بقلم
محمود مسلم
عاشور «شعارات» 1
اضطرتني
ظروف مرضية إلي التزام منزلي الأسبوع الماضي فتابعت البرامج التليفزيونية
المختلفة وداومت علي معرفة أحوال الدنيا عبر البرنامج المتميز للصديق أحمد
المسلماني علي قناة دريم.. وفي إحدي الحلقات ظهر المسلماني ليقول:
«مصر زمان كان بها نقيب للمحامين علم ابنه ورباه حتي أصبح عالماً كبيراً
ورئيساً لهيئة الطاقة النووية.. ومصر الآن بها نقيب للمحامين أدخل محامياً
مكان ابنه ليؤدي الامتحان في كلية الحقوق». المقارنة التي عقدها المسلماني بين د. محمد البرادعي ونجل سامح عاشور كشفت التراجع الذي تعيشه مصر حتي علي مستوي القيادات المنتخبة.لم
يكن البرلماني الشجاع حمدي الطحان محقاً عندما سأل عن دور نقابة المحامين
في أزمة العبارة، لأنه لم يعرف أن النقيب مشغول في قضية نجله وإصدار
البيانات للرد علي الاتهامات التي وردت في عدة صحف.. ومع ذلك لم يحرج عاشور
- المعارض المنتخب من قبل المحامين - في إرسال بيانات للصحف يؤكد فيها
وجود حملة منظمة ضده تمد الصحف بمعلومات مغلوطة لتشويهه.. ونفس
الطريقة - «البيانات» واللغة - اعتاد عاشور استخدامها في كل أزماته لدرجة
أنه أصدر بياناً، بعد إقرار مجلس الشعب قانون المحاماة الجديد، تحدث فيه عن
أباطيل المشككين والضجيج المفتعل وحملات التشويه والتشكيك التي أثارها
هواة التضليل بقصد تضليلها بشعارات ظاهرها الحق وباطنها العذاب والضلال..
واتهم من سماهم «المشككين» بأنهم أضاعوا وقتاً طويلاً في الثرثرة
والمهاترات و.. و..من حيث الشكل اعتاد عاشور استخدام طريقة البيانات
ولغة المؤامرة في مواجهة أزماته، وهي نفس الطريقة التي يستخدمها المسؤولون
الحكوميون، كما يشترط عاشور في حواراته التليفزيونية عدم إقحام أي مداخلات
تليفونية عليه، وهو ما يتناقض مع كونه رجلاً منتخباً ومعارضاً، أما من حيث
الموضوع فقد نسي النقيب المعارض أنه تحالف مع الحزب الوطني لإقرار مشروع
القانون الذي تضمن مادة تتيح لعاشور الاستمرار في منصبه لمدة عام، وهي
المادة التي رفضها الرئيس مبارك لعدم دستوريتها، وأن حكماء المهنة رفضوا
مشروعه، وليس المشككون والمضللون، وأنه حاول، قبل صدور الحكم القضائي
ببطلان الانتخابات، تمرير قانون يتيح له ترشيح نفسه لدورة ثالثة، بالمخالفة
لكل شعارات المعارضة حول ضرورة عدم الاستمرار في المسؤولية فترات طويلة.أتذكر
أيضاً أن عاشور المعارض المنتخب عندما رشح نفسه لأول مرة نقيباً للمحامين
جمد عضويته بالحزب الناصري بحجة عدم خلط العمل الحزبي بالنقابي.. ومرة
واحدة ودون أي مقدمات عاد عاشور للحزب الناصري ليشغل موقع نائب رئيس الحزب
دون مقدمات أو تبريرات لموقفه السابق، مع العلم بأن الحزب الناصري في
الموقف الأول كانت له مصادمات عنيفة مع الحكومة، يبدو أن عاشور لم يقبل أن
يتحمل تبعياتها مع الحكومة في انتخابات النقابة، أما الآن فالأمر مختلف.لقد
فشل عاشور في انتخابات مجلس الشعب خلال الدورتين الماضيتين في ظل إشراف
قضائي كامل.. تفتكروا بعد كل ذلك ممكن نصدق شعارات المعارضة؟!
