منذ ظهور جماعة الإخوان المسلمين وهي تقف من الحكومات المتعاقبة موقف
الناصح الأمين، ورغم ذلك تلقت ضربات متتالية وتعرضت لأبشع ألوان وأطياف
الظلم والعسف منذ عام 1948م ومحنه 1954حيث جرى اعتقال الألوف من الإخوان
وعقدت لهم محاكم عسكرية متجردة من كل ضوابط القوانين والقيم، وأصدرت
أحكاماً بالإعدام، وأخرى بالأشغال الشاقة والسجن لفترات طويلة كانت تنتهي
بالاعتقال إلى أجل غير مسمى .
ثم جاءت محنة 1965 وأعيدت الكرّة مع الإخوان ولقي سيد قطب صاحب الظلال ربه شهيداً على حبل المشنقة، وزُجّ بالآلاف أيضاً من الإخوان في السجون والمعتقلات وأخضعوا لتعذيب في منتهى القسوة، وصدرت ضدهم الأحكام بالسجن .
وفي عام 1981م هبت رياح سبتمبر واعتقل الرئيس السادات عدداً كبيراً من الإخوان دون ذنب أو جريرة .
وكان القرار الذي صدر في سبتمبر 1995م الخاص بإحالة مجموعة من القيادات إلى القضاء العسكري في غيبة القانون والدستور .
وحتي اخر حكم مبارك المخلوع والذي شاهدنا فيه مسلسلات الاعتقالات المستمره بدون مبرر ومحاوله كبح جناح الاخوان في كل مكان .
ورغم كل ألوان الظلم والاضطهاد التي تعرض لها الإخوان على مدار نصف قرن إلا أنهم لم يسعوا إلى الصِدام مع الأنظمة في وقت تحاول الأخيرة جر الجماعة إلى هذه الحلبة، والتزمت الجماعة سياسة نبذ العنف والإرهاب، واعتماد الحوار لغة للتفاهم، والاستمرار في التعاطي مع مجالات الحياة المختلفة عبر القنوات القانونية.
ولا يدَّعي الإخوان احتكار الإيمان إذ يرون أنهم جماعة من المسلمين نذروا أنفسهم إلى الله، وجمع الناس على الحب والأخوَّة والتبشير بينهم بالعدل والإنصاف والمساواة والمطالبة بإطلاق الحريات، والتزام الشرع في السياسة والنهوض بالمسؤوليات، كما أنهم لم يكفوا عن الدعوة إلى الالتزام بقيم الإسلام ومُثُله والعيش في رحاب نظامه من خلال تطبيق منهجه، متجاوزين بهذا النهج المكائد والدسائس والأحقاد التي يقف وراءها البعض في الداخل والخارج من أجل نشر الفتن وإحداث الوقيعة والصِدام.
أدى الظلم الفادح الذي وقع على الإخوان المسلمين بتحويلهم إلى المحاكمات العسكرية إلى موجة من الاستنكار والاحتجاج والتنديد في داخل مصر وخارجها، ففي داخل مصر استنكرت الاتجاهات السياسية ورجالات الفكر ما وقع.
وفي خارج مصر احتجت المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان على انتهاك حقوق الإنسان مطالبة برفع الظلم وإطلاق سراح المعتقلين.. وهذه نماذج مما كتب:
مسلسل ممل ومثير للضجـر
الكاتب اليساري صلاح عيسى كتب ساخراً:
(لا يختلف مسلسل القبض على فريق من الإخوان المسلمين في مصر، مرة كل عدة أشهر، عن مسلسلات التليفزيون -الهابطة- .. فهو مكرر وممل ومثير للضجر، وملئ بالمصادفات غير المبررة درامياً، وبالمبررات غير المنطقية، من بينها أن القبض على الإخوان في كل حلقة من حلقات المسلسل يعود إلى أنهم يعملون على إحياء جماعة محظورة.. أو يخططون لخوض انتخابات في إحدى النقابات، أو يسعون لتشكيل حزب شرعي يكون واجهة لتنظيمهم المحظور).
العين الحمراء
وتحت عنوان (العين الحمراء) يقول الكاتب الصحفي جمال الغيطاني رئيس تحرير جريدة (أخبار الأدب):
(الكل نقابيون.. أليس من المعقول أن يجتمع هؤلاء ويدرسوا دخول الانتخابات القادمة؟! وهي انتخابات مهنية، والانتخابات المهنية هي الانتخابات الوحيدة النزيهة في مصر، لأن أعضاء النقابات هم الذين يعدون لها وينظمونها ويتولون فرزها وإعلان نتائجها؟!).
ثم يضيف : (إذا كان المقصود أن حكومة عاطف عبيد تريد أن ترينا العين الحمراء، فنطمئن الحكومة أننا رأينا العين الحمراء وطالت رؤيتنا لها حتى أننا لم نعد نرى سواها) .. (جريدة الأسبوع ـ توجه ناصري ـ 25 أكتوبر 1999م).
قرار محزن ومثير لليأس :
الدكتور نعمان جمعة ـنائب رئيس حزب الوفد ـ كتب في زاويته (نبضات) في جريدة حزب (الوفد) في الرابع من نوفمبر 1999م يقول:
(إن إحالة الأستاذ مختار نوح المحامي ورفاقه من أعضاء النقابات المهنية إلى القضاء العسكري هو قرار محبط ومثير لليأس والإحباط).
ثم يضيف: (ليس من مصلحة البلاد خارجياً، ولا داخلياً، ولا اقتصادياً، ولا سياحياً أن تنعقد المحاكم العسكرية لمحاكمة بعض أعضاء النقابات المهنية، فمثل هذه المحاكمات من شأنها إحداث البلبلة لأنها توحي بوجود قلاقل واضطرابات داخلية).
ثم يقول مستهجناً محاولة الدولة استئصال التيار الإسلامي: (إن الحكومة لا تريد أن تعترف بأن استئصال تيار بحجم ومكانة وتاريخ الإسلام السياسي من الخريطة السياسية أمر مستحيل ولا جدوى من ورائه سوى تعطيل التطور الديمقراطي السلمي).
تُهم فضفاضة خاوية :
وكتب عبد الحليم قنديل ـ مدير تحرير جريدة (العربي) الناصرية يقول:
(إننا نحترم القضاء العسكري لو لزم تخصصه، وإقحامه في المجادلات والمنازعات السياسية لا معنى له.. ولو كانت التهم جدية قاطعة لما خشي أحد.. المشكلة أن التهم فضفاضة خاوية وما من خطورة ملحوظة في الأمر برمته، فلا هي قضية إرهاب ولا تهديد لأمن الدولة، وليس في المضبوطات مسدسات ولا قنابل ولا حتى مطواة قرن غزال، ولا خطط تفجير، ولا نوايا بِـشَـرٍ مستطير، كان الوضع كذلك في قضايا الإخوان من أواسط التسعينيات، كل المتهمون سياسيون وكفى، وكلهم مدنيون، وأحيلوا إلى 5 محاكمات عسكرية بلا مبرر).
