بالوراثة من أفكار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وما وضعته في السياسة،
التي فضل أن يبتعد «طواعية» عن الانضمام إلي أحزابها. لكن في كل الأحوال،
فإن اللهجة الصادقة في حديث عبدالحكيم عبدالناصر نجل الزعيم الراحل، معنا..
كانت هي الأظهر خاصة عندما تطرق إلي تشريح التجربة الناصرية والحزب الذي
يحمل اسم والده في مصر.
< سألناه: ما يحدث الآن في
السودان وغضب في بعض البلدان العربية يمثل تراجعا ملحوظا في الفكر القومي
العربي، الذي تقوده مصر بشكل عام.. وكان ركيزة أساسية في سياسات الرئيس
عبدالناصر.. كيف تقيم هذه الأحداث اللاهثة؟
- فقال: ما
يحدث في السودان - الآن - مأساة كبري بكل المقاييس.. ومن مآسي القرن الـ21،
الذي ينحدر بالعالم العربي نحو الهاوية.. ففي الوقت الذي يتجه فيه العالم
نحو عمل تكتلات إقليمية فيما بين الدول وبعضها البعض.. نجد العرب يتفككون،
وهذا في النهاية نجاح جديد لقوي الصهيونية، ،وتغلغلها في العالم العربي..
ولا أري تعليقا غير هذا.
< وماذا عن الواقع الحزبي الآن، الذي يحمل أحد أحزابه اسم الرئيس الراحل؟
-
لم أشعر بوجود أي أحزاب في مصر.. فالتجربة الحزبية في مصر - حتي هذه
اللحظة فاشلة.. ولا يوجد بها حزب واحد يستحق المنافسة علي السلطة.. ولا حتي
حزب الوفد أكبر الأحزاب المعارضة الآن (!!)
< هذا ينطبق علي التجربة بشكل عام.. لكن ماذا عن الحزب الناصري نفسه؟!
-
لا أعترف أصلا بالحزب الناصري القائم حالياً.. لكنني أري أن هناك تيارا
ناصريا كبيرا يتواجد في دول متعددة.. فالناصرية متغلغلة في الشارع.. وقد
تجاوزت الدول العربية إلي دول أخري حتي وصلت إلي فنزويلا مثلا.
< ألا تري أن هناك قيادة حالية من قيادات.. «الناصرية» قادرة علي لم شمل التيار بشكل عام؟
-
حتي الآن لم أر مثل هذه القيادة، ولم أر أملاً في أي قيادة موجودة حاليا..
بينما أميل إلي أن التيار الناصري وروافده الدولية، هو القادر علي افراز
قيادات شابة من الممكن أن تدعم مبادئ عبدالناصر بما يتماشي والفكر العالمي.
< لكن النتائج الانتخابية الأخيرة، كشفت ضعف التواجد
الناصري داخل الشارع.. وخرجت تفسيرات مختلفة تضع هذه الأفكار في قالب تراثي
بات مرفوضًا جماهيريًا؟
- لا.. نتائج الانتخابات لم تعكس
حجم التيار الناصري في الشارع.. فكما قلت «الحزب الناصري» لا يعبر عن
التيار المؤيد للرئيس عبدالناصر بالمرة.. وبالتالي لا يمكن أن نقيس حجم
الناصرية بالنتائج التي حققها الحزب الذي يحمل اسم عبدالناصر.
< ومن المسئول عما يحدث داخل الحزب الناصري؟
- المناخ السياسي العام، غير موات، فضلاً عن صعوبة تداول مسئوليات الإدارة.
< لكن طرحت عدة معاملات للتوافق بين المتنازعين داخل الحزب؟!
-لا.. الأمر لم يطرح علي، وإذا طرح لن أتدخل في أي شيء يخص الحزب الناصري بالمرة «!!».
< ألا تري أن أبناء الزعيم الراحل يتحملون جزءًا لا بأس به من تراجع الحزب الذي يحمل اسم أبيهم، إذا ابتعدوا كليا عن الحزب؟!
-
لا.. فنحن، ومنذ أيام الرئيس عبدالناصر نفسه.. تتم معاملتنا كمواطنين
عاديين.. لا ورثة شرعيين لأفكاره.. فالسياسة شيء وكوننا أبناء الرئيس شيئا
آخر.. وأنا أعتقد أن ما تبقي من عبدالناصر هو فكر وتيار وليس ميراثا سياسيا
يحتكره أبناؤه.. ولذلك نرفض الانضمام لأي حزب بشكل عام.
<وهل تعتقد أن مبادئ عبدالناصر وشعاراته ستنافس ويكون لها وجود خلال انتخابات الرئاسة المقبلة؟
- كنت أتمني هذا.. لكن هذا لن يحدث في ظل الوضع الراهن«!!».