نحن ضد حكم العسكر ولكننا نؤيد استمرار المجلس العسكري في حكم البلاد!
نحن ننادي بالديمقراطية ولكننا نطالب بتأجيلها باستمرار!
نحن نطالب بالإنهاء الفوري لحالة الطوارئ ومحاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية ولكن ندعو لتمديد الفترة الانتقالية.
نحن نريد تحقيق أهداف الثورة ولكن مع تأجيل الانتخابات.
كنا ننادي برحيل مبارك الآن وليس بعد سبعة أشهر، ولكن لماذا لا نؤجل الحسم الثوري عاما أو عامين؟!
نحن نحترم قرارات الشعب ولكن إذا خالفت مصالحنا فسنضرب بها عرض الحائط!
باختصار نحن نريد دولة على مزاجنا، وإن لم تكن لنا -لغبائنا أو لذكاء الآخرين- فلا يجب أن تكون لغيرنا، إذا لم ألحق بالقطار فيا رب يولع باللي راكبين فيه! وإذا لم أكن قد ارتديت مريلتي بعد فلا بد أن تنتظرني باص المدرسة ولو تأخّر الجميع.. هذا هو لسان حال أحزاب سياسية مصرية تطالب بتأجيل الانتخابات وتهدد بمقاطعتها لو تمت على غير هواها في تطبيق مثالي لنظرية "أنا أو لا أحد"!!
حجة هذه الأحزاب هي إعطاء الفرصة للأحزاب السياسية الجديدة أن تقوى ويشتد عودها، وحتى يأخذ الجميع فرصة متساوية في التحضير والتجهيز لانتخابات برلمانية لا يطغى فيها حزب على حزب.. وهي حجة في نظري كارثية؛ إذ إنها امتداد لنفس الطريقة التي كانت الأحزاب الضعيفة تتعامل بها مع حوت الوطني؛ كانت تتدلل على حجر الوطني أبو قلب كبير، ولا تمارس سياسة أو منافسة حقيقية على الانتخابات، وترضى بعقد صفقات مع الوطني لتحسين صورته البرلمانية المشوهة، عبر برلمان ديكوري متفق على تشكيله مقابل الدعم ونفخ كروش قادة المعارضة الكارتونية!
هذه السياسة لم يعد لها مكان، وأصبحت المنافسة على نيل صوت الناخب حقيقية، والوطني مات، والدلع زمنه انتهى، ومن النهارده يا تشوف أكل عيشك يا تموت من الجوع!!
التهديد بمقاطعة الانتخابات المقبلة يمثل سوء تقدير وسوء تصرف وسوء إدراك لحساسية اللحظة، ومقامرة بمصير الوطن ومستقبله من أجل تحقيق مصالح خاصة
صوت الشعب فوق كل الأصوات، واختيار الشعب فوق رغبات فئات ضئيلة التأثير، والشعب يئن تحت وطأة فترة انتقالية قاسية، لا تتدبر عيشه ولا تحفظ له أدنى مقومات الحياة الكريمة، الوزراء يخافون التوقيع على أي ورقة، والمسئولون يخافون النزول للمتابعة والمراقبة، والسوق متروكة لسيطرة تجار الجشع وجشع التجار، والسياحة مضروبة بلا خطة حقيقية لتنميتها، والبورصة تتهاوى دون تحرك فعلي لإنقاذها، والقمامة لا تجد من يرفعها، والمدارس والمستشفيات لا تجد من يديرها، والبلطجية يمرحون ويتمخطرون في بلاد لم يعد لها كبير، والمدنيون يحالون لمحاكم عسكرية، والشرطة تتصرف بمزاجها دون ضابط أو رابط...... باختصار بلد عيارها فلتان، وكل هذا صدّقني بسبب الفترة الانتقالية.. تخلصنا من حكومة الوطني وتحكمنا حاليا حكومة شبه الوطني، وتخلصنا من مبارك ويحكمنا نظامه، فإلى متى يريد الفاشلون سياسيا أن ينتظرهم الباص، غير عابئين بمعاناة الشعب ولا يسمعون أنينه، ولا يشعرون بمأساته..
