لكى تكون محاميا فذا
عزيزى المحامى الشاب : أعلم أنك تتوشح برسالة سامية وهى رسالة المحاماه الخالدة على مر العصور تلك المعشوقة التى همنا بها عشقا وحبا قبل أن ننخرط فى بوتقتها بما قرأناه وعرفناه عنها من تاريخ عريق مسطر بأحرف من نور فهى مهنه تجعل من صاحبها نصير للحق ومساندا له ومضحيا من أجله مها كانت العواقب وأيا ماكان من يقف فى وجهه ليس فى مصر فحسب بل فى العالم بأثره فالمحامى الحق لايرى شيئا سوى الحق ولايبحث عن شىء سوى نصرته والمحاماه كانت وستظل عظيمه وشامخة شموخ الزمان وإن تعرضت لانكسارات فان رجالها وشبابها قادرون دائما على إقالتها من عثرتها والأخذ بيدها لمكانها الصحيح فى الصدارة فالحقوقى مهما تقلد من مناصب شتى فإن ملاذه الاخير هو المحاماه رئيس البرلمان ورئيس الوزراء والوزير والسفير وشيخ القضاه والنائب العام مئات منهم عادوا اليها بحب بل إن منهم من أعطته المحاماه اكثر مما اعطته هذه المناصب العاليه فإذا كنت اخى محبا لهذه المهنه ومقدرا لها ومقدسا لرسالتها فأهلا بك واعلم ان النجاح سيكون حليفك اما إذا كنت قد دلفت اليها من أجل المال أو كأستراحة تطير منها الى غيرها بعد ذلك او كباب رزق بعدما اوصدت امامك ابواب اخرى او لأنك لم تجد غيرها فاعلم أنك تضيع وقتك سدى وأنصحك بأن تبحث لك عن باب أخر قبل أن تضيع أيامك فيها وهى تعطيك ظهرها فهى لاتقبل الا على من يقبل عليها بشغف وهيام واستعداد للبذل والعطاء والتحمل من أجلها فإن لم تكن هذا الرجل ففر ياأخى الكريم وانجو بنفسك الى مكان آخر قد تجد فيه ضالتك ولما كانت المحاماه بالنسبة لى هى عشقى وهيامى طوال اكثر من ربع قرن عشتها فى محرابها مر كلمحة خاطفة وفى هذه الاثناء وجدنا القدوة ووجدنا كبارا اعطونا وامدونا وشدوا من ازرنا وعلمونا وفى المقابل كنا طيعين وكنا بررة ومقدرين لهؤلاء العماليق ولأنكم معشر الشباب انتم الغد فأننى أسوق إليكم بعضا من النصائح التى إاستقيتها من خلال تجربتى البسيطة علها تساعدكم فى طريقكم مع المحاماه و إليها ......
*خوض غمار المحاماه يحتاج الى معين معرفى وثقافى ولغوى كبير فاحرص على تنميته وزيادته واضافة كل جديد اليه و اعلم ان مفرادتك اللغوية كلما زادات زادت معها قيمتك وزاد بالتالى شعورك بالثقة فى نفسك والتى تنعكس على الاخرين فتكتسب بالتالى ثقتهم فضلا عن اريحيتك وسرعتك فى التعامل مع من تلتقى بهم أثناء عملك أو أشخاص موكليك مع حاجة كل منهم لإسلوب ومفردات مختلفه عن الأخرين فلا يمكن أن يكون تعاملك مع الكافة باسلوب نمطى واحد ومعروف فلكل مقام مقال .
*بضاعتك وزادك الاول هو القانون فاحرص على الالمام بأكبر قدر من القواعد القانونية من خلال القراءة المستديمة للاكواد القانونية وبالاخص فى القوانين الاكثر تداولا كالعقوبات والاجراءات والمدنى والمرافعات فضلا عن الاكثار من قراءة المبادىء الت تنتهى اليها المحاكم العليا كالنقض والادارية فهذه المبادىء هى الخلاصة والخاتمة لكل نزاع مشابهه ومن خلالها تستطيع ان تقدر ظروف مايعرض عليك من منازعات وتعطى رأيك فيه دوام على القراءة فيها وتخزينها بذاكرتك ولاتنتظر حتى يأتى اليك موضوعا لتقوم بالبحث فأنت فى بداياتك تحتاج الى كثير من اللبنات لتشيد البناء وهذا العلم الذى تستقيه سيكون سببا فى تنمية قدراتك الكلامية والصياغيه و اعطائك السمة الراقية المتزنه وبلاغة رجل القانون كما انصحك بقراءة صيغ الدعاوى والعقود لمعرفة انواع الدعاوى والعقود وكيفية صياغتها دون ان تكون هذه الصياغات هى اساسك الذى تعتمد عليه بل اجعل لنفسك اسلوبك اى اجعل من هذه الصياغات مشكاة تنير اليك الطريق لتقنين ما يعرض عليك وتوصيفه .
