نظره يصبح خائنا
وخائفا ومتراجعا وضد الثورة ، ليس معقولا ان تصبح الاصوات الزاعقة هى التى
تقود الوطن لمجرد انها الاعلى صوتا ، ليس معقولا ان تتم المزايدة على
امثالنا من شباب الثورة والتغيير والكل يعلم من نحن ، ليس معقولا ان نسير
بمبدأ ما يطلبه المستمعون ، وان نسير مع المراهقين سياسيا كما يريدون
لنحرق معهم الوطن بحسن نواياهم التى لا شك فيها ان الاخلاص لهذا الوطن
يوجب علينا ان نصرخ من قلوبنا ، كفى كل هذا ، ان الثورة تختطف فعلا من
ايدى ابناءها والكل اليوم يتحدث باسم الثورة ، والشعب لم يفوض احدا للحديث
باسمه لا ائتلاف ولا اتاحد ولا مكتب تنفيذى ولا مجلس امناء ولا حكماء
ولا غيره ، وكل النخب المعزولة اصلا عن الناس والتى لا تعرف شيئا عن مصر
الثانية تدفعنا الى مزيد من العبث وتضييع الفرص ان الغريب ان الاصوات
الزاعقة التى تزايد على الجميع الان لم نعرف لها يوما سابق نضال او تضحية
ومنهم من شاهد الثورة على شاشات التلفاز ولم تخترق الرصاصات جسده ولم
يختنق صدره باالدخان المميت والقاتل الذى الهب صدرونا ، اليس غريبا ان هذه
الاصوات تعمل على اخراجنا نحن من المشهد عبر الارهاب الفكرى والتخوين ،
ثورة لم يشاركوا فيها ولم يبذلوا لها ثم يقفزون للانفراد بالمشهد واقصاء
الجميع عبر التخوين والمزايدة والتشكيك فى النوايا اننى اخشى ان يأتى
اليوم الذى اندم فيه شخصيا اننا شاركنا فى صناعة هذه الثورة ، حين ارى
وطنى سيحترق سوف اندم ، حين ارى وطنى سيتمزق ساندم ، حين أرى وطنى يصبح
ملعبا للقوى الخارجية سأندم ، حين يحكمنا العسكر بعد دماء الشهداء التى
سالت سأندم ، حين تعود بنا الثورة للوراء سأندم لسنا مدعين للحكمة
ولسسنا منظرين ، نحن من كنا بين الناس فى الشارع وفى الصف الأول وقبل ان
يتحدث الكثيرون عن التغيير ، نحن من يوقفنا البسطاء الان فى الشارع
ويقولون لنا : منكم لله البلد بتضيع ..انتم فرحانين دلوقتى باللى حصل
هناك فرق كبير بين الاصرار على تحقيق مطالب الثورة وبين جر الوطن الى
الضياع ، كلنا مرتابين من بطء الاصلاح وكلنا نعلم ان النظام القديم لم
يسقط بعد وانه موجود وحاضر فى كل مؤسسات الدولة بلا استثناء ، ولكن اذا
اردت ان تكسب كل شىء وبسرعة فقد تخسر كل شىء وبنفس السرعة دعونا ندرك ان
هناك مباراة خفية لم تتوقف بين بقايا النظام وان هناك صراع خفى نحن ضحيته
، القصة اكبر بكثير من محاكمة البعض ، وان كان كل المجرمين يجب ان
يحاكموا وانا شخصيا لن ارتاح الا باعدام مبارك والعادلى نرفض الاعتداء
والمساس بأى مصرى فلم نستبدل الشرطة التى كانت تقمعنا بقوة اخرى تمارس نفس
القمع تحت اى سبب من الاسباب ولا بد من محاسبة كل من اعتدى على اى مصرى
دعونا نخوض معركة ثنائية الابعاد ، معركة لا يتوقف فيها الضغط الشعبى
ابدا ولكنه ضغط شعبى منظم ومنضبط ومعركة سياسية نحقق بها مطالبنا ونضمن
بها نجاح الثورة ، دعونا ندرك ان كثيرا من القوى الداخليةو الخارجية تتمنى
اجهاض الثورة بأى ثمن ، دعونا ندرك ان هناك سيناريوهات مختلفة لاجهاض
الثورة واختزال مكاسبها ، وان الواقع يثبت ان هناك اطرافا تعمل بترتيب
لتحقيق سيناريوا ما ، لتستطيع بعد ذلك ايجاد الذرائع لفعل كل ما تريد
دعونا نعلم ان عشرات الملايين قد كفروا بالثورة لانهم لا يجدون قوت يومهم
وابناءهم يصرخون من الجوع بسبب ما نحن فيه ، انزلوا الى مصر الحقيقية
واسئلوا شعبها الذى تعب ويريد ان يرتاح ، لقد كانت رسالة الاستفتاء واضحة
جدا ولكننا نصر على عدم التعامل بجدية مع الأمر سيتهمنى البعض باننى
متقاعس عن نصرة الثورة وبأنى اخون دماء الشهداء وبأننى مجنون ولكن لا
يعنينى ذلك فى شىء فالله أعلم بالنوايا ، لقد كنا مخلصين لهذا الوطن وسنظل
نقول ما نرى انه الاصلح من وجهة نظرنا ولن نحجر على اى وجهات نظر اخرى
ولكن مصر فى خطر ايها الاوفياء ولا نستطيع الصمت مهما كان ثمن الكلام
ثقوا ان الثورة ستحقق اهدافها ولن يستطيع احد الالتفاف عليها طالما اننا
نملك الوعى الكافى ، هناك من يبحثون عن ادوار على حساب الوطن ، استحلفكم
بالله لا تجعلوننا نكفر بالثورة اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
د.مصطفى النجار