وقائع محاكمة السيد شمس بدران وزير الحربية السابق في الجمهورية العربية المتحدة
حول بعض الملابسات التي رافقت تطور الأحداث قبيل نشوب حرب يونيه 1967
القاهرة، 24 فبراير 1968
جريدة " الأهرام ": العدد الصادر في 25 فبراير 1968
عكسا لعادتى ....
أبدأ من ألنهاية ... والقمة .... هادفا الى ... الخروج "من الاتجاه الى طريق مسدود " فى المناقشات الدائرة حاليا حول عبد الحكيم عامر ودخولنا "مؤقتا" فى مناقشات خارجة عن الموضوع .. تتعلق بعبدالناصر ...
هذه المرة نتناول ... كبداية ... بعض السطور التى سنكملهم تدريجيا عن ... ضابط مسئول الكبير عن نكسة 1956 .... وزير الحربية المصرى الساليق وقبلها مدير مكتب عبدالحكيم عامر ....
محاكمة شمس بدران
يقول محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( وجاء الدور على شمس بدران وزير الحربية بتقديمه للمحاكمة ، وأثناء هذه المحاكمة فى فبراير 1968 سأله رئيس المحكمة عن رأيه فيما حدث ، وترتب عليه هزيمة يونيو ، رد قائلا " لما تطور الموقف ، ورأينا أننا لازم نسحب البوليس الدولى ـ قوات الطوارىء الدولية ـ علشان نبين إن إحنا جاهزين للهجوم ، لأن وجود البوليس الدولى يمنع أى عملية دخول لقواتنا ، وانسحب البوليس الدولى ، استتبع ذلك احتلال شرم الشيخ الذى استتبع قفل خليج العقبة.
وكان الرأى أن جيشنا جاهز للقيام بعمليات ضد إسرائيل ، وكنا متأكدين 100 % إن إسرائيل لا تجرؤ على الهجوم أو اخذ الخطوة الأولى أو المبادرة بالضربة الأولى ، وأن دخول إسرائيل أى عملية معناها عملية انتحارية لأنها قطعا ستهزم فى هذه العملية ".
ولما سألته المحكمة مستفسرة عن رأيه فى أن الرئيس عبد الناصر قرر قفل خليج العقبة بعد أن أخذ تمام من القائد المسئول ، رد شمس بدران قائلا " القائد العام ـ المشير عامر ـ أعطى تمام وقال أقدر أنفذ ، وبعدين من جهة التنفيذ كان صعب عليه ".
علق رئيس المحكمة على كلام شمس بدران بقوله " والله إذا كانت الأمور تسير بهذا الشكل وتحسب على هذا الأساس ، ولا تكون فيه مسئولية الكلمة ومسئولية التصرف ، يبقى مش كثير اللى حصل لنا") ـ من مذكرات لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات خلال حرب أكتوبر 1973.
المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998
يحى الشاعر
وقائع محاكمة السيد شمس بدران وزير الحربية المصري السابق
وقائع محاكمة السيد شمس بدران وزير الحربية السابق في الجمهورية العربية المتحدة
حول بعض الملابسات التي رافقت تطور الأحداث قبيل نشوب حرب يونيه 1967
القاهرة، 24 فبراير 1968
جريدة " الأهرام ": العدد الصادر في 25 فبراير 1968
باسم الحق تبارك وتعالى
وباسم الشعب وحقه على الثورة نفتتح الجلسة
المتهم شمس بدران.
- أفندم.
المحامي
- محمد علي رشدي.
عبده مراد: طالعنا في الصحف تقريراً عن المتهم مسعد الجنيدي، هل تكرمتم أن يسمح لنا بالاطلاع على هذا التقرير.
المحكمة قالت ما يمكن نشره عن هذا التقرير ولا اطلاع عليه.
اللي إحنا قلناه هو ما يكون من حق الدفاع ومن حق الإعلان ونديلك النص اللي إحنا ذكرناه هنا من واقع محضر الجلسة.
اتفضل هنا ( وغادر المتهم القفص وجلس أمام المنصة ).
الرئيس للمصورين: ياللا خلصوا بقى.
محمد على رشدي: لي كلمة، أرجو أن أقولها قبل المحاكمة، وهي أن هذا المتهم كجميع المتهمين يحاكمون باسم الثورة ومصلحة الشعب، إنما هم يحاكمون قبل كل شئ أمام قضاة عدول ولا يجوز أبداً أن تكون هذه المحاكمة محل إثارة أو تشهير أو تجريح. لا شك أن الصحافة بوصفها سلطة رابعة هي محل تقدير وإعزاز. إنما أن ينشر كما نشر في جريدة الأخبار أمس، ماذا قالوا عن شمس بدران ( هنا يقف المذنب الكبير )، هذا اختلاف عندما ينسب إلى المتهم المفروض أنه برئ إلى أن تدينه المحكمة، بأنه مذنب كبير. ثم يقول المقال بعد ذلك.. ( وبدأ المحامي يتلو فقال له الرئيس)
إحنا جميعاً قرأنا هذه المقالة.
تابع ) وقائع محاكمة السيد شمس بدران وزير الحربية المصري السابق
- هل يرضيكم هذا، هل يرضي المحكمة أن يعرض بالمتهم كذلك وهو بين أيديكم، نرجو أن تسمحوا لنا أن نرجوكم أن تنبهوا الصحافة ألا تستبق القضاء.
هو بالنسبة للصحافة بصفة عامة، هي حرة وهذا ما كان بيدعو إليها المتهم شمس بدران واللي بتدعوا إليها الاستقالة اللي هي موضوع الإثارة، وهي الدعوة إلى حرية الصحافة والديمقراطية، والنهاردة بعد ما قريت هذا المقال اللي مجمع فيه تلخيصاً من مجمل الأقوال اللي قيلت من المتهمين السابقين.. كونه يضع فيها العنصر اللي بيزيد به ما يلخص هذا، دي الحاجة الوحيدة اللي يترك لضمير الصحفي إنه يقدرها، اللي إحنا متأكدين إن ضمير الصحافة يجب أن يقف موقف العدل والمحكمة من نظر القضية.
عاوزين نعرف المرحلة التي أقمت فيها في منزل المشير والمشوار إلى اسطال، وبعد كده نتدرج بالسؤال خطوة خطوة.
- والله أنا شايف إن العملية بدأت قبل كده بمراحل طويلة، يعني الحالة التي وصلنا لها بدأت من مدة طويلة، كان فيه أحداث طويلة تراكمت على بعضها وأدت إلى هذا الموقف اللي إحنا فيه وأنا لي دور في جميع هذه الأحداث وأحب أقول الموضوع من أوله.
ما إحنا هانوصل لأوله، بس قول هذه النقطة.
- بس مقدرش أقولها، لازم نبتدي من الأول علشان يبقى الموضوع متدرج.
من الأول يعني سنة كام؟
- أفتكر من سنة 62.
وليكن. مادام هانبتدي من سنة 62، أحب أقرأ الجزء اللي جه في أقوالك اللي قلت فيه " استكمالاً لحديثي أريد أن أقول أن هذه الأزمة بدأت سنة 62 عندما شكل مجلس الرياسة وعرض عليه قانون معين، وهو القانون الخاص بالأسلوب اللي يتبع في تعيين القيادات على مختلف المستويات. فوافق عليه المجلس وكان من شأنه أن يأخذ اختصاصات المشير في بعض التعيينات داخل القوات المسلحة، وهذا ما دعا المشير إلى تقديم استقالته ".