* الصدق والامانه والاخلاص هى صفات أى مهنى ناجح فاجعل هذه الصفات رداءك ولاتحيد عنها وأعلم أن حبل الباطل قصير وإن طال فإنه يخنق صاحبه وإن الانسان ذكرى وسيرة تتناقلها الألسن فإن كان خيرا فله وإن كان شرا فعليه وعليه فالواجب بعد هذا الا تقطع بنتيجة فى أى قضية تقبلها ولاتقل ان الدعوى كاسبه مائه فى المائه فهذا ضرب من ضروب الخيال ولكن قل ان ظروفها جيدة ولذا فإنك ستقبل الدفاع فيها وكما تعلم ان المحامى مسئول عن بذل عناية ولايسأل عن تحقيق نتيجة واحرص على الاتقبل اى دعوى تكون غير مقتنع بها ولاموضوعها فإذا لم تكن مقتنعا كيف تستطيع إقناع المنصة التى تقف أمامها ولاتنظر الى عائد القضية المادى قبل ان تنظر الى ما يمكن ان تضيفه انت من خلال عملك لصاحبها فإن قبلتها من أجل العائد المادى فقط دون أن تضيف لصاحبها شيئا فاعلم أن ماتحصلت عليه من هذا الشخص مالا به شبهه فضلا عن أثر ذلك فى اهتزاز صورتك أمام موكلك وخسارتك لامحالة إياه أما إذا صدقته القول ورفضت الشىء الذى لايتفق وصحيح القانون فأعلم أنك ستظل بالنسبه له ولمعارفه وذويه مصدرا للثقة خصوصا إذا ماتركك وذهب لغيرك فيما رفضته وقبله ثم أستبان له صدق ماقلت فسيكون ذلك أعترافا بصدقك وتقديرا لموقفك و لن ينازعك فيه فى مرة أخرى بعد ذلك أذن فإن البحث عن المال فقط مهلك لصاحبه ومضيعا له فلاتك هذا الرجل .
* علاقتك بموكليك يجب ان تتسم بالاحترام المتبادل ولاتسمح له ان يقودك او ان يملى عليك طريقة ممارستك لعملك او ان يرسم لك خطة دفاعك إذ يجب عليك ان تكون انت القائد وحدك فى هذا المجال والموكل بالقطع لا يعلم شيئا عن القانون فإن تركت عجلة القيادة له أهلك نفسه وأهلكك كما يجب أن تراعى الله عند تقديرك لأتعابك فلا تتجاوز عن اتفاقك لأى سبب من الأسباب ولاتطمع فى حقوق موكلك لأنه فى النهايه هى حقوقه وأنت بعد حصولك على أتعابك تكون قد استقضيت حقك والأجدر فى تلك العلاقة أن تكون علاقة مكتوبة ويجب عليك الاتتبسط مع الموكل لدرجة ذوبان الفوارق بينكما فبالتدريج ستفقد إحترامك عنده .
*عندما تعرض عليك قضية وتقبلها بعد تقديرك لموقف صاحبها القانونى عليك بقرائتها القرأة الجيدة وترتيب مستنداتك وأوراقك ثم القيام بعمل بحث قانونى شامل لحالتها ووضع الإستراتيجية المناسبة لمسلكك القانونى فيها مع التحوط لما قد يثيره خصم موكلك فيها حتى لاتفاجىء بدفاع انت غير متحوط له فيكون نتيجته فشلك فى أدارة دفة النزاع بمعنى أن تقدر فى الدعوى ذاتها أنك أنت الطرف المقابل فماذا سيكون ردك عليها لكى تكون جاهزا لأى ظرف يعترض طريقك وأحرص كل الحرص على متابعة قضايك والاطلاع على ما يقدم فيها من أوراق ومستندات والرد على الدفاع والدفوع والالتزام بحضور القضايا وتدوينها فى نتيجة مكتبك حرصا على أداء واجبك فإن فعلت ذلك جميعه وأديت واجبك بالكامل فلا يستطيع أى شخص أن يسألك والأجدر هو أن ضميرك يكون راضيا مطمئنا واثقا .
