شهدت الاراضي الفلسطينية المحتلة مصادمات واشتباكات عنيفة في الذكري 63
للنكبة الفلسطينية حيث خرجت المسيرات الحاشدة من مختلف المناطق، لتشتعل علي
مايبدو انتفاضة فلسطينية جديدة ستكون الثالثة منذ بداية التسعينيات.
وقد اصيب اكثر من 80 فلسطينيا بالقرب من حاجز قلنديا في القدس المحتلة فيما
تشهد كل من بلدتي سلوان جنوب الأقصى المبارك، والعيسوية ومخيم شعفاط وسط
القدس المحتلة مواجهات ساخنة ومتواصلة منذ ساعات صباح اليوم بين الشبان
وقوات الاحتلال. وقالت مصادر طبية وشهود عيان، ان عددا من المواطنين اصيبوا
واعتقلوا خلال المواجهات المتواصلة حتى اعداد هذا الخبر، دون التمكن من
معرفة هوية المصابين.
وشهد المدخل الشمالي الشرقي لبلدة العيسوية وسط القدس المحتلة مواجهات
عنيفة جدا ضد قوات الاحتلال التي اقتحمت بعض أحياء البلدة لملاحقة واعتقل
الفتيان والشبان. وقال محمد غرابلي رئيس جمعية المسعفين العرب لـ'وفا' بأن
جنود الاحتلال اعتقلوا احد المسعفين ويدعى جعفر نعيم حمدان، (17 عاما)، بعد
أن خلعوا بزة الإسعاف وسلبوا حقيبته وأوسعوه ضربا.
وأضاف بأن جنود الاحتلال يمنعون اقتراب رجال الإسعاف والمصورين الصحفيين من
المنطقة، لافتا إلى أن المسعفين يقدمون إسعافات أولية خاصة للمصابين
باختناقات شديدة نتيجة استنشاقهم الدخان والمواد السامة المنبعثة من
القنابل الدخانية والصوتية الحارقة.
وحاولت قوات خاصة ومعززة من جيش الاحتلال اقتحام حي رأس العامود في سلوان
بعد مهاجمة الشبان لآليات عسكرية والمستوطنة القريبة بالحجارة والزجاجات
الفارغة وإغلاقهم للشارع الرئيسي بالحجارة، فيما اشتبك الشبان مع جنود
الاحتلال في حي بطن الهوى الملاصق لحي رأس العامود وهاجموا مرة أخرى نقطة
المراقبة العسكرية الموجودة فوق سطح احد البنايات الفلسطينية.
وقال شهود عيان ان قوات الاحتلال تستعين اليوم وبشكل بارز وكبير بعناصر من
وحدات المستعربين لتندسّ بين المتظاهرين ومن ثم القبض عليهم. وشهد محيط
خيمة الاعتصام بحي البستان بسلوان مواجهات تمتد إلى منطقتي بئر أيوب وعين
اللوزة ووادي الربابة.
من جهة ثانية، هاجم الشبان والفتيان الحاجز العسكري القريب من مدخل مخيم
شعفاط وضاحية رأس خميس بالحجارة والزجاجات الفارغة ووضعوا في الشارع
الرئيسي ما يعيق حركة الآليات العسكرية التي تقف بشكل مكثف على مقربة من
الحاجز فيما يشبه الاستعداد لمهاجمة وملاحقة الشبان.
وتقوم قوات الاحتلال بإطلاق عشرات القنابل الدخانية السامة المسيلة للدموع
والرصاص المطاطي على الشبان ولا تسمح للمصورين الصحفيين من الاقتراب من
المنطقة، وأغلقت الحاجز أمام حركة المواطنين.
واعتلى عدد من الشبان الملثمين تلة بالقرب من مدخل قرية عناتا شمال شرق
مدينة القدس المحتلة ورشقوا سيارات عسكرية بالحجارة، ووصلت قبل قليل العديد
من الآليات العسكرية فيما يقوم الجنود بإطلاق النار ومحاولة ملاحقة الشبان
عبر التلال القريبة فيما تعطلت حركة السير في المنطقة.