القانون عرض يوم أيه؟
- أفتكر مايو 62.
بس القانون ده عرض يوم 29 / 11 / 62.
- أفتكر سنة 63، وبالنسبة للتواريخ مقدرش أحدد.
إحنا نحدد، القانون عرض 29 / 11 / 62، ولذلك الاستقالة اللي بتستند عليها في كلامك والموقف بين الريس والمشير نشأ من تاريخ الاستقالة التي كانت توزع للاستثارة في أول ديسمبر 1962.
- الاستقالة كانت عملية توضيح وليست للاستثارة.
معلهش، على العموم إحنا هنا نتكلم بالتفصيل مش هانستعجل. إحنا قدامنا اليوم بطوله، ويمكن يوم الاثنين كمان.. ولكن عندما حل سنة 63 صرف النظر عن القانون لدخولنا حرب اليمن.
- الاستقالة بتاريخ كام لو سمحت؟
في 1 ديسمبر سنة 63.
- يبقى في صيف 63. والأحداث بتبتدي في أوائل صيف 62 في شهر مايو. حصل إن الريس أخذ قرار بإن جميع أعضاء مجلس الثورة أو نواب الريس يتركوا شغلهم الرسمي وينضموا للتنظيمات الشعبية في الاتحاد القومي أيامها. وكان الكلام ده يشمل جميع الناس بما فيهم المشير عامر الله يرحمه ويحسن إليه، والمشير وافق. وفي هذا الوقت كانت الظروف لا تسمح من وجهة نظري الشخصية بأن المشير يترك القوات المسلحة.
إيه هذه الظروف؟
- وكنت أري من الخطورة أن المشير يترك القوات المسلحة وإنها تبقى فاضية في هذه الظروف وإلا حدث ما لا يحمد عقباه..
ده من وجهة نظر مين؟
- من وجهة نظري الشخصية وكانت وجهة نظر المشير إنه يمشي.
بنيت وجهة نظرك على أي أساس؟
- إن الجيش ليس في ظروف أن يترك بدون قائد، وماكانش يستحمل في هذا الوقت إن يحصل فيه تغيير، لأن كان فيه الكلام كثير يحدث حالة بلبلة تحدث انقسام في الجيش.
لتوضيح هذه النقطة كان مفروض أن يتم التآمر في جميع القيادات منذ الانفصال، بصورة أخرى إذا تكرر سنة 56 و 57 من إهمال في قيادات القوات المسلحة وخاصة الطيران، وكان صدقي محمود من ضمن القيادات اللي هاتنشال من سنة 57.
- ده اللي أنا هاأقوله بالتوضيح، في أوائل 62 كان فيه توتر برضه عقب الانفصال، كان رأي الريس تغيير قيادة الطيران وإنه يغير صدقي محمود وجمال عفيفي بالذات. والريس كان زعلان والمشير كان رأيه إن صدقي محمود أصلح واحد. وكان فيه فرق كبير بين صدقي وبين الناس اللي بعده وإن محدش منهم يصلح ليحل محل صدقي في قيادته للطيران. والريس قال كذا مرة من إنه عاوز يغير صدقي محمود
وجمال عفيفي على أساس ييجي دم جديد ومش ممكن واحد يفضل متربس بالشكل ده وكانت دي وجهة نظر الريس ولقيته زعلان من تمسك المشير بهم وأنا رحت للمشير وقلت له مفيش داعي لهذا الكلام وممكن إحلال غيرهما محلهما، والمشير وافق على هذا. والكلام كان على شيل صدقي محمود وجمال عفيفي، وأنا رحت وقلت للريس فقال لا. المشير اتصل بي وأنا قلت بلاش صدقي ينشال ويكتفي بشيل جمال عفيفي، وانشال فعلاً، إنما اللي جه بعده ماكانش في كفاءته ورجعه تاني قبل العمليات بـ 4 أشهر، والريس قال أنا والله لقيت جمال عفيفي كان كفء ورجعناه، واللي كان موجود محله عادل حافظ ماكانش على مستوى الكفاءة بتاعته ووجدنا إن عادل حافظ لا يصلح واضطرينا نجيب جمال عفيفي مرة أخرى.
جميع هذه الاعتبارات أدت إلى اتفاق فى وضع القيادات في محلها، وإن جميع القيادات تأخذ نوع من التدرج حتى يمكن إن قيادات جديدة تيجي وانتهى الأمر أن القانون قدم بالفعل لمجلس الرياسة.
- انتهى الأمر إلى أن الريس رجع وافق تاني على إن صدقي يستنى، إنما أنا معرفش وافق ليه، وكان المشير قال لي أبلغ الريس إنه يكون مطلق اليد في هذا الموضوع، وقالها بالانجليزية " فري هاند ".
يعني المشير على لسانك بلغ الريس أن يطلق يده إنه يشيل صدقي أو أي حد؟
- أيوه.
إيه الوضع المقلوب ده. إزاي المشير وشمس يبلغوا الريس إن عنده اليد المطلقة يشيل أي واحد؟
- بس الألفاظ.
والله اللفظ هنا له معنى كبير، لأن ده موضوع القضية إنه كان هناك انقلابا سلمياً سنة 62، لما ييجي الريس يقول انتم فكرين إني كنت أقدر أقول لأي شئ كن فيكون ويقوم ييجي يقبل الحلول الوسط واللي يقدر يحلل هذا الكلام يعرف أبعاد هذه القضية.
- والله ماكنش فيه انقلاب سلمي سنة 62.
هل لما رئيس الجمهورية يقدم قانون يتفق فيه مع المشير؟
- لم يتفق معه فى القانون والمشير قدم استقالته.
المشير قدم استقالته علشان يفرض إرادته؟
- القانون قدم لمجلس الرياسة وفتح فيه باب المناقشة.
المشير ساب المجلس ومشي؟
- بس بيننا وبينه وافق على القانون، إنما لما شاف العملية هاتدخل في موضع الجد والتنفيذ، اتخلق الموقف. هو ساب الجلسة ومشي.
يعني انت متصور في هذا الوقت تقوم حرب أهلية؟
- حرب أهلية ليه، هو استقال.
إذا كنا إحنا في حالة الهزيمة والجيش مكسور نيجي نقوم بمؤامرة؟
- أي مؤامرة؟
اللي إحنا بنحقق فيها؟
- مفيش مؤامرة.
لما نيجي للتفاصيل هانتكلم.
- الموضوع كان فيه عاملين، العامل الأول بتاع صدقي، وهو وافق إنه يستنى، واللي عرفته إن الريس أخذ برأي المشير علشان مايحصلش أزمة وبعد كده زي ما فهمت وجدوا جمال عفيفي كويس ورجعوه.
بس أحب أوضح برضه إن الاستقالة هي ستار للقوى الحقيقية في الجيش.
- مفيش قوى.
متقاطعنيش. أما أديك الكلمة ابقى اتكلم.
- اتفضل سيادتك.
عملية استقالة 62 هي ستار.. ولكن القوة الحقيقية في الجيش، وإذا كان الجيش النهاردة وهو مكسور هذا الكلام اللي إحنا بنحقق فيه، كانت هاتحصل مثل هذه العملية، فما بالنا بالأمر إذا كانت العملية هاتحصل سنة 62 والجيش واقف على رجليه.. كان هايحصل إيه؟
- ما كانش هيحصل حاجة.
منين تعرف؟
- أنا عارف الجيش كويس وبقى لي 15 سنة فيه. موضوع صدقي انتهى عند هذا الحد. وقبل موضوع صدقي كان فيه موضوع جلال هريدي.
