مقدمة :
لم تعد أساليب ارتكاب الجريمة في وقتنا الحاضر بسيطة أو سهلة بل غدت معقدة يرتكبها المجرمون بأساليب وطرق مبتكرة ، كما غدا العالم اليوم قرية صغيرة تنتقل فيها المعلومات في زمن قصير لا يكاد يذكر في الوقت ذاته فقد أصبح أسلوب اكتشاف الجريمة متطورا يتعدى الأسلوب النمطي التقليدي من حيث جمع الأدلة المادية بأسلوب علمي حديث للاستفادة من مدلولاتها لفك ألغاز الجريمة ، إن إثبات أو نفي الجريمة يعتبر من الأعمال الفنية الواجب القيام بها بكفاءة عالية و التعرف على الأداة المستخدمة في التنفيذ وكيفية ارتكاب الجريمة ... والربط بالدليل بين الفعل الإجرامي و الأداة المستخدمة مع المكان والفاعل . وهذا يؤدي قطعا إلى إدخال القناعة الوجدانية في نفس القاضي لينطق بالحكم وهو مرتاح الضمير
الإشكالية : ما هي الطرق الحديثة المستخدمة في الإثبات في المواد الجزائية ؟ وها هي قيمتها من الناحية القانونية ؟
I. البقـع والتلوثـات اللعــابيـــة :
اللعاب سائل يفرز من الغدد اللعابية الموجودة في الفم ويحتوي على إنزيمات تساعد على عملية الهضم ويتواجد اللعاب في مسرح الحادث في :
1. أماكن العضة الآدمية إما على جسم الجاني أو المجني عليه .
2 . بقايا المأكولات الصلبة .
3 . أعقاب السجائر المتواجدة في مكان الحادث .
4 . الأكواب الزجاجية المتواجدة في مكان الحادث .
5. أغلفة الرسائل وطوابع البريد لأنها في العادة تتواجد عند عملية لصق الأغلفة والطوابع .
واللعاب من النادر رؤيته بالعين المجردة بل لابد لاكتشافها من الاختبارات الكيميائية والمهجرية ، أما بالنسبة للأهمية الفنية الجنائية للعاب و التلوثات اللعابية فهي :
- التعرف على المجرمين في الكثير من الجرائم عن طريق الربط بين الآثار الموجودة في مسرح الجريمة والمتهم.
- الكشف عن تعاطي المخدرات عن طريق تحليل اللعاب .
II. آثــــار الأسنـان :
في يونيو 1981 عقدت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية في باريس الندوة الدراسية الثانية الخاصة بطرق تحقق الشخصية والكشف عن الآثار وقد أقر المجتمعون أهمية الأسنان ونادو بضرورة الاستفادة منها في التعرف على الأشخاص ونقصد بآثار الأسنان مايلي :
1 . الأسنان الطبيعية والأطقم .
2 . بصمة العضة السنية .
و آثار الأسنان إما تكون وسيلة للتعرف على صاحبها و إما يكون الأثر الذي تتركه الأسنان في جسم أخر وسيلة غير مباشرة للتعرف على صاحبها ، إن الأسنان سلاح قوي ينشبه الجاني أو المجني عليه في لحم الطرف الآخر فتترك به نوعا من الآثار التالية :
1. آثار سطحية تأخذ شكل الأسنان تماما وتظهر بهيئة رضوض خفيفة بلون أحمر .
2. آثار غائرة تماثل حجمها حجم الأسنان التي تسبب الآثار.
3. آثار قطوع في اللحم تطابق شكل الأسنان التي سببتها .
وتوجد آثار الأسنان إما في :
1. جسم الجاني أو المجني عليه أي أثر عضة أدمية على الجلد البشري أثناء المقاومة أو العنف والعضة الآدمية غالبا تكون عبارة عن قوسين متقابلين بينما عضة الحيوان تكون عادة عبارة عن خطين متوازيين .
2. في بقايا المأكولات الصلبة التي قد توجد في مسرح الحادث .