شهادة مواطن مسيحي :
المحامي ميلاد سامي الذي وقف مدافعاً عن الإخوان إبان اعتقالات 1995م يقول :
(إنه ليس من العدل والإنصاف أن نشيع من قريب أو بعيد بأن -الإخوان المسلمين- جماعة دينية ضد البلد، وضد الديمقراطية، وضد المسيحيين، إنه من المعروف لدينا تماماً أن -الإخوان المسلمين- شيء والجماعات الأخرى شيء آخر.. وشهادتي أنهم أناس معتدلون) (مجلة المجتمع، العدد 1172).
لم يخرجوا أبداً عن الشرعية :
أما المحامي موريس صادق فيقول:
(لم نر أي خروج على الشرعية منهم أو عن القانون، وإن كانت هناك تهم لهم بالخروج فإننا نطالب بالتحقيق فيها أمام محكمة مدنية).
نقابيون مثاليون :
والمحامي المسيحي أيضاً رفعت إبراهيم، وكيلنقابة المحامين الفرعية بالقاهرة ـ يقول:
(ببساطة شديدة.. إن ما ألمسه عن قرب من تصرفات جميع أعضاء التيار الإسلامي في النقابة أنهم يتعاملون مع الجميع على قدم المساواة، ولم تحدث واقعة واحدة فرَّق فيها الإسلاميون خلال أدائهم النقابي في المعاملة بين المسلمين والمسيحيين، أو بين الإسلاميين وبقية التيارات).
ويضيف : (إن الإخوان لا يزاولون أي عنف أو إرهاب، وأنهم يدعون إلى مبادئهم بكل الحب، ولم توجه لأي شخص منهم تهمة مزاولة العنف أو الإرهاب). (مجلة المجتمع العدد 1172).
حقيقة قائمـة :
أما عادل حسين ـ الأمين العام لحزب العمل في مصر ـ فيقول:
(نتيجة الممارسات القمعية حُرمنا نفراً من أعز الأصحاب، أُلقي بهم وراء القضبان بدون تهم منطقية.. فإذا قيل إنهم ينتمون إلى الإخوان المسلمين فما العيبُ في ذلك؟! وهذا ليس سبباً للاعتقال، حيث إن جماعة الإخوان قائمة بالفعل، وأعمى من يُصر على تجاهل هذه الحقيقة).
ديمقراطيتهم حقيقية :
ويقول د.ميلاد حنا ـ المفكر القبطي وخبير الإسكان ـ:
(إنني أطمئن إلى أن الإخوان في بحر أربعين سنة أرسوا دعائم قيم ديمقراطية حقيقية داخل صفوفهم.. ومن حقهم أن يعملوا للوصول إلى المواقع المؤثرة في المجتمع المصري عبر صناديق الاقتراع بعيداً عن العنف، وأن يلتفوا حولهم، وعلى الإخوان أن يستمروا في نشر الفكر الإسلامي الصحيح في جموع هؤلاء).
كسبوا تعاطف الجماهير:
د.حلمي نمر ـ نقيب التجاريين وعضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الحاكم ـ لا يبخل بشهادته بعد أن خبر نفراً من الإخوان شاركوا معه في العمل النقابي:
(على الحكومة أن تتعامل مع الإخوان ـ الذين يكسبون تعاطف الجماهير وتأييدهم بسبب الخدمات المختلفة لهم ـ بنفس أسلوبهم الفعال بدلاً من عرقلتهم بالقوانين المختلفة التي لن تجدي.. وسوف تخلق جواً من عدم الاستقرار الذي سوف يضر بمناخ الاستثمار العام في مصر).
أشهد لهم بالكفاءة :
وكذلك يقـول د. حمدي السيد ـ نقيب الأطباء وعضو مجلس الشعب عن الحزب الحاكم ـ:
(أشهد للإخوان بكفاءتهم تحت القبة وفي النقابات المهنية، حيث إن لهم أداءً متميزاً رفيع المستوى بعيداً عن الممارسات البلطجية التي تحدث في كثير من الانتخابات العامة، وأيديهم نظيفة،ولا يضيع منهم مليم واحد من أموال النقابات.. فلماذا يظل هؤلاء خارج الشرعية ويأتي مسؤول على أعلى مستوى يعلن أنه لا وجود للإخوان! فأين كان النظام يوم دخل الإخوان إلى مجلس الشعب عام 1987م ومن قبل عام 1984م؟ ثم أين النظام من البيانات التي تحمل توقيع الأستاذ المرشد في المناسبات المختلفة… إلخ؟ إن الإخوان يعملون في وضح النهار، ونطالب بإعطائها الشرعية، وحق ممارسة العمل الديمقراطي).
عبث حكومي:
ويقول د.عاطف البنا ـ أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة ـ:
(إنه من العبث أن تحاول الحكومة أن تحكم بأي وسيلة تمنع المنافسين لها من دخول الانتخابات، أو تزويرها لصالحها، لأنه حتى تكون هناك ديمقراطية حقيقية، يجب أن يكون هناك إيمان بالحرية، وإمكان تداول السلطة، وأن يكون المرجع في النهاية إلى صناديق الانتخاب).
خارج السياق :
وحتى اليسار يشهد بعض أفراده بما وقع على الإخوان من ظلم، إذ يقول ماهر عسل ـ أمين الإعلام بحزب التجمع اليساري ـ:
(إننا ضد الإخوان سياسياً، إلا أننا ضد التعسف وتحويل قياداتهم إلى المحاكمة العسكرية، لأنه يأتي من خارج سياق الديمقراطية، وخارجاً عن القاعدة).
ونري اليوم ان دخان النار التي اكتوي بها الاخوان من قبل انظمه سابقه ناصبتهم العداء تفوح من بين القوي السياسيه المختلفه تمارس العداء وتشويه صوره الاخوان وتأويل كل كلمه علي محامل الضد والمحمل السيئ.
ورغم مانادت به ثوره 25 يناير بتكاتف كل القوي ومشاركه الجميع لبناء مصر سياسيا واجتماعيا واقتصاديا من جديد هناك من يشكك في الاخوان وينسب لهم نوايا بعيده عن مبادئهم و اهدافهم التي تربوا عليها مما احسسهم بالظلم الذي انتقل من الحكومات الظالمه والانظمه الفاسده الي قوي سياسيه مثلهم عانوا مثل ماعانوا وان كان قليلا .
وقد ذادني ذلك بالبحث عن هذه المظالم الي ان وقع تحت يدي تقريرا وان كان موجه ضد الاخوان الا اني اري فيه توجهه ضد كل ماهو مسلم واليكم التقرير مفصلا :
تقرير يفضح النيات المبيتة للإسلام
اقرأ معى هذا التقرير ..:
تقرير اللجنة المؤلفة برياسة السيد “ زكريا محيى الدين “ رئيس الوزراء فى حينه، بشأن القضاء على تفكير الإخوان، بناء على أوامر السيد الرئيس بتشكيل لجنة عليا، لدراسة واستعراض الوسائل التى استعملت، والنتائج التى تم التوصل إليها، بخصوص مكافحة جماعة الإخوان المسلمين المنحلة، ولوضع برنامج لأفضل الطرق التى يجب استعمالها فى مكافحة الإخوان بالمخابرات، والمباحث العامة، لبلوغ هدفين:
أ ـ غسل مخ الإخوان من أفكارهم .
