قال الدكتور محمد بديع -المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- إن
الإسلام لا يعرف إلا الدولة المدنية، معرباً عن دهشته ممن يُردّدون أن
النظام الإسلامي إذا حَكَم فلن يستطيع أحد أن يقول رأيه، متهماً المطالبين
بدولة مدنية بأنهم يطلبون من الجيش البقاء في الحكم، بينما قال هو لأعضاء
المجلس العسكري أثناء لقائه الأول بهم: "إن أحسنتم اتّبعناكم، وإن أسأتم
فسنُوجّهكم وندفعكم إلى الأمام".
وأضاف بديع -في كلمته أمام المؤتمر الجماهيري الذي عُقِد في استاد
الزقازيق بالشرقية- مساء اليوم (الأربعاء) أن الإخوان تربّوا على أن يكثروا
عند الفزع، ويقلّوا عند الطمع، مشيراً إلى أنه التقى ممثّلي الأحزاب قبل
الثورة في 3 اجتماعات؛ طالبهم خلالها بضرورة فتح نوافذ للحرية، وأخبرهم بأن
الإخوان حملة نور وهداية وخير لمصر والعالم.
وطالب بديع في المؤتمر -الذي حضره أكثر من 30 ألفا من أعضاء الجماعة
والمواطنين، والمحافظ المستشار محمد عبد القادر- بعدم الخوف من الإخوان،
واستخدامهم على أنهم فزاعة، مستشهداً بما فعله عضوان في الجماعة؛ هما
الدكتور محمد البلتاجي، والدكتور حازم فاروق، عندما رافقا السفينة التركية
"مرمرة" التي حاولت خرق حصار غزة، واعتدى عليها الإسرائيليون ووقع فيها
شهداء ومصابون، وكان البلتاجي وفاروق يُعالِجان الجرحى، وكان من بينهم
الجنود الإسرائيليون، وهو الأمر الذي أبهر وسائل الإعلام الإسرائيلية؛ وذلك
وفقا لما ورد بالمصري اليوم.
وخاطب بديع الشعب المصري قائلاً: "قدّروا لجيشكم موقفه؛ فبجوارنا جيوش
تقتل شعوبها، وقدّروا جهود وزارتكم الحالية وسدّدوا خطاها، وأرسلوا لها
النصائح بدلاً من الاتهامات، وخذوا بيدها وساعدوها فيما لا تستطيع أن تقوم
به"، مشدّداً على أنه لا توجد قوة في مصر يمكن أن تدّعي أنها صنعت الثورة؛
لأن الله وحده هو الذي وهب الثورة لمصر، مستشهدا بقول أحد الأقباط: "إن
الله وحده أسقط النظام"، متهماً النظام السابق بأنه كان يحجم قدر المسجد
وعلماء الأزهر، وكان بإمكان مخبر أن يمنع الدكتور يوسف القرضاوى من اعتلاء
المنبر.
وطالب بديع الصحفيين بنقل الحقائق دون تغيير، وأن يكونوا مثل هدهد
سليمان، موجِّها اللوم إلى مَن قالوا إنه كرّم مجموعة من خريجي مدارس
الصلح، وإن لجان الصلح ستكون بدلاً من المحاكم في مصر، وتساءل: "مَن قال
هذا؟!! فلجان الصلح معتمدة من المحاكم ومن الشرطة، فاتقوا الله في مصر،
حرام عليكم، واعلموا أن أهل مصر حرّاس هذه الثورة؛ فلا تسمحوا للصوص
الثورات بأن يسرقوها منكم، واصفاً الإخوان بأنهم خدم وجنود لخدمة شعب مصر،
مطالبا بمليونيات لمحو الأمية، وزواج الشباب والفتيات، وتطوير العشوائيات،
لافتاً النظر إلى أن الرئيس التركي عبد الله جول، أخبره بأن الإخوان قادرون
على بناء نهضة في مصر أفضل من تركيا؛ لسببين الأول هو أنهم تربّوا على قيم
ومبادئ، والثاني هو أن الجيش معهم.وشهد المؤتمر حضور المحافظ فجأة؛ فترك المرشد المنصة واستقبله، وقال
المحافظ: "إنه ليوم مشهود أن أرى هذا الجمع من الإخوان المسلمين الذين
اضطهدوا كثيرا وعانوا وتحمّلوا وقادوا الأمة في العمل الاجتماعي، والتربوي،
والدعوي؛ فنحن أصحاب ميراث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعقيدة لا
تباريها عقيدة، فلكم كل التحية والتقدير إيماناً بأن لكم دورا في الحياة
والتقدّم، ودورا في خلافة الأمة".