أصبح نصف الشعب يلعن الثورة التي جلبت لنا الكوارث والانفلات والإفلاس، ولكن الثورة حتى الآن مختزنة في الأدراج، مجمدة في ديب فريزر الفترة الانتقالية، لا نرى منها إلا النزر اليسير متمثلا في محاكمات وحوارات.. لكن الثورة لم تحكم بعدُ، لم يقل الشعب كلمته ولم يختر ممثليه، ولم ينتخب وزراءه وخدامه، الشعب حتى الآن لم يطبّق ما خرج من أجله من عيش وحرية وعدالة اجتماعية؛ لأننا نعيش فترة انتقالية، من نظام إلى نظام؛ أي من نظام مبارك، إلى نظام الثورة، من الظلم إلى العدالة، من القمع إلى الحرية، من الفساد والسرقة إلى الشرف والنزاهة، من التزوير والتعتيم إلى الشفافية وحرية تداول المعلومات.. معنى هذا أن ما يحكمنا الآن ليس ما نريد بل هو بمثابة كوبري للانتقال إلى ما نحلم به، فليس ثمة حاجة فعلية للدعوة إلى استمراره أو مدّه لأكثر من ذلك.
من المهم أيضا أن نلفت النظر إلى أن التهديد بمقاطعة الانتخابات المقبلة يمثل سوء تقدير وسوء تصرف وسوء إدراك لحساسية اللحظة، ومقامرة بمصير الوطن ومستقبله من أجل تحقيق مصالح خاصة، فانتخابات مصر ما بعد الثورة يجب أن تكون عرسا واحتفالا وتتويجا لرغبات الشعب وشكرا له على أن حقق حلم كل راغبي التغيير من خلال مشاركته الفعالة وتضحياته الجمّة في ثورة خسر المواطن غير الحزبي فيها أضعاف ما خسره نجوم التوك شو، ودفع فيها البسيط أضعاف ما دفعه مثقفو الكافيهات، وأريق فيها دم أغلى من كل انتماءات الأرض..
فلا مجال اليوم للبحث عن المصلحة، واحتساب الفائدة؛ ومحاولة اقتسام غنائم الثورة، على حساب أمن الشعب وقُوت يومه، لتذهب مقاعد البرلمان ولتذهب السلطة ولنذهب نحن، ما دام الشعب يرى ثورته تنجح، وتحكم، وتنتصر..
نحن ننادي بالديمقراطية ولكننا نطالب بتأجيلها باستمرار!
نحن نطالب بالإنهاء الفوري لحالة الطوارئ ومحاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية ولكن ندعو لتمديد الفترة الانتقالية.
نحن نريد تحقيق أهداف الثورة ولكن مع تأجيل الانتخابات.
كنا ننادي برحيل مبارك الآن وليس بعد سبعة أشهر، ولكن لماذا لا نؤجل الحسم الثوري عاما أو عامين؟!
نحن نحترم قرارات الشعب ولكن إذا خالفت مصالحنا فسنضرب بها عرض الحائط!
باختصار نحن نريد دولة على مزاجنا، وإن لم تكن لنا -لغبائنا أو لذكاء الآخرين- فلا يجب أن تكون لغيرنا، إذا لم ألحق بالقطار فيا رب يولع باللي راكبين فيه! وإذا لم أكن قد ارتديت مريلتي بعد فلا بد أن تنتظرني باص المدرسة ولو تأخّر الجميع.. هذا هو لسان حال أحزاب سياسية مصرية تطالب بتأجيل الانتخابات وتهدد بمقاطعتها لو تمت على غير هواها في تطبيق مثالي لنظرية "أنا أو لا أحد"!!
حجة هذه الأحزاب هي إعطاء الفرصة للأحزاب السياسية الجديدة أن تقوى ويشتد عودها، وحتى يأخذ الجميع فرصة متساوية في التحضير والتجهيز لانتخابات برلمانية لا يطغى فيها حزب على حزب.. وهي حجة في نظري كارثية؛ إذ إنها امتداد لنفس الطريقة التي كانت الأحزاب الضعيفة تتعامل بها مع حوت الوطني؛ كانت تتدلل على حجر الوطني أبو قلب كبير، ولا تمارس سياسة أو منافسة حقيقية على الانتخابات، وترضى بعقد صفقات مع الوطني لتحسين صورته البرلمانية المشوهة، عبر برلمان ديكوري متفق على تشكيله مقابل الدعم ونفخ كروش قادة المعارضة الكارتونية!
