كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اليوم الجمعة عن وجود تيار قوي بين
المصريين حاليا يدعو لإعادة النظر في اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام الموقعة
مع إسرائيل عام 1979، مشيرة الى ان القاهرة بدأت تتخذ سياسية خارجية بعيدة
عن إملاءات إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن جماعة الإخوان المسلمين حثت الحكومة على إعادة النظر في
اتفاقية كامب ديفيد التي وقعتها مصر مع إسرائيل عام 1979، وعرضها على
البرلمان الجديد الذي سيجري انتخابه في شهر سبتمبر القادم تمهيدا لالغائها .
ونسبت الصحيفة لمحمد بديع المرشد العام للجماعة قوله إنه يجب "أن نرفع صوتنا لإلغاء التطبيع مع إسرائيل".
وتوضح الصحيفة أنه من ضمن مظاهر التطبيع تزويد مصر لإسرائيل بالغاز
الطبيعي، وهو أمر يلقى احتجاجا لدى الكثيرين، وحاول بعض النشطاء إيقافه من
خلال المحاكم أثناء حكم حسني مبارك.
ويرى المراقبون – بحسب الصحيفة- أن مصر تتجه إلى إتباع سياسة خارجية
مستقلة، تتيح لها التحرك وفقا لمصالحها هي الفردية دون النظر إلى ما تحبه
إسرائيل، مثلما كان يفعل النظام السابق.
وتسعى الصحيفة للتدليل على رغبة المصريين في إعادة النظر في اتفاقية كامب
ديفيد إلى استطلاع الرأي الذي نشر مؤخرا وأظهر أن غالبية المصريين يريدون
إلغاء تلك الاتفاقية.
وجاء في الاستطلاع الذي أجراه مركز "بيو ريسيرش سنتر" وشمل ألف مواطن مصري
من جميع أنحاء البلاد في الفترة من منتصف مارس الماضي وحتى منتصف إبريل،
والذي أظهرت نتائجه أن غالبية المصريين لا يثقون في أمريكا ويرغبون في
إعادة هيكلة اتفاقية السلام مع إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن هذا هو أول استطلاع رأى لتوجهات المصريين منذ تنحى
الرئيس السابق حسنى مبارك، مشيرة إلى أنه أظهر أن غالبية ساحقة من المجتمع
تتفق على أن مبارك كان سيئاً، وكان يخدم مصالح إسرائيل دون النظر لمصالح
بلاده القومية.