يشهد معبر البقيعة الحدودي في منطقة وادي خالد في شمال لبنان هروبا لمئات
المواطنين السوريين، بعد اشتباكات حصلت في مدينة تلكلخ السورية المقابلة
ليلا، حسبما أفاد بعض الذين عبروا سيرا على الأقدام نحو الأراضي اللبنانية
صباح الخميس.
وقال محمود خزعل، الرئيس السابق لبلدية المقيبلة الواقعة في منطقة وادي
خالد الذي كان ينتظر اقارب واصدقاء عند المعبر إن "حركة النزوح بدأت خفيفة
منذ مساء امس مع نزوح عدد من العائلات. لكن منذ الثامنة من صباح اليوم، بلغ
عدد العابرين حوالى 700 شخص". وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان معظم
الواصلين من النساء والاطفال وبعض كبار السن، وهم يحملون الاكياس والحقائب
والفرش والاغطية.
وكانت السيارات تنزلهم قبل المعبر الترابي ويقطعون المسافة على الاقدام
وصولا الى الاراضي اللبنانية. والبقيعة ليس معبرا رسميا ويستخدمه حصرا
اهالي وادي خالد للدخول إلى سوريا والخروج منها، وهو محظور عادة على
السوريين. الا ان عددا من الواصلين افادوا بانهم لم يتمكنوا من سلوك معبر
جسر قمار الرسمي المخصص للسيارات والواقع على بعد كيلومتر من البقية بسبب
اقفال الطريق المؤدية اليه بالحجارة والدواليب.
واشار خزعل إلى أن غالبية القادمين "لهم اقارب في منطقة وادي خالد من خلال
المصاهرة". وسجل انتشار كثيف للجيش اللبناني مع سيارات عسكرية وملالات في
محيط المعبر، وجلس عناصر من الجيش من الجهة اللبنانية للمعبر يدونون اسماء
الواصلين. وتبعد تلكلخ حوالى كيلومترين عن معبر البقيعة.
وقال يحيى مرعي (50 عاما) الذي وصل مع زوجته وطفليه لوكالة فرانس برس ان
"الجيش السوري يفرض طوقا امنيا على كل مخارج تلكلخ، ويسمح للمواطنين
بالخروج منها، لكن الدخول ممنوع".
واضاف "سارت تظاهرة عصر امس في المنطقة تدخلت على اثرها القوى الامنية وحصل
اطلاق رصاص ادى الى سقوط عدد من الجرحى من ابناء المنطقة".
وتابع "خلال الليل، سمعنا اطلاق نار كثيف في الشوارع وعند مداخل تلكلخ لم نعرف مصدره. وقررنا المغادرة خوفا من تجدد الاشتباكات".
وتستمر التحركات الاحتجاجية في عدد من المناطق السورية منذ 15 آذار/ مارس
وسط صعوبة بالغة في تغطيتها من جانب وسائل الاعلام، وتتخللها اعمال قمع
وعنف سقط نتيجتها حتى الآن اكثر من 400 قتيل بحسب منظمات لحقوق الانسان.