روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    اين نحن من الحريه ..... الفوضي

    احمد الأسواني
    احمد الأسواني
    مشرف قسم أول
    مشرف قسم أول


    عدد المساهمات : 1705
    نقاط : 4982
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 23/09/2010

    اين نحن من الحريه ..... الفوضي Empty اين نحن من الحريه ..... الفوضي

    مُساهمة من طرف احمد الأسواني الجمعة مايو 06, 2011 1:03 pm

    ليس
    من المستغرب القول بأن الحرية هى الإبن الشرعى للفوضى ، لأن الفوضى هى
    حصاد و محصلة ممارسات كل أفراد المجتمع لحرياتهم ، من خلال ممارسة كل فرد
    لحريته دون إعتبار لحرية الآخر ، و لعل القوانين و الضوابط التى تضعها
    الدولة فى أى مجتمع إنسانى تكفل ممارسة مجموع الأفراد كلٌ لحريته ، لذا فإن
    المطالبة بالحرية خارج إطار القوان...ين
    و الضوابط ، فهى دعوة إلى العبث و الفوضى و بالتالى تغيب الحرية عندما
    تغيب معها الضوابط و كفالة حقوق الاخرين فى أن ينالوا حريتهم ، و من الجدير
    بالاشارة بأن حرية الفرد تنتهى عندما تبدأ حرية الآخرين ، و غالبا ما
    يتردد على مسامعنا كلمة( أنا حر ) أو طبعا ( أنا حره ) ، و عندما نريد أن
    ننبهه إلى خطأ ما قد أرتكب ، فنجد أنه يقابلنا من أرتكب الخطأ بمقولة أنا
    حر ..!! فهل من حق أحد أن يقول أنه حر و يخطئ فى غيره و يعتدى عليه ، فقد
    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا ضرر و لا ضرار ) ، و لعل الأديان
    قد أعطت الاباحه فى أمور ولم تطلقها مثلما أباحت للمرأة التزين و لكن
    بحدود معينة و ضوابط محكومة ، فإن هى خرجت عن هذه الضوابط بزعم الحرية فقد
    أضرت بنفسها لأنها فى المقام الاول قد عصت الله تعالى ، و خالفت أوامره ، و
    أضرت بما حولها من الشباب الذين قد يفتنون بما يرونه من مظاهر التبرج ،
    فالحرية ليست أن تفعل ما تشاء وقتما تشاء و بأى أسلوب تشاء .
    و من ظاهر
    الأمور أننا نسمع وسمعنا و مازلنا نسمع عن حب المواطن للوطن ، فإن إعلانه
    هذا يجب أن يخلو من شبهة النفاق ، فحب الوطن أساسه أن يحب المواطن مواطنيه
    لأنهم شركاء معه فى الوطن ، فما جدوى حب الوطن إن لم يكن المواطن محباً
    للمكون الرئيسى للوطن ، من بنى جلدته ورفاقه داخل الوطن ، فإن لم يكن حب
    الوطن متضمنا حب مواطنية فهذا فى حد ذاته لغو و زيف يجب أن لا يلتفت اليه .
    فاللغو كما نعرف فى اللغة هو ما لا يعتد به من الكلام و غير الكلام ، و قد
    رأينا و مازلنا نرى بعض الأفعال الجماعية تمثلت فى شكل إعتصامات و مظاهرات
    و إحتجاجات ، حتى أخذت منحى أحيانا من العنف الغير مبرر ، و خرج علينا
    فئات كثيرة تطالب و تلح فى المطالبه بحقوقهم ، فإن كنا نراها أنها شرعية فى
    مضمونها و جديرة بأن تطلب ، ولكن ليس وقتها جميعا الان ، أننا قطعنا شوطا
    كبيرا فى تحريك المياه الراكده ، فماذا نصر على تعكير المياة بأيدينا ؟ فإن
    كان حق الإضراب و حق الامتناع عن العمل من أجل تحقيق مصالح حيوية للمضربين
    أو الممتنعين عن العمل ، لا نجادل فيه وهو حق مشروع ، لكن قد يغيب عن
    البعض أن ممارسة الحق يجب ألا يساء إستخدام هذا الحق و إلا خرج عن مشروعيته
    و أصبح عملا عبثيا ، لا يرقى إلى أن نضعه من الحقوق المشروعه و بالتالى
    فأى عمل تقوم به فأنت مقيدا بعدم الإضرار بغيرك عند ممارستك لحقك ، فإن أنت
    خرجت عن هذا السياق فى ممارسة الحق فقد عبثت و أفسدت و يجب عليك الحساب .
    و
    إن كنا جميعا نحب الوطن حباً على المشاع فليس لأحد أن يحتكر ذلك لنفسه دون
    الاخرين و من صور حب الوطن أن تسعى إلى رقية و تقدمة و إذهاره خاصة و هو
    يدعوك الأن أكثر من أى فترة ماضية و يلح عليك بأن تبذل من العطاء ما يجعلك
    تكاشف بحبك لوطنك ، و أن يخلو حبك لوطنك من شبهة النفاق ، و أبسط صور حبك
    لوطنك هو أن تحب من هم شركاء معك فى هذا الوطن ، نسمو به نبذل الغالى و
    النفيس ، نصون المكتسبات و نحلم بأن نعيد البوصله الى الهدف النبيل ، نكثر
    من العطاء لا نتكاسل و نركن إلى أن نحصل على ما نريد ثم نعطى ما يطلب منا ،
    علينا جميعا أن نبادر بالعطاء و قبل فوات الأوان ، دعونا نكف عن الأنتظار و
    الترقب و هيا بنا نعمل نحو البناء و التقدم و النماء ، إنها لحظات فارقة
    فى حياة الوطن فهل نجتمع جميعا على كلمة سواء ، نحو فى وطن متشوق لرجاله أن
    يعيدوا اليه الامن و الامان ، ألم تسمعوا إلى قول الله تعالى : ” كنتم خير
    أمة أخرجت إلى الناس “. عليكم أن تبعثوا فينا الامل و تدعو إلى العمل ،
    وتزيدوا الحياة قوة ، و تزينوها بهجة ، ولا تسمعونا صوت المعاول إلا إذا
    أريتمونا حجر البناء ، مأ أحوجنا جميعا فى هذه الأونة إلى دعوة للعدول عن
    سقطاتنا و النهوض من عثراتنا .


    رمضان الغندور

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 2:55 am