ب ـ منع عدوى أفكارهم من الانتقال إلى غيرهم .
اجتمعت اللجنة المشكلة من:
1 ـ سيادة رئيس مجلس الوزراء
2 ـ السيد / قائد المخابرات العامة
3 ـ السيد / قائد المباحث الجنائية العسكرية
4 ـ السيد / مدير المباحث العامة
5 ـ السيد / مدير مكتب السيد المشير عبد الحكيم عامر
وذلك فى مبنى المخابرات العامة بكوبرى القبة، وعقدت عشرة اجتماعات متتالية وبعد دراسة كل التقارير والبيانات والإحصائيات السابقة، أمكن تلخيص المعلومات المجتمعة فى الآتى:
1 ـ تبين أن تدريس التاريخ الإسلامى فى المدارس للنشء بحالته القديمة يربط السياسة بالدين فى لا شعور كثير من التلاميذ منذ الصغر ويتتابع ظهور معتنقى الأفكار الإخوانية .
2 ـ صعوبة واستحالة التمييز بين أصحاب الميول والنزعات الدينية وبين معتنقى الأفكار الإخوانية، وسهولة وفجائية تحول الفئة الأولى إلى الفئة الثانية بتطرف أكبر .
3 ـ غالبية أفراد الإخوان عاش على وهم الطهارة، ولم يمارس الحياة الجماعية الحديثة، ويمكن اعتبارهم من هذه الناحية “ خام “ .
4 ـ غالبيتهم ذوو طاقة فكرية وقدرة تحمل ومثابرة كبيرة على العمل، وقد أدى ذلك إلى اطراد دائم وملموس فى تفوقهم فى المجالات العلمية والعملية التى يعيشون فيها وفى مستواهم الفكرى والعلمى والاجتماعى بالنسبة لأندادهم رغم أن جزءاً غير بسيط من وقتهم موجه لنشاطهم الخاص بدعوتهم (المشئومة) .
5 ـ هناك انعكاسات إيجابية سريعة تظهر عند تحرك كل منهم للعمل فى المحيط الذى يقتنع .
6 ـ تداخلهم فى بعض، ودوام اتصالهم الفردى ببعض وتزاورهم، والتعارف بين بعضهم البعض يؤدى إلى ثقة كل منهم فى الآخر ثقة كبيرة .
7 ـ هناك توافق روحى، وتقارب فكرى وسلوكى يجمع بينهم فى كل مكان حتى ولو لم تكن هناك صلة بينهم .
8 ـ رغم كل المحاولات التى بذلت منذ عام 1936 لإفهام العامة والخاصة بأنهم يتسترون وراء الدين لبلوغ أهداف سياسية إلا أن احتكاكهم الفردى بالشعب يؤدى إلى محو هذه الفكرة عنهم، رغم أنها بقيت بالنسبة لبعض زعمائهم .
9 ـ تزعمهم حرب العصابات سنة 1948 والقتال سنة 1951 رسب فى أفكار بعض الناس صورهم كأصحاب بطولات وطنية عملية، وليست دعائية فقط، بالإضافة إلى أن الأطماع الإسرائيلية والاستعمارية والشيوعية فى المنطقة لا تخفى أغراضها فى القضاء عليهم .
10 ـ نفورهم من كل من يعادى فكرتهم جعلهم لا يرتبطون بأى سياسة خارجية سواء كانت عربية أو شيوعية أو استعمارية، وهذا يوحى لمن ينظر فى ماضيهم أنهم ليسوا عملاء .
وبناء على ذلك رأت اللجنة أن الأسلوب الجديد فى المكافحة يجب أن يشمل أساساً بندين متداخلين وهما:
أ ـ محو فكرة ارتباط الدين الإسلامى بالسياسة .
ب ـ إبادة تدريجية مادية ومعنوية وفكرية للجيل القائم فصلاً من معتنقى الفكرة .
ويمكن تلخيص أسس الأسلوب الواجب استخدامه لبلوغ هذين الهدفين فى الآتى:
أولاً: سياسة وقائية عامة:
1 ـ تغيير مناهج تدريس التاريخ الإسلامى والدين فى المدارس وربطها بالمعتقدات الاشتراكية كأوضاع اجتماعية واقتصادية وليست سياسية . مع إبراز مفاسد الخلافة خاصة زمن العثمانيين وأن تقدم الغرب السريع إنما كان عقب هزيمة الكنيسة وإقصائها عن السياسة .
2 ـ التحرى الدقيق عن رسائل وكتب ونشرات ومقالات الإخوان المسلمين فى كل مكان ثم مصادرتها وإعدامها .
3 ـ يحرم بتاتاً قبول ذوى الإخوان وأقربائهم حتى الدرجة الثالثة فى القرابة من الانخراط فى السلك العسكرى أو البوليس أو السياسة، مع سرعة عزلة الموجودين من هؤلاء الأقرباء من هذه الأماكن أو نقلهم إلى الأماكن الأخرى فى حالة ثبوت ولائهم .
4 ـ مضاعفة الجهود المبذولة فى سياسة العمل الدائم على إفقاد الثقة بينهم وتحطيم وحدتهم بشتى الوسائل، وخاصة عن طريق إكراه البعض على كتابة تقارير عن زملائهم بخطهم، ثم مواجهة الآخر بما معها مع العمل، على منع كل من الطرفين من لقاء الآخر أطول فترة ممكنة لنزيد هوة انعدام الثقة بينهم .
5 ـ بعد دراسة عميقة لموضوع المتدينين من غير الإخوان، وهم الذين يمثلون “ الاحتياطى “ لهم وجد أن هناك حتمية طبيعية عملية لالتقاء الصنفين فى المدى الطويل، ووجد أنه من الأفضل أن يبدأ بتوحيد معاملتهم بمعاملة الإخوان قبل أن يفاجئونا كالعادة باتحادهم معهم علينا .
ومع افتراض احتمال كبير لوجود أبرياء منهم إلا أن التضحية بهم خير من التضحية بالثورة فى يوم ما على أيديهم .
ولصعوبة واستحالة التمييز بين الإخوان والمبتدئين بوجه عام فلا بد من وضع الجميع ضمن فئة واحدة ومراعاة ما يلى:
أ ـ تضييق فرص الظهور والعمل أمام المتدينين عموماً فى المجالات العلمية والعملية .
ب ـ محاسبتهم بشدة وباستمرار على أى لقاء فردى أو زيارات أو اجتماعات تحدث بينهم .
جـ ـ عزل المتدينين عموماً عن أى تنظيم أو اتحاد شعبى أو حكومى أو اجتماعى أو طلابى أو عمالى أو إعلامى.