*الحرص على حضور الجلسات مبكرا والإنتظار داخل القاعة أثناء انعقاد الجلسة لدراسة الدائرة التى ستتولى الدفاع أمامها ومراقبة ميولها تفاديا للاصطدام الغير مبرر فضلا عن إستفادتك مما تشاهده وتسمعه وتراه من دفاع ودفوع ولغة قانونية وطرق دفاع مختلفه لاشك أنها ستضيف اليك حتى بمعرفة أساليب دفاع زملائك الذين من الممكن أن يجابهوك فى قضايا أخرى مستقبلا .
*الحرص الشديد على الاعداد الجيد لوقفتك أمام المنصه والحرص على الإلمام بكل ما تتكلم فيه فلاتقل شيئا ليس له أصل فى الأوراق ولاتدفع دفاعا دون أن يكون له سنده من القانون وأعلم أن من يقل الكذب مرة تكذبه المحكمة فى المرات التاليه ولوكان صادقا .
*المحامى النابه الباحث عن النجاح لابد أن يتسم بالهدوء والبعد عن العصبيه وأن يترفق مع الأخرين فى مخاطبتهم وان يكون ودودا لديه القدرة على احتواء الاخرين بالادب والخلق الطيب حتى لايضيع وقته فى معارك جانبيه غير مجديه دون ان يؤثر مسلكه الرقيق فى احترام الاخرين له فان رأى منهم عكس ذلك وجب عليه الوقوف بقوة حفاظا على هيبته وكرامته متسلحا بأنه لم يكن ابدا البادىء بالخطأ ومتسلحا بمعرفة حقوقه وواجباته فإن كان صاحب حق فلا يترك حقه مهما كان وعليه سلوك كل السبل من أجل الحصول عليه .
*الاستغلال الجيد لوقت الإنتظار سواء بقاعة الجلسة وفى إستراحة المحامين بما هو مفيد والإستماع للمناقشات والمساجلات القانونية الدئرة بين الزملاء والمشاركة فيها بعلم أو التساؤل عما يدور حولها بأدب .
*الحرص على حسن العلاقات مع زملاء المهنه والمحافظة على أدبيات المحاماه وتقاليدها ومعاملة الزميل على إنه وكيل خصومة وليس خصما ويجب أن تنتهى المناوشات الدائرة أمام المنصة بالخروج من قاعة الجلسة ولايجوز معاملة الزميل على أنه خصم بل يجب أن تتسم وكالتنا عن الخصوم بالأدب والترفع لأن القضايا ستنتهى والزمالة هى الباقية ويجب أن تتجنب الكلام أو النقد اللاذع لزملائك أو تسفيه أعمالهم سواء كان هؤلاء المحامين ممثلين لخصومك أو كانوا ممثلين لموكليك فى المراحل الاولى واعلم أن ما تقوله اليوم قد يقال عنك غدا.
* التواضع مع الزملاء ومعاملة الشباب برفق دون البخل عليهم بالمعلومات التى يحتاجونها فى بداياتهم وحثهم على العطاء والمحافظة على مكانة المحاماة مع تقدير الكبار وإجلالهم والحرص على أخذ النصيحة منهم والتعلم من خبراتهم وحثهم على نقل خبراتهم للشباب تواصلا لرقى المهنة وريادتها واستمرارها والعمل الدؤوب المستمر على الجلوس بغرف المحامين مع شيوخ المهنه لمعرفة التاريخ الجميل الذى سمعتم عنه دون أن تعاصروه .
* الحرص على الاجتماع بمجموعة من الاصدقاء أبناء جيلك ولو لمرة واجدة إسبوعيا جلسة علم ومعرفة ليقدم كل منكم الجديد الذى تعلمه فى الإسبوع الفائت ومناقشة التعديلات القانونيه التى من الممكن أن يكون قد علم بها البعض دون البعض الاخر مع طرح بعض القضايا الخاصة بعملائكم للمناقشة فقد تخرج من هذه المناقشات باضافة تفيدك فى عملك مع الحرص على أن تكون هذه المناقشات ذات اساس علمى فلا ينتصر الشخص لرأيه على حساب المستقر والمعلوم وإلا فلا فائدة من هذه اللقاءات .