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=116624
عاشور «شعارات» «٢»
كتبت مقالاً منذ عدة أشهر تحت عنوان
«عاشور شعارات»، كان سبباً فى تعرضى لهجوم من النقيب السابق للمحامين سامح
عاشور كعادته فى مثل هذه الأمور يخضعها لنظرية المؤامرة، لكن سامح استمر
بتصرفاته فى تأكيد ما ذكرته فى المقال السابق، حيث تحالف «الناصرى» عاشور
مع رجل الأعمال أحمد عز، أمين تنظيم الوطنى، فى الانتخابات التى جرت، أمس
الأول، ولا أعرف كيف يتوافق اليمين مع اليسار بكل هذه السهولة، إلا
إذا كان عاشور قد أقنعهم بأنه الوحيد الذى يستطيع مواجهة الإخوان المسلمين،
وهى «الفزاعة» التى استخدمها النقيب السابق لتمرير تعديلات قانون
المحاماة، والتى أسفرت عن فوز الإخوان فى الانتخابات الأخيرة لتدحض مزاعم
عاشور السابقة، وتؤكد أن التعديلات كان هدفها الوحيد بقاء عاشور نقيباً
للمحامين فقط لا غير.. ومن حسن حظ الحزب الوطنى أن عاشور قد فشل فى
الانتخابات لأن تحالفاته تتحكم فيها مصالحه، وكان يمكن أن يعود مرة أخرى
للإخوان بدليل تحالفه الشهير معهم فى انتخابات ١٩٩٢، حينما طلب من مختار
نوح مساندته فى الساعات الحاسمة لينجح فى عضوية مجلس النقابة.لقد
أخطأ الحزب الوطنى مرتين، الأولى عندما قرر دخول معركة انتخابات المحامين،
والثانية عندما اختار تأييد سامح عاشور رغم انهيار شعبيته ومن الصعب تحديد
من الذى أسقط الآخر، وإن كنت أعتقد أن عاشور هو الذى أسقط الحزب الوطنى
للأسباب الآتية:■ النقيب السابق الذى صعد على أكتاف «الناس اللى
تحت»، سواء فى نقابة المحامين أو فى مجلس الشعب أو الحزب الناصرى، يعتمد
دائماً فى حل مشكلاته على «الناس اللى فوق»، فعندما أراد تمرير قانونه لجأ
إلى قيادات الحزب وليس النواب، سواء الأغلبية أو المعارضة، وعندما انهارت
شعبيته هرع إلى الحكومة وحزبها طالباً الدعم والمساندة، حتى عندما يختلف مع
محرر صحفى يلجأ لرئيس تحرير، وعندما اكتشف تراجع شعبيته فى الجولة الأولى
ذهب إلى الحكومة للظهور فى برنامج «البيت بيتك» وحيداً.■ دخل
«عاشور» فى مشاكل جانبية واتبع قاعدة «من ليس معى فهو ضدى»، وأخذ من
المستشار المحترم رفعت السيد خصماً، لكن الأخير لقنه درساً قاسياً.. كما
انتقد مرة د. فتحى سرور، ود. مفيد شهاب، ود. زكريا عزمى، بسبب اعتراضهم على
المادة الأولى غير الدستورية فى قانون المحاماة، لدرجة أنه وصف آراءهم
القانونية بأنها غير صحيحة، وهو ما جعل د. فتحى سرور يلقنه درساً فى
القانون وآخر فى كيفية مخاطبة أساتذته.■ اعتاد «عاشور» اتخاذ مواقف
سياسية فى المناسبات المختلفة يلهب بها مشاعر شباب المحامين، لكنه نسى أو
تناسى تناقضه فى بعض المواقف، فالنقيب السابق الذى رفض فتح النقابة لعزاء
الرئيس السابق صدام حسين، عقد اجتماعاً طارئاً باتحاد المحامين العرب
ليدافع عن منتظر الزيدى، خاصة أن واقعة الحذاء جاءت أثناء الانتخابات..