د ـ التوقف عن السياسة السابقة فى السماح لأى متدين بالسفر للخارج للدراسة أو العمل حيث فشلت هذه السياسة فى تطوير معتقداتهم وسلوكهم، وعدد بسيط جداً منهم هو الذى تجاوب مع الحياة الأوربية فى البلاد التى سافروا إليها . أما غالبيتهم فإن من هبط منهم فى مكان بدأ ينظم فيه الاتصالات والصلوات الجماعية أو المحاضرات لنشر أفكاره .
هـ ـ التوقف عن سياسة استعمال المتدينين فى حرب الشيوعيين واستعمال الشيوعيين فى حربهم بغرض القضاء على الفئتين، حيث ثبت تفوق المتدينين فى هذا المجال، ولذلك يجب أن نعطى الفرص للشيوعيين لحربهم وحرب أفكارهم ومعتقداتهم، مع حرمان المتدينين من الأماكن الإعلامية .
و ـ تشويش الفكرة الشائعة عن الإخوان فى حرب فلسطين والقتال وتكرار النشر بالتلميح والتصريح عن اتصال الإنجليز بالهضيبى، وقيادة الإخوان، حتى يمكن غرس فكرة أنهم عملاء للاستعمار فى أذهان الجميع .
ز ـ الاستمرار فى سياسة محاولة الإيقاع بين الإخوان المقيمين فى الخارج وبين الحكومات العربية المختلفة وخاصة فى الدول الرجعية الإسلامية المرتبطة بالغرب، وذلك بأن يروج عنهم فى تلك الدول أنهم عناصر مخربة ومعادية لهم وأنهم يضرون بمصلحتها، وبهذا تسهل محاصرتهم فى الخارج أيضاً .
ثانياً:
استئصال السرطان الموجود الآن، وبالنسبة للإخوان الذين اعتقلوا أو سجنوا فى أى عهد من العهود يعتبرون جميعاً قد تمكنت منهم الفكرة كما يتمكن السرطان فى الجسم ولا يرجى شفاؤه، ولذا تجرى عملية استئصالهم كالآتى:
المرحلة الأولى:
إدخالهم فى سلسلة متصلة من المتاعب تبدأ بالاستيلاء أو وضع الحراسة على أموالهم وممتلكاتهم، ويتبع ذلك اعتقالهم وأثناء الاعتقال تستعمل معهم أشد أنواع الإهانة والعنف والتعذيب على مستوى فردى ودورى حتى يصيب الدور الجميع ثم يعاد وهكذا .
وفى نفس الوقت لا يتوقف التكدير على المستوى الجماعى بل يكون ملازماً للتأديب الفردى .
وهذه المرحلة إذا نفذت بدقة ستؤدى إلى:
بالنسبة للمعتقلين:
اهتزاز الأفكار فى عقولهم وانتشار الاضطرابات العصبية والنفسية والعاهات والأمراض بينهم .
بالنسبة لنسائهم:
سواء كن زوجات أو أخوات أو بنات فسوف يتحررن ويتمردن لغياب عائلهن، وحاجتهن المادية قد تؤدى لانزلاقهن .
بالنسبة للأولاد:
تضطر العائلات لغياب العائل ولحاجتها المادية إلى توقيف الأبناء عن الدراسة وتوجيههم للحرف والمهن، وبذلك يخلو جيل الموجهين المتعلم القادم ممن فى نفوسهم أى حقد أو أثر من آثار أفكار آبائهم .
المرحلة الثانية:
إعدام كل من ينظر إليه بينهم كداعية، ومن تظهر عليه الصلابة سواء داخل السجون أو المعتقلات أو بالمحاكمات، ثم الإفراج عنهم بحيث يكون الإفراج عنهم على دفعات، مع عمل الدعاية اللازمة لكى تنتشر أنباء العفو عنهم ليكون ذلك سلاحاً يمكن استعماله ضدهم من جديد فى حالة الرغبة فى إعادة اعتقالهم .
وإذا أحسن تنفيذ هذه المرحلة مع المرحلة السابقة فستكون النتائج كما يلى:
1 ـ يخرج المعفو عنه إلى الحياة فإن كان طالباً فقد تأخر عن أقرانه، ويمكن أن يفصل من دراسته ويحرم من متابعة تعليمه .
2 ـ إن كان موظفاً أو عاملاً فقد تقدم زملاؤه وترقوا وهو قابع مكانه .
3 ـ إن كان تاجراً فقد أفلست تجارته، ويمكن أن يحرم من مزاولة تجارته .
4 ـ إن كان مزارعاً فلن يجد أرضاً يزرعها حيث وقعت تحت الحراسة أو صدر قرار استيلاء عليها .
وسوف تشترك الفئات المعفو عنها جميعها فى الآتى:
1 ـ الضعف الجسمانى والصحى، والسعى المستمر خلف العلاج والشعور المستمر بالضعف المانع من أية مقاومة .
2 ـ الشعور العميق بالنكبات التى جرتها عليهم دعوة الإخوان وكراهية الفكرة والنقمة عليها .
3 ـ انعدام ثقة كل منهم فى الآخر، وهى نقطة لها أهميتها فى انعزالهم عن المجتمع وانطوائهم على أنفسهم .
4 ـ خروجهم بعائلاتهم من مستوى اجتماعى أعلى إلى مستوى اجتماعى أدنى نتيجة لعوامل الإفقار التى أحاطت بهم .
5 ـ تمرد نسائهم وثورتهن على تقاليدهم، وفى هذا إذلال فكرى ومعنوى لكون النساء فى بيوتهن يخالف سلوكهن أفكارهم، ونظراً للضعف الجسمانى والمادى لا يمكنهم الاعتراض .
6 ـ كثرة الديون عليهم نتيجة لتوقف إيراداتهم واستمرار مصروفات عائلاتهم .
النتائج الإيجابية لهذه السياسة هى:
1 ـ الضباط والجنود الذين يقومون بتنفيذ هذه السياسة سواء من الجيش أو البوليس سيعتبرون فئة جديدة ارتبط مصيرها بمصير هذا الحكم القائم حيث يستشعرون عقب التنفيذ أنهم (أى الضباط والجنود) فى حاجة إلى نظام الحكم القائم ليحميه من أى عمل انتقامى قد يقوم به الإخوان للثأر .
2 ـ إثارة الرعب فى نفس كل من تسول له نفسه القيام بمعارضة فكرية للحكم القائم .
3 ـ وجود الشعور الدائم بأن المخابرات تشعر بكل صغيرة وكبيرة وأن المعارضين لن يستتروا وسيكون مصيرهم أسوأ مصير .
4 ـ محول فكرة ارتباط السياسة بالدين الإسلامى .
انتهى ويعرض على السيد الرئيس جمال عبد الناصر
إمضاء
السيد / رئيس مجلس الوزراء
السيد / قائد المخابرات
السيد / قائد المباحث الجنائية العسكرية
السيد / مدير المباحث العامة
السيد / شمس بدران
أوافق على اقتراحات اللجنة .
