حتي أن الكاتب روبرت فيسك المهتم بشئون الشرق الأوسط كتب في أحد أشهر مقالاته:» إن هؤلاء الأطفال تم اخبارهم أن واجبهم الوطني هو رمي الحجارة علي المتظاهرين «الذين يقومون بأعمال عنف».
فما بين اتهام الشرطة من جانب والحركات السياسية من جانب آخر إستغلال سيئ ومصير أسود يلاقيه هؤلاء الأطفال.
وفي جولة بموقع الأحداث وجدنا وجوه أطفال الشوارع بدت خالية من كل معاني البهجة ولم يظهر منها إلا ما حفرته الطرقات علي وجوههم من بؤس وشقاء، فهم نسوا اللعب والمرح وكبروا قبل أوانهم فهل نستطيع مساعدتهم.
وقائع مفزعة تؤكد: استئجار الأطفال لرمي الحجارة وإثارة الشغب
إقحام الأطفال في الأحداث التي مرت علي مدار العام تكرر أكثر من مرة كما رصده «محمود بدوي» رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان الذي بادر برصد دور الأطفال في الأحداث من خلال أحداث يناير ومحاولة اقتحام السفارة الإسرائيلية وحتي الأحداث الأخيرة في شارع مجلس الوزراء، ويقول: إن تواجد الأطفال في الأحداث انقسم ما بين أطفال المدارس الذين بهرتهم الثورة وزادتهم حماسًا فقرروا دخول الميدان لمساعدة الثوار وهم الجانب الإيجابي.
أما الجانب السلبي الذي رصده في تقريره فتمثل في استغلال أطفال الشوارع وتأجيرهم لإلقاء الحجارة وهو ما ثبت بالدليل القاطع بعدة مقاطع فيديو،كما أكد أن ميدان التحرير في أحداث نوفمبر الأخيرة إمتلأ بأطفال الشوارع الذين يدخنون السجائر ويمسكون بزجاجات «الكلة» ويثيرون الشغب.
ويروي «بدوي» أنه بنزوله الي موقع الأحداث لاستيضاح حقيقة الأمر تبين انهم مجموعة كبيرة من أطفال الشوارع المستأجرين من أحد الأشخاص للمشاركة في تلك الأحداث، من أجل إثارة حالة من الفوضي والانفلات عقب حالة الاستقرار النسبي بالإنتشار الأمني المكثف.
وتساءل البدوي عن دور المجلس القومي للطفولة والأمومة، مستنكرا غياب مشروع أطفال الشوارع وما ينفق عليه من ملايين وكذلك غياب دور الخبراء الذين يعج بهم المجلس ويرصد لهم المجلس ملايين الجنيهات، إلا أن الطفل المصري ما زال في خطر داهم وأن أطفال الشوارع تحولوا إلي قنابل موقوتة جاهزة للانفجار في وجه الجميع.
الأطفال في الميدان بين الحقيقة والشائعات
وكان محمد البدوي في وقت سابق قد قام بعمل تحقيق استقصائي مصور يرصد حالة الأطفال المتواجدين بميدان التحرير وبالأخص في أحداث شارع محمد محمود حيث نُسب اليهم اتهامات بتلقي مبالغ مالية للمشاركة في إلقاء الحجارة والطوب علي قوات الأمن، وتم عقد مجموعة من المقابلات مع الأطفال المتواجدين بالميدان وبالشوارع المحيطة به للحصول علي شهادات من بعض الأطفال عن وقائع اقتحام الميدان بمعرفة الأمن المركزي وما تعرضوا له من ضرب بالغاز وبالخرطوش والرصاص المطاطي ولقاء مع أحد الأطباء بالميدان وحديث حول إصابات الأطفال المشاركين في الاعتصام بالميدان ورأيه حول الغاز الذي تم إطلاقه علي المتظاهرين ومدي تأثيره عليهم.
وجدير بالذكر أن اعتصام مجلس الوزراء في بدايته وضع قواعد صارمة لمنع دخول أطفال الشوارع لكن الأطفال كانوا يصرون علي الدخول للاحتماء بهم وضمان الحصول علي وجبات والرعاية الصحية علاوة علي إحساسهم أن الشارع ملكهم وليس ملك الثوار.
