روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    الأحزاب.. فتش عن المصالح! سليمان الحكيم

    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    الأحزاب.. فتش عن المصالح! سليمان الحكيم Empty الأحزاب.. فتش عن المصالح! سليمان الحكيم

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الأربعاء أبريل 27, 2011 11:52 am

    إن ما نشاهده الآن من انشقاقات وخلافات في أحزاب المعارضة.. ليس جديداً علي الحياة الحزبية في مصر.. فقد سجلت لنا كتب التاريخ العديد من تلك الانشقاقات التي شهدتها الأحزاب المختلفة علي الساحة السياسية المصرية التي انشغلت بالصراع بين قادتها أكثر من اهتمامها بتنفيذ برامجها في الواقع بل ربما أكثر من صراعها مع المحتل الأجنبي أو نظام الحكم الفاسد.
    والذي يقرأ تاريخ الوفد الذي كان أكبر تلك الأحزاب وأكثرها شعبية في الشارع المصري.. سيجد أن أكبر فصوله هو ما يتعلق بالصراعات التي نشبت بين قادته وانسلاخ العديد منهم عن الحزب الأم.. بحزب جديد قام بتأسيسه لا ليواجه به فساد النظام أو قهر الاحتلال الغاشم.. بل ليدخل به في مواجهة مع رفاق الأمس في حزبه القديم.. فها هو مكرم عبيد سكرتير عام حزب الوفد والرجل الثاني بين قادته يشن حملة شعواء علي مصطفي النحاس رئيس الحزب ويوجه له الكثير من الاتهامات بالفساد والرشوة والمحسوبية وهي الاتهامات التي تضمنها .الكتاب الأسود. الذي عهد به عبيد إلي الصحفي الوفدي القديم جلال الدين الحمامصي بتأليفه.
    كان مكرم عبيد وزيراً للتموين والمالية في الحكومة الوفدية التي يرأسها النحاس.. وفي .الكتاب الأسود. يعترف عبيد بأن النحاس باشا حاول مراراً استغلال الصداقة بينهما لإقناعه كوزير للتموين بالموافقة علي الكثير من الصفقات التي كان أقارب النحاس طرفاً فيها.. ولما كان مكرم عبيد يقابل مثل هذه الطلبات التي يقدمها له النحاس بالرفض لانعدام قانونيتها، فقد تسبب هذا الموقف في نشوب الخلافات ومن ثم الصراعات بين الصديقين.. وزير التموين مكرم عبيد ورئيس الوزراء مصطفي النحاس.. وهي الصراعات التي انتقلت من الغرف المغلقة بالحزب أو الوزارة إلي الشارع عبر العديد من الصحف التي أصابتها العدوي فانقسمت هي الأخري بين مؤيد للنحاس أو لمكرم عبيد.
    هكذا استعان كل من الخصمين بكتيبة من الصحفيين لتؤازره في حربه ضد الآخر.. فجمع النحاس عدداً من كبار الصحفيين الوفديين في الباخرة .محاسن. وأصدر إليهم أوامره بمقاطعة مكرم عبيد وعدم نشر أية أخبار تتعلق بنشاطه السياسي.. والقيام بحملة صحفية ضده تسلبه من أية ميزة أو فضل يتمتع به.. إلا أن جلال الحمامصي الصحفي بجريدة المصري وأحمد قاسم في الوفد المصري رفضا الانصياع لأوامر النحاس.. وقررا الانضمام للفريق المؤيد لمكرم عبيد.
    هكذا شهدت مصر فصلاً جديداً من فصول الانشقاق أو الصراع الحزبي بسبب الصراع علي المكاسب الشخصية أو المصالح الخاصة.. وليس في الغالب بسبب المصلحة الوطنية العليا التي كانت تقتضي الحرص علي الائتلاف والتوحد لمواجهة التحديات المشتركة.. أو ما كان يعاني منه الوطن والمواطنون من أزمات ومشاكل.
    وإذا وصلت إلي هذه المرحلة من تاريخ الأحزاب المصرية.. فلن تجد أسباباً أخري للخلافات أو الصراعات التي نشبت بين قادتها غير تلك الأسباب التي أدت إلي الانشقاقات في حزب الوفد القديم أو الجديد أو حزب الغد أو الحزب الناصري أو الاحرار أو التجمع أو غيرها من الأحزاب السياسية التي نشاهد تفاقم الخلافات داخلها لأسباب.. تبتعد في الغالب عن الموضوعية بقدر ما تقترب من الذاتية أو الشخصية.. فهي صراعات كراسي.. أكبر منها صراعات مبادئ وأفكار.. أو برامج.. ولعل هذا هو السبب الرئيسي في انصراف الجماهير عن التواصل مع تلك الأحزاب والالتحام بها أكثر من أي سبب آخر قد يدعيه المسئولون بتلك الأحزاب مثل تدخل الحكومة أو معوقات تضعها في طريقها لتعطيلها عن العمل.. فلو كانت تلك الأحزاب مخلة لمبادئها.. حريصة علي تحقيق أهدافها لما تمكنت الحكومة من النيل منها.. والوصول بها إلي ما وصلت إليه من تردي وانهيار!!

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 8:40 am