روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    أطفال الشوارع وصمة عار في وجوهنا

    رمضان الغندور
    رمضان الغندور
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني


    عدد المساهمات : 7758
    نقاط : 21567
    السٌّمعَة : 16
    تاريخ التسجيل : 31/05/2009
    العمر : 67
    العمل/الترفيه : محامي حر

    أطفال الشوارع وصمة عار في وجوهنا Empty أطفال الشوارع وصمة عار في وجوهنا

    مُساهمة من طرف رمضان الغندور الأربعاء يوليو 15, 2009 2:59 am

    أطفال الشوارع وصمة عار في وجوهنا
    ‏65‏ جمعية أهلية قررت التدخل لإنقاذهم
    مديرة الحماية باليونسيف‏:‏ نسعي لتسجيل المواليد باسم الأم

    لا توجد جهة في مصر تستطيع تقديم رقم رسمي لعددهم‏.‏ لكن المؤكد أن أعدادهم بالملايين‏..‏ من شمال مصر حتي جنوبها‏,‏ من شرقها لغربها‏,‏ أينما يممت وجهك فستجدهم حولك‏..‏ أولاد وبنات‏..‏ أطفال وصبية في سن المراهقة‏..‏ أغلبهم عبارة عن مشاريع مجرمين ومنحرفات‏,‏ وأغلبنا لا يلتفت إليهم وان فعل فبتأفف وقرف شديدين‏.‏

    قطعا نتحدث إليكم عن أولاد الشوارع أو أطفال الشوارع‏..‏ فالاسم لا يهم كثيرا‏..‏ فالأهم هنا وصمة العار التي يتحملها مجتمعنا وهو يرقب أعدادهم المتزايدة دون أن يرف لنا جفن‏.‏

    لكن بعض الجمعيات الأهلية تحركت لاستيعاب هؤلاء الضحايا‏,‏ وتحويلهم الي طاقات منتجة وإنقاذهم من الضياع‏,‏ تعاونت هذه الجمعيات مع منظمة اليونيسيف لاستثمار ماتيسر لها وحسب امكاناتها كبداية ربما تشجع جمعيات أخري‏,‏ وربما تشجع الدولة لاستيعاب أولاد الشوارع‏.‏

    ولكي تثبت هذه الجمعيات أن هؤلاء الضحايا يحملون بداخلهم طاقات ومواهب نظمت يوما رياضيا فنيا ثقافيا كانوا هم ابطاله ومشاهديه‏,‏ وكنا معهم نصفق لهم ونتمني من دواخلنا ألا يعودوا الي الشارع إلا لهدف واحد هو دعوة زملائهم الذين لم يصبهم الدور للانضمام اليهم‏.‏

    هاني هلال أمين عام الائتلاف المصري لحقوق الطفل قال إن هذا اليوم يتم للسنة الثالثة علي التوالي‏,‏ وبدأنا بـ‏40‏ جمعية أهلية‏,‏ ووصلنا الآن الي‏65‏ جمعية اضافة الي الائتلاف المصري المشكل من‏50‏ جمعية‏,‏ وهذا العدد يعتبر ايجابيا جدا للتضامن مع قضية أطفال الشوارع‏,‏ مشيرا الي ان هدف هذا اليوم هو تسليط الضوء علي الانتهاكات التي يتعرض لها الطفل في الشارع ورفع الوعي المجتمعي‏,‏ وتغيير النظرة السلبية في التعامل معهم وتطوير الاستراتيجية الوطنية الخاصة بمواجهة الظاهرة ووضع التحديات أمام المسئولين المعنيين بالقضية‏.‏

    وأشار الي ان احتفالية اليوم تأتي في ظل متغيرات جديدة أهمها تعديلات قانون الطفل التي تتضمن العديد من أشكال الحماية للأطفال في الشارع‏,‏ والهدف تفعيل هذه التعديلات وتأكيد دور المجتمع المدني بها‏,‏ واعادة تدريب الكوادر المتعاملة مع الطفل داخل جميع المؤسسات رسمية أو أهلية‏,‏ ووضع أسس اجراءات حماية الطفل داخل هذه المؤسسات لتوفير أقصي مظلة حماية لأطفال الشارع‏,‏ والحد من التعامل الآمن معهم‏,‏ وأن يقتصر الدور علي توقيف الأطفال وإحالتهم الي مؤسسات اجتماعية دون تعريضهم لأقسام الشرطة‏,‏ وأن يقوموا بإيداعهم في الدار وعمل محضر لهم في الدار علي أن يتم تسليمه للدار بدلا من مرورهم علي القسم وتعرضهم لمضايقات عديدة‏.‏

    وطالب بأهمية وجود قضاء متخصص مستقل للأطفال بدلا من انتداب قضاة لمحاكم الأحداث يكونون غالبا متأثرين بأحكام البالغين دون اللجوء الي تخفيف الاحكام التي أقرتها المواثيق الدولية المعنية بعدالة قضية الأطفال‏.‏

