أعلن اللواء منصور العيسوي أن فريقا من النيابة العامة ، سوف يتوجه اليوم
الي سجن طره ، بهدف إعادة تسكين قيادات النظام بين الزنازين المختلفة .
يأتي هذا القرار في ضوء المخاوف التي إنتشرت مؤخرا ، حول تجميع رؤوس نظام
مبارك في مكان واحد . وإمكانية ترتيب الأوراق والشهادات ، بحيث لا تتعارض
ولا تتناقض . ومن ثم إفساد التحقيقات والمحاكمات .
صاحب هذا الرأي هو الدكتور سليم العوا الذي قال أمام شاشة العاشرة مساءا إن
وجود فتحي سرور يشكل خطرا قويا علي مسار التحقيقات . فهو خبير بالقضايا
الجنائية والسياسية . ويستطيع أن يقدم نصائحه الي أفراد النظام ..
وقال العيسوي : تجنبا لهذا الخطر وإحباطه ، سوف يتوجه فريق من النيابة
العامة الي سجن طرة ، ليتولي إعادة تسكن المساجين في زينازين مختلفة . ومنع
الإتصال فيما بينهم . وتجنب ترتيب المصالح .
وربما يستكمل هذا الفريق جزءا من التحقيقات لمدة يوم واحد ، بعد ذلك تعود التحقيقات الي سابق عهدها في محكمة جنوب القاهرة .
ناقش اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية ، المخاوف الشائعة لدي الرأي
العام ، حول تجميع كل رؤوس النظام في سجن طرة . وهذا التجميع .. ربما يسمح
بالهجوم في السجن ، وإطلاق سراحهم .
قال العيسوي : أنا صاحب خطة سجن واحد وطريق واحد .
إن هذه المخاوف لا تنتشر بين أفراد الرأي العام فقط . بل إنتقلت أيضا الي
النائب العام الدكتور عبد المجيد محمود ، الذي ناقش الأمر معني . وإقترح
إعادة توزيعهم علي عدد من السجون .
وشرحت له وجهة نظري علي النحو التالي :
أولا : إن سجن طرة من أكثر السجون تأمينا . وقد أصدرت تعليمات بزيادة تأمين
السجن . وتشديد الحراسة المصفحة المحيطة به . وإطلاق النار علي أية محاولة
للإقتحام ، مهما كانت الظروف .
ثانيا : السجن علي مقربة من معسكرات الأمن المركزي . وعلي مقربة من الوزارة . وبالتالي يمكن توجيه قوة إضافية في حالة الطوارئ .
ثالثا : هذا السجن علي مقربة من محكمة جنوب القاهرة في التجمع الخامس .
وبالتالي يمكن تأمين الطريق الواحد عند نقل وإعادة المساجين ، سواء لجلسات
التحقيق . أو جلسات المحاكمة .
رابعا : من الصعب تأمين أربعة أو خمس سجون بنفس الوسائل المخصصة في طرة . وتأمين طرق نقل المساجين بنفس الترتيبات .
وأعتقد أن النائب العام إقتنع بوجهة نظري .
أنكر اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية أن يكون للوزارة أية علاقة بالقناصة الذين قتلوا المتظاهرين في ميدان التحرير .
قال : ليس لدي وزارة الداخلية بندقية تيلسكوب واحدة . والقناصة الذين
إعتلوا أسطح العمرات المحيطة بميدان التحرير ، لا علاقة لهم بوزارة
الداخلية . ولا ندري من أين جاءوا . ومن الذي كلفهم بهذا العمل .
جاء هذا التصريح الخطير ضمن الحوار الذي أجراه الوزير مع برنامج القاهرة اليوم الذي يقدمه عمرو أديب علي شاشة أوربت .
وفي سياق الحوار تكشفت مجموعة من الوقائع :
الأولي : أن هناك تنظيم سري مسلح نشأ في مصر ، للدفاع عن نظام مبارك . وأن
الداخلية لاعلاقة لها بهذا التظيم . ولا تعرف شيئا عن الأسلحة التي ترد
اليه . والتدريبات التي تلقاها ..
وتساءل عمرو أديب : هل هذا التنظيم تابع للحزب الوطني ؟.
أجاب الوزير : الشواهد والمعلومات المتاحة حتي الآن تقول نعم . ربما تتكشف وقائع أخري تنفي ذلك أن تؤكده .
وعلق عمرو أديب علي ذلك قائلا : هل معني ذلك أن الحزب الوطني أنشأ ميليشيا
خاصة مثل الميلشيات التي نشأت للأحزاب الحاكمة في المنطقة ..
الثانية : إن هذا التنظيم إستطاع أن يحشد قوة ضاربة متعددة الأشكال . منها
مثلا قوة الجمال والجياد التي هاجمت المتظاهرين في ميدان التحرير .
وقال الوزير : أنا ساكن في شارع مراد ورأيت قافلة الجمال قادمة من الجيزة .
بحسي الأمني سألت ماذا تريد قافلة الجمال ..وأين تتجه . جاءتني إجابه
مقبولة آنذاك . إنها ذاهبة لتنضم الي الثوار .
هذه المعلومة المغلوطة إنتشرت في اللحظات الأولي في ميدان التحرير . ثم حدث ماحدث ..
وهذا يعني أن الذين نظموا معركة الجمل ، رتبوا أيضا مبررات وجودها في ميدان التحرير قبل الهجوم . ومن ثم مباغتة الثوار .