وحتى عندما زار السفير الإسرائيلى، د. بطرس غالى فى مكتبه بالمجلس القومى
لحقوق الإنسان، أقام الدنيا ضجيجاً وأعلن تقديم استقالته، ثم حضر اجتماعاً
للمجلس بعد ذلك بعد أن هدأت الموجة.■ «عاشور» فقد دعم ومساندة
الناصريين فى هذه المعركة، وكان كعادته يبسط الأمر على أن هناك اثنين فقط
من الناصريين يختلفان حوله بل والأصعب أنه لم يضم لقائمته أياً من عناصر
المعارضة سواء الوفد أو التجمع بل حتى الناصريين مثل النائب سعد عبود،
بينما ضم النقيب السابق عمر هريدى، وعلى عطوة، والأخير أرغمه على ضمه أحمد
عز رغم أن عاشور ظل يؤكد أن ضم هريدى لقائمته لأنه صديقه لكنه لم يستطع
تبرير ضم «عطوة» فى اللحظات الأخيرة.■ عندما اكتشف النقيب السابق
عاشور تفوق النقيب الحالى حمدى خليفة فى انتخابات الجولة الأولى، لم يحاول
علاج سلبياته بل استخدم نفس أساليبه «فزاعة الإخوان»، من خلال شن هجوم شديد
على خليفة واتهمه بدعم الإخوان له ليرهب منه النظام والسلطة، خاصة أن
الخطاب الإعلامى لعاشور اتسم بمهاجمة الآخرين دون الحديث عن إنجازات حقيقية
قد نفذها.■ حتى عندما نشرت «المصرى اليوم» تقرير الجهاز المركزى
للمحاسبات عبر صديقى الصحفى الجرىء أحمد الخطيب، ظل عاشور يتحدث عن مؤامرة
توقيت النشر، وأوضح أن النيابة حفظت البلاغات ونسى أنه يتحدث مع محامين
يعرفون الفرق بين وجود مخالفات وبين حفظ البلاغ.■ أخيراً، لقد دخل
عاشور الانتخابات تحت شعار «النقيب هو النقيب»، وكالعادة شعاراته تحولت إلى
سراب، فلم يعد النقيب هو النقيب.. بل أصبح النقيب الجديد حمدى خليفة، الذى
أثق أن اختيارات الجمعية العمومية للمحامين له ستكون أكبر دافع لتحقيق
الإنجازات، مع توجيه كل الشكر للمحامى المخضرم رجائى عطية، الذى تحامل على
نفسه من أجل إنقاذ النقابة، وتعرض لحملات كثيرة للنيل منه، رغم أن أحداً لا
يختلف على نزاهته ومهنيته وثقافته وشموخه!!.
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=213285
عاشور «شعارات» - ٣
تدخل جريدة «المصرى اليوم» معارك صحفية
بين الحين والآخر لتدافع عن مصداقيتها لدى القارئ، لكن السمة الأساسية فى
المعارك الأخيرة أن معظمها مع أشخاص ينتمون للمعارضة.. وللأسف فإن أساليبهم
فى النفى والتكذيب ولىّ الحقائق لا تختلف كثيراً عن المسؤولين الحكوميين.أمس
الأول، شاهدت برنامج «٩٠ دقيقة» على قناة المحور، الذى استضاف النقيب
السابق للمحامين سامح عاشور، وزعم على غير الحقيقة أنه تقدم ببلاغ للنائب
العام للتحقيق فيما نشرته «المصرى اليوم» حول تقرير الجهاز المركزى
للمحاسبات عن الأداء المالى لنقابة المحامين، وهو ما لم يحدث، فنص البلاغ
الذى قرأته يتهم فيه عاشور الزميل النشط أحمد الخطيب، رئيس قسم الإسلام
السياسى بالجريدة، بالقيام بمشروع إجرامى - حسب نص البلاغ - لتشويه صورته
منذ أبريل الماضى.لن أتحدث عن موقف «عاشور» من الحريات ودفاعه عن
الزميل إبراهيم عيسى فى قضية نشر معلومات غير حقيقية عن صحة الرئيس مبارك،
ولن أقول إن «عاشور» تحول من النقيض إلى النقيض.. ونسى فى غمرة حزنه على
مقعده الضائع، أو خوفه من فتح تحقيقات حول تقارير جهاز المحاسبات، أحاديثه
السابقة عن الحرية والديمقراطية حتى عندما طالب مذيع البرنامج بالسماح
للخطيب بالتعليق تليفونياً، رفض عاشور، فاتهمه المذيع بأنه غير ديمقراطى،
لكن عاشور «المعارض»، صمم على موقفه.وأنكر النقيب السابق للمحامين
