أدان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ما تناقلته وسائل
الإعلام - إن صحت - بإلقاء جثة أسامة بن لادن في البحر بعد أن لقي حتفه
على يد قوات من الكوماندوز الأمريكية في باكستان، مؤكدا أن هذا يتنافى مع
كل القيم الدينية و الأعراف الإنسانية.
وأكد الإمام الأكبر، أنه لا يجوز في الشريعة الإسلامية التمثيل بالأموات مهما كانت مللهم ونحلهم فإكرام الميت دفنه.
في الوقت نفسه أعلنت جماعة الإخوان المسلمين رفضها لأسلوب الاغتيالات
واستخدام العنف، تعليقا على إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عن نجاح
قوات المارينز التابعة لجيش بلاده في اغتيال أسامة بن لادن، زعيم تنظيم
القاعدة. وأكدت تمسكها بالمحاكمة العادلة لأي متهم بارتكاب أي جريمة مهما
كانت.
وطلبت الجماعة في بيان رسمي أصدرته اليوم "الاثنين" من الولايات المتحدة،
التوقف عن العمليات الاستخباراتية ضد معارضيها، وعدم التدخل في الشؤون
الداخلية للدول العربية والإسلامية. وقالت الجماعة إن الولايات المتحدة
"ألصقت" أحداث 11 سبتمبر بتنظيم القاعدة، لتستغلها في شن حملة إعلامية شرسة
لوصف الإسلام بالعنف والإرهاب.
وطالبت العالم الغربي شعوبا وحكومات، بالتوقف عن ربط الإسلام بالإرهاب
وتصحيح الصورة المغلوطة عن عمد، والتي سبق ترويجها لعدة سنوات. واعتبر
الإخوان المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي حقا مشروعا كفلته الشرائع السماوية
والمواثيق الدولية، وأن خلط الأوراق بين المقاومة المشروعة والعنف ضد
الأبرياء، كان مقصودا من جانب العدو الصهيوني بالذات.
من جانبه وصف الشيخ صفوت عبد الغني، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية في
مصر، مقتل أسامة بن لادن، بأنه يمثل صدمة نفسية، مؤكدا أن هذا الحادث لن
يكون نهاية الصراع بين القاعدة والولايات المتحدة.
وتوقع عبد الغني، أن يمتد رد تنظيم القاعدة لاستهداف المصالح الأمريكية في
عدد من دول العالم وألا يقتصر على البلاد التي تتواجد بها قوات أمريكية
فقط، مشيرا إلي أن الرد سيكون أسوأ من ذلك بكثير.
وأكد أن هذا الحادث سيشعل نار الصراع والصدام بين تنظيم القاعدة وأمريكا،
مضيفا: "أمريكا تتعامل مع العالم الإسلامي بنفس عقليات الأنظمة المستبدة،
بعيدا عن الحكمة والسياسة والعقلانية، فهي تزيد الإرهاب اشتعالا بدلا من
معالجة أسبابه".
كما أكد عبد الغني، أن مقتل بن لادن لن يوثر بالسلب على قوة تنظيم القاعدة؛
لأنه قائم على أفكار وليس شخصية بن لادن، مشيرا إلى أن بن لادن لم يكن هو
المشكلة ولكن أفكاره هي التي تشعل هذه الأحداث، ويجب التعامل مع الأفكار
بالحكمة والسياسة وليس ما يشعل الإرهاب.