هذه السياسة لم يعد لها مكان، وأصبحت المنافسة على نيل صوت الناخب حقيقية، والوطني مات، والدلع زمنه انتهى، ومن النهارده يا تشوف أكل عيشك يا تموت من الجوع!!
التهديد بمقاطعة الانتخابات المقبلة يمثل سوء تقدير وسوء تصرف وسوء إدراك لحساسية اللحظة، ومقامرة بمصير الوطن ومستقبله من أجل تحقيق مصالح خاصة
صوت الشعب فوق كل الأصوات، واختيار الشعب فوق رغبات فئات ضئيلة التأثير، والشعب يئن تحت وطأة فترة انتقالية قاسية، لا تتدبر عيشه ولا تحفظ له أدنى مقومات الحياة الكريمة، الوزراء يخافون التوقيع على أي ورقة، والمسئولون يخافون النزول للمتابعة والمراقبة، والسوق متروكة لسيطرة تجار الجشع وجشع التجار، والسياحة مضروبة بلا خطة حقيقية لتنميتها، والبورصة تتهاوى دون تحرك فعلي لإنقاذها، والقمامة لا تجد من يرفعها، والمدارس والمستشفيات لا تجد من يديرها، والبلطجية يمرحون ويتمخطرون في بلاد لم يعد لها كبير، والمدنيون يحالون لمحاكم عسكرية، والشرطة تتصرف بمزاجها دون ضابط أو رابط...... باختصار بلد عيارها فلتان، وكل هذا صدّقني بسبب الفترة الانتقالية.. تخلصنا من حكومة الوطني وتحكمنا حاليا حكومة شبه الوطني، وتخلصنا من مبارك ويحكمنا نظامه، فإلى متى يريد الفاشلون سياسيا أن ينتظرهم الباص، غير عابئين بمعاناة الشعب ولا يسمعون أنينه، ولا يشعرون بمأساته..
أصبح نصف الشعب يلعن الثورة التي جلبت لنا الكوارث والانفلات والإفلاس، ولكن الثورة حتى الآن مختزنة في الأدراج، مجمدة في ديب فريزر الفترة الانتقالية، لا نرى منها إلا النزر اليسير متمثلا في محاكمات وحوارات.. لكن الثورة لم تحكم بعدُ، لم يقل الشعب كلمته ولم يختر ممثليه، ولم ينتخب وزراءه وخدامه، الشعب حتى الآن لم يطبّق ما خرج من أجله من عيش وحرية وعدالة اجتماعية؛ لأننا نعيش فترة انتقالية، من نظام إلى نظام؛ أي من نظام مبارك، إلى نظام الثورة، من الظلم إلى العدالة، من القمع إلى الحرية، من الفساد والسرقة إلى الشرف والنزاهة، من التزوير والتعتيم إلى الشفافية وحرية تداول المعلومات.. معنى هذا أن ما يحكمنا الآن ليس ما نريد بل هو بمثابة كوبري للانتقال إلى ما نحلم به، فليس ثمة حاجة فعلية للدعوة إلى استمراره أو مدّه لأكثر من ذلك.
من المهم أيضا أن نلفت النظر إلى أن التهديد بمقاطعة الانتخابات المقبلة يمثل سوء تقدير وسوء تصرف وسوء إدراك لحساسية اللحظة، ومقامرة بمصير الوطن ومستقبله من أجل تحقيق مصالح خاصة، فانتخابات مصر ما بعد الثورة يجب أن تكون عرسا واحتفالا وتتويجا لرغبات الشعب وشكرا له على أن حقق حلم كل راغبي التغيير من خلال مشاركته الفعالة وتضحياته الجمّة في ثورة خسر المواطن غير الحزبي فيها أضعاف ما خسره نجوم التوك شو، ودفع فيها البسيط أضعاف ما دفعه مثقفو الكافيهات، وأريق فيها دم أغلى من كل انتماءات الأرض..
فلا مجال اليوم للبحث عن المصلحة، واحتساب الفائدة؛ ومحاولة اقتسام غنائم الثورة، على حساب أمن الشعب وقُوت يومه، لتذهب مقاعد البرلمان ولتذهب السلطة ولنذهب نحن، ما دام الشعب يرى ثورته تنجح، وتحكم، وتنتصر..