تحولت مناقشات اليوم الأول لمؤتمر "الإصلاحات الدستورية" الذي دعت إليه أحزاب الوفد والتجمع والناصري والجبهة أمس إلي مشادات كلامية وتلاسن متبادل بين قيادات الأحزاب وبعض الحضور من أعضاء "الجبهة الوطنية للتغيير" أذكاها جورج إسحق المنسق السابق لحركة كفاية بقوله لمنظمي المؤتمر: التغيير لن يكون من "الشيراتون" الذي اتخذتموه مقرا لمؤتمركم وإنما بالنزول إلي الشارع، فرد عليه منير فخري عبدالنور سكرتير عام حزب الوفد: لن نأخذ منك دروساً في السياسة.
وتصدي د. رفعت السعيد لمطالبات إسحق للأحزاب بمقاطعة الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة وقال السعيد: من يساوموننا بالمقاطعة يريدوننا أن نغلق القفص علي أنفسنا، محذراً من فكرة التغيير من أجل التغيير الذي تتبناه بعض القوي قائلاً: لا نريد تجربة إيرانية في مصر، وطالب سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب الناصري بمواجهة من يريدون اتباع أسلوب التغيير بالعنف والسلاح والتدخل الأجنبي.
تأكيداً لتحدي الجبهة الوطنية للتغيير التي شكلها د.محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق لكل ما هو شرعي ورفضها التعددية الحزبية حشد عناصر الجبهة أنصارهم للقفز علي مؤتمر الاصلاحات الدستورية الذي دعت له أحزاب الوفد والتجمع والناصري والجبهة أمس.
حرص كل من جورج اسحق ود.حسن نافعة منسقي جبهة التغيير وباقي نشطاء حركة مايحكمش التي تم ضمها لجبهة البرادعي علي حضور مؤتمر الاحزاب الشرعية، وتوجيه انتقادات حادة للاحزاب، وطالبوهم بالانضمام لحركتهم، مما أثار غضب ممثلي الاحزاب وتطور الأمر إلي مشادات وتلاسن متبادل للتأثير في النهاية علي جو المؤتمر.
وقال جورج اسحق إن التغيير لن يكون من "الشيراتون" الذي اتخذتموه مقرا لمؤتمركم وإنما بالنزول للشارع واذا لم تقو الاحزاب لن تكون هناك حياة سياسية مطالبا بمقاطعة الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم في تعديل الدستور، فرد منير فخري عبدالنور سكرتير عام حزب الوفد "لن نأخذ منك دروساً في السياسة".
في حين اعتبر حسن نافعة أن الاوجب أن تنضم الاحزاب لحركة البرادعي لدعم التغيير، فرد عليه القيادي الوفدي د.علي السلمي إن الحركات يجب أن تنضم للاحزاب لأنها لاتملك مؤسسات وبرامج.
اللافت هو مواقف ائتلاف المعارضة ممثلي الحركات الاحتجاجية رغم أن المعلن مسبقا أن المؤتمر مغلق للأحزاب الاربعة فقط، وتواصل الهجوم علي الاحزاب علي يد القيادي اليساري إبراهيم العيسوي وناجي الشهابي رئيس حزب الجيل اللذين اعتبرا أن الاحزاب بعيدة عن الشارع ولايجب استمرار نهجهم في مخاطبة الجماهير.
وحاول رؤساء الاحزاب الرئيسية التصدي لكل المحاولات التي من شأنها النيل من شرعيتهم وقال د.رفعت السعيد رئيس حزب التجمع من يساومنا علي تنفيذ مطالبنا أو مقاطعة الانتخابات يريدونا أن نغلق القفص علي أنفسنا، وحذر السعيد من فكرة التغيير من أجل التغيير الذي تتبناه بعض القوي قائلا: لا نريد تغييراً مطلقاً كما حدث في التجربة الايرانية لأنهم لا يريدون أحزاباً دينية.
