بعد ظهر اليوم السبت 18 حزيران (يونيو) 2011 وفي تجمع
حاشد ورائع أقيم في قاعة فيلبنت بالقرب من باريس طالب أبناء الجالية
الإيرانية الأمم المتحدة بتوفير حماية عاجلة لأشرف بدعم وإسناد من أميركا
والاتحاد الأوربي مستنكرين أي نوع من نقل سكان أشرف في داخل العراق، كما
أعربوا عن دعمهم للمبادرة الأوربية لحل سلمي دائم لقضية أشرف. ووصف
المشاركون إبقاء تهمة الإرهاب الملصقة بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية من قبل
وزارة الخارجية الأمريكية بأنه عمل يناقض القانون ومشاركة في قمع المواطنين
الإيرانيين والمقاومة الإيرانية مطالبين الإدارة الأمريكية برفع هذه
التهمة فورًا عن مجاهدي خلق تنفيذًا لقرار المحكمة.
وفي هذا التجمع الذي هو أضخم تجمع للإيرانيين في خارج
البلاد أعرب مئات الساسة البارزين والبرلمانيين من مختلف التيارات
والاتجاهات السياسية من مختلف الدول العالم الخمس عن تضامنهم مع المقاومة
الإيرانية ودفاعهم عن حقوق أشرف داعين المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالمجلس
الوطني للمقاومة الإيرانية.
وكان المتكلم الرئيس أمام التجمع السيدة مريم رجوي
رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، وأما المتكلمون
الآخرون فهم:
رودي جولياني عمدة نيويورك السابق ومرشح للرئاسة
(2008)؛ باب فيلنر نائب في الكونغرس الأمريكي؛ السيدة ريتا زوسموث رئيسة
البرلمان الألماني (1988-1998)؛ مايكل موكيسي وزير العدل الأمريكي
(2007-2009)؛ جان بروتون رئيس الوزراء الأيرلندي (1994-1997) ورئيس بعثة
الاتحاد الأوربي في أميركا (2004-2005)؛ جان بير برار نائب في الجمعية
الوطنية الفرنسية؛ اندرو كارد رئيس مكتب الرئيس الأمريكي (2001-2006)؛ تام
ريج أول وزير للأمن الداخلي الأمريكي (2003-2005)؛ آلخو فيدال كوادراس نائب
رئيس البرلمان الأوربي؛ جيرهارد رئيس الوزراء الأيسلندي (2006-2009اللورد
رابين كوربت رئيس كتلة النواب من حزب العمال في مجلس اللوردات البريطاني؛
نريمان الروسان نائبة في البرلمان الأردني؛ اودي دو توئن، مؤسِسة اتحاد
النساء من أجل الاقتصاد والمجتمع؛ السيد أحمد الغزالي رئيس الوزراء
الجزائري الأسبق؛ رابرت توريسلي عضو سابق في مجلس الشيوخ الأمريكي؛ كارلو
شيشولي نائب في البرلمان الإيطالي؛ جان لوئي ريل نائب في البرلمان السويسري
وهانري لوكلرك الرئيس الفخري للاتحاد الفرنسي لحقوق الإنسان.
كما وأمام هذا التجمع ألقى عدد من رؤساء البلديات
الفرنسيين بمن فيهم جان بير بكه رئيس بلدية أورسورأواز ونلي رولاند رئيس
بلدية فيلبنت وموريس بوسكاور رئيس بلدية تاورني كلمات أعلنوا فيها عن تضامن
500 رئيس بلدية فرنسي مع المقاومة الإيرانية.
وفي هذا التجمع الذي أقيم على أعتاب يوم 20 حزيران
(يونيو) يوم الشهداء والسجناء السياسيين الإيرانيين وضعت السيدة مريم رجوي
رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية وترافقها السيدة رضائي
(أم سبعة شهداء) والسيدة مهين صارمي وعدد من رؤساء البلديات الفرنسيين
باقات زهور على نصب الشهداء تخليدًا لذكرى شهداء المقاومة الإيرانية لمدة
ثلاثة عقود ضد الديكتاتورية الدينية بمن فيهم شهداء انتفاضات السنتين
الأخيرتين وشهداء الهجمات الإجرامية على أشرف.
