والتصدى للخارجين عن القانون ومثيرى الشغب، الذين يتعدون على المملكات
العامة ودور العبادة، لافتا إلى أن نص المادة 86 من قانون العقوبات يؤكد
على ضرورة التصدى للخارجين عن القانون الذين يعرضون حياة غيرهم للخطر
ويتعدون على دور العبادة أو يمنعون المواطنين من أداء الصلوات بها.
ولفت المقرحى على ضروة التفريق بين المتظاهر الذى يخرج إلى مكان عام
للتعبير عن نفسه فى مظاهرات سلمية لا يضر بالآخرين وبين هؤلاء الذين
يقتحمون دور العبادة ويقتلون الأبرياء للتعصب إلى مذاهبهم أو دينهم، مشيرا
إلى أن الفتنة لا يمكن وأدها عن طريق أجهزة الأمن وإنما يقع ذلك على عاتق
العديد من المؤسسات، بما فيها الإعلام ودور العبادة نفسها، ولن يتم حل هذه
المشكلة عن طريق الشرطة.
وأوضح المقرحى أن تأمين الكنائس من خلال وزارة الداخلية لا يرقى للتصدى
لمئات من المتظاهرين يقتحمون المبانى ويطلقون النار على من يقف أمامهم،
فإذا كانت الشرطة قد عجزت عن الصمود أمامهم فى أقسام الشرطة، فكيف تستطيع
التصدى لهم أمام الكنائس وعددهم وعدتهم لا تسمح بذلك، كما أن أجهزة الإطفاء
الموجودة داخل الكنائس ودور العبادة بصفة عامة لا تستطيع السيطرة على مثل
هذه الحرائق الكبرى التى تندلع فى الكنائس أو المساجد.
وأكد اللواء حسام لاشين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الداخلية تعطى
أهمية قصوى لتأمين الكنائس تحسبا لوقوع أية كوارث، لافتا الانتباه إلى أن
أقل عدد لحراسة أية كنيسة يكون 10 أفراد من رجال الأمن، ويزداد حسب عوامل
أخرى مثل حجم الكنيسة والمنطقة الموجودة بها وعدد المترددين عليها، فتأتى
كنائس مارى جرجس والعذراء الأكثر ارتفاعا للحراسة الأمنية على مستوى كنائس
مصر، وتكون الحراسة الأمنية طوال أيام الأسبوع على حد سواء عدا الأحد
والخميس وليلة الجمعة، حيث يتم تكثيف التواجد الأمنى أمام الكنائس لأنها
أوقات صلاة.
وأشار لاشين إلى أن الاحتقان الطائفى بمصر ليس وليد اليوم فهو موجود من قبل
الثورة وأجهزة الأمن ليست الحل لحسم هذه القضية وإنما يقع على عاتق العديد
من المؤسسات التى من شأنها أن تدعم روح المواطنة بين جناحى الوطن،
بالإضافة إلى ضرورة تفعيل قانون البلطجة والقبض على مثيرى الشغب الذين
يحرضون المواطنين على إثارة أعمال الرعب ويتعدون على دور العبادة مما يلهب
الفتنة الطائفية من جديد.
وشدد لاشين على ضرورة الحد من انتشار الشائعات التى تساعد على اندلاع نار
الفتنة، حيث إن أحداث إمبابة وقعت على خلفية معلومات ترددت من مواطن مسلم
باحتجاز زوجته داخل الكنيسة بعد إسلامها، بالإضافة إلى بعض من وسائل
الإعلام التى تضخم الأمور وتلهب الفتنة وتزايد فى الحدث ثم تلقى بالأمر
برمته على عاتق أجهزة الأمن، لافتا إلى أن إذاعة حلقة كامليا شحاتة كان له
أثر كبير فى تلك الأحداث.