طيب، قبل موضوع جلال هريدي. بعد ما انسحب المشير من مجلس الرياسة. ألم يتصل بك الرئيس انت والمشير وأخبرك إن هناك تحركات من الضباط.
- أنا هاأقول الكلام ده. وجلال هريدي كان عنصر آخر من عناصر الإثارة بين المشير والريس. وموضوع صدقي محمود كان للريس الحق فى بقائه أو تنحيته، وأنا أقنعت المشير بهذا. أما موضوع جلال هريدي والإذاعة المشهورة بتاعته كان قبل صدقي. وجلال كان هاجم الريس وشمس بدران في إذاعة سوريا، وباقي المقالة كلها مدح في المشير والمقالة دي عملت أثر مش تمام والمفروض إنه راجل صاعقة
ومكانش يصح إنه يقول هذا الكلام تحت أي ظروف، واللي أنا عرفته إنه كان في السجن ومنهار ولما رجع جلال هريدي أنا وجدت إن جلال شخص مسئول وكان يجب أن يتحمل ولا يحصل منه هذا، وكان رأيي إنه يطلع معاش. المشير له علاقات عاطفية شخصية مع جلال، وبيعتبره كأحد أولاده، ومكانش موافق إنه يطلع معاش، وقال إن جلال وحسين واحد فى الصاعقة وهو اللي أنشأها. وأنا قلت له إن فيه ناس كثير ممكن تمسك الصاعقة أحسن من جلال، وأنا لم أقتنع بكلام المشير وقلت له يطلع استيداع حتى نفكر فى إعادته، والريس فى الوقت ده كان متضايق من تمسك المشير بجلال. وأنا رايح للريس على أساس إني أتفاهم إن جلال يطلع على الاستيداع. لكن لقيت المشير برضه راح للريس وكلمه عن جلال والريس بطيبته السمحة وافق للمشير إن جلال يروح ملحق عسكري لفترة على أساس إنه يرجع الصاعقة بعد كده. دول أزمتين حدثوا قبل 62.
هل أنت تأكدت إن الريس وافق عن رضى بالنسبة لصدقي محمود؟
- معرفش في قلبه إيه، إنما أنا رحت قلت له زي ما انت عاوز تعمل في صدقي محمود اعمله، وهو وافق على بقائه.
فيه فرق بين التقدير المسئول بالنسبة للصورة العامة في البلد وبين التقدير غير المسئول في إبراز معنى السلطة ومعنى السيطرة الحقيقية.. كون الريس يقدر هذه الاعتبارات إن الموضوع ككل. النهاردة لما قالوله يقدم ويوافق عليه وبعدين المشير يترك الجلسة ويقدم استقاله، وبعدين لأي سبب يحصل إن العملية تستمر. بعد هذا الحدث، مراكز السلطة تبقى العملية اتغيرت.
- مش فاهم أي عملية استمرت.
أنا بأتكلم عن موضوع صدقى محمود. يقول إن الريس وافق.
- أنا بأقول مجاملة للمشير أو أي غرض آخر أنا معرفش.
مكانش فيه تحرك أيامها من الضباط؟
- أنا بأتكلم عن موضوع صدقي وجلال هريدي سنة 61. ونيجي لموضوع 62 الريس كان عاوز نواب الريس يتركوا مناصبهم ويشتغلوا فى الاتحاد القومي، بما فيهم المشير، والمشير وافق وأعتقد إنه كان بيصارحني، والريس كان في هذا الوقت في ذهنه عدة مبادئ. لازم ييجي دم جديد للحكومة، والجيش لازم يأخذ وضع سليم زي وضع أي وزارة، ويجي وزير حربية مسئول أمام البرلمان ومايبقاش الجيش نشاز. ده كان مجمل كلامه.
يعني انت شايف فى الفترة اللي كنت موجود فيها. وجودك لم يساعد على وجود شلل؟
- لا. لا يخرج الأمر من وجود شلل كان فيه شلة في الطيران من صدقى محمود وأيوب وكنت أحاربها باستمرار لأن دي اللي بتجيب النكسة.
والخدمات اللي تؤدي كانت إزاي؟
- مش فاهم.
لازم تفهم. انت كنت وزير؟
انت بتقول فيه 3 عناصر لتأمين البلد سياسة البلد والعدالة بين الضباط ومعاملتهم معاملة إنسانية.
- العدالة أولاً أن يأخذ كل واحد حقه ويأخذ دوره في الجيش وأن عنصر الكفاءة يكون أساس الترقية في التشكيلات.
يعني جميع القيادات كان يتوفر فيها هذا العنصر.
- أيوه طبعاً.
واحد زي عثمان نصار في تصورك يصلح إنه يقود فرقة؟
- مقدرش أقول رأيي في نصار.
ليه؟
- كده.
ليه؟
- بالنسبة للقاعدة اللي محطوطة، عثمان نصار يمسك فرقة لأنه مسك تشكيل من أول قائد لواء.
هو مقومات قيادة الفرقة فقط بأنه عدى في شهادة.
- الشهادات مكانش لها قيمة.
إذا كان اختيار شخصي تفتكر إن عثمان يستطيع قيادة فرقة؟
- والله ماتحرجنيش وأنا مكنتش حر في تعيين القيادات.
يعني ده اختيار المشير؟
- معرفش إنما اللي أقدر أقوله إن فيه قاعدة، يعني إحنا ماشيين عليها باستمرار وهي تسلسل القيادات.
طيب تكمل.
- الخدمات الانسانية، الناس اللي بتعيى بأمراض مستعصية كانوا بيسافروا وبعض زوجات الضباط كانوا بيسافروا. وفي حالات حصلت مقدرش أذكرها إنما حددت بقواعد ثابتة علشان أيوب أو غيره يقدر يوصي على واحد. وكنا بنسفر المريض للعلاج وبنسفر معاه أبوه أو أخوه. والخدمات الإنسانية ماكانتش معمولة لأي هدف، إلا أن الضباط تحس بالصلة بينها وبين القيادة بتاعتها علشان يمتنع إن تيارات تخش
فى الجيش. وطبعاً كان فيه عوامل كثيرة جداً ممكن تؤثر في الضباط، وموضوع انفصال سوريا نفسه أحدث هزة كبيرة. كل دي عوامل استدعت أن يبقى فيه رابطة إنسانية بيننا وبين الناس، اللي أنا قلت عنها خدمات واحد معندوش فلوس علشان يطلع جنازته بنديله فلوس.
يعني كان لها قواعد؟
- أيوه، وأنا عملت لكل حاجة قاعدة علشان أمنع أي وسايط.
أحمد عبدالله قال كان يعطي إجازة لزوجته وأولاده مثل انت؟
- اللي أنا أذكره كان فيه مجموعة من الصاعقة راحت الكونغو ووصلوا بطريقة بشعة جداً، وضربوا جيش الكونغو وكانوا يستاهلوا. وبعد الرجوع انهم يعملوا فرشة، انت وأنا أعطيتهم أجازة هو وناس تانيين بناء على رأي المشير. نيجي بقى لأزمة 62، أنا بعد ما اتكلمت مع الريس ( ثم نظر إلى المصورين ) مش معقول أنا ها أقعد متلبش ومتكتف علشان المصورين بيقاطعوني.
اتكلم.
