سأظل رافضاً لمحاولات التخوين التى أراها تتزايد يوماً بعد يوم , وسأظل
رافضاً لمحاولات تقسيم المجتمع , وسأظل رافضاً لمظاهر سلبية الحكومة .
إننى أرفض رفضاً باتاً لا حدود له , تلك الإتهامات التى تصل إلى حد التخوين
لكل من تولى موقعاً أو شغل منصباً قبل 25 يناير , بل على العكس فأنا أجدنى
مطالباً بتحية البعض منهم , البعض الذين كانوا يواجهون ويطالبون بالإصلاح
وينتقدون أوضاعاً قائمة , وكانوا كالقابضين على الجمر , هؤلاء يستحقون منا
التحية والتقدير , قبل أولئك الذين يقفون اليوم فى الطوابير المطالبة
بالإصلاح !!
سأظل رافضاً لتقسيم هذا المجتمع ما بين ( الثوار ) وجيل القدامى , لأننى
أرى فى هذا التقسيم تكرار لخطأ ارتكبناه و مارسناه وطالما حذرنا منه , إلا
أن أحداً لم يستجب وقتها .. أخطأنا تحديداً منذ بزوغ نجم نجل الرئيس
المخلوع و إنخراطه فى الحياة السياسية , وأصبح الشغل الشاغل فى أحاديثنا ما
أطلق عليهم ( أصحاب الفكر الجديد ) فى مواجهة ذوى الخبرات المتراكمة
والذين لقبوا بالحرس القديم .. وكل هذا من أجل التوريث !!
كان هناك صراعاً غير معلن داخل الكيان الحزبى , فريق ينتمى لنجل الرئيس ,
لا خبرة لهم , ولا رصيد لهم , اللهم إلا العلاقة الشخصية بنجل الرئيس
المخلوع , إضافة لأصحاب المصالح الخاصة من رجال المال تحديداً , وعدداً من
الذين تم زرعهم فى بعض المواقع بدعوى إتاحة الفرصة للشباب .. وعلى الجانب
الآخر كان هناك نخبة من القدامى , أصحاب الخبرات المتراكمة , كانوا يمثلون
الرأى الآخر ( المعارض ) لمواقف كثيرة لأصحاب ( الفكر الجديد ) .
استطاع الحزب الحاكم أن يبقى على الكتلة المعارضة ليدلل على أنه يفسح
المجال للرأى والرأى الآخر , وإحقاقاً للحق فإن كتلة المعارضة استطاعت أن
توقف كثيراً من أحلام من ينتمون لكتلة ( الفكر الجديد ) , بل واستطاعت أن
توقف عدداً من التشريعات وأن تتصدى لبعض الممارسات الفجة لوزيرى المالية
والإستثمار تحديداً !!
من المؤكد أن كتلة المعارضة كانت غير مرحب بها , إلا أنه أبقى عليها , فى
إطار من الموائمة.. هذه الكتلة فرض عليها حظراً إعلامياً !! لأن هناك قائمة
كانت ترسل للأجهزة الإعلامية تتضمن أولئك المسموح لهم بأن يكونوا ضيوفاً
فى البرامج أو كتاباً فى الصفحات !!
سأظل رافضاً ـ أيضاً ـ لمظاهر السلبية التى تتبعها الكومة , ولعلى أشرت
فى واحداً من كتاباتى لرفضى لقرار ( تجميد محافظ قنا ) , وسألت رئيس
الحكومة سؤالاً صريحاً : ماذا هو فاعل بباقى الوقفات الاحتجاجية بالمحافظات
التى أنتقلت إليها العدوى ؟
إننى أؤكد على أن هناك ثمة فارقاً بين الضعف والسلبية وبين أحترام الرأى
العام , و الفارق بين هذا وذاك , كالخيط الرفيع , رغم كون الفارق كبيراً
جداً بين الحالتين , لذا طالبت رئيس الحكومة وسأظل أطالبه بأن يكون هناك (
هيبة للدولة ) , وهذا لا يعنى بحال من الأحوال إهدار الرأى العام , لكنى
كما أوضحت , هناك خيط رفيع يفصل بين هذا وذاك .
من هنا ـ أيضاً ـ أطالب رئيس مجلس الوزراء بأن يستعين بعدد من الخبراء
والمستشارين , وهذا ليس بعيب , بدليل الإستعانة بمستشار إعلامى , أبرز لنا
إفطار رئيس الوزراء وأسرته بواحد من مطاعم الفول والطعمية !! للتدليل على
شعبية رئيس الوزراء !!
الأمر الأخير الذى أرفضه هنا , ( وسأظل ) يتعلق بتزاوج الدين والساسية ,
لأننى لا أرى خلافاً بين هذا التزاوج وتزاوج السلطة ورأس المال , فكلاهما
وجهان لعملة واحدة , تعبيراً عن الفساد !!
الذى أنبه إليه اليوم هذا المد ( الوهابى ) و ( السلفى ) لأننى أراهما
خطراً يهدد إستقرار هذا الوطن , وأعرف أن رأيى هذا لن يحظى بالقبول من
أطياف كثيرة , إلا أننى سأظل عند رأيى هذا , ولابد من وقفة جادة من كل
القوى الوطنية لمواجهة هذه التيارات الدينية التى أراها متطرفة !!
الأمر الآخر الذى أنبه له يتعلق بأمر ( الجماعة المحظوظة ) , المحظورة
سابقاً !! أعتقد أنها استفادت كثيراً من ثورة 25 يناير , وأفرج عن كثير من
رموزها , وهاهم يصولون ويجولون اليوم فى ربوع مصر المحروسة يبشرون برؤياهم
المستقبلية لمصر , والتى لابد وأن تختلف مع رؤى كثيرين .. مصر التى
ننشدها ( مصر الدولة المدنية ) , وليست ( مصر الدولة الدينية ) , مصر التى
ننشدها دولة لكل الأديان , مصر التى ننشدها لن تكون يوماً ( إمارة ) لأياً
من الإتجاهات الدينية المتطرفة , وفى ذات الوقت لن تكون هناك تجمعات لـ (
أقليات ) فى محافظات بعينها , نحن نرفض هذا وذاك , نرفض ( الإمارة ) ونرفض (
الأقلية ) .
فى إعتقادى أن حديثى واضح تماماً , وعلى القومى الوطنية أن نتوحد لمواجهة
( التطرف ) وهذا يقتضى أن تحرص الحكومة على هيبة الدولة ودون هذا أو ذاك
فإننا سنعدوا كمن فقد بوصلة الطريق .
اللهم إنى بلغت اللهم فاشهد
معتصم راشد