الحزب الناصري ليثير علامات الاستفهام حول فكرة الاعتداء علي الشخصيات
العامة ، وبصفتي أحد شهود جزء كبير من واقعة الضرب كان الشكل العام يوحي
بأن هناك تحفزا لدي البعض ضد عاشور الذي كان علي رأس وفد من الحزب الناصري
لزيارة ميدان التحرير في أعقاب اجتماع للمكتب السياسي للحزب اتخذ قرارا
بالنزول الي ميدان التحرير للاستماع الي المعتصمين هناك و سؤالهم عن "واقعة
الاعتداء عليهم ليلة السبت الماضي".
الأمر بدأ كنوع من الحوار الحاد
بين شاب ممتليء البدن يرتدي "ترييننج أبيض" وبين عاشور وبدا وكأن الشاب
يطرد عاشور ومن معه قائلا " احنا مش عاوزين لا محامين و لا نقيب محامين مش
انتوا بتقولوا علينا بلطجية .. يلا بقي حلوا عننا " ، و هوما قابله عاشور
بابتسامة و بلا تعليق و مضي في طريقه الي داخل الميدان ، و بعدها بدقائق
بدأت واقعة الاعتداء علي عاشور بعد ان تتبعه هذا الشاب الذي كان يطالب
بخروجه من الميدان والتف حول عاشور عدد كبير من الشباب علي اثر حديث الشاب "
صاحب الترننج " .
و بعيدا عن واقعة التعدي علي عاشور و اسبابها فإن
الاسئلة المثارة لابد أن تكون عن هؤلاء الذين يعتدون علي الشخصيات العامة ،
ومن هؤلاء ؟ ومن سمح لهم بأن يكون الخلاف بين هؤلاء الشباب – حتي و ان
كانوا ينتمون للشباب الذين صنعوا الثورة – عبر الضرب والسب والاهانة ، مع
ملاحظة ان الشاب الذي بدأ الحوار مع عاشور كان يظهر و كأنه جاء الي الميدان
من اجل " الضرب لا التظاهر".
قد يكون هناك نوع من الخلاف مع الاحزاب
القائمة في مصر ، وقد يكون دورها قبل الثورة متواطئا و هزيلا ومشاركا في
استمرار النظام الساقط وكل هذا صحيح إلا أن هذا الأمر لا يجب ان يحول أي
خلاف إلي ضرب واعتداء علي الشخصيات العامة بل أن المنطقي والطبيعي أن تحكم
الجماهير علي الأحزاب التي تختلف معها بالموت ولكن بالموت السياسي
والجماهيري لا الضرب والاعتداء و الحرق .
الاعتداء علي الشخصيات العامة
يبدو انه سيتحول الي ظاهرة يقوم بها عدد من البلطجية الذين لا يعرفهم احد و
لا يعرف اهدافهم و لا من وراءهم وإن كان المنطق يشير إلي أن أعداء ثورة 25
يناير يهدفون إلى إحداث هذه الحالة التي تباعد بين المواطنين العاديين
وبين الثورة ، وكان الدكتور محمد البرادعي مؤسس الجمعية الوطنية للتغيير قد
تعرض هو الاخر الي اعتداء بالضرب من قبل عدد من " البلطجية " اثناء ادلائه
بصوته في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية الاخيرة بمنطقة المقطم وهو
الاعتداء الذي لم نعلم من وراءه و لا أسبابه وإن كنا قد فهمنا ان وراءه
عددا من بلطجية الحزب الوطني و عدد من انصار النظام السابق ، لذلك فإن
السؤال المنطقي الذي ينتظر اجابة من وراء الاعتداء علي الشخصيات العامة و
هل يجوز ان تكون هذه الطريقة هي الانسب لادارة اي خلاف سياسي مهما كانت
حدته ؟
الدستور
http://www.dostor.org/politics/egypt/11/april/10/39906