- أزمة 62، انتهت الأزمة الأولى إن الريس غير فكره في عودة الناس كلها وانهم يستنوا زي ماهم. إنه معرفش إيه العوامل في رجوع الريس عن رأيه. وبعدين أزمة القانون سنة 62 كنا في هذا الوقت كان شكل مجلس رياسة بناء على إعلان دستوري وكان فيه السيد بغدادي والسيد زكريا وأن بعض المواضيع تعرض على المجلس لمناقشتها. وماكنش المشير معترض على هذا. إنما هو اعترض على القانون الخاص بتعيينات معينة في الدرجة الثالثة وانه لازم يرجع فيها لمجلس الرياسة ودي عندما تبقى درجة مقدم أو عقيد، ودول ناس كثير جدا. والمشير قال إن هذا الموضوع يسلبه سلطاته ويجعله طرطور وهو ماكانش موافق على هذا القانون وانسحب من المجلس وقدم استقالته.
وانت إيه رأيك في هذا الكلام؟
- إنه كلام سليم جداً بس مش بالطريقة دي دلوقتي.
ليه؟
- جايز الرأي ده يكون مقبول فى الوقت الماضي.
الكلام ده لو مالناش ميثاق مرتبطين به أو دستور، ونمر بمرحلة من أدق المراحل وإلى سنة 56 كان فيه احتلال والتفكير في الأسلوب المتبع مش بالعملية السهلة وحصل اتفاق معين على صورة معينة، والمفروض إن سنة 70 هاتتغير هذه الصورة. الخروج من هذا الكلام في تصورك يبقى إيه واللا ده تمهيد لسنة 70.
عارف إيه اللي مكتوب فى الميثاق بالنسبة للأحزاب؟
- مش عارف..
مكتوب إذا فتحنا الباب لأكثر من حزب ييجي حزب يميني وييجي حزب يساري والبلد تتقطع من الداخل وتعطي فرصة للمتسوسين عليها.
- الكلام ده مش هايتحقق سنة 70.
هايعاد النظر في الميثاق.. منقدرش نعرف المناقشة سنة 70 هاتوصلك لايه. النهاردة تقدر تبني رأي فى الاتجاه اللى هاتسير فيه، إنما ماتبقاش دعوة وراها قوة الجيش. دي الفرشة اللى كان مطلوب بها عند توزيع استقالة المشير.
- الفرشة دي جت في أقوال واحد معرفش عباس قالها لواحد أولا، إنما بالنسبة لرأي المشير سنة 62. حصل سوء تفاهم بين الاثنين وأنا وجدت إني أتدخل في هذا الموضوع لوحدة الصف، وكان يعز علي إن المشير ينفصل عن الريس بأي شكل.
قبل ما نخش في الموضوع العاطفي ده، عاوزين ننهي الجزء اللي فات، العملية ساحت على بعضها.
- ده رأيي أنا النهاردة.
اللى هو مستمد أساساً من رأي المشير؟
- مش مستمد من رأي المشير. أنا لي رأي والمشير له رأي والريس له رأي.
أمال كنت بتوزع الاستقالة على أي أساس.
- أنا وزعتها لشخص واحد أبو نار بس.
طيب تبعتها لأبو نار ليه؟
- نتيجة ظروف معينة.
إحنا عاوزين نعرف هذه الظروف، إيماناً بما هو في الاستقالة واللا تطوعا لما طلبه المشير؟
- أنا أرسلت الاستقالة لأبو نار فعلاً.
عن اقتناع أو أمر من المشير؟
- مفيش أمر، أنا اللي باعتها وأبو نار أنا كنت معاه في الإسكندرية وبعد الكارثة اللي حصلت بيحصل كلام طبيعى بين واحد وصاحبه. وأبو نار اتكلم وقال أنا سمعت إن في إشاعة عن استقالة المشير وإنه كان له رأي سنة 62، فقلت له أيوه فيه استقالة. وأرسلت له الاستقالة
هل اللي يدعوا للديمقراطية لا يقبل مناقشة عادلة في مجلس رياسة؟
- المفروض إن المناقشة بأغلبية الآراء، الموضوع إن القانون أرسل للمجلس ولم يحضر الرئيس هذه الجلسة. وبعدين اتفتح باب المناقشة، ولما بإن من جو المناقشة إن الموضوع موضع رضى واقتناع الأغلبية طلب المشير التأجيل وأخذ الرأي على التأجيل فلم تحصل الموافقة وصوتت الأغلبية ضد التأجيل. لكن مجرد إن المجلس أغلبية رأت عدم التأجيل لما يحتوي هذا الموضوع من معاني، لأن ده مبدأ كان متفق عليه قبل ذلك. والنقطة الثانية إن المشروع مقدم من رئيس الجمهورية وتأجيله رفض مذهب. ولكن بمجرد أن وضح هذا ترك المشير وانسحب من الجلسة. أنا بقول لك الملابسات، أنا بناقش كلمة واحدة معنى الديمقراطية، هل هي سلوك أم صور، هي سلوك وتصرف. النهاردة إذا كنت في مجلس قرية أو مدينة أو محافظة أو في أي موقع تظهر الديمقراطية.
الديمقراطية مش مكتوبة على ورق وهي في قلب كل واحد.
- أنا بس بأعلق على الاستقالة اللي أدخلت كوسيلة للاستثارة بغض النظر إن شمس وزع منها صورة واحدة.
صورة للإثارة أيامها واللا الأيام دي؟
- أنا بقول الأيام دي. أنا مش واجد إنها صورة من الاستثارة لأنها حقيقة حصلت.
انت كنت قاعد هناك مع المشير في البيت؟
- أنا كنت أزوره في ظروف صعبة من الصبح للظهر، ثم أعود لبيتي، وهو شخص تربطني به علاقات وطيدة من زمان مقدرش أكون شخص ندل وأتركه في هذه الظروف، وهو اللي عمل لي الحجرة لأقيم بها، وكنت أحياياً أبات عنده مرة في الأسبوع على الأكثر، مش قاعد باستمرار معاه.
طيب، قل لنا مين اللي لجأ إلى منزل المشير وأقام إقامة مستديمة؟
- هييجي في الموضوع.
ده في مجال الحوادث المرتبطة بالموقف؟
- أيوه.
طيب نكمل.
- سنة 62 حصل الأزمة دي وكان الريس مصر على القانون في ذلك الوقت، وحصل طبعاً خلاف زي اللي حصل النهاردة بس بصورة أخف شوية والضباط كلهم قالوا إزاي المشير يمشي ويترك الجيش، واللي حصل النهاردة ده انعكاس طبيعي.
في تقديرك لما هذا الرأي يتوجد سنة 62 والريس كشخص مسئول عن البلد يرى هذه الحقيقة داخل الجيش؟
- هو يرى ما يراه لأنه الشخص المسئول وفي يده السلطة ويقدر أن ينفذ القانون، إنما إذا كنت أنا شخص أرى عكس ذلك أتنحى، وزي ما عمل المشير.