*الحرص على قراءة تاريخ المحاماه والبحث عن كنوز عمالقة المهنه قديما وحديثا من مرافعات وأقوال بل ونوادر وحكايات للاطلاع عليها والاقتباس والتعلم منها والسير على نهجهها وبالجملة الاقتداء بهؤلاء العظام لان الاقتداء بالكبار يزيد الطموح المشروع دون ان تمسخ شخصيتك أو تكون امتددا كربونيا لغيرك بل يجب ان يكون لديك شخصيتك ومفرداتك أيضا ولن يتأتى ذلك من فراغ ولكن من خلال رصيد علمى ومعرفى وقانونى يعطى القدرة على الإبداع والتميز .
*ضع نصب عينيك أن تكون الأفضل خلقا وعلما دون النظر لإبناء جيلك ولا لنجاحاتهم بل شاركهم الفرحة بهذه النجاحات وأسعى لبناء نفسك بالتسلح بالعلم والمعرفة وأنظر للامام دائماوجاهد نفسك ولاتجعل الكبر يطرق بابك مهما علا شأنك وأعلم أنه وفوق كل ذى علم عليم و أن باب العلم واسع ومتسع وممتد من المهد إلى اللحد وأنك مهما علمت فإن ما تحصلت عليه منه قليل .
* وأخيرا عليك أن تراعى ربك ودينك وأن تنصر الحق دون غيره ولاتأتى بالاباطيل ولاتعليها ولا تتخذ من علمك مطية لإجهاض الحق واغتياله وأعلم ان الظلم ظلمات يوم لاينفع مال ولابنون فأحرص على أن تكون أول قاضى فى الدعوى فإن فعلت وأنتهجت جانب الحق يكن النجاح حليفك دوما .
بقلم : محمد راضى مسعود
رئيس رابطة المحافظة على قيم وتقاليد المحاماه
منتدى روح القانون
عزيزى المحامى الشاب : أعلم أنك تتوشح برسالة سامية وهى رسالة المحاماه الخالدة على مر العصور تلك المعشوقة التى همنا بها عشقا وحبا قبل أن ننخرط فى بوتقتها بما قرأناه وعرفناه عنها من تاريخ عريق مسطر بأحرف من نور فهى مهنه تجعل من صاحبها نصير للحق ومساندا له ومضحيا من أجله مها كانت العواقب وأيا ماكان من يقف فى وجهه ليس فى مصر فحسب بل فى العالم بأثره فالمحامى الحق لايرى شيئا سوى الحق ولايبحث عن شىء سوى نصرته والمحاماه كانت وستظل عظيمه وشامخة شموخ الزمان وإن تعرضت لانكسارات فان رجالها وشبابها قادرون دائما على إقالتها من عثرتها والأخذ بيدها لمكانها الصحيح فى الصدارة فالحقوقى مهما تقلد من مناصب شتى فإن ملاذه الاخير هو المحاماه رئيس البرلمان ورئيس الوزراء والوزير والسفير وشيخ القضاه والنائب العام مئات منهم عادوا اليها بحب بل إن منهم من أعطته المحاماه اكثر مما اعطته هذه المناصب العاليه فإذا كنت اخى محبا لهذه المهنه ومقدرا لها ومقدسا لرسالتها فأهلا بك واعلم ان النجاح سيكون حليفك اما إذا كنت قد دلفت اليها من أجل المال أو كأستراحة تطير منها الى غيرها بعد ذلك او كباب رزق بعدما اوصدت امامك ابواب اخرى او لأنك لم تجد غيرها فاعلم أنك تضيع وقتك سدى وأنصحك بأن تبحث لك عن باب أخر قبل أن تضيع أيامك فيها وهى تعطيك ظهرها فهى لاتقبل الا على من يقبل عليها بشغف وهيام واستعداد للبذل والعطاء والتحمل من أجلها فإن لم تكن هذا الرجل ففر ياأخى الكريم وانجو بنفسك الى مكان آخر قد تجد فيه ضالتك ولما كانت المحاماه بالنسبة لى هى عشقى وهيامى طوال اكثر من ربع قرن عشتها فى محرابها مر كلمحة خاطفة وفى هذه الاثناء وجدنا القدوة ووجدنا كبارا اعطونا وامدونا وشدوا من ازرنا وعلمونا وفى المقابل كنا طيعين وكنا بررة ومقدرين لهؤلاء العماليق ولأنكم معشر الشباب انتم الغد فأننى أسوق إليكم بعضا من النصائح التى إاستقيتها من خلال تجربتى البسيطة علها تساعدكم فى طريقكم مع المحاماه و إليها ......