فى بلاغه للنائب العام وصول تقرير جهاز المحاسبات إلى النقابة، مؤكداً أنه
لم يصل بعد، لكن الحقيقة المؤكدة أن الجريدة تملك نسخة من التقرير، كما
تدخل «عاشور» فى تفاصيل عمل الجريدة حينما أشار إلى أن الخطيب ليس مكلفاً
بتغطية أخبار النقابة، وعندما أشار إلى أن هناك مسؤولين آخرين يتحملون
نتائج ملاحظات جهاز المحاسبات حول النقابة، منهم المدير المالى ومسؤول
النشاط وأمين الصندوق، ونسى عاشور فى غمرة اهتمامه بالنشاط السياسى خلال
الفترات الماضية القاعدة القانونية التى تؤكد مسؤولية المتبوع عن أعمال
تابعه، وأذكره بأن أى تقرير لجهاز المحاسبات حول هيئة أو وزارة يتم تحميل
أخطائه لرئيس الهيئة أو الوزير وليس لموظف الشؤون المالية.المستشار
المحترم رفعت السيد لخّص من قبل حالة عاشور النقابية حينما قال لى فى
برنامجى «منتهى السياسة» إن عاشور يشاهد التليفزيون اللبنانى كثيراً ويتأثر
به، فهناك ميشيل عون يقول: «إما أن يكون عون رئيساً وإما فلا رئيس فى
لبنان»، وهو فى مصر يقول: «إما أن أكون نقيباً للمحامين وإما فلا نقيب
للمحامين»، وبعد أن أخفق عاشور وعون، لم يحاول نقيب المحامين السابق البحث
عن أخطائه الحقيقية فى الانتخابات، بل ظل يبحث عن شماعة يعلق عليها إخفاقه
وسقوطه، ويبدو أنه اكتشفها مؤخراً فى زميلنا «أحمد الخطيب»، وإن كان ذلك
صحيحاً فمن حق الخطيب أن يفرح لأنه أسقط النقيب الذى ظل يردد طوال دورتين
ماضيتين أن الحكومة والإخوان المسلمين فشلا فى إسقاطه. تصوروا أصبح
الخطيب أقوى من الحكومة والإخوان مجتمعين، وبالطبع لم ينس عاشور طريقته
المعتادة فى اعتبار كل من ينشر الحقيقة أو ينتقده بأنه موال لخصومه، وهذه
التهمة وجهها من قبل للمستشار رفعت السيد ثم أحمد الخطيب، ويمكن أن يوجهها
لى بعد هذا المقال، المهم أن المحامى عاشور لم يقدم أدلته وحيثياته فى مثل
هذه التهم الخطيرة التى يطلقها.. هو فقط يعمل بمبدأ الرئيس الأمريكى السابق
جورج بوش «من ليس معى فهو ضدى».عاشور استمر فى مغالطاته وتدخل فى
أسلوب عمل البرامج وليس الصحف فقط، وزعم بعض الافتراءات ليس هذا المكان
مناسباً للرد عليها، وكنت أتمنى أن يراجع عاشور أخطاءه ومواقفه التى أدت
إلى سقوطه، خاصة إذا عرفنا أنه كان قديما يتباهى ويتفاخر بأنه فاز فى كل
الانتخابات التى خاضها من أول انتخابات اتحاد الطلبة إلى الحزب الناصرى إلى
عضوية مجلس الشعب إلى نقابة المحامين. أما وأن عاشور خلال ٩ سنوات
سقط ثلاث مرات منها اثنتان فى مجلس الشعب عام ٢٠٠٠ و٢٠٠٥، واللتان جرت
انتخاباتهما تحت الإشراف القضائى.. وسقط المرة الثالثة فى انتخابات نقابة
المحامين فى عام ٢٠٠٩، يؤكد أن هناك تغييراً قد حدث فى شخصيته يجب أن
يكتشفه ويعالجه، إلا إذا أراد تبسيط الأمور بأن الخطيب هو وراء سقوطه منذ
عام ٢٠٠٠.** أبرز ما جاء فى كلام عاشور بالبرنامج عندما سأله المذيع
عما يفعل بعد الانتخابات وتأثيرها النفسى عليه، قال النقيب السابق - الذى
دخل المعركة بشعار «النقيب هو النقيب»، فخرج منها بحقيقة واحدة أن «النقيب
لم يعد النقيب» - إن عدم فوزه كنقيب للمحامين لم يؤثر عليه نفسياً لأن «فيه
مواقع تضيف لأصحابها وفيه ناس يضيفوا للمواقع»، وبالطبع يعرف الجميع ماذا
أضاف موقع نقيب المحامين لسامح عاشور، لكن أحداً لا يعرف ماذا أضاف عاشور
لمقعد نقيب المحامين؟!