    كما طالبنا المجلس القومي للطفولة والأمومة بالاعتراف بهذا اليوم كيوم وطني للتضامن مع أطفال الشوارع‏.‏ ونحن نركز في هذا اليوم علي سياسات الحماية والتأهيل‏,‏ كما قمنا بترتيب عدد من الأنشطة‏(‏ مسرح وسينما ورسم وصلصال‏)‏ اضافة الي عدد من الألعاب اليدوية مثل تصنيع العرائس والطائرات مع توفير أطعمة شعبية لهؤلاء الأطفال مثل الكشري والفول‏,‏ اضافة الي وحدة طبية في حالة حدوث حوادث‏.‏

    وتقول سهام ابراهيم رئيس مؤسسة طفولتي‏,‏ إن الهدف من يوم التضامن هو تجميع أكبر عدد من أطفال الشوارع وعرض فنونهم باعتبار ذلك اليوم متنفسا خاصا بهم‏,‏ يراهم فيه المجتمع بشكل آخر دون جرح للكرامة‏,‏ بعيدا عن مشكلة التوربيني وغيره من النماذج السيئة خاصة أن الجمعيات الأهلية تعمل حاليا علي تقديم طفل يقاوم الفساد والانحراف‏.‏

    يكفي أن نعرف ـ والكلام لايزال علي لسان سهام ابراهيم ـ أن محمد علي شكل جيشا من أطفال الشوارع‏,‏ كما اعتمد دونيوسكو ـ الأب المناضل في الكنيسة الايطالية سنة‏1840‏ علي أطفال الشوارع كعماد للصناعة الايطالية‏,‏ وفي اندونيسيا هناك طفل شوارع أصبح من أشهر مخرجي الأفلام‏,‏ وقد اشترك أطفال مؤسسة طفولتي في إحدي المسابقات العام الماضي‏,‏ وفازوا بالمركز الرابع بعد نادي الصيد ومدرستين اخريين‏,‏ وقد أصبح لدينا الآن صالة جيم وفرق كراتيه وكرة قدم وفرقة الهيب هوب التي ترفع شعارا يقول‏:‏ عجز كلامي عن التعبير عن غضبي ونجحت حركاتي وايماءاتي في استعادة ذاتي‏.‏

    هاجر محمد الطالبة بالفرقة الرابعة بآداب اجتماع‏(‏ متطوعة‏)‏ ترسم صورة حقيقية توضح نظرتنا لأطفال الشوارع تقول‏:‏ عندما قررت التطوع في هذا العمل كان السؤال هو كيف أتعامل معهم؟ لأنني عندما أري هؤلاء الأطفال تحت الكوبري عند ذهابي للجامعة أغير طريقي وأذهب من شارع آخر دون أن أعرف لماذا‏..‏ وكلنا يفعل ذلك‏,‏ ولكنني بعد أن حضرت التدريب في كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال أحسست ان طفل الشارع طفل عادي‏..‏ يمكن شقي زيادة لكنه مثل أي طفل يحتاج فقط من يحس بوجوده‏,‏ كما يحتاج الأمان بعد أن أصبحت هناك عصابات لاستغلاله‏.‏

    وأشارت الي أنهم حساسون جدا بفعل نظرة المجتمع اليهم كأطفال شوارع‏..‏ برغم أنهم يتمتعون بذكاء كبير لخبرتهم الواسعة في الحياة وكثرة الانتهاكات التي تعرضوا لها‏.‏

    محمد سعيد كبير باحثين في جمعية مساعدة الأطفال قال إن طفل الشارع ذكي و يحب ألا يتدخل في حياته أحد‏,‏ ويحتاج الي مد جسور الثقة معه حتي يقبل التعامل معك‏,‏ ونحن منذ عام ونصف العام نتعامل مع هؤلاء الأطفال في الشارع ومن خلال هذا التعامل استطعنا ان نبني الثقة معهم حتي أصبحوا يأتون إلينا بأنفسهم‏,‏ ومن خلال تردده نحاول أن نتعرف علي مشكلته الأساسية‏,‏ ونعمل علي حلها واعادته الي أسرته‏,‏ واستطعنا اعادة‏3‏ أطفال لأسرهم ونحن نتابعهم حتي لا يعودوا للشارع مرة أخري‏.‏ أما الطفل الذي ليس له أسرة فنحاول أن نجد له أسرة بديلة أو نلحقه بأي جمعية لديها دور إقامة‏.‏

    ونحن في هذا اليوم نقدم لهؤلاء الأطفال نشاطا ترفيهيا وتعليميا ورياضيا وفنيا من أجل دمجهم في المجتمع من خلال اقرانهم في نفس السن‏.‏

