واصلت أسعار الذهب ارتفاعها لتطرق مستوى جديداً في تعاملات الثلاثاء،
ليتجاوز 1500 دولار للأوقية لأول مرة في تاريخ المعدن الأصفر، وسط تزايد
المخاوف من استمرار التراجع في قيمة صرف الدولار الأمريكي.
وبلغ سعر أوقية الذهب للتعاملات المستقبلية لشهر يونيو/ حزيران القادم،
1500.50 دولار، بمنتصف تداولات الثلاثاء، ومازال يواصل الارتفاع إلى
مستويات جديدة، مقارنة بسعره القياسي الذي سجله في الجلسة السابقة الاثنين،
عندما بلغ 1492.90 دولار.
تأتي هذه القفزة الجديدة في أسعار الذهب وسط استمرار العديد من الأسواق
العالمية في البحث عن بديل للدولار الأمريكي "الضعيف"، مع توجه بعض الأسواق
نحو الاحتفاظ بالمعدن الأصفر كاحتياطي إستراتيجي لمصارفها المركزية، بدلاً
من الدولار.
وقادت نظرة تشاؤمية نحو الاقتصاد الأمريكي أسعار الذهب نحو الارتفاع، بعدما
خفضت مؤسسة "ستاندرد آند بورز" تقييمها للديون الأمريكية طويلة الأجل من
"مستقرة" إلى "سلبية"، نتيجة أجواء عدم الثقة في قدرة الخزانة الأمريكية
على مواجهة العديد من المشكلات الاقتصادية.
وعلى مدار الشهور القليلة الماضية، سجلت أسعار الذهب مستويات قياسية
تباعاً، مع استمرار الأزمات السياسية التي تعصف بالعديد من الدول العربية،
إضافة إلى كارثة الزلزال وأمواج تسونامي، التي ضربت اليابان، الأمر الذي
ألقى بظلال من الشك على الأسواق العالمية.
كما جاء ارتفاع أسعار الذهب جراء الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق
الأوسط، خاصةً في الدول المنتجة والمصدرة للنفط، وارتباك إنتاج النفط في
ليبيا، حيث مازالت تشهد اضطرابات متزايدة، الأمر الذي أثر على إنتاج الدولة
الواقعة في شمال أفريقيا.
وتعتبر ليبيا أول دولة منتجة للنفط تتعرض لاضطرابات سياسية في منطقة الشرق
الأوسط في أعقاب الثورتين الشعبيتين في تونس ومصر، واللتين تمخض عنهما
الإطاحة بالنظامين فيهما، غير أن قلق المستثمرين بدأ يتزايد مع امتداد
العنف إلى كل من اليمن والبحرين وسلطنة عمان.