وحضرت التجمع السيدة مهين صارمي أرملة المجاهد الشهيد
علي صارمي أبرز سجين سياسي أعدم شنقًا على يد النظام الإيراني في العام
الماضي بعد السجن والتعرض للتعذيب لمدة 24 عامًا. وقد تمكنت السيدة مهين
صارمي من الهروب من أيدي الجلادين والوصول إلى باريس بعد أن كانت تتعرض
للاعتقال والسجن منذ ثمانينات القرن الماضي باستمرار وكان قد حكم عليها
مؤخرًا بالسجن لمدة 10 سنوات. والسيد أكبر ابن علي ومهين صارمي هو من
مجاهدي أشرف.
كما وحضر هذا التجمع عدد كبير من أفراد عوائل شهداء
المقاومة الإيرانية خاصة عوائل شهداء الهجوم الإجرامي على أشرف يوم 8 نيسان
(أبريل) 2011 وكذلك عوائل عدد كبير من سكان أشرف.
وتم في هذا التجمع تقديم بيانات أكثر من 4000 نائب من
برلمانات 40 دولة في العالم تأييدًا للمقاومة الإيرانية خاصة سكان أشرف.
وطالب البرلمانيون الذين من ضمنهم أغلبية أعضاء البرلمان الأوربي وأغلبية
الجمعية البرلمانية للمجلس الأوربي وأغلبية الأعضاء في 28 مجلسًا تشريعيًا
آخر بالحماية العاجلة لأشرف من قبل الأمم المتحدة وأميركا والاتحاد الأوربي
ورفع الحصار فورًا عن مخيم أشرف خاصة ضمان تمكين سكان المخيم من الوصول
الحر إلى الخدمات الطبية وإجراء تحقيق مستقل شامل محايد حول جريمة 8 نيسان
(أبريل) 2011 معربين عن دعمهم للمبادرة الأوربية لحل قضية أشرف ورفضوا
رفضًا قاطعًا نقل سكان أشرف في داخل العراق معتبرين ذلك مقدمة لمجزرة جديدة
بحقهم. كما دعا المشرّعون المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالمجلس الوطني
للمقاومة الإيرانية.
في كلمتها أمام التجمع وصفت السيدة رجوي اشتداد الصراع
على السلطة بين رؤوس النظام الإيراني بأنه «هزة سبقت سقوط النظام» و«انعكاس
التذمر والأزمة في القاعدة» قائلة: «إن هجوم 8 نيسان (أبريل) 2011 على
مخيم أشرف بأمر من نظام الملالي كان رد فعل النظام بهدف احتواء قوة الحرية
المتفجرة في المجتمع الإيراني خاصة إثر عودة لهيب الانتفاضات ليندلع مرة
أخرى من تحت رماد الخيانة... كما وفي ما يتعلق بهجوم يومي 28 و29 تموز
(يوليو) 2009 أيضًا ينبغي القول إن الولي الفقيه وبعد شهر ونصف الشهر من
اندلاع الانتفاضات في إيران كان بحاجة ماسة إلى الهجوم على أشرف للحفاظ على
توازنه لأن وجود وعدم النظام يرتبطان ارتباطًا آليًا ومباشرًا بوجود وعدم
نقيضه أي المقاومة... وهذه حقيقة اختبرت مرات عديدة طيلة السنوات الثلاثين
الماضية، واليوم أضيفت إلى ذلك انتفاضات المنطقة أيضًا لتهز دعائم النظام
الإيراني... إن المجتمع الدولي خاصة الأمم المتحدة وأميركا هم المسؤولون عن
حماية وأمن سكان أشرف... لا يجوز اعتماد أسلوب الوقوف مكتوفي الأيدي تجاه
الجريمة ضد الإنسانية وجريمة الحرب بحجة احترام حق سيادة العراق وهذا
انتهاك سافر للتعهدات الدولية... وكما ورد في المبادرة الأوربية حول أشرف
يجب رفع الحصار عن أشرف ويجب انسحاب المسلحين من أشرف ويجب البدء فورًا
بإجراء تحقيق دولي محايد حول جريمة 8 نيسان (أبريل) 2011... وحتى الحسم
النهائي للأمر من الضروري بشكل مضاعف أن تتولى الأمم المتحدة حماية مخيم
أشرف ويتمركز مراقبو الأمم المتحدة في أشرف.. إننا نطالب الولايات المتحدة
الأمريكية والاتحاد الأوربي أن يوفرا الحماية فقط لهؤلاء المراقبين.. هذا
هو أدنى طلب ولكن ضروري للغاية لحماية أرواح المجاهدين المقيمين في
أشرف...».
