من طرف 
على بعد ٤٠ كيلو مترا من القاهرة يقع سجن النساء بالقناطر الخيرية.. باب
خشبى من الطراز القديم، يتوسطه باب صغير، وعبارة سجن النساء مدونة عليه..
الخروج من هذا الباب بالنسبة للسجينات حلم يراودهن، لأنه بمثابة العودة
للحياة مرة أخرى، خلف الباب عالم آخر، مكتب رئيس المباحث وآخر للمأمور وباب
حديدى آخر، بعدها مكان عبارة عن حوش، تخرج فيه السجينات، ومكان لإقامة
الحفلات والندوات، محاط من جميع الجهات بسور حديدى، ومن جميع الجهات عنابر
متخصصة حسب الجريمة، منها النفس والاداب، والاموال العامة والتحقيق.
داخل السجن غير الزنازين .. معمل الهوايات والمكتبة المزودة ٤٦٠٠ كتاب تضم موضوعات متنوعة، عشرات السجينات يتصفحن الكتب..
تتردد السجينات على المكتبة باعتبارها أحد مصادر المعرفة والتسلية بخلاف
التليفزيون الذى يعمل على القنوات المحلية فقط، المكتبة بها معمل كبير أو
«صالة» للهوايات للسجينات، إنتاجهن عالى الجودة، وتعمل السجينات فى الخرز
واشغال الابرة والكروشيه والمفارش والتطريز وكذلك المشغولات اليدوية.
إنتاج السجينات وصل إلى باكستان واندونيسيا، السجينات بتشتغل وتحصل على
عائد شهرى يودع فى الامانات للسجينة من أجل أن تصرف منه على نفسها فى
احتياجات أخرى من الكافتيريا..
وفي السجن ايضا مصنع الملابس وبه ٦٠ ماكينة وتعمل به ٣٥٠ نزيلة ويتم يوميا
تعليم سجينات القيام بأعمال التصنيع، وينتج ملابس المسجونين والقوات، ويقوم
على تصنيع طلبات جهات الدولة المختلفة، ويحصلون على اجور تتجاوز الألف
جنيه.
ومن المشغل إلى مصنع السجاد الذى يضم ٦ انوال تعمل عليها ٢٥ سجينة، وينتج
كل نول سجادة شهريا، ويعد من الإنتاج المتميز من السجاد اليدوى.
وهناك مستشفى السجن المستشفى يضم ٤ أسرة و٢ حضانة للأطفال المبتسرين وغرفة
عمليات وغرفة إفاقة ومعمل تحاليل ووحدة أشعة عادية وتليفزيونية ووحدة
أسنان، ويعمل بها أكثر من ٦٠ طبيبا وطبية فى مختلف التخصصات.
وهكذا ستجد الهانم مايؤنس وحدتها .. ومن الممكن ان تكون منتجة وتتعلم صنع
مثل التطريز أو حياكة الملابس .. أو لعلها تتولى ادارة الكتب باعتباها
خبيرة في اختلاس عائد المكتبات والقراء للجميع ..!!