*خوض غمار المحاماه يحتاج الى معين معرفى وثقافى ولغوى كبير فاحرص على تنميته وزيادته واضافة كل جديد اليه و اعلم ان مفرادتك اللغوية كلما زادات زادت معها قيمتك وزاد بالتالى شعورك بالثقة فى نفسك والتى تنعكس على الاخرين فتكتسب بالتالى ثقتهم فضلا عن اريحيتك وسرعتك فى التعامل مع من تلتقى بهم أثناء عملك أو أشخاص موكليك مع حاجة كل منهم لإسلوب ومفردات مختلفه عن الأخرين فلا يمكن أن يكون تعاملك مع الكافة باسلوب نمطى واحد ومعروف فلكل مقام مقال .
*بضاعتك وزادك الاول هو القانون فاحرص على الالمام بأكبر قدر من القواعد القانونية من خلال القراءة المستديمة للاكواد القانونية وبالاخص فى القوانين الاكثر تداولا كالعقوبات والاجراءات والمدنى والمرافعات فضلا عن الاكثار من قراءة المبادىء الت تنتهى اليها المحاكم العليا كالنقض والادارية فهذه المبادىء هى الخلاصة والخاتمة لكل نزاع مشابهه ومن خلالها تستطيع ان تقدر ظروف مايعرض عليك من منازعات وتعطى رأيك فيه دوام على القراءة فيها وتخزينها بذاكرتك ولاتنتظر حتى يأتى اليك موضوعا لتقوم بالبحث فأنت فى بداياتك تحتاج الى كثير من اللبنات لتشيد البناء وهذا العلم الذى تستقيه سيكون سببا فى تنمية قدراتك الكلامية والصياغيه و اعطائك السمة الراقية المتزنه وبلاغة رجل القانون كما انصحك بقراءة صيغ الدعاوى والعقود لمعرفة انواع الدعاوى والعقود وكيفية صياغتها دون ان تكون هذه الصياغات هى اساسك الذى تعتمد عليه بل اجعل لنفسك اسلوبك اى اجعل من هذه الصياغات مشكاة تنير اليك الطريق لتقنين ما يعرض عليك وتوصيفه .
* الصدق والامانه والاخلاص هى صفات أى مهنى ناجح فاجعل هذه الصفات رداءك ولاتحيد عنها وأعلم أن حبل الباطل قصير وإن طال فإنه يخنق صاحبه وإن الانسان ذكرى وسيرة تتناقلها الألسن فإن كان خيرا فله وإن كان شرا فعليه وعليه فالواجب بعد هذا الا تقطع بنتيجة فى أى قضية تقبلها ولاتقل ان الدعوى كاسبه مائه فى المائه فهذا ضرب من ضروب الخيال ولكن قل ان ظروفها جيدة ولذا فإنك ستقبل الدفاع فيها وكما تعلم ان المحامى مسئول عن بذل عناية ولايسأل عن تحقيق نتيجة واحرص على الاتقبل اى دعوى تكون غير مقتنع بها ولاموضوعها فإذا لم تكن مقتنعا كيف تستطيع إقناع المنصة التى تقف أمامها ولاتنظر الى عائد القضية المادى قبل ان تنظر الى ما يمكن ان تضيفه انت من خلال عملك لصاحبها فإن قبلتها من أجل العائد المادى فقط دون أن تضيف لصاحبها شيئا فاعلم أن ماتحصلت عليه من هذا الشخص مالا به شبهه فضلا عن أثر ذلك فى اهتزاز صورتك أمام موكلك وخسارتك لامحالة إياه أما إذا صدقته القول ورفضت الشىء الذى لايتفق وصحيح القانون فأعلم أنك ستظل بالنسبه له ولمعارفه وذويه مصدرا للثقة خصوصا إذا ماتركك وذهب لغيرك فيما رفضته وقبله ثم أستبان له صدق ماقلت فسيكون ذلك أعترافا بصدقك وتقديرا لموقفك و لن ينازعك فيه فى مرة أخرى بعد ذلك أذن فإن البحث عن المال فقط مهلك لصاحبه ومضيعا له فلاتك هذا الرجل .