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=215545
محمود مسلم
عاشور «شعارات» 1
اضطرتني
ظروف مرضية إلي التزام منزلي الأسبوع الماضي فتابعت البرامج التليفزيونية
المختلفة وداومت علي معرفة أحوال الدنيا عبر البرنامج المتميز للصديق أحمد
المسلماني علي قناة دريم.. وفي إحدي الحلقات ظهر المسلماني ليقول:
«مصر زمان كان بها نقيب للمحامين علم ابنه ورباه حتي أصبح عالماً كبيراً
ورئيساً لهيئة الطاقة النووية.. ومصر الآن بها نقيب للمحامين أدخل محامياً
مكان ابنه ليؤدي الامتحان في كلية الحقوق». المقارنة التي عقدها المسلماني بين د. محمد البرادعي ونجل سامح عاشور كشفت التراجع الذي تعيشه مصر حتي علي مستوي القيادات المنتخبة.لم
يكن البرلماني الشجاع حمدي الطحان محقاً عندما سأل عن دور نقابة المحامين
في أزمة العبارة، لأنه لم يعرف أن النقيب مشغول في قضية نجله وإصدار
البيانات للرد علي الاتهامات التي وردت في عدة صحف.. ومع ذلك لم يحرج عاشور
- المعارض المنتخب من قبل المحامين - في إرسال بيانات للصحف يؤكد فيها
وجود حملة منظمة ضده تمد الصحف بمعلومات مغلوطة لتشويهه.. ونفس
الطريقة - «البيانات» واللغة - اعتاد عاشور استخدامها في كل أزماته لدرجة
أنه أصدر بياناً، بعد إقرار مجلس الشعب قانون المحاماة الجديد، تحدث فيه عن
أباطيل المشككين والضجيج المفتعل وحملات التشويه والتشكيك التي أثارها
هواة التضليل بقصد تضليلها بشعارات ظاهرها الحق وباطنها العذاب والضلال..
واتهم من سماهم «المشككين» بأنهم أضاعوا وقتاً طويلاً في الثرثرة
والمهاترات و.. و..من حيث الشكل اعتاد عاشور استخدام طريقة البيانات
ولغة المؤامرة في مواجهة أزماته، وهي نفس الطريقة التي يستخدمها المسؤولون
الحكوميون، كما يشترط عاشور في حواراته التليفزيونية عدم إقحام أي مداخلات
تليفونية عليه، وهو ما يتناقض مع كونه رجلاً منتخباً ومعارضاً، أما من حيث
الموضوع فقد نسي النقيب المعارض أنه تحالف مع الحزب الوطني لإقرار مشروع
القانون الذي تضمن مادة تتيح لعاشور الاستمرار في منصبه لمدة عام، وهي
المادة التي رفضها الرئيس مبارك لعدم دستوريتها، وأن حكماء المهنة رفضوا
مشروعه، وليس المشككون والمضللون، وأنه حاول، قبل صدور الحكم القضائي
ببطلان الانتخابات، تمرير قانون يتيح له ترشيح نفسه لدورة ثالثة، بالمخالفة
لكل شعارات المعارضة حول ضرورة عدم الاستمرار في المسؤولية فترات طويلة.أتذكر
أيضاً أن عاشور المعارض المنتخب عندما رشح نفسه لأول مرة نقيباً للمحامين
جمد عضويته بالحزب الناصري بحجة عدم خلط العمل الحزبي بالنقابي.. ومرة
واحدة ودون أي مقدمات عاد عاشور للحزب الناصري ليشغل موقع نائب رئيس الحزب
دون مقدمات أو تبريرات لموقفه السابق، مع العلم بأن الحزب الناصري في
الموقف الأول كانت له مصادمات عنيفة مع الحكومة، يبدو أن عاشور لم يقبل أن
يتحمل تبعياتها مع الحكومة في انتخابات النقابة، أما الآن فالأمر مختلف.لقد
فشل عاشور في انتخابات مجلس الشعب خلال الدورتين الماضيتين في ظل إشراف
قضائي كامل.. تفتكروا بعد كل ذلك ممكن نصدق شعارات المعارضة؟!