وفي جانب آخر من كلمتها قالت السيدة رجوي: «الولايات
المتحدة الأمريكية مسؤولة عن غلق طريق التغيير في إيران، لأنها وبتوجيه
تهمة الإرهاب الواهية إلى قوة التغيير الرئيسية في إيران قد كبلت وقيدت هذه
القوة على أرض الواقع... خذوا بعين الاعتبار الحكم الصادر عن المحكمة
ودعوات نواب الكونغرس والشخصيات والخبراء الأمريكان رفيعي المستوى إلى رفع
تهمة الإرهاب عن المقاومة الإيرانية وإلى الاعتراف بهذه المقاومة.. إننا
ندعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى وضع نقطة النهاية لهذه التسمية
المفضوحة وإلى تغيير السياسة التي كانت ولا تزال حتى الآن حاجزًا أمام
الشعب الإيراني في التحرر وتحقيق الحرية... وحاليًا جاء دور فتح الملف
الخاص لجرائم هذا النظام والذي يجب إعادة فتحه في مجلس الأمن الدولي ليرى
الشعب الإيراني من هو بجانبه ومن هو بجانب حكام إيران على الساحة الدولية؟!
يجب إحالة هذا الملف إلى محكمة لاهاي الدولية عبر مجلس
الأمن الدولي.. إن الشعب الإيراني يطالب بإصدار مذكرة لاعتقال خامنئي
وتنفيذ هذه المذكرة وسوف يتحقق ذلك».
أکثر من مائة ألف من الايرانيين يشارکون في باريس بمؤتمر التضامن مع الانتفاضة الايرانية وسکان أشرف
بحضور جمهور يقدر بأکثر من مائة ألف من أبناء الجالية
الايرانية، الى جانب العشرات من الشخصيات البرلمانية والسياسية الاوربية
والغربية والعربية، بدأت في صالة فيلبينت شمال العاصمة الفرنسية باريس،
وتحت شعار: "إنتصار العدالة..حماية أشرف"، أعمال مؤتمر التضامن مع إنتفاضة
الشعب الايراني وسکان أشرف، وقد وضعت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية
المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، إکليلاً من الزهور على موضع رمزي
لشهداء أشرف والمقاومة الايرانية بحضور لفيف من عمد المدن الفرنسية في
المکان.
والقت السيدة مريم رجوي، کلمة حماسية في الجمهور الغفير
الذي استقبل مقدمها بحماس کبير وردد شعارات للترحيب بها، حيث قوطعت الکلمة
أحايين کثيرة بالتصفيق او ترديد الشعارات، وحيت رجوي في مستهل کلمتها
الانتفاضات والثورات الديمقراطية في العالم الاسلامي وفي ارجاء الشرق
الاوسط وشمال أفريقيا، ورددت على مسامع الوفا من العرب الحاضرين في الصالة
الشعار الثوري المعروف: "الشعب يريد اسقاط النظام". مؤکدة بأن هذا المؤتمر
يقام لتخليد شهداء المقاومة الايرانية الذين يقدر عددهم بمائة وعشرين ألف
شهيدا منذ إنطلاقة المقاومة الايرانية ضد النظام الايراني في يوم 20 حزيران
قبل ثلاثين عاما. وأکدت الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بأنه
لامجال او فرصة لتأهيل النظام الايراني عندما قالت: (ثبت أن لجوء النظام
إلى التعويل على رزم الحوافز السميكة والمساومة والمسايرة وإلصاق تهمة
الإرهاب بالمقاومة وقصفها وخلق ملفات ودعاوى كيدية ضدها كونها حاضنة لأكثر
معارضيه جدية، ليس إلا أداة يستخدمها لمواجهة موجة التغيير والسقوط...نعم،
إن «الزبد» قد ذهب «جفاء» وإن تاريخ إيران والمجتمع الإيراني ومقاومته قد
قال ويقول: كلا للمساومة والمسايرة وكلا لاستسلام وكلا لدستور «ولاية
الفقيه» وكلا لفاشية «ولاية الفقيه» برمتها وبكل أجنحتها. ونقول: نعم، نعم
للحرية، نعم للديمقراطية والمساواة، نعم لفصل الدين عن الدولة.).
واوضحت رجوي بأن النظام الايراني يعيش أزمة سياسية
خانقة رسمت ملامحها من خلال عدة قرائن و ادلة هي: (رئيس وزراء خميني لمدة 8
سنوات وضع الآن قيد الإقامة الجبرية في منزله.
- في أوائل عام 2011 تم استبعاد العمود الرئيس لنظام
الملالي الحاكم في إيران وهو «رفسنجاني» حيث أقصي عن منصبه كرئيس مجلس
خبراء النظام الرجعي بكل إذلال واستخفاف.