يعني سنة 62 حصل رأي عام في الجيش؟
- أيوه، وأنا أرسلت كل هذا الكلام للريس بتفاصيله. كنت أحول كل التقارير للريس. وسنة 62 حصل برضه خلاف ووجدت إن الموضوع لازم يتسوى وتعد الصداقة والمياه لمجاريها، لأن عدم عودتها كنت أخشى برضه إن بعض الناس المتطرفين يحاولوا يعملوا حاجة ويقولوا إن المشير عاوز يعمل انقلاب زي ما حصل النهاردة. وأنا رحت للريس واتكلمنا في هذا الموضوع. وفضلت أضغط على الريس والمشير كي يتلاقوا وكنت أنا الشخص الوحيد المؤهل بالنسبة للاثنين أن يقوم بعملية التقارب، بدليل إن الريس قال هذا الكلام وقال إنه شاف ناس كتير وكنت انت الشخص الوحيد الفريد في بابه. والكلام ده قاله لناس كتير وتمكنت إني أصد المشير وأقنع الريس بمقابلته. ورحنا بيت الريس وحصل ضغط عاطفي من الريس لدرجة إن المشير بكى ووافق إنه يستنى على أساس حل وسط، وهو إن الريس يؤجل هذا القانون لمدة 6 أشهر، وعند تنفيذ القانون يبقى المشير حر ويعمل زي ما هو عاوز وده كان مدخل الاتفاق ومشيت الأمور بصرف النظر عن الموضوع وعن إن المشير يتنحى. برضه كان بعدها القانون ممشيش بهذا الأسلوب وحصل هذا التراضي العاطفي محصلش الناحية الموضوعية بدليل إن القانون لم يصدر، أصل الجوانب العاطفية زي ما يكون دمل ما يفتحش لأنه ما استواش، النتيجة إن القانون محصلش اللي كان يستهدف مصلحة أساسية. ده كان بناء على اتفاقهم الاثنين.
هل تفتكر مع وجود قوات مسلحة ومع بيانات عن تحركات، تفتكر أي سياسي معقول يحط الفأس في الرأس ويكشف المواضيع ويكون نتيجة المواقف الطبيعية هو الصدام المسلح، أنا يهمني في الموضوع كله إننا لا نترك للمستمع بانطباع سيئ وهو أن اللقاء العاطفي مثل الناحية الموضوعية. والنهاردة لما نيجي نغطي كل الأعمال ونقول إن فيه استقالة سنة 62. ده الجزء اللي في القضية اللي عامل تساؤل ومن واجبنا إننا نوضح للناس هذا الجانب التاريخي.
- أنا بأقول المواضيع اللي أنا عشتها.
أنت عنصر مساعد في توضيح هذه الحقيقة وإحنا بنستغل وجودك علشان توضيحها.
- أنا بأقول إن الموضوع تأجل لمايو، إنما إيه الدوافع للريس، أنا معرفش. وبعد أزمة 62 مشيت الأمور لكن كان فيه بعض خلافات في الرأي في هذا الوقت.
طيب، في ده نسأل سؤال بصفتك انك كنت من أقرب الناس للمشير في مجال العمل، وجه على لسانك موضوع الديمقراطية وأعطيتنا رأيك وكلمتنا عن استقالة سنة 62 واللي قيل بشأنها عقب جلسة الرياسة في 29 نوفمبر سنة 62، إذا كانت المطالب الخاصة بالديمقراطية قدمت في أول ديسمبر 62، ليه لم يردد المطالبة بها خلال الفترة من 62 إلى الآن، هو وجود الشخص في السلطة أو التهديد بعدم وجوده يبقى مفتاح العملية؟
- مقدرش أقول تهديد، هو لم يقدمها في صورة تهديد إنما كان فيه خلاف.
طيب ليه محققش هذا الغرض؟
- إذا كانت القضية قضية ديمقراطية كان جدد الموضوع. أنا عاوز أقول إن الاستقالة وسيلة تهديد، ولما رجع للسلطة مابقاش فيه موضوع ولا ديمقراطية.
ده فيه تهديد للنظام.. إذن لما استباح لنفسه سنة 62 كان هدد السلطة كلها؟
- أنا بأقول إن ده معناه إنه طالما إنه راضي بوجوده في المنصب الرسمي مالوش الحق في إعلان هذا الكلام.
طيب نخش في كلام تحديد الإقامة؟
- لسه فيه كلام.
وانت حسيت من العرض اللي عرض عليك بالنسبة للوزارة. كان امتى؟
- فى مارس أو إبريل سنة 66، وأنا خرجت مخصوص متعمداً إن أبعد عن الاتصالات، وتركت رأيي وسافرت علشان مايكونش فيه مجال للأخذ والرد. وطبعاً كانت الفكرة الرئيسية إني هأبقى نمرة 2 بعد المشير، علشان إذا حصل حاجة لا قدر الله. وده كان رأيهم. وبعد ذلك إحنا رحنا الباكستان، وأنا بأقولها لأن لها علاقة بموضوع قفل شرم الشيخ. والموضوع بدايته في أوائل سنة 67.
طيب إحنا واقفين دلوقتي، نبتدي الساعة 1. ( ورفعت الجلسة وكانت الساعة الثانية عشرة والربع، وعادت المحكمة للانعقاد في الساعة الواحدة تماماً، حيث واصلت مناقشة المتهم شمس بدران ).
- كنا قلنا على رحلة الباكستان، وأنا ذاكرها لأنها أول تفكير في موضوع شرم الشيخ، والرحلة دي كانت فى ديسمبر سنة 66 أو يناير 67. المشير راح الباكستان ورحت معاه أنا وصلاح نصر في هذا الوقت تصادف أن مجلس دفاع الجامعة العربية كان عاقد اجتماع بناء على توصية مؤتمر القمة وكان الاجتماع في مصر، وكانت الدول العربية الرجعية مركزة حملاتها على إننا حطين البوليس الدولي علشان يحمينا. دي كانت الحملة الصحفية المسعورة. في هذه الأيام المشير جات له فكرة إننا نعمل حاجة من شأنها منع هذه الحملة المسعورة، قال نبعث إشارة للريس ونوضح له هذا الرأي وإننا نسحب البوليس الدولي ونحتل شرم الشيخ وإن هناك كتائب جاهزة. وأرسلت إشارة للريس ومحصلش رد عليها، لأنه لم يقتنع
وقتها. وأنا قلت للمشير أنا فكرت في موضوع تاني لأننا إذا سحبنا القوات الدولية من شرم الشيخ حيستتبعها قفل الخليج، ويمكن تقوم حرب. فقال لا، أنا مش قصدي منع الملاحة، وإنما احتلال شرم الشيخ علشان مانديش حجة لأي حد يتكلم. قلت له الكلام حيبقى عن قفل الخليج وإلا الحملة المسعورة حتزيد.
مين صاحب الفكرة؟
- المشير، وكلفني أبعتها في برقية للريس، ولما الريس ماردش قلت له يمكن علشان هذا الإجراء حيؤدي إلى متاعب إحنا مش حملها النهاردة، فرد علي إحنا حانحتل شرم الشيخ، بس مش حنقفل الخليج. قلت له لا، دي تبقى نص حل.
صلاح نصر كان موجود فى المناقشة؟
- أعتقد إنه كان موجود، وطنطاوي هو اللي أرسل البرقية للريس.
معرفش ده حصل حديث واللا مناقشات تقال النهاردة سنة 68؟
- لا، ده حديث بيني وبينه وفيه شهود والإشارة موجودة، الإشارة موجودة أنا بأتكلم على عدم حصول الرد. أنا بقول إن هذا حصل.
الإشارة موجودة أنا بأتكلم على عدم حصول رد.
- أنا بقول إن هذا حصل.
ده كلام مالوش علاقة مباشرة في القضية دي تقولها في معرض إيه؟
- في معرض إيه الفكرة في غلق الخليج؟
بس دي مش واردة في أي حاجة، بالنسبة للادعاءات.
- بس تسلسل الحوادث.
