جماعة
الإخوان المسلمين أكثر الكيانات تنظيما في مصر.. هذه كلمة شاعت بعد
الثورة، ولم يعد لدى البعض أي نسبة شك في أن الإخوان سكونون الجواد الرابح
في المرحلة القادمة.. ولكن هل هذه حقيقة؟ وهل الصعب الوصول إلى القمة أم
الحفاظ عليها؟ بمعنى هل يستطيع الإخوان الوصول إلى ثقة الجماهير وأصواتهم
ابتداء؟ وبعد وصولهم هل...... يضمنون الحفاظ على هذه الثقة وهذه الأصوات؟
قبل
الدخول في تفاصيل أرجو كل من يقرأ أن يتخلى عن وهم التآمر والعدائية وعدم
المعرفة بدقائق الأمور؛ فأنا أعرف الإخوان جيدا ومن الداخل، وما أسوقه هو
للنصيحة أقرب منه إلى الفضيحة..
أكثر الكيانات تنظيما في مصر تعاني من
خلل إعلامي رهيب.. يتمثل في خروج تصريحات شاذة، مثيرة للرأي العام، صادمة
للكثيرين من أبناء الوطن، فالوطن كما نعرف جميعا أكبر من مجموع أجزائه،
وأكبر من كل التشكيلات الموجودة على الساحة، وبالتالي فهناك مساحات مختلفة
من الفهم والوعي، والتقبل.. فمصر اليوم فيها كل الاتجاهات، ومن حق أي اتجاه
أن يبدي تخوفا من كلمات غير واضحة أو تعبيرات مجازية أو أحاديث خاصة تعلَن
في وسائل الإعلام وحتى لو تم تكذيبها.
أتحدث عن فيديو انتشر مؤخرا
للأستاذ صبحي صالح -أحد قياديي الإخوان- يتحدث فيه بشكل شبه خاص لمجموعة من
شباب الإخوان عن التربية وتكوين البيت المسلم، وكيف يجب أن يتخلص الشاب من
هواه الخاص عند الزواج حتى يحقق "النصر" عبر تكوين بيت مسلم، وأوصى الشباب
في هذا السياق بضرورة أن يتزوج الإخواني من إخوانية؛ حتى ينجبا أطفالا
"إخوان بالوراثة" ينتقلون إلى إقامة المرحلة الرابعة وهي الحكومة
الإسلامية.. حسب المنهج الذي وضعه الأستاذ البنا: فرد مسلم فبيت مسلم
فمجتمع مسلم فحكومة مسلمة فخلافة مسلمة فاتحاد إسلامي يقود العالم ويحقق
الأستاذية الإسلامية على العالم..
والحقيقة أنني لم أختلف مع مبدأ
الأستاذ البنا، ولكن مع طريقة الشرح الصادمة التي فجعنا بها الأستاذ صبحي
صالح، كما أنني في حلّ من مناقشة التصريحات الصادمة الكثيرة التي يتفوه بها
الأستاذ صبحي صالح -مع احترامنا لتاريخه- كما أنني لن أناقش الموضوع محلّ
الشاهد ومدى صحته، ولكنني أسوقه لتوضيح مراد آخر..
ألم يعرف الإخوان
بعدُ أنهم بالفعل يحتاجون إلى جهاز إعلامي متكامل يتولى هو تنظيم ندوات
تعريف الشارع بهم، يحتاج الإخوان إلى تنظيم إعلامي يمثل رؤيتهم هم، لا رؤى
متحدثيهم أو خطبائهم؛ حتى لا يُحمل أي منطق خارج السياق على أنه فكر
الإخوان ورأي الإخوان.
حتى الآن وبكل حيادية وحسب المعطيات المتاحة يبقى
ما قاله الأستاذ صبحي صالح هو فكر الإخوان ومنهجهم؛ حيث إن الرجل حاضَرَ
نيابة عن المرشد العام للجماعة، وهو ما يجعل كلامه رسميا، وبهذا ينسحب رأيه
على الجماعة، فتكون الجماعة هي المتهمة بالعنصرية والنقاء العرقي، وأنهم
هم الذي هو خير وبقية المجتمع ضمن فئة الذي هو أدنى.. يبقى هذا صحيحا ما
دامت الجماعة لم توضح موقفا مغايرا لتصريحات الأستاذ صبحي صالح..