جمال عبد الناصر ))
بقلم / رمضان الغندور المحامي
الناصح الأمين، ورغم ذلك تلقت ضربات متتالية وتعرضت لأبشع ألوان وأطياف
الظلم والعسف منذ عام 1948م ومحنه 1954حيث جرى اعتقال الألوف من الإخوان
وعقدت لهم محاكم عسكرية متجردة من كل ضوابط القوانين والقيم، وأصدرت
أحكاماً بالإعدام، وأخرى بالأشغال الشاقة والسجن لفترات طويلة كانت تنتهي
بالاعتقال إلى أجل غير مسمى .
ثم جاءت محنة 1965 وأعيدت الكرّة مع الإخوان ولقي سيد قطب صاحب الظلال ربه شهيداً على حبل المشنقة، وزُجّ بالآلاف أيضاً من الإخوان في السجون والمعتقلات وأخضعوا لتعذيب في منتهى القسوة، وصدرت ضدهم الأحكام بالسجن .
وفي عام 1981م هبت رياح سبتمبر واعتقل الرئيس السادات عدداً كبيراً من الإخوان دون ذنب أو جريرة .
وكان القرار الذي صدر في سبتمبر 1995م الخاص بإحالة مجموعة من القيادات إلى القضاء العسكري في غيبة القانون والدستور .
وحتي اخر حكم مبارك المخلوع والذي شاهدنا فيه مسلسلات الاعتقالات المستمره بدون مبرر ومحاوله كبح جناح الاخوان في كل مكان .
ورغم كل ألوان الظلم والاضطهاد التي تعرض لها الإخوان على مدار نصف قرن إلا أنهم لم يسعوا إلى الصِدام مع الأنظمة في وقت تحاول الأخيرة جر الجماعة إلى هذه الحلبة، والتزمت الجماعة سياسة نبذ العنف والإرهاب، واعتماد الحوار لغة للتفاهم، والاستمرار في التعاطي مع مجالات الحياة المختلفة عبر القنوات القانونية.
ولا يدَّعي الإخوان احتكار الإيمان إذ يرون أنهم جماعة من المسلمين نذروا أنفسهم إلى الله، وجمع الناس على الحب والأخوَّة والتبشير بينهم بالعدل والإنصاف والمساواة والمطالبة بإطلاق الحريات، والتزام الشرع في السياسة والنهوض بالمسؤوليات، كما أنهم لم يكفوا عن الدعوة إلى الالتزام بقيم الإسلام ومُثُله والعيش في رحاب نظامه من خلال تطبيق منهجه، متجاوزين بهذا النهج المكائد والدسائس والأحقاد التي يقف وراءها البعض في الداخل والخارج من أجل نشر الفتن وإحداث الوقيعة والصِدام.
أدى الظلم الفادح الذي وقع على الإخوان المسلمين بتحويلهم إلى المحاكمات العسكرية إلى موجة من الاستنكار والاحتجاج والتنديد في داخل مصر وخارجها، ففي داخل مصر استنكرت الاتجاهات السياسية ورجالات الفكر ما وقع.
وفي خارج مصر احتجت المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان على انتهاك حقوق الإنسان مطالبة برفع الظلم وإطلاق سراح المعتقلين.. وهذه نماذج مما كتب:
مسلسل ممل ومثير للضجـر
الكاتب اليساري صلاح عيسى كتب ساخراً:
(لا يختلف مسلسل القبض على فريق من الإخوان المسلمين في مصر، مرة كل عدة أشهر، عن مسلسلات التليفزيون -الهابطة- .. فهو مكرر وممل ومثير للضجر، وملئ بالمصادفات غير المبررة درامياً، وبالمبررات غير المنطقية، من بينها أن القبض على الإخوان في كل حلقة من حلقات المسلسل يعود إلى أنهم يعملون على إحياء جماعة محظورة.. أو يخططون لخوض انتخابات في إحدى النقابات، أو يسعون لتشكيل حزب شرعي يكون واجهة لتنظيمهم المحظور).
العين الحمراء
وتحت عنوان (العين الحمراء) يقول الكاتب الصحفي جمال الغيطاني رئيس تحرير جريدة (أخبار الأدب):
(الكل نقابيون.. أليس من المعقول أن يجتمع هؤلاء ويدرسوا دخول الانتخابات القادمة؟! وهي انتخابات مهنية، والانتخابات المهنية هي الانتخابات الوحيدة النزيهة في مصر، لأن أعضاء النقابات هم الذين يعدون لها وينظمونها ويتولون فرزها وإعلان نتائجها؟!).
ثم يضيف : (إذا كان المقصود أن حكومة عاطف عبيد تريد أن ترينا العين الحمراء، فنطمئن الحكومة أننا رأينا العين الحمراء وطالت رؤيتنا لها حتى أننا لم نعد نرى سواها) .. (جريدة الأسبوع ـ توجه ناصري ـ 25 أكتوبر 1999م).
قرار محزن ومثير لليأس :
الدكتور نعمان جمعة ـنائب رئيس حزب الوفد ـ كتب في زاويته (نبضات) في جريدة حزب (الوفد) في الرابع من نوفمبر 1999م يقول:
(إن إحالة الأستاذ مختار نوح المحامي ورفاقه من أعضاء النقابات المهنية إلى القضاء العسكري هو قرار محبط ومثير لليأس والإحباط).
ثم يضيف: (ليس من مصلحة البلاد خارجياً، ولا داخلياً، ولا اقتصادياً، ولا سياحياً أن تنعقد المحاكم العسكرية لمحاكمة بعض أعضاء النقابات المهنية، فمثل هذه المحاكمات من شأنها إحداث البلبلة لأنها توحي بوجود قلاقل واضطرابات داخلية).
ثم يقول مستهجناً محاولة الدولة استئصال التيار الإسلامي: (إن الحكومة لا تريد أن تعترف بأن استئصال تيار بحجم ومكانة وتاريخ الإسلام السياسي من الخريطة السياسية أمر مستحيل ولا جدوى من ورائه سوى تعطيل التطور الديمقراطي السلمي).
تُهم فضفاضة خاوية :
وكتب عبد الحليم قنديل ـ مدير تحرير جريدة (العربي) الناصرية يقول:
(إننا نحترم القضاء العسكري لو لزم تخصصه، وإقحامه في المجادلات والمنازعات السياسية لا معنى له.. ولو كانت التهم جدية قاطعة لما خشي أحد.. المشكلة أن التهم فضفاضة خاوية وما من خطورة ملحوظة في الأمر برمته، فلا هي قضية إرهاب ولا تهديد لأمن الدولة، وليس في المضبوطات مسدسات ولا قنابل ولا حتى مطواة قرن غزال، ولا خطط تفجير، ولا نوايا بِـشَـرٍ مستطير، كان الوضع كذلك في قضايا الإخوان من أواسط التسعينيات، كل المتهمون سياسيون وكفى، وكلهم مدنيون، وأحيلوا إلى 5 محاكمات عسكرية بلا مبرر).