* علاقتك بموكليك يجب ان تتسم بالاحترام المتبادل ولاتسمح له ان يقودك او ان يملى عليك طريقة ممارستك لعملك او ان يرسم لك خطة دفاعك إذ يجب عليك ان تكون انت القائد وحدك فى هذا المجال والموكل بالقطع لا يعلم شيئا عن القانون فإن تركت عجلة القيادة له أهلك نفسه وأهلكك كما يجب أن تراعى الله عند تقديرك لأتعابك فلا تتجاوز عن اتفاقك لأى سبب من الأسباب ولاتطمع فى حقوق موكلك لأنه فى النهايه هى حقوقه وأنت بعد حصولك على أتعابك تكون قد استقضيت حقك والأجدر فى تلك العلاقة أن تكون علاقة مكتوبة ويجب عليك الاتتبسط مع الموكل لدرجة ذوبان الفوارق بينكما فبالتدريج ستفقد إحترامك عنده .
*عندما تعرض عليك قضية وتقبلها بعد تقديرك لموقف صاحبها القانونى عليك بقرائتها القرأة الجيدة وترتيب مستنداتك وأوراقك ثم القيام بعمل بحث قانونى شامل لحالتها ووضع الإستراتيجية المناسبة لمسلكك القانونى فيها مع التحوط لما قد يثيره خصم موكلك فيها حتى لاتفاجىء بدفاع انت غير متحوط له فيكون نتيجته فشلك فى أدارة دفة النزاع بمعنى أن تقدر فى الدعوى ذاتها أنك أنت الطرف المقابل فماذا سيكون ردك عليها لكى تكون جاهزا لأى ظرف يعترض طريقك وأحرص كل الحرص على متابعة قضايك والاطلاع على ما يقدم فيها من أوراق ومستندات والرد على الدفاع والدفوع والالتزام بحضور القضايا وتدوينها فى نتيجة مكتبك حرصا على أداء واجبك فإن فعلت ذلك جميعه وأديت واجبك بالكامل فلا يستطيع أى شخص أن يسألك والأجدر هو أن ضميرك يكون راضيا مطمئنا واثقا .
*الحرص على حضور الجلسات مبكرا والإنتظار داخل القاعة أثناء انعقاد الجلسة لدراسة الدائرة التى ستتولى الدفاع أمامها ومراقبة ميولها تفاديا للاصطدام الغير مبرر فضلا عن إستفادتك مما تشاهده وتسمعه وتراه من دفاع ودفوع ولغة قانونية وطرق دفاع مختلفه لاشك أنها ستضيف اليك حتى بمعرفة أساليب دفاع زملائك الذين من الممكن أن يجابهوك فى قضايا أخرى مستقبلا .
*الحرص الشديد على الاعداد الجيد لوقفتك أمام المنصه والحرص على الإلمام بكل ما تتكلم فيه فلاتقل شيئا ليس له أصل فى الأوراق ولاتدفع دفاعا دون أن يكون له سنده من القانون وأعلم أن من يقل الكذب مرة تكذبه المحكمة فى المرات التاليه ولوكان صادقا .
*المحامى النابه الباحث عن النجاح لابد أن يتسم بالهدوء والبعد عن العصبيه وأن يترفق مع الأخرين فى مخاطبتهم وان يكون ودودا لديه القدرة على احتواء الاخرين بالادب والخلق الطيب حتى لايضيع وقته فى معارك جانبيه غير مجديه دون ان يؤثر مسلكه الرقيق فى احترام الاخرين له فان رأى منهم عكس ذلك وجب عليه الوقوف بقوة حفاظا على هيبته وكرامته متسلحا بأنه لم يكن ابدا البادىء بالخطأ ومتسلحا بمعرفة حقوقه وواجباته فإن كان صاحب حق فلا يترك حقه مهما كان وعليه سلوك كل السبل من أجل الحصول عليه .