3 . في أماكن الحرائق والإنفجارات حيث تكون غالبا الأسنان هي الأجزاء المتبقية من جسم الإنسان .
الأهمية الفنية لآثار الأسنان :
- التعرف على المجرمين لا سيما في جرائم القتل والاغتصاب وغيرها ن حالات المقاومة .
- التعرف على الجثث المجهولة في كثير من الحالات المجهولة كحوادث القتل الجنائي التي يقوم فيه الجاني بتشويه الجثة واحراقا لإخفاء معالم الجريمة أو ي حالة الجثث التي أصابعها التعفن والتحلل بدرجة متقدمة حيث تبقى الأسنان لأنها تقاوم التحلل والتعفن وتقاوم درجات الحرارة العالية .
- التعرف على هوية جثث الأشخاص أثناء الحوادث الجماعية والكوارث الطبيعية ويمكن التعرف على صاحب الجثة من خلال معرفة المعلومات التالية :
1) تقدير عمر الجثة من خلال مدى تآكل الأسنان وجذورها ...
2) تحديد بعض التشوهات الخلقية الموجودة في الأسنان والمعلومات الوراثية لأسنان الجثة
3) معرفة بعض العلامات المميزة الموجودة في أطق الأسنان الصناعية .
4) تحديد فصيلة الدم وبصمة الحمض النووي للجثة .
- معرفة بعض أسباب الوفيات لا سيما حالة الوفاة الناتجة عن التسمم بالسموم المعدنية مثل :الرصاص والزرنيخ حيث تتسرب هذه السموم إلى جذور الأسنان وتترك آثار تدل عليها إما عن طريق التحليل أو باللون ولاتتأثر هذه السموم بالتعفن بل يمكن اكتشافها بمئات السنين
- تحديد حرفة صاحب الأسنان : مثل العاملين في مصانع الأحماض والغازات فاستنشاقهم لها يؤثر على الأسنان ويفقدها لمعانها .
- تحديد عادات أصحاب الأسنان كتعاطي الكحول والمخدرات .
- التعرف على أمراض أصحاب الأسنان مثلا الايدز له علامات على الأسنان .
III. الشعــر وأهميته في الحقـــل الجنائـــي :
الشعر الآدمي يتميز بوجود ثلاث طبقات : الطبقة الخارجية (البشرة) والطبقة المتوسطة (القشرة) والطبقة الداخلية (النخاع) ويتم العثور على الشعر في جسم الجاني أو المجني عليه ويوجد خاصة في الجرائم الجنسية وقد يوجد في يد المجني عليه أثناء المقاومة كما قد يوجد في الملابس أو الفراش ويتم فحص الشعر :
1. بواسطة العين المجردة لتحديد نوعه أجعد ،مستقيم ،تحديد لونه...
2. الفحص المجهري بواسطة الميكروسكوب :
* فحص بروتين الشعر بطريقة الفصل الكهربائي وهذا الاختبار يستخدم لتحديد صاحب الشعر لأن كل شخص له بوتين خاص.
* بصمة الحامض النووي DAN وصل البحث إلى انه يمكن تحديد الحامض النووي من خلال الشعر الذي يتم العثور عليه في مسرح الجريمة من تحديد بصمة الحامض النووي للأشخاص المشتبه فيهم ومقارنتها مع الشعر المضبوط في مسرح الحادث.
3. فحص الكروموزومات الجنسية الموجودة في الشعر هل هو ذكر أم أنثى.
4. فحص المعادن الموجودة في الشعر لأن شعر الأنثى يحتوي على03 أضعاف ما يحتويه شعر الرجل من الكبريت .
الأهمية الفنية للشعر في المجالات الجنائية :
1- الاستعراف :أي التعرف على المجرمين في الجرائم المختلفة من قتل واغتصاب وذلك عن طريق الربط بين الشعر المضبوط في مسرح الحادث وشعر المشتبه فيه عن طريقDAN
2- التعرف على أنواع الجروح وتحديد الأداة المستخدمة في الحادث .