بلاغات للنائب العام للكشف عن قتلة أطفال الشوارع
أعربت د.لمياء محسن الامين العام للمجلس القومي للامومة والطفولة في تصريح خاص لـ«روزاليوسف» أن المجلس قام برصد الظاهرة وهي منقسمة ما بين اطفال يشاركون في الثورة بمحض ارادتهم سواء بعلم ذويهم او بالخفاء بعد خروجهم من المدرسة وبجانب اطفال الشوارع الذين يعتبرون الشارع بيتهم الرئيسي وعند التحاور معهم اكد البعض مهنم انهم مصريون ولابد ان يشاركوا في الدفاع عن وطنهم بينما يقدم البعض خدمات بمقابل للمعتصمين. وأضافت ان المجلس بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني قام برصد الظاهرة والتي تبين انهم ما بين اعمار الرابعة عشرة لما فوق وان المشكلة الكبري في نظرة المجتمع لهم ككبار وليسوا اطفالاً ولذا لا يستنكر المعتصمون من ثوار أو مجلس عسكري ضربهم او تعريضهم للعنف اسوة بالكبار.
أشرف أحدث الوفيات
وأشارت د.لمياء إلي ان المجلس قد قدم عدداً من البلاغات للنائب العام للتحقيق في اشتراك هؤلاء الاطفال في المظاهرات والتخريب منذ اندلاع الثورة ولكن لم ترد اي نتائج نافية القاء الاتهامات علي اي جهة مثلما تروج وسائل الاعلام من اتهام حركات سياسية أو أجنبية لأن دور جهات التحقيق كشف النقاب عن هذه الجهات ومحاسبتها حتي لا يتحول هؤلاء الاطفال الابرياء الذين تجاهلتهم الانظمة والحكومات عشرات السنين للعبة في ايدي مثيري الشغب. وعبرت محسن عن اسفها البالغ لوفاة الطفل اشرف عمرو البلغ من العمر 61 عاماً امس الاول في احداث مجلس الوزراء مشيرة إلي ان المجلس يعمل علي الوصول لاسرته لتقديم الدعم النفسي والمادي لها وانقاذ بقية الاشقاء.
مطالبة بتحويل قضية اطفال الشوارع الي قضية دولة وأن يتكاتف الثوار مع الجهات التنفيذية والتشريعية والقضائية لمساعدة هؤلاء الاطفال وحمايتهم وانه لابد من إبعاد الاطفال عن هذه الاحداث واحترام قانون الطفل لأن مجرد تواجدهم انتهاك لحقوقهم ويعرضهم للخطر.
استغلال الأطفال في كل ثورات الربيع العربي
كتب: أماني حسين
لا يزال مسلسل استغلال أطفال الشوارع مستمرا في قمع الثورات وإثارة الضجة والبلبلة في الربيع العربي، فمنذ اندلاع ثورة تونس في مشارف العام الحالي مرورا بدول مختلفة منها ليبيا، اليمن، سوريا.
أشارت عائشة العولقي باحثة ورئيس مجلس إدارة جمعية العربية للسلام والتنمية إلي أن ظاهرة أطفال الشوارع منتشرة في دولة اليمن بكثرة وخاصة العاصمة صنعاء حيث تمثل أكثر من 1% من سكانها بعكس المحافظات التي تقل بكثير نتيجة للفقر لذلك يتم استغلالهم في تحريك الرأي العام وأعمال البلطجة والعنف في الثورات العربية مثل مصر واليمن.
وأضافت: إن لم تنتبه الدول العربية التي تنتشر فيها ظاهرة أطفال الشوارع بكثرة مثل اليمن ومصر لاستغلال جماعات سياسية لهم سوف يتحولون إلي «إرهابيي الغد» بما فيهم من حقد علي البلد نتيجة لإهدار المجتمع لجميع حقوقهم الطبيعية حتي أصبحوا أعداء المجتمع مما يهدد ذلك سلامة وأمن البلاد العربية بأكملها.. في المقابل أشار د.أحمد رياض غنام رئيس كتلة احرار الشام إلي أن الأطفال يشاركون في الثورة نتيجة لغريزة القطيع وليس دفع من الأهل حيث يشاهدون ما يعاني منه أهلهم من قمع وعنف من قبل النظام.