ذكرت مصادر سياسية تركية أن 'القوات المسلحة التركية تقف في حالة تأهب على
مساحة من الحدود مع سوريا تتجاوز الخمسين كيلو مترًا وهي قلقة ومتوترة
لمجرد مشاهدتها عشرات الدبابات السورية ومئات الجنود يتجوّلون داخل المنطقة
المحايدة بموجب 'اتفاق أضنة' بين البلدين الذي أبعد السوريين عن خط التماس
الحدودي خمسة كيلومترات على الأقل، إذ إن تلك الدبابات ترى بالعين
المجرّدة على بعد لا يتجاوز الثلاثمائة متر عن مخيمات اللاجئين السوريين
إلى تركيا'.
وفي هذا السياق نقلت صحيفة السياسة الكويتية عن دبلوماسي لبناني في أنقرة
معلومات إستقاها بدوره من مسؤولين حكوميين أمنيين وسياسيين مفادها أن 'وزير
الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وعددًا من مستشاري حكومة رجب طيب أردوغان
يبدون خشيتهم من وقوع أي خطأ سوري على الحدود يفجّر الأوضاع المحتقنة
ويدفع الجيش التركي ودباباته تحت غطاء جوي كثيف إلى إجتياز الحدود مع سورية
للسيطرة على شريط حدودي بداخلها يبلغ 5 -10 كيلو مترات لتحييد القرى
السورية المرتعبة من تصرفات الجيش والأمن السوريين الدموية والقمعية التي
لا مبرر لها على الإطلاق'.
وأوضح الدبلوماسي اللبناني لـ'السياسة' أن 'الدافع الآخر الأكثر إلحاحًا
لإقدام الأتراك على فتح جبهتهم الجنوبيّة مع السوريين هو مخاوفهم من أن
يبدأ لجوء كردي كثيف من القرى والمدن الكردية السورية المحاذية لتركيا بحيث
تتفجر أوضاع الأكراد داخل الحدود التركية وهي أوضاع هشّة أساسًا، لذلك
بدأت الحشود العسكرية التركية تظهر بوضوح على طول الحدود المواجهة لتلك
المدن والقرى (الكردية) لمنع سكانها من دخول الأراضي التركية إذا هاجمتهم
القوات السورية'.
إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن مصادر برلمانية في لجنة العلاقات الخارجية
والدفاع البريطانية قولها إن 'تركيا أبلغت لندن وباريس وروما وبرلين
والقيادة الأميركية لحلف شمال الأطلسي 'ناتو' مخاوفها من إضطرارها لخوض
مواجهة قريبة جدًا مع الجيش السوري طالبة من هذه العواصم أن تكون مستعدة
لتقبل هجوم تركي عسكري على شمال سوريا قد لا يقتصر على الشريط الحدودي بل
يتعداه إلى المدن الأساسية الشمالية مثل حلب وحمص وحماه واللاذقية التي إذا
سقطت في أيدي القوات التركية وأخرجت منها القوات السورية والإستخبارات
والأجهزة الأمنية الأخرى ثم جرى تسليمها إلى المعارضة السورية فإن النظام
البعثي سيسقط لا محالة وينتهي دوره هو ورموزه بشكل مأساوي'.