شهادة مواطن مسيحي :
المحامي ميلاد سامي الذي وقف مدافعاً عن الإخوان إبان اعتقالات 1995م يقول :
(إنه ليس من العدل والإنصاف أن نشيع من قريب أو بعيد بأن -الإخوان المسلمين- جماعة دينية ضد البلد، وضد الديمقراطية، وضد المسيحيين، إنه من المعروف لدينا تماماً أن -الإخوان المسلمين- شيء والجماعات الأخرى شيء آخر.. وشهادتي أنهم أناس معتدلون) (مجلة المجتمع، العدد 1172).
لم يخرجوا أبداً عن الشرعية :
أما المحامي موريس صادق فيقول:
(لم نر أي خروج على الشرعية منهم أو عن القانون، وإن كانت هناك تهم لهم بالخروج فإننا نطالب بالتحقيق فيها أمام محكمة مدنية).
نقابيون مثاليون :
والمحامي المسيحي أيضاً رفعت إبراهيم، وكيلنقابة المحامين الفرعية بالقاهرة ـ يقول:
(ببساطة شديدة.. إن ما ألمسه عن قرب من تصرفات جميع أعضاء التيار الإسلامي في النقابة أنهم يتعاملون مع الجميع على قدم المساواة، ولم تحدث واقعة واحدة فرَّق فيها الإسلاميون خلال أدائهم النقابي في المعاملة بين المسلمين والمسيحيين، أو بين الإسلاميين وبقية التيارات).
ويضيف : (إن الإخوان لا يزاولون أي عنف أو إرهاب، وأنهم يدعون إلى مبادئهم بكل الحب، ولم توجه لأي شخص منهم تهمة مزاولة العنف أو الإرهاب). (مجلة المجتمع العدد 1172).
حقيقة قائمـة :
أما عادل حسين ـ الأمين العام لحزب العمل في مصر ـ فيقول:
(نتيجة الممارسات القمعية حُرمنا نفراً من أعز الأصحاب، أُلقي بهم وراء القضبان بدون تهم منطقية.. فإذا قيل إنهم ينتمون إلى الإخوان المسلمين فما العيبُ في ذلك؟! وهذا ليس سبباً للاعتقال، حيث إن جماعة الإخوان قائمة بالفعل، وأعمى من يُصر على تجاهل هذه الحقيقة).
ديمقراطيتهم حقيقية :
ويقول د.ميلاد حنا ـ المفكر القبطي وخبير الإسكان ـ:
(إنني أطمئن إلى أن الإخوان في بحر أربعين سنة أرسوا دعائم قيم ديمقراطية حقيقية داخل صفوفهم.. ومن حقهم أن يعملوا للوصول إلى المواقع المؤثرة في المجتمع المصري عبر صناديق الاقتراع بعيداً عن العنف، وأن يلتفوا حولهم، وعلى الإخوان أن يستمروا في نشر الفكر الإسلامي الصحيح في جموع هؤلاء).
كسبوا تعاطف الجماهير:
د.حلمي نمر ـ نقيب التجاريين وعضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الحاكم ـ لا يبخل بشهادته بعد أن خبر نفراً من الإخوان شاركوا معه في العمل النقابي:
(على الحكومة أن تتعامل مع الإخوان ـ الذين يكسبون تعاطف الجماهير وتأييدهم بسبب الخدمات المختلفة لهم ـ بنفس أسلوبهم الفعال بدلاً من عرقلتهم بالقوانين المختلفة التي لن تجدي.. وسوف تخلق جواً من عدم الاستقرار الذي سوف يضر بمناخ الاستثمار العام في مصر).
أشهد لهم بالكفاءة :
وكذلك يقـول د. حمدي السيد ـ نقيب الأطباء وعضو مجلس الشعب عن الحزب الحاكم ـ:
(أشهد للإخوان بكفاءتهم تحت القبة وفي النقابات المهنية، حيث إن لهم أداءً متميزاً رفيع المستوى بعيداً عن الممارسات البلطجية التي تحدث في كثير من الانتخابات العامة، وأيديهم نظيفة،ولا يضيع منهم مليم واحد من أموال النقابات.. فلماذا يظل هؤلاء خارج الشرعية ويأتي مسؤول على أعلى مستوى يعلن أنه لا وجود للإخوان! فأين كان النظام يوم دخل الإخوان إلى مجلس الشعب عام 1987م ومن قبل عام 1984م؟ ثم أين النظام من البيانات التي تحمل توقيع الأستاذ المرشد في المناسبات المختلفة… إلخ؟ إن الإخوان يعملون في وضح النهار، ونطالب بإعطائها الشرعية، وحق ممارسة العمل الديمقراطي).
عبث حكومي:
ويقول د.عاطف البنا ـ أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة ـ:
(إنه من العبث أن تحاول الحكومة أن تحكم بأي وسيلة تمنع المنافسين لها من دخول الانتخابات، أو تزويرها لصالحها، لأنه حتى تكون هناك ديمقراطية حقيقية، يجب أن يكون هناك إيمان بالحرية، وإمكان تداول السلطة، وأن يكون المرجع في النهاية إلى صناديق الانتخاب).
خارج السياق :
وحتى اليسار يشهد بعض أفراده بما وقع على الإخوان من ظلم، إذ يقول ماهر عسل ـ أمين الإعلام بحزب التجمع اليساري ـ:
(إننا ضد الإخوان سياسياً، إلا أننا ضد التعسف وتحويل قياداتهم إلى المحاكمة العسكرية، لأنه يأتي من خارج سياق الديمقراطية، وخارجاً عن القاعدة).
ونري اليوم ان دخان النار التي اكتوي بها الاخوان من قبل انظمه سابقه ناصبتهم العداء تفوح من بين القوي السياسيه المختلفه تمارس العداء وتشويه صوره الاخوان وتأويل كل كلمه علي محامل الضد والمحمل السيئ.
ورغم مانادت به ثوره 25 يناير بتكاتف كل القوي ومشاركه الجميع لبناء مصر سياسيا واجتماعيا واقتصاديا من جديد هناك من يشكك في الاخوان وينسب لهم نوايا بعيده عن مبادئهم و اهدافهم التي تربوا عليها مما احسسهم بالظلم الذي انتقل من الحكومات الظالمه والانظمه الفاسده الي قوي سياسيه مثلهم عانوا مثل ماعانوا وان كان قليلا .
وقد ذادني ذلك بالبحث عن هذه المظالم الي ان وقع تحت يدي تقريرا وان كان موجه ضد الاخوان الا اني اري فيه توجهه ضد كل ماهو مسلم واليكم التقرير مفصلا :
تقرير يفضح النيات المبيتة للإسلام
اقرأ معى هذا التقرير ..:
تقرير اللجنة المؤلفة برياسة السيد “ زكريا محيى الدين “ رئيس الوزراء فى حينه، بشأن القضاء على تفكير الإخوان، بناء على أوامر السيد الرئيس بتشكيل لجنة عليا، لدراسة واستعراض الوسائل التى استعملت، والنتائج التى تم التوصل إليها، بخصوص مكافحة جماعة الإخوان المسلمين المنحلة، ولوضع برنامج لأفضل الطرق التى يجب استعمالها فى مكافحة الإخوان بالمخابرات، والمباحث العامة، لبلوغ هدفين:
أ ـ غسل مخ الإخوان من أفكارهم .
