قسم شرطة الأزبكية مساء أمس، الجمعة، عقب تجمع أكثر من 350 شخصاً أمام
القسم، ليدخلوا فى اشتباكات مع قوات الأمن.
الشرارة التى أشعلت الأحداث جاءت بعدما ترددت أنباء أن "سائقاً" توفى
بميدان رمسيس على يد بعض المواطنين، لمعاقبته على اعتدائه على مأمور قسم
الأزبكية بالضرب، بينما أشارت رواية أخرى إلى أن ضباط القسم هم الذين قاموا
بتعذيب السائق حتى توفى.
بدأت الأحداث عقب صعود أحد الأشخاص على المنصة بميدان التحرير، وقال
للمعتصمين من الثوار بالميدان، إن ضباط قسم شرطة الأزبكية تعدوا على سائق
من بين الثوار بالقسم، وتسببوا فى وفاته، وبالطبع أثارت تلك الشائعة حفيظة
المتواجدين بالميدان، وتوجهوا على الفور إلى قسم الشرطة للتحقق من الواقعة.
فور وصولهم إلى قسم الأزبكية بدأوا فى إلقاء الحجارة وزجاجات الملوتوف تجاه
القسم، وقد أسرع أصحاب المحلات المجاورة للقسم والباعة الجائلين
المتواجدين فى المنطقة والأهالى فى التصدى لهم ومنعهم من التعدى على القسم،
وانتقل اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة إلى قسم الأزبكية، وبصحبته
قيادات أمن القاهرة وقوات الأمن المركزى، كما انتقل رجال القوات المسلحة
للمساعدة فى السيطرة على الموقف، والقبض على مثيرى الشغب.
فرضت قوات الأمن المركزى طوقاً أمنياً حول المنطقة، وتمكن رجال الجيش من
السيطرة على الموقع وإعادة الهدوء للمنطقة، بعد أن قطع المتجمهرون شارعى
رمسيس والجلاء، وتسببوا فى حالة ذعر للمواطنين المقيمين بالمنطقة، وتم نقل
المصابين لأقرب مستشفيات وهى الهلال والقبطى، لتلقى الإسعافات، حيث بلغت
حصيلة تلك الأحداث إصابة 4 ضباط و9 مجندين و7مواطنين، واحتراق سيارتين أمن
مركزى.
عقب فض التجمهر من أمام القسم، توجه المتجمهرون إلى مستشفى الهلال فى
محاولة لاقتحامه، إلا أن رجال الأمن تمكنوا من السيطرة عليهم قبل دخول
المستشفى، وانتشرت قوات الشرطة العسكرية ورجال الشرطة فى الشوارع لملاحقة
المتجمهرين وتفريقهم حتى لا تتجدد الاشتباكات مرة أخرى.
من جانبه، أكد عدد من شهود العيان من أهالى منطقة الأزبكية، أنهم كانوا
شاهدين على واقعة وفاة سائق الميكروباص، حيث أجمعوا على براءة مأمور قسم
شرطة الأزبكية من دم السائق المجنى عليه، وأشاروا إلى أن أحداث الواقعة
بدأت عندما طلب مندوب شرطة من سائق الميكروباص إبراز رخصة القيادة فى كمين
لقسم شرطة الأزبكية، الأمر الذى رفضه السائق، الأمر الذى أدى إلى حدوث
مشادات بينهما وتراشق بالألفاظ.
مما دفع مأمور القسم للتوجه إليهما لاستكشاف الأمر، وعند علمه بالواقعة طلب
من السائق إظهار رخصة القيادة مرة أخرى، إلا أنه رفض طلب المأمور، فحدثت
مشادة كلامية بينهما تطورت إلى قيام السائق بصفع المأمور على وجهه، والتعدى
علية بالضرب أمام عدد من المواطنين، وهو ما أثار حفيظة الأهالى وتعدوا
بالضرب على المجنى عليه حتى خلصته الشرطة العسكرية من أيدى الأهالى ونقلته
إلى مستشفى الدمرداش لتلقى العلاج، فحدث له هبوط حاد فى الدورة الدموية لفظ
على إثرها أنفاسه الأخيرة.