السابق في تنظيم الجهاد والباحث في شئون الجماعات الإسلامية أن التنظيمات
كما الدول كموج البحر تبدأ وتأخذ مدها الاستراتيجي ثم تنتهي وتذوي، وهكذا
يبدو لنا أن موت الشيخ أسامة بن لادن زعيم القاعدة وعنوان الجهاد المعاصر
هي إيذان ببلوغ موجة القاعدة نهايتها.
وأوضح أنه لم يكن ممكنا لأمريكا أن تقتل
بن لادن بالطريقة التي تمت لو كان للقاعدة قوتها وسحرها ونظامها الأمني
القديم، ولكن يبدو أن قاعدتها تآكلت يوما بعد يوم في ظل المواجهة العاتية
مع أمريكا، ويبدو لنا أن موجة القاعدة بلغت نهايتها.
واشار القيادي الجهادي السابق إلى أن
الجيل الأول من القاعدة وعلي رأسهم الشيخ أسامة بن لادن والدكتور أيمن
الظواهري فقدوا التواصل مع الأجيال الجديدة التي دخلت القاعدة وصرنا بإزاء
أخوات للقاعدة وتنظيمات تتبني مظلتها ولكنها أكثر تعمقا في الغلو العقدي
والضيق الفكري بالمخالفين ، ولم يكن ذلك نهج الجيل الأول ، ومن هنا بدأت
شعبية القاعدة في التراجع.