رفض الدكتور محمد بديع المرشد العام للاخوان المسلمين حديث أيٍّ من
القوى الوطنية باسم الشارع المصرى، مطالبا بضرورة احترام إرادة الشعب التي
تمَّت بديمقراطية بالغة خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية، مشددًا
على حتمية ألا تتحدث إحدى القوى الوطنية أو الإخوان باسم الشعب، بعد أن
تحدث عن نفسه خلال الثورة والاستتاء الدستوري الأخير.وطالب بديع فى
لقائه على "الفضائية المصرية"، مساء الاحد القوى الوطنية بالتمسك بروح 25
يناير، والتوحد على احترام إرادة الشعب، مؤكدًا أن هناك أطرافًا تهدف إلى
تفكيك وحدة الشعب بكل مكوناته وتقسيمه وتمزيقه بعد ما أغاظته وحدة الشعب
المصري كافةً، بمسلميه ومسيحييه، في ميدان التحرير ضد الظلم والفساد
والاستبداد.
وطالب الشعب المصري بالعودة إلى روح 25 يناير؛ من أجل
بناء مصر، والتحلِّي بأخلاق ميدان التحرير، وألا يقتصر الشعب على العودة
إلى ميدان التحرير فقط، مؤكدًا أنه لا يوجد أحد فوق القانون؛ حيث إن سيادة
القانون وإرادة الشعب زجَّت بمبارك للتحقيقات ومحاكمته ونجليه وكل رموز
نظامه.
ونفى ما يقال عن وجود صفقة بين الإخوان والمجلس العسكري،
قائلاً: هل يُعقل أن يعقد المجلس العسكري صفقاتٍ مع الإخوان وهو بهذه
الشهامة التي انحاز فيها للثورة وإرادة الشعب المصري؟!
وأكد أن
الإخوان يلحُّون على المجلس العسكري في إنجاز المرحلة الانتقالية وتسليم
السلطة للشعب، موضحًا أن ثقل الإخوان في الشارع دفعهم للاهتمام في المرحلة
الراهنة بمشروع الإصلاح، وعدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية والمشاركة
في الانتخابات البرلمانية بنسبة ضعيفة.
وأوضح أن التفاف الناس حول
الإخوان جاء حبًّا لفكرتهم ومنهجهم، وليس تعاطفًا مع ما تعرضوا إليه من
إيذاء على يد نظام مبارك المخلوع، مضيفًا الشعب المصري العريق والحضاري
يعرف من هم الإخوان حقيقةً، ومن يحبهم ويكرههم، ولذلك أتت نتيجة انتخابات
البرلمانية في 2005 بإرادة الشعب، رغم ما تمَّ من تزوير وتدخل أمني فاضح.
وقال
: إن الحوارات كثرت وتوزَّعت، ونخاف أن ترمي إلى إضاعة الوقت وإطالة
المرحلة الانتقالية، ولذلك سألت د. عبد العزيز حجازي، منظم مؤتمر الحوار
الوطني: متى ستتوافق القوى الوطنية على أجندة واحدة وأهداف واحدة تحقق لمصر
طموحاتها دون المساس بإرادة الشعب في استفتاء التعديلات الدستورية؟!
وأضاف
أنه قريبًا ستقوم الجماعة بعرض سجلات عضوية الجماعة، ولكن العبرة ليست
بالكم بل بالكيف، وهل الكثرة هي التي ترغِّب المواطنين في عضوية الحزب أم
البرنامج الحزبي الواضح والإصلاحي في شتى المجالات؟ مشيرًا إلى أنه تم نشر
برنامج الحزب على موقع الجماعة الرسمي.
وأكد أن الجماعة تمارس منهج
الإسلام الشمولي في كل الجوانب، بينما حزب الإخوان "الحرية والعدالة" له
دوره في الممارسة السياسية، مشيرًا إلى أن أكثر من 93 قبطيًّا طالبوا بأن
يكونوا من مؤسسي الحزب بعد اطِّلاعهم على برنامجه الذي لاقى ترحيبًا منهم.
وشدد
على أن منهج القرآن والسنة بضوابطه وأحكامه يحمي الأقباط من المساس بهم،
ويحمي حقوق البشرية وحياتهم وكرامتهم؛ حيث إن تصوير الإسلام بـ"الفوبيا"
مخالف للحقيقة، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحث أصحابه على
الاجتهاد وفي غزوة بدر سأل الحباب بن المنذر رسول الله، أهذا منزل أنزلكه
الله أم هي الحرب والمكيدة؟ فقال رسول الله: "بل الحرب والمكيدة".
وأكد
أن الإسلام لا يعرف الدولة الدينية، ويدعو إلى الاجتهاد واستخدام العقل،
وأن الدستور المصري يؤكد أن الشريعة الإسلامية بضوابطها وأحكامها هي المصدر
الرئيسي للتشريع، موضحًا أن الأصول الشرعية الإسلامية جاء بها جميع
الأنبياء، وليس من حق الإعلام أو الإخوان أو القوى الوطنية أن يتحدثوا عن
الشعب المصري في إلغاء مواد من عدمه.