إلى ذلك، عززت قوات الاحتلال من تواجدها في باحة باب العمود ووسط المدينة
تحسبا من انتظام طلبة المدارس بعد خروجهم من مدارسهم بمسيرات وتظاهرات
لمناسبة إحياء ذكرى النكبة.
وقمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في المنطقة الجنوبية من مدينة
الخليل، مسيرة طلابية انطلقت في المنطقة إحياءا للذكرى 63 للنكبة . وقال
شهود عيان إن قوات الاحتلال المتمركزة في محيط مفرق طارق بن زياد، أطلقت
قنابل الغاز والصوت نحو الفتية المتظاهرين، واعتلت أسطح المنازل الواقعة في
محيط حاجز 'أبو الريش' وحولتها لثكنة عسكرية، عرف منها منزل المواطن محمد
عبد المطلب أبو اسنينة.
كما منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي طلاب المدارس من الوصول لمنازلهم في حي
تل الرميدة وسط المدينة عبر شارع الشهداء، واعتلت أسطح المنازل عرف من
أصحابها، تيسير زاهدة، وعماد أبو شمسية وآخر لعائلة العزة.
وأصيب نحو ثلاثين مواطن خلال المواجهات التي تجري منذ صباح اليوم الأحد،
بالقرب من حاجز قلنديا المقام شمال القدس المحتلة. وأوضحت مصادر محلية، أن
قوات الاحتلال اعترضت مسيرة نظمتها الحملة الشعبية لمناهضة جدار الفصل
العنصري لمناسبة الذكرى الثالثة والستين للنكبة، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل
الصوت والغاز تجاههم ما أدى إلى إصابة مواطنين بجروح بالرأس وعشرات آخرين
بالاختناق نقلوا جرائها إلى مشافى رام الله للعلاج.
وفي غزة استشهد شاب يبلغ من العمر "18 عاما" واصيب اكثر من 82 بجراح بنيران
جيش الاحتلال الذي استهدف متظاهرين بذكرى النكبة الـ 63 شرق وشمال قطاع
غزة. واكد أدهم ابو سلمية الناطق باسم الاسعاف والطوارئ ان عدد الاصابات
ارتفعت لتصل 82 اصابة بينهم صحفي في منطقة معبر بيت حانون ايرز شمال قطاع
غزة.
وقالت المصادر الطبية إن سيارات اسعاف نقلت الجرحى الى مستشفيات في شمال
القطاع، مبينة أن عددا من المصابين وصفت جراحهم بالخطيرة، من بينهم المصور
الصحافي محمد عثمان الذي اصيب برصاصة في الرأس.
وقال شهود عيان إن مجموعة من الفتية يحملون أعلاما فلسطينية اقتربوا من
الجانب الفلسطيني على معبر بيت حانون، إلا أن قوات الاحتلال اطلقت نحوهم
أربع قذائف مدفيعة وأطلقت النار عليهم من نقاط المراقبة العسكرية المنتشرة
في محيط المعبر ما ادى إلى وقوع اصابات في صفوفهم.
وأضاف الشهود أن قوات الاحتلال استخدمت أسلحة كاتمة للصوت باطلاق النار على
المتظاهرين وأن غالبية الجرحى اصيبوا في رؤوسهم وبطونهم، وأن عددا منهم
بقوا على الارض ينزفون دون أن تتمكن سيارات الإسعاف من بلوغهم لخطورة
المنطقة بسبب اطلاق النار الاسرائيلي.
وشارك العشرات من المتظاهرين من مختلف الفصائل الفلسطينية ومتضامنين اجانب
في "مسيرة العودة" التي انطلقت في شمال قطاع غزة احياء لذكرى النكبة،
وتأكيدا على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم التي هجروا منها
بالقوة.
وكانت الاجهزة الأمنية التابعة للحكومة في غزة قد اتخذت اجراءات أمنية
للحيلولة دون وصول المتظاهرين الى الحدود خشية تعرضهم للاستهداف من قبل
قوات الاحتلال، إلا ان مجموعة من الفتية حاولت الوصول الى المعبر.