*الاستغلال الجيد لوقت الإنتظار سواء بقاعة الجلسة وفى إستراحة المحامين بما هو مفيد والإستماع للمناقشات والمساجلات القانونية الدئرة بين الزملاء والمشاركة فيها بعلم أو التساؤل عما يدور حولها بأدب .
*الحرص على حسن العلاقات مع زملاء المهنه والمحافظة على أدبيات المحاماه وتقاليدها ومعاملة الزميل على إنه وكيل خصومة وليس خصما ويجب أن تنتهى المناوشات الدائرة أمام المنصة بالخروج من قاعة الجلسة ولايجوز معاملة الزميل على أنه خصم بل يجب أن تتسم وكالتنا عن الخصوم بالأدب والترفع لأن القضايا ستنتهى والزمالة هى الباقية ويجب أن تتجنب الكلام أو النقد اللاذع لزملائك أو تسفيه أعمالهم سواء كان هؤلاء المحامين ممثلين لخصومك أو كانوا ممثلين لموكليك فى المراحل الاولى واعلم أن ما تقوله اليوم قد يقال عنك غدا.
* التواضع مع الزملاء ومعاملة الشباب برفق دون البخل عليهم بالمعلومات التى يحتاجونها فى بداياتهم وحثهم على العطاء والمحافظة على مكانة المحاماة مع تقدير الكبار وإجلالهم والحرص على أخذ النصيحة منهم والتعلم من خبراتهم وحثهم على نقل خبراتهم للشباب تواصلا لرقى المهنة وريادتها واستمرارها والعمل الدؤوب المستمر على الجلوس بغرف المحامين مع شيوخ المهنه لمعرفة التاريخ الجميل الذى سمعتم عنه دون أن تعاصروه .
* الحرص على الاجتماع بمجموعة من الاصدقاء أبناء جيلك ولو لمرة واجدة إسبوعيا جلسة علم ومعرفة ليقدم كل منكم الجديد الذى تعلمه فى الإسبوع الفائت ومناقشة التعديلات القانونيه التى من الممكن أن يكون قد علم بها البعض دون البعض الاخر مع طرح بعض القضايا الخاصة بعملائكم للمناقشة فقد تخرج من هذه المناقشات باضافة تفيدك فى عملك مع الحرص على أن تكون هذه المناقشات ذات اساس علمى فلا ينتصر الشخص لرأيه على حساب المستقر والمعلوم وإلا فلا فائدة من هذه اللقاءات .
*الحرص على قراءة تاريخ المحاماه والبحث عن كنوز عمالقة المهنه قديما وحديثا من مرافعات وأقوال بل ونوادر وحكايات للاطلاع عليها والاقتباس والتعلم منها والسير على نهجهها وبالجملة الاقتداء بهؤلاء العظام لان الاقتداء بالكبار يزيد الطموح المشروع دون ان تمسخ شخصيتك أو تكون امتددا كربونيا لغيرك بل يجب ان يكون لديك شخصيتك ومفرداتك أيضا ولن يتأتى ذلك من فراغ ولكن من خلال رصيد علمى ومعرفى وقانونى يعطى القدرة على الإبداع والتميز .
*ضع نصب عينيك أن تكون الأفضل خلقا وعلما دون النظر لإبناء جيلك ولا لنجاحاتهم بل شاركهم الفرحة بهذه النجاحات وأسعى لبناء نفسك بالتسلح بالعلم والمعرفة وأنظر للامام دائماوجاهد نفسك ولاتجعل الكبر يطرق بابك مهما علا شأنك وأعلم أنه وفوق كل ذى علم عليم و أن باب العلم واسع ومتسع وممتد من المهد إلى اللحد وأنك مهما علمت فإن ما تحصلت عليه منه قليل .
* وأخيرا عليك أن تراعى ربك ودينك وأن تنصر الحق دون غيره ولاتأتى بالاباطيل ولاتعليها ولا تتخذ من علمك مطية لإجهاض الحق واغتياله وأعلم ان الظلم ظلمات يوم لاينفع مال ولابنون فأحرص على أن تكون أول قاضى فى الدعوى فإن فعلت وأنتهجت جانب الحق يكن النجاح حليفك دوما .
بقلم : محمد راضى مسعود
رئيس رابطة المحافظة على قيم وتقاليد المحاماه
منتدى روح القانون
عدل سابقا من قبل محمد راضى مسعود في الثلاثاء فبراير 15, 2011 5:19 pm عدل 1 مرات