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=116624
عاشور «شعارات» «٢»
كتبت مقالاً منذ عدة أشهر تحت عنوان
«عاشور شعارات»، كان سبباً فى تعرضى لهجوم من النقيب السابق للمحامين سامح
عاشور كعادته فى مثل هذه الأمور يخضعها لنظرية المؤامرة، لكن سامح استمر
بتصرفاته فى تأكيد ما ذكرته فى المقال السابق، حيث تحالف «الناصرى» عاشور
مع رجل الأعمال أحمد عز، أمين تنظيم الوطنى، فى الانتخابات التى جرت، أمس
الأول، ولا أعرف كيف يتوافق اليمين مع اليسار بكل هذه السهولة، إلا
إذا كان عاشور قد أقنعهم بأنه الوحيد الذى يستطيع مواجهة الإخوان المسلمين،
وهى «الفزاعة» التى استخدمها النقيب السابق لتمرير تعديلات قانون
المحاماة، والتى أسفرت عن فوز الإخوان فى الانتخابات الأخيرة لتدحض مزاعم
عاشور السابقة، وتؤكد أن التعديلات كان هدفها الوحيد بقاء عاشور نقيباً
للمحامين فقط لا غير.. ومن حسن حظ الحزب الوطنى أن عاشور قد فشل فى
الانتخابات لأن تحالفاته تتحكم فيها مصالحه، وكان يمكن أن يعود مرة أخرى
للإخوان بدليل تحالفه الشهير معهم فى انتخابات ١٩٩٢، حينما طلب من مختار
نوح مساندته فى الساعات الحاسمة لينجح فى عضوية مجلس النقابة.لقد
أخطأ الحزب الوطنى مرتين، الأولى عندما قرر دخول معركة انتخابات المحامين،
والثانية عندما اختار تأييد سامح عاشور رغم انهيار شعبيته ومن الصعب تحديد
من الذى أسقط الآخر، وإن كنت أعتقد أن عاشور هو الذى أسقط الحزب الوطنى
للأسباب الآتية:■ النقيب السابق الذى صعد على أكتاف «الناس اللى
تحت»، سواء فى نقابة المحامين أو فى مجلس الشعب أو الحزب الناصرى، يعتمد
دائماً فى حل مشكلاته على «الناس اللى فوق»، فعندما أراد تمرير قانونه لجأ
إلى قيادات الحزب وليس النواب، سواء الأغلبية أو المعارضة، وعندما انهارت
شعبيته هرع إلى الحكومة وحزبها طالباً الدعم والمساندة، حتى عندما يختلف مع
محرر صحفى يلجأ لرئيس تحرير، وعندما اكتشف تراجع شعبيته فى الجولة الأولى
ذهب إلى الحكومة للظهور فى برنامج «البيت بيتك» وحيداً.■ دخل
«عاشور» فى مشاكل جانبية واتبع قاعدة «من ليس معى فهو ضدى»، وأخذ من
المستشار المحترم رفعت السيد خصماً، لكن الأخير لقنه درساً قاسياً.. كما
انتقد مرة د. فتحى سرور، ود. مفيد شهاب، ود. زكريا عزمى، بسبب اعتراضهم على
المادة الأولى غير الدستورية فى قانون المحاماة، لدرجة أنه وصف آراءهم
القانونية بأنها غير صحيحة، وهو ما جعل د. فتحى سرور يلقنه درساً فى
القانون وآخر فى كيفية مخاطبة أساتذته.■ اعتاد «عاشور» اتخاذ مواقف
سياسية فى المناسبات المختلفة يلهب بها مشاعر شباب المحامين، لكنه نسى أو
تناسى تناقضه فى بعض المواقف، فالنقيب السابق الذى رفض فتح النقابة لعزاء
الرئيس السابق صدام حسين، عقد اجتماعاً طارئاً باتحاد المحامين العرب
ليدافع عن منتظر الزيدى، خاصة أن واقعة الحذاء جاءت أثناء الانتخابات..