وحاليا نشب صراع قاس على السلطة بين خامنئي وأحمدي
نجاد. إن خامنئي يريد وبضربات متتالية احتواء المنصب من قبل ولاية الفقيه
أي أحمدي نجاد الذي لم يعد يريد البقاء في إطار دوره المحدود هذا، ولكن
خامنئي وبقراره هذا يشبه بشخص يطلق النار على رجل نفسه أي يطلق خامنئي
النار على كل نظامه.).
وخلصت الى القول أن: (هذا ما يعكس التذمر والأزمة في
«قاعدة النظام» الأمر الذي أربك «قمة» النظام.. إن هذه هي الهزة التي سبقت
سقوط النظام.. فنقول لهم: اهتزوا وارتعدوا المزيد، وخافوا المزيد.. لأن
هناك شعب هلوع لإسقاطكم.. انظروا إلى أولئك الشبان المنتفضين،. انظروا إلى
هذا الحشد والجمهور الغفير المتحمس الذي يتوق الحرية، كلهم مستعدون وجاهزون
لكسح هذا النظام بكل شروره من كل أرجاء إيران.. نعم، أنتم مستعدون وهناك
الثورات الديمقراطية في الشرق الأوسط جاءت لتناصركم.. فإن الحكومة السورية
أبرز حليف إستراتيجي لحكام إيران باتت على حافة الهاوية.. إن جبهة نظام
الملالي الحاكم في إيران بدأت تنهار وتتمزق في كل أنحاء المنطقة.).
وقالت رجوي بأنه (من أفغانستان إلى العراق وسورية تطالب
الشعوب في كل مكان بقطع أيدي هذا النظام في بلدانهم.). وعن رؤيتها للمشهد
الحالي في إيران وآفاقه المستقبلية أکدت (لقد فشل مشروع «الأصولية» الذي
أنشئ للبحث عن مخرج من المأزق باللجوء إلى مراوغات دولية وتوزيع الأموال
على أفراد فيلق الحرس ومليشيات البسيج (قوة التعبئة). .. نعم! لقد فشلت
الإصلاحية الزائفة وقد جنحت سفينة الأصولية الفاشية في الوحل.. ولكن البديل
الديمقراطي لنظام الملالي الحاكم في إيران هو الذي برز منتصرا ورائدا
شامخا مرفوع الرأس أكثر مما مضى.).
وربطت رجوي بين الهجوم الدموي الذي قامت به القوات
العراقية على معسکر أشرف في 8 أبريل/نيسان المنصرم والاوضاع السياسية في
إيران بقولها: (إن هجوم 8 نيسان (أبريل) 2011 على مخيم أشرف كان رد فعل
النظام بهدف احتواء قوة الحرية المتفجرة في المجتمع الإيراني خاصة إثر عودة
لهيب الانتفاضات ليندلع مرة أخرى من تحت رماد الخيانة.).
وحول المبادرة الاوربية بخصوص أشرف أصرت الرئيسة رجوي
بقولها: (أريد أن أؤكد أنه وكما ورد في المبادرة الأوربية حول أشرف يجب رفع
الحصار عن أشرف ويجب انسحاب المسلحين من أشرف ويجب البدء فورًا بإجراء
تحقيق دولي محايد حول جريمة 8 نيسان (أبريل) 2011.).
وأکدت وبنفس السياق أيضا: (إذا فحتى الحسم النهائي
للأمر من الضروري بشكل مضاعف أن تتولى الأمم المتحدة حماية مخيم أشرف
ويتمركز مراقبو الأمم المتحدة في أشرف.. إننا نطالب الولايات المتحدة
الأمريكية والاتحاد الأوربي أن يوفرا الحماية فقط لهؤلاء المراقبين.. هذا
هو أدنى طلب ولكن ضروري للغاية لحماية أرواح المجاهدين المقيمين في أشرف.).
وربطت رجوي بين الشعبين السوري والليبي من جانب، وبين
سکان أشرف من جاب آخر بقولها: (إن أهالي المدن السورية يحق لهم أن يطالبوا
بسحب المدرعات والأسلحة الثقيلة لبشار الأسد من مناطقهم السكنية.. ويحق
للمواطنين الليبيين أن يقولوا إنه يجب إيقاف إطلاق النار على المواطنين من
قبل نظام القذافي.. فيحق لسكان أشرف أيضا أن يقولوا: ارفعوا فوهات الأسلحة
عن أصداغنا.).
المصدر : موقع مجاهدي خلق الايرانيه
http://www.mojahedin.org/pagesar/gonagon.aspx