الخارجية، إن الثورات فى العالم العربى حركة شعبية قادها الشباب وسيكون لها
أثارها التاريخية، مشددا على ضرورة المحافظة على ما حققته الثورة من نتائج
من تطبيق حكم ديمقراطى يختاره الشعب ومجتمع قادر على منع تحول الحاكم إلى
الاستبداد، مضيفا أن أسباب الثورة تمثلت فى الأكاذيب التى رددتها الأنظمة
السابقة بأنها جمهورية منتخبة على الرغم من تحولها الفعلى ملكية موروثة،
بالإضافة إلى فشلها فى تنفيذ ما وعدت به شعوبها وخدعته ونهبت ثرواته.
وأضاف خلال مؤتمر".. الانتقال إلى الديمقراطية فى العالم العربى.. تحديات
تاريخية وحلول ليبرالية"، الذى تنظمه شبكة الليبراليين العرب ومنظمة
فريدريش ناومان بالقاهرة لمدة يومين، الجمعة والسبت، وسط حضور كبير
لليبراليين العرب والأوروبيين، أن هناك أطرافاً داخلية تريد تحويل الثورات
العربية فى مصر وتونس إلى فوضى وحرب أهلية داخلية، وهناك من يتعامل معها
بأنها مؤامرة أو تدخل خارجى.
وأشار إلى تجربة العراق خلال السنوات الست الأخيرة، حيث تم إجراء 5
انتخابات وإنشاء جمعية وطنية تأسيسية ومجلس نواب مجلس محلى ثم مجلس نواب
آخر تمثل المرأة فيه الربع، تحت إشراف دولى تحقيقًا للشفافية، بالإضافة إلى
إنشاء 35 قناة فضائية، وقال إن بناء الدولة الجديدة فى العراق واجه بعض
التحديات منها، الاحتلال، التكفير، ورفض الآخر، والطائفية، محذرا الدول
العربية من الخروقات الأمنية التى قد تحول الأنظار بعيدا عن الثورة.
من جانبه حمل مجند العنصر الوزير بالحكومة المغربية وأمين عام الحركة
الشعبية الغرب مسئولية ما حدث فى البلاد العربية بسبب صمته وتغاضيه عن
الانتهاكات والاستبداد، مشيرا إلى أن الغرب تعمد النظر إلى العرب باعتبارهم
وكرا للإرهاب والتطرف ولا تستحق الديمقراطية، موضحا أن الغرب رأى فى
الحكام المستبدين القدرة على قمع الإرهاب وهم الأجدر بالحكم.
وأكد" العنصر "أن التغيير قادم فى الدول العربية التى لم تطالها
الاحتجاجات حتى الآن، وشدد على ضرورة الاستجابة السريعة لمطالب الشعب حتى
لا يتحول الغضب الفاعل إلى غضب هادم.
وأشار إلى أن أسباب اندلاع الثورات العربية واحدة تتماثل الاستبداد الذى لم
يحتمله الشعب وخروج الشباب للمطالبة بمبادئ كونية تجدها فى الليبرالية من
حرية ديمقراطية ومحاربة فساد والحفاظ على الثورات، وأرجع أسباب عدم تأثر
المغرب بالثورات العربية هو الخطوات المستمرة للإصلاح من جانب الحكومة.
انتقد محمد نصير، القيادى بحزب الجبهة الديمقراطية، الإخوان المسلمين
واستخدامهم للشعارات الدينية، وقال إن الإخوان لديهم أجندة واضحة لتحويل
مصر إلى إمارة إسلامية، مشددا على أهمية أن يشعر المصريون أنهم فى دولة
يسودها القانون والعدالة وأن يلتزم الجميع بروح الديمقراطية، مطالبا بضرورة
توفير المناخ السياسى والاجتماعى لتحقيق الديمقراطية الحقيقة التى يحلم
بها المصريون.
وشدد نصير على حتمية تحديد دور الدين وتطبيق القانون حتى لا يتم استغلاله
فى تحقيق مصالح سياسية، مطالبا وسائل الإعلام بأن تلعب دورها فى حدود
المسئولية دون إثارة أو توجيه أو تغاضى لفريق على حساب آخر داعيا الأحزاب
الجديدة بالتحالف مع الأحزاب القائمة للوصول لوضع أفضل لمستقبل مصر، وقال"
على أمريكا لا أن تقدم برامج مثمرة للوصول إلى المصريين العاديين، لأنها
كانت تدعم النظام السابق" .
من جانبه قال وائل نوارة، القيادى بحزب الغد، حتى يكون هناك تحول سريع لمصر
نحو الديمقراطية يجب أن تجرى الانتخابات البرلمانية المقبلة بنظام القائمة
النسبية وإعداد دستورى توافقى يعبر عن كل الاتجاهات السياسة المصرية،
مطالبا بتعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية وتوفير ضمانات كافية
للانتخابات عن طريق الإشراف القضائى الكامل، ووضع عقوبات رادعة للمخالفين
لقانون الانتخابات.