وأكد السعيد أنهم لن يملوا من المطالبة بتعديل الدستور التي بدأها حزبه في السبعينيات في حين دعا د.محمود أباظة رئيس حزب الوفد إلي ضرورة تبني الكتلة فكرة الجمهورية البرلمانية التي دعا إليها حزبه، وشدد في المقابل سامح عاشور النائب الاول لرئيس الحزب الناصري علي وحدة الاحزاب، قال لن نكون فرقاء في العمل الحزبي بعد اليوم، مشيرا إلي أن مستقبل التعددية الحزبية في خطر ويجب التكاتف في مواجهة من يدعون اتباع أسلوب التغيير بالعنف والسلاح والتدخل الاجنبي.
وبينما جدد د.أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة مبادرته بضم الحركات للاحزاب فجر حسين عبدالرازق أمين عام حزب التجمع السابق مفاجأة عندما دعا محمد البرادعي للانضمام إليهما لكن بشرط الالتزام بتحركات وتوجهات الائتلاف.
وقال عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد إن الجماهير تنتظر اليوم البرادعي وغدا ستجدها تنتظر رامي لكح الذي هرب بعد أن زادت مديونياته في البنوك فقاطعه الدكتور حسام عيسي نائب رئيس الحزب الناصري صارخا "لاتشبه البرادعي برامي لكح" وهنا هاجم محمد يوسف القيادي الناصري الدكتور حسام عيسي والدكتور نور فرحات استاذ القانون الدستوري الذي طالب الاحزاب بمساندة البرادعي مرشحا للرئاسة، حيث قال محمد يوسف انتم تخطفون المؤتمر لصالح البرادعي يبدو أن هذا المؤتمر تم عقده تدعيما للبرادعي وهذا أمر مرفوض لأنه يتطاول علي تاريخ مصر متمثلاً في ثورة يوليو وساهم في الاحتلال الامريكي داخل العراق وتطور الامر لمشادة حادة بين يوسف وعيسي.
المثير أن قناة الجزيرة طلبت من منظمي المؤتمر أن يعلنوا أن وزارة الاعلام منعتهم من البث المباشر للمؤتمر فيما أعلن منير فخري عبدالنور سكرتير عام حزب الوفد أن وسائل الاعلام جميعها حضرت وسمح لجميع الكاميرات بالمشاركة والتي حضرت بكثافة ولانعرف شيئا عن موضوع البث المباشر والقناة عليها أن تتصرف مع وزارة الاعلام.
في المقابل دعت قوي المعارضة الشرعية الي إجراء حوار مجتمعي حول التعديلات الدستورية خاصة علي المواد 76و77و88 و179 بالاضافة لإنهاء حالة الطوارئ.
بالتزامن مع انعقاد مؤتمر ائتلاف أحزاب المعارضة لمناقشة التعديلات الدستورية نظمت أمانات القاهرة والجيزة وحلوان بحزب التجمع وقفة احتجاجية صامتة أمام شيراتون القاهرة محل انعقاد المؤتمر، وذلك لمطالبة الأحزاب المجتمعة في المؤتمر بالإصرار والتشديد علي مطالبها في تعديل الدستور وإلغاء حالة الطوارئ وإيجاد آليات عمل تشترك فيها كل الأحزاب لتنفيذ توصيات المؤتمر.
اللافت أن الأطراف المنظمة للوقفة هي نفسها المرحبة بالدكتور محمد البرادعي من داخل الحزب ـ التجمع ـ إلا أنها تراجعت عن تأييده وحملت شعارات حانت لحظة التغيير السلمي.. لا للطوارئ والخصخصة ولافتات أخري لإلغاء المواد 76 و77 برغم أن الدعوة طرحت من قبل علي كل القوي السياسية المطالبة بالتغيير إلا أنها تضمنت القوي اليسارية فقط مثل التحالف الاشتراكي واتحاد اليسار. وأمام المؤتمر نظمت أمانات التجمع بالقاهرة وحلوان والجيزة وقفة صامتة تطالب بتنفيذ ما يدعو له المؤتمر.