3- تشخيص بعض حالات التسمم بالسموم المعدنية حيث أنه ثبت أن الشعر تتركز فيه مثل هذه السموم.
4- يستخدم في إثبات حالات البنوة (الحامض النووي).
5- يتم التعرف على وجود عنف ومقاومة
الأظافر وآثـــــرهــــــــا
تعتبر الأظافر من العناصر المهمة في مجال التحقيق الجنائي وتساعد على التعرف على المجرمين في بعض الحالات كجرائم القتل والاغتصاب والمخدرات والتسممات حيث يتم تقليم أظافر المشتبه فيه وفحصها ومعرفة نوع الجريمة المرتكبة فوجود آثار الأظافر حول الفم والأنف يعني أن الجريمة هي جريمة كتم الأنفاس ووجودها حول العنق يعني خنق يدوي أما وجودها حول الأعضاء التناسلية للأنثى و الفخذين يعني جريمة أو محاولة اغتصاب .
IV. آثـــــار الــــبصــمـــــــــات
تعريف : تتكون البصمات والجنين في بطن أمه و التحديد في الشهر الثالث والرابع والبصمات من الأدلة الحديثة التي يعتمد عليها في الإثبات والبراءة والبصمة هي خطوط البشرة الطبيعية على باطن اليدين والقدمين والبصمات تأخذ قيمتها الاثباتيةكدليل على أساس حقيقتين علميتين هما :
•انه الإنسان يحمل في كف يده وأصابعه وقدميه وأصابعهما خطوط مميزة لا تتغير منذ مولده إلى غاية وفاته.
•إن هذه الخطوط خاصة بكل فرد ولا تتطابق خطوط الأفراد على الإطلاق .
كيفية رفع آثار البصـمات :
إن رفع البصمات عمل فني يحتاج إلى خبير ونجد آثار البصمات في أماكن إما ظاهرة أو غير مرئية وترفع وفق طرق معينة حسب طبيعة البصمة وحالات البصمة في موقع الحادث هي
1. البصمة الخفية وهي التي تطبع على أي سطح نتيجة ملامسة اليد له نتيجة العرق الذي تفرزه الغدد الدرقية الموجودة غي باطن اليد.
2.البصمة الظاهرة وهي التي تشاهد بالعين المجردة وبوضوح وتطبع عن طريق لمس اليد لمادة ملونة كالدم مثلا.
3. البصمة المطبوعة هي التي تطبع على مادة لينةكالحلويات ، وجميع البصمات ترفع بواسطة آلة التصوير الخاصة بالبصمات .
وتعتبر البصمة من الناحية القانونية أولى القرائن المستحدثة وله قيمة برهانية في الإثبات إن البصمة كدليل علمي لها استخدامات ويمكن توضيحها على النحو الآتي :
1- إذا وجدت بصمات المتهم داخل غرفة المجني عليه تعتبر دليل لإدانة المتهم .
2 –البصمات الموجودة على المستندات المالية وكشوفات الحسابات تعتبر قرينة للإثبات إذا تطابقت مع بصمات المتهم .
3- البصمات الموجودة على أداة الجريمة بعد أو قبل ارتكاب الجريمة تدل على أنه كان على علاقة بأداة الجريمة ..........
V. بـــصـــمـــــــة الأذن :
تأتي بصمة الأذن في المرتبة التالية بعد بصمة الأصابع كوسيلة مؤكدة للتعرف على الشخصية ومن الثابت علميا أن بصمة الأذن اليمنى تختلف عن بصمة الأذن اليسرى لدى نفس الشخص ، ومن بين الأماكن التي توجد فيها بصمة الأذن هي :
- من العادات المعروفة لدى بعض المجرمين القيام بنوع من الاستكشافات للتأكد من وجود صاحب المنزل ، ومن طرق الاستكشاف التنصت على الأبواب الخارجية و النوافذ بوضع الأذن عليها وفي هذه الحالة تترك آثار بصمات واضحة وجيدة لا سيما إذا كانت الأبواب والنوافذ لامعة .