وحتى عندما زار السفير الإسرائيلى، د. بطرس غالى فى مكتبه بالمجلس القومى
لحقوق الإنسان، أقام الدنيا ضجيجاً وأعلن تقديم استقالته، ثم حضر اجتماعاً
للمجلس بعد ذلك بعد أن هدأت الموجة.■ «عاشور» فقد دعم ومساندة
الناصريين فى هذه المعركة، وكان كعادته يبسط الأمر على أن هناك اثنين فقط
من الناصريين يختلفان حوله بل والأصعب أنه لم يضم لقائمته أياً من عناصر
المعارضة سواء الوفد أو التجمع بل حتى الناصريين مثل النائب سعد عبود،
بينما ضم النقيب السابق عمر هريدى، وعلى عطوة، والأخير أرغمه على ضمه أحمد
عز رغم أن عاشور ظل يؤكد أن ضم هريدى لقائمته لأنه صديقه لكنه لم يستطع
تبرير ضم «عطوة» فى اللحظات الأخيرة.■ عندما اكتشف النقيب السابق
عاشور تفوق النقيب الحالى حمدى خليفة فى انتخابات الجولة الأولى، لم يحاول
علاج سلبياته بل استخدم نفس أساليبه «فزاعة الإخوان»، من خلال شن هجوم شديد
على خليفة واتهمه بدعم الإخوان له ليرهب منه النظام والسلطة، خاصة أن
الخطاب الإعلامى لعاشور اتسم بمهاجمة الآخرين دون الحديث عن إنجازات حقيقية
قد نفذها.■ حتى عندما نشرت «المصرى اليوم» تقرير الجهاز المركزى
للمحاسبات عبر صديقى الصحفى الجرىء أحمد الخطيب، ظل عاشور يتحدث عن مؤامرة
توقيت النشر، وأوضح أن النيابة حفظت البلاغات ونسى أنه يتحدث مع محامين
يعرفون الفرق بين وجود مخالفات وبين حفظ البلاغ.■ أخيراً، لقد دخل
عاشور الانتخابات تحت شعار «النقيب هو النقيب»، وكالعادة شعاراته تحولت إلى
سراب، فلم يعد النقيب هو النقيب.. بل أصبح النقيب الجديد حمدى خليفة، الذى
أثق أن اختيارات الجمعية العمومية للمحامين له ستكون أكبر دافع لتحقيق
الإنجازات، مع توجيه كل الشكر للمحامى المخضرم رجائى عطية، الذى تحامل على
نفسه من أجل إنقاذ النقابة، وتعرض لحملات كثيرة للنيل منه، رغم أن أحداً لا
يختلف على نزاهته ومهنيته وثقافته وشموخه!!.
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=213285
عاشور «شعارات» - ٣
تدخل جريدة «المصرى اليوم» معارك صحفية
بين الحين والآخر لتدافع عن مصداقيتها لدى القارئ، لكن السمة الأساسية فى
المعارك الأخيرة أن معظمها مع أشخاص ينتمون للمعارضة.. وللأسف فإن أساليبهم
فى النفى والتكذيب ولىّ الحقائق لا تختلف كثيراً عن المسؤولين الحكوميين.أمس
الأول، شاهدت برنامج «٩٠ دقيقة» على قناة المحور، الذى استضاف النقيب
السابق للمحامين سامح عاشور، وزعم على غير الحقيقة أنه تقدم ببلاغ للنائب
العام للتحقيق فيما نشرته «المصرى اليوم» حول تقرير الجهاز المركزى
للمحاسبات عن الأداء المالى لنقابة المحامين، وهو ما لم يحدث، فنص البلاغ
الذى قرأته يتهم فيه عاشور الزميل النشط أحمد الخطيب، رئيس قسم الإسلام
السياسى بالجريدة، بالقيام بمشروع إجرامى - حسب نص البلاغ - لتشويه صورته
منذ أبريل الماضى.لن أتحدث عن موقف «عاشور» من الحريات ودفاعه عن
الزميل إبراهيم عيسى فى قضية نشر معلومات غير حقيقية عن صحة الرئيس مبارك،
ولن أقول إن «عاشور» تحول من النقيض إلى النقيض.. ونسى فى غمرة حزنه على
مقعده الضائع، أو خوفه من فتح تحقيقات حول تقارير جهاز المحاسبات، أحاديثه
السابقة عن الحرية والديمقراطية حتى عندما طالب مذيع البرنامج بالسماح
للخطيب بالتعليق تليفونياً، رفض عاشور، فاتهمه المذيع بأنه غير ديمقراطى،
لكن عاشور «المعارض»، صمم على موقفه.وأنكر النقيب السابق للمحامين