ب ـ منع عدوى أفكارهم من الانتقال إلى غيرهم .
اجتمعت اللجنة المشكلة من:
1 ـ سيادة رئيس مجلس الوزراء
2 ـ السيد / قائد المخابرات العامة
3 ـ السيد / قائد المباحث الجنائية العسكرية
4 ـ السيد / مدير المباحث العامة
5 ـ السيد / مدير مكتب السيد المشير عبد الحكيم عامر
وذلك فى مبنى المخابرات العامة بكوبرى القبة، وعقدت عشرة اجتماعات متتالية وبعد دراسة كل التقارير والبيانات والإحصائيات السابقة، أمكن تلخيص المعلومات المجتمعة فى الآتى:
1 ـ تبين أن تدريس التاريخ الإسلامى فى المدارس للنشء بحالته القديمة يربط السياسة بالدين فى لا شعور كثير من التلاميذ منذ الصغر ويتتابع ظهور معتنقى الأفكار الإخوانية .
2 ـ صعوبة واستحالة التمييز بين أصحاب الميول والنزعات الدينية وبين معتنقى الأفكار الإخوانية، وسهولة وفجائية تحول الفئة الأولى إلى الفئة الثانية بتطرف أكبر .
3 ـ غالبية أفراد الإخوان عاش على وهم الطهارة، ولم يمارس الحياة الجماعية الحديثة، ويمكن اعتبارهم من هذه الناحية “ خام “ .
4 ـ غالبيتهم ذوو طاقة فكرية وقدرة تحمل ومثابرة كبيرة على العمل، وقد أدى ذلك إلى اطراد دائم وملموس فى تفوقهم فى المجالات العلمية والعملية التى يعيشون فيها وفى مستواهم الفكرى والعلمى والاجتماعى بالنسبة لأندادهم رغم أن جزءاً غير بسيط من وقتهم موجه لنشاطهم الخاص بدعوتهم (المشئومة) .
5 ـ هناك انعكاسات إيجابية سريعة تظهر عند تحرك كل منهم للعمل فى المحيط الذى يقتنع .
6 ـ تداخلهم فى بعض، ودوام اتصالهم الفردى ببعض وتزاورهم، والتعارف بين بعضهم البعض يؤدى إلى ثقة كل منهم فى الآخر ثقة كبيرة .
7 ـ هناك توافق روحى، وتقارب فكرى وسلوكى يجمع بينهم فى كل مكان حتى ولو لم تكن هناك صلة بينهم .
8 ـ رغم كل المحاولات التى بذلت منذ عام 1936 لإفهام العامة والخاصة بأنهم يتسترون وراء الدين لبلوغ أهداف سياسية إلا أن احتكاكهم الفردى بالشعب يؤدى إلى محو هذه الفكرة عنهم، رغم أنها بقيت بالنسبة لبعض زعمائهم .
9 ـ تزعمهم حرب العصابات سنة 1948 والقتال سنة 1951 رسب فى أفكار بعض الناس صورهم كأصحاب بطولات وطنية عملية، وليست دعائية فقط، بالإضافة إلى أن الأطماع الإسرائيلية والاستعمارية والشيوعية فى المنطقة لا تخفى أغراضها فى القضاء عليهم .
10 ـ نفورهم من كل من يعادى فكرتهم جعلهم لا يرتبطون بأى سياسة خارجية سواء كانت عربية أو شيوعية أو استعمارية، وهذا يوحى لمن ينظر فى ماضيهم أنهم ليسوا عملاء .
وبناء على ذلك رأت اللجنة أن الأسلوب الجديد فى المكافحة يجب أن يشمل أساساً بندين متداخلين وهما:
أ ـ محو فكرة ارتباط الدين الإسلامى بالسياسة .
ب ـ إبادة تدريجية مادية ومعنوية وفكرية للجيل القائم فصلاً من معتنقى الفكرة .
ويمكن تلخيص أسس الأسلوب الواجب استخدامه لبلوغ هذين الهدفين فى الآتى:
أولاً: سياسة وقائية عامة:
1 ـ تغيير مناهج تدريس التاريخ الإسلامى والدين فى المدارس وربطها بالمعتقدات الاشتراكية كأوضاع اجتماعية واقتصادية وليست سياسية . مع إبراز مفاسد الخلافة خاصة زمن العثمانيين وأن تقدم الغرب السريع إنما كان عقب هزيمة الكنيسة وإقصائها عن السياسة .
2 ـ التحرى الدقيق عن رسائل وكتب ونشرات ومقالات الإخوان المسلمين فى كل مكان ثم مصادرتها وإعدامها .
3 ـ يحرم بتاتاً قبول ذوى الإخوان وأقربائهم حتى الدرجة الثالثة فى القرابة من الانخراط فى السلك العسكرى أو البوليس أو السياسة، مع سرعة عزلة الموجودين من هؤلاء الأقرباء من هذه الأماكن أو نقلهم إلى الأماكن الأخرى فى حالة ثبوت ولائهم .
4 ـ مضاعفة الجهود المبذولة فى سياسة العمل الدائم على إفقاد الثقة بينهم وتحطيم وحدتهم بشتى الوسائل، وخاصة عن طريق إكراه البعض على كتابة تقارير عن زملائهم بخطهم، ثم مواجهة الآخر بما معها مع العمل، على منع كل من الطرفين من لقاء الآخر أطول فترة ممكنة لنزيد هوة انعدام الثقة بينهم .
5 ـ بعد دراسة عميقة لموضوع المتدينين من غير الإخوان، وهم الذين يمثلون “ الاحتياطى “ لهم وجد أن هناك حتمية طبيعية عملية لالتقاء الصنفين فى المدى الطويل، ووجد أنه من الأفضل أن يبدأ بتوحيد معاملتهم بمعاملة الإخوان قبل أن يفاجئونا كالعادة باتحادهم معهم علينا .
ومع افتراض احتمال كبير لوجود أبرياء منهم إلا أن التضحية بهم خير من التضحية بالثورة فى يوم ما على أيديهم .
ولصعوبة واستحالة التمييز بين الإخوان والمبتدئين بوجه عام فلا بد من وضع الجميع ضمن فئة واحدة ومراعاة ما يلى:
أ ـ تضييق فرص الظهور والعمل أمام المتدينين عموماً فى المجالات العلمية والعملية .
ب ـ محاسبتهم بشدة وباستمرار على أى لقاء فردى أو زيارات أو اجتماعات تحدث بينهم .
جـ ـ عزل المتدينين عموماً عن أى تنظيم أو اتحاد شعبى أو حكومى أو اجتماعى أو طلابى أو عمالى أو إعلامى.