أنا أفهم تسلسل الحوادث فى موضوع استقالة 62 ده يدخلها في القضية، إنما الموضوع ده إيه دخله في القضية؟
- إن تسلسل الحوادث أدت للنكسة اللي إحنا فيها وده كله مرتبط بالموضوع اللي إحنا حنوصل له الأخر. وأحب أقول إني أعز المشير جداً، ولكن اللي له وعليه هاأقوله.
طيب، عاوزين نحصر كلامنا في الأحداث اللي هنسأل فيها. إحنا ابتدينا نسأل في وجودك في بيت المشير وفيه ناس بتردد عند المشير، عاوزين الصورة كلها منذ بدأت.
- أنا هاأقول الصورة كلها، إحنا رجعنا مصر بعد كده وجه بلاغ من السوريين إن فيه حشود إسرائيلية حولها والمشير عمل مؤتمر.
إحنا نسيب عملية العدوان كله.
- دي داخلة في صلب الموضوع.
إحنا عاوزين فيما بعد العدوان.
- يبقى الكلام مبتور. إيه اللي أدى للموقف اللي أنا جيت هنا بسببه.
يعني انت شايف من مصلحتك انك تخش في تفاصيل العدوان؟
- أيوه.
إذا كنت هاتدخلنا في مواضيع خاصة بأسباب النكسة الموضوع هايدخلنا في محاكمة وادعاءات أخرى ليس هذا مجالها.
- كل اللي أنا بأقوله إيه دوري أنا. حصل بلاغات من سوريا عن وجود حشود على سوريا والمشير عمل مؤتمر وأرسل الفريق فوزي إلى سوريا علشان ينسق الموقف بيننا وبينهم.
ده على أساس إن الجيش جاهز للعمل، وإلا مكانش اقترح هذا الاقتراح وأرسل الإشارة؟
- أنا سألته وقلت له إحنا مش جاهزين النهاردة نخش معركة، وقلت له إن انسحاب البوليس الدولي من شرم الشيخ هايؤدي إلى معركة.
بصفته إنه مسئول عن القوات المسلحة لما يبعت هذه الإشارة؟
- رجع قال لي أنا أقصد احتلال شرم الشيخ محل البوليس الدولي ووافقني إنه ماقفلش الخليج، وده يبقى نصف حل لوقف الحملة المسعورة.
إيه الغرض من إثارة هذا الموضوع، عاوز توصل لإيه؟
- عاوز أوصل لتحديد موقفي النهاردة.
عن مناقشة بتقول إنها حصلت وليس لها ما يؤيدها؟
- أنا بقول إن المشير أول من فكر هذا التفكير.
إيه الغرض؟
- أنا بأقول الموضوع من أوله
كقصة؟
- بأقول قفل الخليج جه إزاي. ده كفكرة في ذهن المشير وحصل تحريك للقوات في سيناء علشان تأخذ مواقع هجومية في حالة هجوم إسرائيل على سوريا، وكان فيه خطط لذلك ومعرفش إذا كانت مستوفاة أو لا، لأن الحرب ماكنتش من اختصاصي. ولما حصل تحريك القوات لازم نسحب البوليس الدولي علشان نبقى جاهزين للهجوم، واستتبعه انسحاب البوليس الدولي من شرم الشيخ قفل الخليج. وقفل الخليج استتبعه ظروف معينة وكان لازم الريس يعلنه في يوم من الأيام، أنا في حل من ذكر ظروفها، وكان فيه زيارة علشان مايحصلش تراجع. وكنا متأكدين إن جيشنا جاهز وإن إسرائيل لا تقدر على الهجوم لأن تقدير المخابرات إننا متفوقين في المدرعات والمدفعية والطيران، وكان مقدر إن إسرائيل لا يمكن تمشي إلى حتفها. ده كان تقدير العملية والمشير راح سينا وأنا كنت معاه، وقابل ناس هناك وكانو ثائرين علشان عاوزين يبتدوا العمليات. ولما اتجدد ميعاد قفل الخليج كان مفروض إن الريس يعلنه في خطبة. والريس اختار قاعدة جوية وراح قابل الضباط هناك وكانوا متحمسين وعاوزين يحاربوا، والريس اتكلم معاهم من الزوايا السياسية البحتة وفهمهم الموقف لدرجة إن الضباط ماكنش كلامه يتمشى مع حماسهم، لدرجة إن الريس خرج بعد الخطبة والمشير حس بهذا فراح واقف في الضباط وقال لهم ماتخافوش ياولاد انتم هاتحاربو. بعد ما رجع الريس قيل له إيه انطباعك، قال مفيش حاجة.
عاوز تقول إيه؟
- إن الريس كان بيتكلم كلام سياسي وعاوز يوعيهم. لو محصلش حرب ماتزعلوش علشان في أمريكا وكيت وكيت، والكلام ده بأقوله لأن بعد كده حصلت إشاعات إن المشير كان عاوز يضرب الأول والريس مكانش عاوز. أنا بأقول الريس مش مكانش عاوز إننا نحارب ولكن فهم من كلامه إننا مانأخذش الضربة الأولى علشان أمريكا حاتسندها والحقيقة إن المشير كان مقتنع بفكرة عدم ضرب الضربة الأولى وكان قال الكلام ده لصدقي محمود.
كل هذا الكلام إيه هدفه؟
- كل ده أنا لي فيه هدف. علشان بيوضح موقفي أنا. المسألة مش ورق وتحقيق وكلام.
أصل خطبة أنشاص مسجلة ومكتوبة، وأنا كنت موجود في هذا اليوم، والموضوع الخاص باتخاذ القرار السياسي مستند على الأساس العسكري، اتخذ هذا القرار في جلسة خاصة بقفل خليج العقبة، وحضرها جميع أعضاء اللجنة التنفيذية.
- أنا قرأت الكلام ده.
ولهذا تقرر التأكد من استعداد القوة العسكرية.
- ماهو أنا جاي.
أمال ليه تعرضت للحكاية دي؟
- أنا بأحكي عن الظروف اللي وصلتني النهاردة للموقف ده، وأنا بأحكم على مواقع ظروفي اللي حضرتها علشان تبقى صورتي واضحة.
هل تاريخ الشخص سنة 52 ومجهوده يعطي تبرير لما يحدث بعد كده من غلط؟
- إذا حصل غلط.
ده يحط التزام أكثر إذا حصل خطأ بعد كده.
- أيوه، وسيادتك هاتشوف الكلام اللي أنا بأقوله ونشوف التحقيق وعلى ضوء الكلام ده تحط صورة واضحة. حصل بعد عملية قفل الخليج، الريس كان مرتبط بظروف قاهرة كان لازم يعملها.
إيه الظروف القاهرة؟
- ظروف سياسية دولية.
زي إيه؟
- مش عاوز أقوله لأنه موضوع سري ميصحش بالنسبة للرأي العام الدولي.
لا مابقاش فيه مجال للسرية..
- كان يوثانت جاي يزور الريس على أساس التراجع في القرار، والريس علشان يضعه أمام الأمر الواقع أعلن هذا القرار وماكنتش عاوز أقول الكلام ده.
ليه، بالعكس ده الموضوع في شأن التكتيك السياسي. طيب قل لنا موضوع الضربة الأولى، انت قلته بس وضحه.
- باسم الشعب وحقه على الثورة لازم الشعب يعرف برضه وأنا مش في مجال الدفاع عن شخص ولو إنه شخص ميت مالوش حد يدافع عنه. بس أنا أقول الوقائع. حصل تحديد موعد معين لقفل الخليج. وكان الموعد قصير جداً لدرجة استحالة تنفيذه. فاضطر المشير يجيب وحدات مظلات ووحدات خفيفة راحت احتلت. يعني اضطر يعمل عملية سريعة كان فيها متاعب كثيرة وكان متضايق وقلت له انت وافقته على هذا، قال والله أنا ارتبط، فقلت له ده غلط وكان يجب تناقش الريس أولاً.