فى بلاغه للنائب العام وصول تقرير جهاز المحاسبات إلى النقابة، مؤكداً أنه
لم يصل بعد، لكن الحقيقة المؤكدة أن الجريدة تملك نسخة من التقرير، كما
تدخل «عاشور» فى تفاصيل عمل الجريدة حينما أشار إلى أن الخطيب ليس مكلفاً
بتغطية أخبار النقابة، وعندما أشار إلى أن هناك مسؤولين آخرين يتحملون
نتائج ملاحظات جهاز المحاسبات حول النقابة، منهم المدير المالى ومسؤول
النشاط وأمين الصندوق، ونسى عاشور فى غمرة اهتمامه بالنشاط السياسى خلال
الفترات الماضية القاعدة القانونية التى تؤكد مسؤولية المتبوع عن أعمال
تابعه، وأذكره بأن أى تقرير لجهاز المحاسبات حول هيئة أو وزارة يتم تحميل
أخطائه لرئيس الهيئة أو الوزير وليس لموظف الشؤون المالية.المستشار
المحترم رفعت السيد لخّص من قبل حالة عاشور النقابية حينما قال لى فى
برنامجى «منتهى السياسة» إن عاشور يشاهد التليفزيون اللبنانى كثيراً ويتأثر
به، فهناك ميشيل عون يقول: «إما أن يكون عون رئيساً وإما فلا رئيس فى
لبنان»، وهو فى مصر يقول: «إما أن أكون نقيباً للمحامين وإما فلا نقيب
للمحامين»، وبعد أن أخفق عاشور وعون، لم يحاول نقيب المحامين السابق البحث
عن أخطائه الحقيقية فى الانتخابات، بل ظل يبحث عن شماعة يعلق عليها إخفاقه
وسقوطه، ويبدو أنه اكتشفها مؤخراً فى زميلنا «أحمد الخطيب»، وإن كان ذلك
صحيحاً فمن حق الخطيب أن يفرح لأنه أسقط النقيب الذى ظل يردد طوال دورتين
ماضيتين أن الحكومة والإخوان المسلمين فشلا فى إسقاطه. تصوروا أصبح
الخطيب أقوى من الحكومة والإخوان مجتمعين، وبالطبع لم ينس عاشور طريقته
المعتادة فى اعتبار كل من ينشر الحقيقة أو ينتقده بأنه موال لخصومه، وهذه
التهمة وجهها من قبل للمستشار رفعت السيد ثم أحمد الخطيب، ويمكن أن يوجهها
لى بعد هذا المقال، المهم أن المحامى عاشور لم يقدم أدلته وحيثياته فى مثل
هذه التهم الخطيرة التى يطلقها.. هو فقط يعمل بمبدأ الرئيس الأمريكى السابق
جورج بوش «من ليس معى فهو ضدى».عاشور استمر فى مغالطاته وتدخل فى
أسلوب عمل البرامج وليس الصحف فقط، وزعم بعض الافتراءات ليس هذا المكان
مناسباً للرد عليها، وكنت أتمنى أن يراجع عاشور أخطاءه ومواقفه التى أدت
إلى سقوطه، خاصة إذا عرفنا أنه كان قديما يتباهى ويتفاخر بأنه فاز فى كل
الانتخابات التى خاضها من أول انتخابات اتحاد الطلبة إلى الحزب الناصرى إلى
عضوية مجلس الشعب إلى نقابة المحامين. أما وأن عاشور خلال ٩ سنوات
سقط ثلاث مرات منها اثنتان فى مجلس الشعب عام ٢٠٠٠ و٢٠٠٥، واللتان جرت
انتخاباتهما تحت الإشراف القضائى.. وسقط المرة الثالثة فى انتخابات نقابة
المحامين فى عام ٢٠٠٩، يؤكد أن هناك تغييراً قد حدث فى شخصيته يجب أن
يكتشفه ويعالجه، إلا إذا أراد تبسيط الأمور بأن الخطيب هو وراء سقوطه منذ
عام ٢٠٠٠.** أبرز ما جاء فى كلام عاشور بالبرنامج عندما سأله المذيع
عما يفعل بعد الانتخابات وتأثيرها النفسى عليه، قال النقيب السابق - الذى
دخل المعركة بشعار «النقيب هو النقيب»، فخرج منها بحقيقة واحدة أن «النقيب
لم يعد النقيب» - إن عدم فوزه كنقيب للمحامين لم يؤثر عليه نفسياً لأن «فيه
مواقع تضيف لأصحابها وفيه ناس يضيفوا للمواقع»، وبالطبع يعرف الجميع ماذا
أضاف موقع نقيب المحامين لسامح عاشور، لكن أحداً لا يعرف ماذا أضاف عاشور
لمقعد نقيب المحامين؟!
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=215545