زعم مصدر إسرائيلى، رفيع، قريب الصلة من رئيس وزراء الإسرائيلى "بنيامين
نتنياهو" أن الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" سيتوجه بنفسه لأوروبا لإقناع
دول الاتحاد الأوروبى بعدم تأييد الإعلان عن دولة فلسطينية فى شهر سبتمبر
المقبل بمجلس الأمن الدولى وبالأمم المتحدة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية عن المصدر قوله إن أوباما سيمارس
ضغوطًا على الدول الأوروبية ذات العضوية فى مجلس الأمن لكى تصوت ضد أى قرار
يؤيد إعلان دولة فلسطينية بشكل أحادى الجانب.
وفي ذات السياق قالت مصادر في الإدارة الأمريكية لصحيفة "واشنطن بوست" إنه
من الواضح للرئيس الأمريكي باراك أوباما، مثلما كان واضحا للرئيس السابق
جورج بوش، أن إسرائيل لن تنسحب إلى حدود 67 في اتفاق السلام.
وأشارت المصادر إلى أن أوباما اختار الضغط، وتغيير نقطة بداية المفاوضات من
أجل إخراجها من الجمود، رغم أن نقطة الانتهاء، في حال التوصل إلى اتفاق
سلام، ستكون مماثلة كما يبدو. ولدى تطرقه إلى سياسة أوباما وبوش، قال مصدر
في الإدارة الأمريكية إن "المواقف ثابتة" بشأن المفاوضات السياسية. وقال
"نحن نعرف بشكل واضح أن مواقف الرئيس ليست العودة إلى حدود 67".
في المقابل أعلن مسئولون فى البيت الأبيض ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما
خلص إلى أنه لافائدة ولا أمل فى التوصل لاتفاق سلام بين الجانبين
الإسرائيلي والفلسطيني طالما بقى بنيامين نتنياهو فى منصبه كرئيس لحكومة
اسرائيل؛ حسبما ذكرت صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن رئيس الحكومة الإسرائيلية لم يكن بمقدوره أن يكظم غيظه
أمام أوباما الذي يعد أول رئيس للولايات المتحدة يعود لمرجعية حدود ماقبل
حرب الخامس من يونيو 1967 كأساس لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. وأضافت
ان نتنياهو بوغت برجوع أوباما لمرجعية حدود 67 وهو الذى كان يمنى نفسه كما
بدا جلياً قبيل توجهه إلى واشنطن بأن يسمع منه ماسمعه عام 2004 من الرئيس
الأمريكي السابق جورج بوش عن عدم واقعية هذه المرجعية.
من جانبه كشف مساعد لرئيس الحكومة الإسرائيلية اليوم ان نتنياهو وصل الى
اللقاء الذي جمعه بالرئيس الامريكي وهو يشعر بالاضطراب والتشاؤم قبل ان
يخرج منه وهو يشعر بأنه اكثر شجاعة.
ونقلت صحيفة (يديعوت احرنوت) عن هذا المساعد الذي يرافق نتنياهو في زيارته
الحالية للولايات المتحدة القول "انه بعد اجتماع استمر نحو 90 دقيقة بين
اوباما ونتنياهو والذي تجاوز الوقت المحدد سار الاثنان معا نحو سيارة
الاخير وهما يواصلان الحديث معا في حديقة البيت الابيض والذي استمر عدة
دقائق اخرى".
وقال المصدر الذي لم تذكر الصحيفة اسمه "ان هناك خلافات في الرأى بين
الرجلين غير ان العلاقة بينهما جيدة" مشيرا الى "ان نتنياهو اوضح ان
اسرائيل لن تنسحب الى حدود عام 1967 وانها لن تقبل عودة اللاجئين اضافة الى
رفضها الحديث مع حركة (حماس)".
وشدد على "ان اتفاق المصالحة الاخير بين حركتي (فتح) و (حماس) ضار بعملية
السلام من وجهة نظر اسرائيل" مشيرا الى "ان (فتح) بهذه الخطوة اصبحت اكثر
قربا من الاخيرة ولا تسير في الاتجاه المعاكس لها". ونبه الى "ان رد فعل
اسرائيل الشديد على خطاب اوباما يوم الخميس الماضي والذي دعا فيه الى
العودة الى حدود عام 1967 بعث في واقع الامر برسالة واضحة له حول موقف
اسرائيل من هذه الدعوة".
وقال المصدر "ان تصرف اوباما كان واضحا جدا وقد اظهر أنهم كانوا يحاولون
تهدئة الامور من خلال حفل غداء خاص كطريقة اخرى لتخفيض التوتر القائم مع
نتنياهو خاصة انهم فهموا انهم ذهبوا بعيدا بنتنياهو وبما يطلبونه منه".
وفي ذات السياق قال صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير
الفلسطينية اليوم ان رئيس الوزراء الاسرائيلي اختار الاملاءات وليس
المفاوضات. واضاف ان نتنياهو اختار تدمير الجهود التي يبذلها الرئيس
الامريكي لاطلاق عملية السلام واستئناف المفاوضات".
وقال عريقات "ذهب نتنياهو الى البيت الابيض ونظر الى عين الرئيس اوباما
وقال له انا ارفض رؤيتك للدولتين على حدود 67 وارفض حلا عادلا للاجيئن".
واضاف انه "عندما خير نتنياهو بين السلام والاستيطان اختار الاستيطان..
والماضي لا المستقبل.. والاملاءات بدلا من المفاوضات".
واوضح انه من شاهد الحديث المشترك بين اوباما ونتنياهو ادرك تماما ان
الاخير رفض جملة وتفصيلا كل ما جاء في خطاب اوباما خاصة حل الدولتين على
حدود 67 وحل عادل للاجئين والقدس بناء على قرارات الشرعية الدولية ذات
العلاقة.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن محلل سياسي فلسطيني قوله إن بيان
أوباما يخلق وضعاً جديداً من وجهة النظر الفلسطينية لأنها المرة الأولى
التى يعلن فيها رئيس للولايات المتحدة استناده لمرجعية حدود 1967 كأساس
لتسوية النزاع .
ونسبت الصحيفة للخبير واستاذ العلوم السياسية الفلسطيني خليل شيكاكى قوله
إن ماحدث من أوباما أكثر من قدرة إسرائيل على الهضم، معتبراً أن الرئيس
الأمريكي وضع رئيس حكومة إسرائيل فى موقف بالغ الصعوبة.
وأكدت تقارير صحفية اليوم أن البون شاسع والفجوة مازالت كبيرة بين اوباما
ونتنياهو وأنه من الواضح ان الخلاف بين الرئيس الأمريكي ورئيس الحكومة
الإسرائيلية حول مسألة حدود الدولة الفلسطينية المقترحة هي السبب الأكثر
اهمية في ظل تشبث نتنياهو برفض الانسحاب لحدود الرابع من يونيو 1967.