أنا دلوقتي محتار بالنسبة للكلام اللي بيحصل علناً، والكلام الذي لا يحصل علناً. اللي إحنا سمعناه واللي مش علني إحنا بنسمع به النهاردة لأول مرة والمفروض إن له خطورته وكان لازم نسمعه علني في أي موقع. والنهاردة لما تيجي تقول لي كان المفروض في زيارة يوثانت أن يتخذ قرار بشرط ييجي يلاقي
الموضوع متقفل وبعدين لما الريس يقول للمشير إن العملية هاتوصل 100% ويبص للمشير إن له الكلمة الأخيرة والفصل، يعني إيه الكلام ده؟
- دي كلمة.
مش كلمة دي مستقبل بلد.
- الريس قال للمشير تقدر تقفل في ظرف كذا، قال أقدر والتنفيذ كان صعب عليه.
مقلش ليه تاني، هل حد دري بهذا الكلام؟
- ده اللي أنا قلت له، قلت له مادام متقدرش، مش كنت تقول للريس وتأخذ فرصة أكثر.
إذا كانت الأمور تسير بهذا الشكل ولا يكون فيه مسئولية، الكلمة بالنسبة لهذه البلد مش كثير اللي حصل؟
- أنا بأقول لسيادتكم الوقائع.
بس للأسف الوقائع دي ليس لها شهود.
- المحكمة لها أن تقدر ما تراه، لها أن تأخذ بهذا الكلام أو لا. والريس موجود وممكن سيادتك تسأله وأنا راضي بحكمه. وبعدين تم قفل الخليج والقوات تمركزت في سينا والريس كلفني أروح روسيا وحصل مفاوضات، ورجعت من روسيا وجيت لقيت الريس في القيادة وفيه مؤتمر، وقلت له عن اللي حصل في روسيا. وللحقيقة أنا بأقول كلام للتاريخ علشان الشعب يعرفه. الريس قال دلوقتي الاحتمال اترفع من 80 % إلى 100 في المائة، وقال أنا عندي معلومات بإن بعد كده هايحصل هجوم من اليهود، ده للحقيقة والتاريخ أنا بأقول هذا الكلام، وطبعاً الناس لم تصدق والريس مكانش يقدر يقول إيه المصدر اللي عرف منه، وهو عرف من مصدر أمريكاني. مش برضه الموقف السياسي يحتم إننا لا نضرب الضربة الأولى علشان تدخل الأمريكان وهنا للتاريخ برضه صدقي محمود اعترض وقال أنا مقدرش تبقى عملية معجزة بالنسبة لي تشلني. فالمشير قال تحب تضرب الضربة الأولى وتواجه إسرائيل بس؟ فقال خلاص أنا موافق. والمشير قال له إيه الخسائر المحتملة، قيل 20 %.
في مؤتمر الضباط قال 10%.
- قال 20 % ووافق صدقي محمود، والمشير طبعاً بالتالي كان موافق. وبعدين موضوع الطيران لسه هانجيله ومكانش صدقي محمود مضلل في ذلك. بعد كده الريس شاف توزيع القوات وبعدين خرج. وموضوع الطيران مكانش فيه حد مصدق إن اليهود هايبقى عندهم القدرة يعملوا عملية ضدنا نظرا لتفوقنا في المدرعات والطيران، علاوة على إن كان معمول خطة ممتازة لينا ومن شأنها إنها تكسر أي مواجهة. التقدير اللي محدش قدره إن اليهود أخذوا إمكانيات فنية من أمريكا. أنا مابقولش أخذوا إمكانيات عسكرية، إنما صفوة الموضوع لا هي مظلات اتعملت أو طيارات اتوزعت أو حفلة اتعملت في أنشاص. العامل الرئيسى إن اليهود عملوا استكشاف تفصيلي بواسطة الأمريكان لكل مسمار طيارة عندنا،
وحصل فى أول غارة على المطارات انهم اصطادوا الطيارات اللي بتضرب بالصواريخ. وموضوع الضربة الأولى، المشير وافق عليها، وكان المشير كان عاوز يضرب الضربة الأولى لأنه خايف على روح الأولاد المعنوية، وبعدين شاف إن المصلحة عدم الضربة.
لازم يكون معروف إن عملية القوات مهياش حديد، سواء طيارات أو دبابات، الموضوع تدريب وإيمان ومعلومات كانت مسئولة عنها المخابرات.
- التدريب والإيمان موجود، إنما المعلومات مش موجودة.
موضوعنا مش النكسة، موضوعنا المؤامرة هاتقعد كثير في هذا الكلام؟
- لا، الطيران اليهودي اعتمد على خطة أمريكية.
مش قادر أفهم الكلام ده تبرير للي حصل؟
- ماحصلش حاجة.
إحنا النهاردة عاوزين نتكلم في موضوع المؤامرة.
- المؤامرة دي نتيجة إيه.. نتيجة خلاف بين المشير والريس.
على إيه؟
- إن فيه خلاف من الأول أدى لهذا الكلام.
طيب ما نتكلم في المؤامرة.
- أنا بأشرح لسيادتك التعارضات اللي حصلت، وإن المشير وافق على كلام الريس بإنه مايضربش الضربة الأولى.
دي خطة الدفاع نتركها للدفاع.
- أنا بأقرر وقائع أدت إلى حضوري هنا.
وهانخلص من الوقائع دي بعد كثير؟
- لا هانخلص على طول فى ظرف خمس أو 10 دقائق.
ها أعتبرها مش في الموضوع، هاسيبك تتكلم.
- ده بيوضح الموضوع.
اتفضل.
- بعد هذا، قلت لسيادتك إن الضربة الأولى ماكانتش هاتفرق في هذا الموقف، لأن لو كان حصل إننا ضربنا الضربة الأولى كانت خسائرهم هاتبقى 10 % وبعدين هايقوموا بالضربة الثانية ويعجزونا 100% والمسئول مين عن هذا، نمرة واحد جهاز المخابرات، كان فيه 300 طيارة ميراج أعطيت لإسرائيل مكانتش محسوبة بناء على معلومات المخابرات. وبعد ما انشل سلاح الطيران في ظرف يوم أصبح الموقف في رأي المشير إنه لابد من انسحاب الجيش، لأن اليهود ابتدوا يحاصرو الجيش وأخذ رأي القادة الموجودين كلهم، ووافقوا، وكلم الريس. ومعرفش حصل مناقشة، وقال للريس أنا هارجع لك كل ولادك سالمين مش هاسيب حد. ودي نص المكالمة بعد كده إن المشير رأى إنه إزاء الموقف اللي حصل أنا تخيل لي إنه عاوز ينتحر، كان قائد عسكري كهانيبال وغيره بعد أي معركة عسكرية فاشلة. فأنا اتصلت بالريس ومرضيتش أقول له عن موضوع الانتحار لأني مش واثق وكلمت الريس على أساس ييجي وقال لي، أنا لم أتدخل في المعركة من أولها وهاجي أعمل ايه، ومرضيش إلا لما قلت له ظنوني عن الانتحار، فقال فعلاً ده صح، ده كان واخد سيانور، وجه وقعد مع المشير فترة كبيرة وبعد ما مشي عرفت من المشير إن الاتفاق تم على عملية التنحي وإن زكريا محيي الدين هاييجي رئيس جمهورية وإن هذا الكلام سري جداً.