هذا
الكلام وغيره يسيء لتاريخ الإخوان وسعة أفقهم ومرونة منهجهم التي تُلمس في
معظم تحركاتهم وأفكارهم، وهو ما ينذر بتأثيرات سلبية على الجماعة في
الشارع، وقد تخسر بسببها أرضيتها التي تتباهى بها، وعلى هذا يجب أن يكون
هناك جهاز مسئول عن متابعة ما يصدر عن الجماعة من تصريحات، وما يُنسب
لأعضائها من أقوال تخالف منهج الجماعة وثوابتها وصورتها ومسيرتها..
في
كل المحافظات يجب أن يكون هذا موجودا في فترة دقيقة تحتاج إلى أن نراقب كل
كلمة تخرج من أفواهنا وتنسب إلينا، وأن نتابع كل تطور يطرأ على الساحة
السياسية، وأن نقيس بكل دقة نبض الشارع على اختلاف مستوياته.. هذه -من وجهة
نظري- هي المهام التي يجب أن يقوم بها الجهاز الإعلامي للإخوان، وحتى يحدث
ذلك تبقى جماعة الإخوان نهبا لتصريحات غير مسئولة وزلات ألسنة ذربة وفلتات
أقلام غير خبيرة وغير مدركة لواقع المرحلة التي تمر بها البلاد..
وحتى
يصدر عن الإخوان تصريح يوضح اللبس الذي أحدثته كلمات الأستاذ صبحي صالح
يبقى ما قاله بقعة في ثوب الإخوان، لا يلام البعض إذا توجّس منها، أو
استغلت للتشهير بالجماعة، قبل أن نلوم من يستغل مثل هذه الكلمات يجب أن
تضبط الألسنة قبل أن تتفوه بما قد يسيء..
هذا يجعلنا نشك إلى حد ما في
قدرة الإخوان على حصد الأصوات وكسب ثقة الجماهير، إذا تكررت تصريحات غير
مسئولة تشوّه الصورة وتقبّح الثوب.. وإذا قلنا إن الظرف التاريخي الحالي هو
فرصة مناسبة للإخوان بحكم تنظيمهم ووجودهم المدّخر على مدار عقود من الحشد
والدعوة، فإننا نخشى إذا استمرّت حالة الفوضى الإعلامية هذه أن يكون
السقوط سريعا، وتكون تجربة قصيرة تُظلم معها الفكرة التي يحملها الإخوان،
والتي ضحّى لأجلها الكثيرون، الذين لم يتحدثوا يوما كما تحدث الأستاذ صبحي
صالح..
لا أرى اختلافا حقيقيا بين ما قاله الأستاذ صبحي صالح وبين ما
قاله الشيخ يعقوب في "غزوة الصناديق"، وبالتالي فحجج من عينة كنت باهزر أو
أن الكلام تم تحميله فوق ما يحتمل، أو إنه كان لقاء خاصا؛ فليس هذا أوان
هذه "الأونطة".. حتى الهزار يجب ألا يكون عفويا فضلا عن أن يكون صادما.. ما
زالت الجماعة الأكثر تنظيما تحتاج إلى مزيد من التنظيم..
وما ذاد الطين
بله اتخاذ قرار غير مدروس من الجماعه وان كانت لم تشارك في جمعه الغضب 27
مايو الا انها كرست كل وسائلها وامكانيتها لتشويه وتخويف وترويع الناس بعدم
الحضور بغيه ان تظهر ان المليونيه لا تجيئ الا علي السنه رماح الاخوان
وبعد ماشهدناه من حضور كبير لباقي القوي وتخاذل من الاحزاب القديمه المسماه
بالمعارضه وخاصه ما افتعله حزب الوفد من اجراء اتنتخابات بالحزب لمنع
اعضاؤه من الحضور اوقع الكثير وعلي رأسهم الاخوان في مأذق يحسب عليهم وقد
يتسببوا في انشقاق وخلافات علي مر الايام القادمه بين كافه القوي الوطنيه
ويسير عرف متعارف عليه بين هذه القوي وخاصه بعد ان نسب الجميع ذلك للأخوان
بعد الحمله الاعلاميه المضاده ضد شباب الثوره للحضور لهذا اليوم وصل الحال
بتشبيها بالثوره المضاده من الاخوان ضد باقي القوي السياسيه .
اتمني مراجعه كل هذه الاخطاء فسعر سهم الاخوان بدء بالذياده في التناقص .
رمضان الغندور