    منال أباظة عضو مجموعة تضامن أطفال الشوارع قالت إن تناول موضوع التوربيني في الاعلام وتصوير أطفال الشوارع علي أنهم شياطين استفزنا جدا وجعلنا نصمم علي ان نقوم بعمل شيء لتغيير هذه الصورة فاتفقنا مع جمعيات أخري علي عمل يوم للتضامن مع هؤلاء الأطفال لنقول إن هؤلاء ليسوا مجرمين ولكنهم مسئولية مجتمع‏,‏ وهم بالنهاية أطفال من الممكن أن يكونوا شيئا مهما لصالح المجتمع وليس ضده‏.‏

    وقالت‏:‏ لقد أصدرنا كتاب أصواتنا لأطفال الشوارع العام الماضي ذكرنا فيه انه بعد سن معينة لا يوجد لهم مكان إيواء ويعودون مرة أخري للشارع فمعظم الدور التي تتبع الوزارة بعد سن‏18‏ سنة تعطي الشاب شهادة تخرج ومبلغا من المال وتقول له أنت تخرجت فيعود للشارع مرة أخري‏.‏

    تقول نادرة زكي مدير برنامج الحماية باليونيسيف إن مشكلة الأطفال الذين يعيشون في الشارع تزداد سوءا وتدهورا بالرغم من المبادرات والمشروعات المقدمة لتلك الفئة‏,‏ وكانت مشكلة بيع الأعضاء من أهم مؤشرات هذا التدهور أخيرا‏..‏ ويعد عدم التفعيل الكامل للتوصيات والاستراتيجية الخاصة بالأطفال المقيمين في الشارع من قبل الحكومة والجهات المعنية من أهم أسباب تفشي الظاهرة‏..‏ ومن هنا يأتي دور اليونيسيف كمنظمة بالتركيز علي تجفيف المنابع للتأهيل‏,‏ واعادة الدمج‏.‏

    وتؤكد أن هناك حاجة ملمة لرفع قدرات العاملين في مجال الأطفال المقيمين في الشارع خاصة الاخصائيين الاجتماعيين في كل من الجمعيات الأهلية ومؤسسات الرعاية‏,‏ كذلك العمل علي ضرورة مشاركة الأطفال في اتخاذ القرار لتسهيل عملية الدمج وتطوير برامج التعليم غير الرسمي للتناسب مع ظروف الطفل‏,‏ علاوة علي تطوير برامج التأهيل المهني لتكون أكثر فاعلية في إيجاد فرص عمل للشباب والتنسيق مع القطاع الخاص في هذا الشأن‏.‏

    خطة طموح
    وتسعي المنظمة في المرحلة المقبلة لوضع أسس ومعايير للعمل الاجتماعي مع الأطفال في الشارع‏,‏ وذلك من خلال تصميم دليل إرشادي بالشراكة مع كل من الجمعيات الأهلية والمجلس القومي للطفولة والأمومة‏..‏ والدعوة الي تفعيل قانون الطفل بما في ذلك من تدابير لحماية الأطفال المعرضين للخطر مثل تسجيل المواليد باسم الأم وتفعيل لجان الحماية ورفع مستوي الوعي بها‏,‏ كذلك العمل علي تطوير برامج التأهيل المهني بالشراكة مع القطاع الخاص والتشبيك والتعاون مع الوزارات المعنية من أجل إعادة دمج الأطفال‏.‏

    عن عيادة البسمة التي ترعي أطفال الشوارع تقول ثناء نوفل اخصائية علاقات عامة بها إنه تم تأسيسها في يوليو‏2007‏ عن طريق المركز الطبي الوقائي التابع لمستشفيات جامعة القاهرة‏,‏ وذلك بهدف خدمة فئة أطفال الشارع من المنظور الطبي‏,‏ لايمان القائمين علي العمل بها بأن مشكلة أطفال الشوارع مشكلة المجتمع كله وأن علي الجميع المشاركة في حلها‏,‏ وتعد عيادة البسمة نموذجا لما يمكن للجامعة المصرية أن تقدمه للمجتمع‏,‏ وتعمل العيادة يوميا من التاسعة صباحا وإلي الثالثة ظهرا‏,‏ عدا الجمعة والعطلات‏,‏ تقوم العيادة بتوفير جميع الخدمات التشخيصية من معامل واشعات وعيادات متخصصة كما انها توفر للطفل العلاج والاسعافات الأولية والتطعيمات اللازمة‏,‏ وتقدم العيادة فرصة حجز الطفل بالمستشفي اذا ما استدعت الضرورة‏,‏ وتستقبل العيادة فعليا مابين‏75‏ و‏120‏ طفلا في الشهر وجميع العاملين بالعيادة يرحبون بالتعاون مع الجمعيات المختلفة العاملة في هذا المجال‏.‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 4:37 pm