د ـ التوقف عن السياسة السابقة فى السماح لأى متدين بالسفر للخارج للدراسة أو العمل حيث فشلت هذه السياسة فى تطوير معتقداتهم وسلوكهم، وعدد بسيط جداً منهم هو الذى تجاوب مع الحياة الأوربية فى البلاد التى سافروا إليها . أما غالبيتهم فإن من هبط منهم فى مكان بدأ ينظم فيه الاتصالات والصلوات الجماعية أو المحاضرات لنشر أفكاره .
هـ ـ التوقف عن سياسة استعمال المتدينين فى حرب الشيوعيين واستعمال الشيوعيين فى حربهم بغرض القضاء على الفئتين، حيث ثبت تفوق المتدينين فى هذا المجال، ولذلك يجب أن نعطى الفرص للشيوعيين لحربهم وحرب أفكارهم ومعتقداتهم، مع حرمان المتدينين من الأماكن الإعلامية .
و ـ تشويش الفكرة الشائعة عن الإخوان فى حرب فلسطين والقتال وتكرار النشر بالتلميح والتصريح عن اتصال الإنجليز بالهضيبى، وقيادة الإخوان، حتى يمكن غرس فكرة أنهم عملاء للاستعمار فى أذهان الجميع .
ز ـ الاستمرار فى سياسة محاولة الإيقاع بين الإخوان المقيمين فى الخارج وبين الحكومات العربية المختلفة وخاصة فى الدول الرجعية الإسلامية المرتبطة بالغرب، وذلك بأن يروج عنهم فى تلك الدول أنهم عناصر مخربة ومعادية لهم وأنهم يضرون بمصلحتها، وبهذا تسهل محاصرتهم فى الخارج أيضاً .
ثانياً:
استئصال السرطان الموجود الآن، وبالنسبة للإخوان الذين اعتقلوا أو سجنوا فى أى عهد من العهود يعتبرون جميعاً قد تمكنت منهم الفكرة كما يتمكن السرطان فى الجسم ولا يرجى شفاؤه، ولذا تجرى عملية استئصالهم كالآتى:
المرحلة الأولى:
إدخالهم فى سلسلة متصلة من المتاعب تبدأ بالاستيلاء أو وضع الحراسة على أموالهم وممتلكاتهم، ويتبع ذلك اعتقالهم وأثناء الاعتقال تستعمل معهم أشد أنواع الإهانة والعنف والتعذيب على مستوى فردى ودورى حتى يصيب الدور الجميع ثم يعاد وهكذا .
وفى نفس الوقت لا يتوقف التكدير على المستوى الجماعى بل يكون ملازماً للتأديب الفردى .
وهذه المرحلة إذا نفذت بدقة ستؤدى إلى:
بالنسبة للمعتقلين:
اهتزاز الأفكار فى عقولهم وانتشار الاضطرابات العصبية والنفسية والعاهات والأمراض بينهم .
بالنسبة لنسائهم:
سواء كن زوجات أو أخوات أو بنات فسوف يتحررن ويتمردن لغياب عائلهن، وحاجتهن المادية قد تؤدى لانزلاقهن .
بالنسبة للأولاد:
تضطر العائلات لغياب العائل ولحاجتها المادية إلى توقيف الأبناء عن الدراسة وتوجيههم للحرف والمهن، وبذلك يخلو جيل الموجهين المتعلم القادم ممن فى نفوسهم أى حقد أو أثر من آثار أفكار آبائهم .
المرحلة الثانية:
إعدام كل من ينظر إليه بينهم كداعية، ومن تظهر عليه الصلابة سواء داخل السجون أو المعتقلات أو بالمحاكمات، ثم الإفراج عنهم بحيث يكون الإفراج عنهم على دفعات، مع عمل الدعاية اللازمة لكى تنتشر أنباء العفو عنهم ليكون ذلك سلاحاً يمكن استعماله ضدهم من جديد فى حالة الرغبة فى إعادة اعتقالهم .
وإذا أحسن تنفيذ هذه المرحلة مع المرحلة السابقة فستكون النتائج كما يلى:
1 ـ يخرج المعفو عنه إلى الحياة فإن كان طالباً فقد تأخر عن أقرانه، ويمكن أن يفصل من دراسته ويحرم من متابعة تعليمه .
2 ـ إن كان موظفاً أو عاملاً فقد تقدم زملاؤه وترقوا وهو قابع مكانه .
3 ـ إن كان تاجراً فقد أفلست تجارته، ويمكن أن يحرم من مزاولة تجارته .
4 ـ إن كان مزارعاً فلن يجد أرضاً يزرعها حيث وقعت تحت الحراسة أو صدر قرار استيلاء عليها .
وسوف تشترك الفئات المعفو عنها جميعها فى الآتى:
1 ـ الضعف الجسمانى والصحى، والسعى المستمر خلف العلاج والشعور المستمر بالضعف المانع من أية مقاومة .
2 ـ الشعور العميق بالنكبات التى جرتها عليهم دعوة الإخوان وكراهية الفكرة والنقمة عليها .
3 ـ انعدام ثقة كل منهم فى الآخر، وهى نقطة لها أهميتها فى انعزالهم عن المجتمع وانطوائهم على أنفسهم .
4 ـ خروجهم بعائلاتهم من مستوى اجتماعى أعلى إلى مستوى اجتماعى أدنى نتيجة لعوامل الإفقار التى أحاطت بهم .
5 ـ تمرد نسائهم وثورتهن على تقاليدهم، وفى هذا إذلال فكرى ومعنوى لكون النساء فى بيوتهن يخالف سلوكهن أفكارهم، ونظراً للضعف الجسمانى والمادى لا يمكنهم الاعتراض .
6 ـ كثرة الديون عليهم نتيجة لتوقف إيراداتهم واستمرار مصروفات عائلاتهم .
النتائج الإيجابية لهذه السياسة هى:
1 ـ الضباط والجنود الذين يقومون بتنفيذ هذه السياسة سواء من الجيش أو البوليس سيعتبرون فئة جديدة ارتبط مصيرها بمصير هذا الحكم القائم حيث يستشعرون عقب التنفيذ أنهم (أى الضباط والجنود) فى حاجة إلى نظام الحكم القائم ليحميه من أى عمل انتقامى قد يقوم به الإخوان للثأر .
2 ـ إثارة الرعب فى نفس كل من تسول له نفسه القيام بمعارضة فكرية للحكم القائم .
3 ـ وجود الشعور الدائم بأن المخابرات تشعر بكل صغيرة وكبيرة وأن المعارضين لن يستتروا وسيكون مصيرهم أسوأ مصير .
4 ـ محول فكرة ارتباط السياسة بالدين الإسلامى .
انتهى ويعرض على السيد الرئيس جمال عبد الناصر
إمضاء
السيد / رئيس مجلس الوزراء
السيد / قائد المخابرات
السيد / قائد المباحث الجنائية العسكرية
السيد / مدير المباحث العامة
السيد / شمس بدران
أوافق على اقتراحات اللجنة .
جمال عبد الناصر ))
بقلم / رمضان الغندور المحامي