وكلمت الريس تاني يوم الصبح وماكنتش مؤمن إطلاقاً بالقرار اللي أخذوه وكنت مؤمن بحاجة واحدة إن المشير وأنا رغم إني لم أشترك في عملية القوات وشغلي كان بعيد عن الحرب، رغم هذا أنا كلمت الريس تاني يوم وقلت له أنا شايف إن القرار اللي اتخذتوه قرار خطير ومش ممكن إنكم انتم الاثنين تتنحوا وإحنا نخرج إحنا الاثنين، إنما انت رمز النظام ومايصحش تخرج في هذا الوقت. قبلها بيوم طلبت حضوره علشان المشير، قال لي المشير أخباره إيه قلت له إنه مصر إنه يمشي لأنه شايف إنه سبب الهزيمة العسكرية. فقال لي طيب وانت قلت له إنما كان لي مبرراتي إني أمشي، وفيه دافع شهامة يخليني أورث المشير في الجيش وفيه دافع تاني إني عاوز أستريح وقلت له أنا خارج معاه. وبعدين قال عرفت امبارح أنا كنت عاوزك ليه، قلت له آه وأنا غير مستعد أن أوافق على هذا. وبعد ماجينا يوم 9 وكان فيه إشارة تنحي الريس جه القواد القيادة والمشير قال لهم إننا هانمشي وانتم تأخذوا أوامركم من القائد الجديد اللي هو فوزي وناس بكت وخرجنا قبل إعلان القرار ومشينا، وأعلن قرار تنحي الريس. وكان الاتفاق إعلان قرار تنحي الريس والمشير، إنما أعلن قرار تنحي الريس بس. والمشير كان عاوز يروح الإذاعة قلت له مفيش داعي وتتكلم مع الريس. وجه عندي البيت واتكلم مع الريس، وأقنعنا الريس إنه يطلع بيان بتنحيتنا، وطلع القرار في الجرايد. الكلام ده كله مرتبط في القضية علشان أدلل إني مش طامع في أي منصب، ولما علي نور الدين سألني عن منصب رئيس الوزراء قلت له أنا اتعرض علي عروض أكبر من كده. وقال لي مين يقبل إنه يرجع السلطة تاني.
وبعدين انصرفنا، واتعين يوم 11 الفريق فوزي قائد عام، وأصبح فيه مدة يوم بين تنحي الريس وتعيين الفريق فوزي، وحصل في هذه الفترة إن كل الجيش مكانش عاوز الريس يتنحى وحصل كلام كثير جدا وحصل اعتصام في منزل المشير، وأنا كنت واقف هذا الموقف مع المشير علشان لا اتركه لوحده، وجه ناس كثير جوا وكنت بأتكلم معاهم على أساس إننا لازم نتحمل وزر المعركة العسكرية والناس كانت تقول كلنا مشتركين في هذه العملية ولازم البلد يبقى يد واحدة ومايبقاش فيه الريس رجع والمشير مارجعش، وأنا كنت بأقول لهم لازم يكون فيه قيادات جديدة وإذا كنا في خلال 15 سنة معملناش قيادة تحل محلنا، يبقى ده الفشل. وكان فيه ناس كثير لم تقتنع بهذا الكلام، فيه العقيد إبراهيم أبو الخير والناس بتوع البوليس الحربي وأعضاء المحكمة الاثنين وكلام مع ناس كثير جداً مش فاكرهم وبعدين المشير جه صرف الناس على أساس إنه هايروح لهم تاني يوم، وراحوا تاني يوم القيادة على أساس انهم مستنيين المشير، ويظهر فوزي حاول المحاولة دي فحصل شك من الموجودين على أساس إنه بيعمل المحاولة دي علشان يزيح المشير ويعمل قائد عام، فأنا اتصلت بالتليفون طلبت سعد عبد الكريم وسعد نجيب وعبدالرحمن فهمي وسعد زكي وعدد من الناس اللي أعرف انهم يؤثروا على الناس، وقلت لهم الكلام اللي بتقولوه ده كلام فارغ وقرارنا مافيـش رجوع ولازم تأخذوا تعليماتكم من الفريق فوزي باعتباره أقدم واحد. واقتنعوا الناس دول وخفت أن يؤولوا كلامي باعتباره رأي شخصي ورحت للمشير، كان قاعد في الزمالك وخليته يكلم الضباط وانصرفوا، وبعدين طلع قرار بتعيبن فوزي في الإذاعة، وطبعا إيه اللي كان هايحصل لو كانوا مانصرفوش محدش عارف، إنما ربنا ستر وانصرفوا قبل إذاعة القرار، وكان هناك مصطفى عامر وحسن عامر وعلي شفيق قبل هذا الكلام يوم 10 بالليل علشان نكسة عسكرية ومايصحش يرجع نائب أول، قال لي رأيك إيه قلت له رأيي إنه ده ماينفعش وأعتقد إن المشير مش هايوافق، وبعد ما طلع قرار بتعيين فوزي في الإذاعة كان موجود مصطفى عامر وحسن عامر وعلى شفيق في البيت، وبمجرد سماعنا القرار أخذته بالحضن وقبلته وقلت له الحمد لله، وبعد كده جه صلاح نصر من عند الريس وقال إن الريس بيقول لازم نرجع.
بعد كده أخذنا عربية وراح المشير الحلمية وأنا رحت معاه وبعدين مر على الريس ليسلم عليه على أساس إني أقنعته إننا لازم نبعد نهائي عن القاهرة علشان نبعد الاصطياد في الماء العكر. ومر على الريس وسلم عليه وأنا كملت على بيته في الزمالك ورتبنا العربية علشان تروح اسطال، والحقيقة أنا فاكر واقعة لجلال هريدي معرفش جه معانة في المرة دي أو المرة الثانية.
جه معاكم؟
- طبعا، موضوع جلال هريدي هو كان معتبر بعد ما رجع من سوريا وكان رأيي إنه يطلع معاش، فقال المشير إن الصاعقة ماتنفعش من غيره. واتفقنا على إحالته للاستيداع. وبعدين بصيت لقيته راح للريس وواخد موافقة بتعيين جلال ملحق عسكري، وأنا كنت مقتنع إن الريس اتخذ هذا القرار علشان مايزعلش
المشير، وبعدين جلال كان دايما يلسن كلام عن الريس ويقول أنا مع المشير. المهم رحنا اسطال وكان فيه سواق، وجايز أنا سقت في السكة أو في مرة ثاني والمشير عارف حساسيتي بالنسبة لجلال هريدي وإني لا أحترمه. قال لي إيه رأيك نأخذ جلال معانا، قلت له ده هايسئ لنا، قال لي ده إنه كان معاك علشان بتضايق، قال ليه ده جه عرض علي حراسته وده زي ابني وأنا لم أقتنع بكلامه إنما فيه ناحية عاطفية بين المشير وجلال، وإحنا طالعين بالعربية من البيت لقيت جلال راح ناطط وجه معانا اسطال. وإحنا في اسطال كلمت مصطفى عامر اللي إحنا قاعدين في بيته إن جلال وعلي شفيق لازم يمشوا وقعدوا يومين ومشيوا.
وأنا في زيارتي لاسطال سبت اسطال ورجعت على أساس إن المشير مايرجعش نهائي لا نائب أول ولا قائد جيش، لأنه باس