- من الطرق المتبعة لفتح الخزائن ذات الأرقام السرية و الأبواب الحديثة حيث يضع الجاني أذنه على باب الخزنة أو الباب ليسمع حركة التروس التي يحركها بالأرقام في سلسلة التجارب حتى يفتح الخزنة.
أحيانا ينتاب الجاني نوبات من التعب والنعاس و الإرهاق الشديد داخل مسرح الجريمة عبد ارتكاب الجريمة نتيجة للجهد المبذول والإرهاق فيميل أو يتكئ على الأثاث المنزلي و في ذلك إمكانية لطباعة بصمات الأذن ..............
VI. بصمـــة الـــصــــوت :
إن حاسة السمع من الحواس القوية لدى الإنسان رغم اختلاف القدرات السمعية لدى البشر إلا أن لبعض البشر قدرة فائقة في التقاط الأصوات بدقة متناهية ومن مسافات بعيدة وللبعض قدرات فائقة في تميز الأصوات وحفظها في ذاكراتهم ، وللأصوات علاقة وثيقة بالجريمة وذلك للأسباب التالية :
1/ قد تكون الأصوات وسيلة من وسائل ارتكاب الجريمة كالتهديد عبر الهاتف أو الابتزاز بواسطة التسجيل في الأشرطة .
2/ أحيانا تصدر الأصوات في موقع ارتكاب الجريمة من المتهم أو من المجني عليه ، أومن الوسيلة المستخدمة في الجريمة أومن الحيوانات ...
3/ في جرائم العنف والاغتصاب والنهب تستعمل الأصوات كمدخل في جريمة العنف .
وللصوت فائدة عظيمة في تحقيق الشخصية ، إن الأسس العلمية التي يستند عليها التحليل الجنائي قد تم توسيعها عبر التعمق في الأبحاث التي قام بها مختصون في علم اللغة وعلم الأصوات وسمحت هذه الدراسة باستكشاف المميزات النطقية والصوتية وأكدت أيضا أن صوت وكلام الشخص ما يمكن أن يكون متشابها مع صوت وكلام أشخاص آخرين ولكنهما لا يتطابقان إلا مع ذاتيتهما ، إن طريقة التحليل تحدد بدقة مراحل عملية التعرف وتسلسلها وكذلك الأساليب المستخدمة في فحص الصوت والكلام موضوع التجربة ونماذج الأصوات وهنالك تقنيات معينة لتحليل الصوت لتحليل الصوت لتحديد جنس الشخص والتعرف عليه واكتشاف التمويه والتقليد في الأصوات .
لقد أعطى استخدام الكمبيوتر في تحليل الأصوات ومقارنتها دفعة قوية للأصوات في مجال تحقيق الشخصية ، وأصبح اليوم من الممكن مقارنة الأصوات والتعرف على أصحابها و اتضح وجود مميزات فردية وخصائص عامة للصوت منها الرسم الذي تخطه العناصر المركبة ، مدة الأحرف الساكنة ، التردد الأساسي ...
VII. الـــــــــعـــــرق :
تختلف آثار الأسنان على الأسطح المصقولة لملامسة أصابع الكف له والقدمين نتيجة لطبيعية إفرازات العرق من خلال المسام لأن باطن الكف والقدم تتكون من خطوط بارزة و أخرى غائرة وتحتوي الخطوط البارزة على فتحات مسامية تفصل بالغدد العرقية الموجودة تحت الجلد ويساعد العرق مع بعض المواد الموجودة في مسرح الجريمة في وجود البصمات خاصة وأن المجرم يكون في حالة توتر واضطراب نفسي وحينئذ يفرز العرق بغزارة وبالتالي تكون بصماته واضحة أكثر.
* العرق والرائحة: لكل إنسان رائحة عرق خاصة به وذلك لوجود مواد بروتينية غير معروفة التركيب تقوم بتحليلها البكتيريا الموجودة في جسم الإنسان مما يؤدي إلى رائحة ميزة للانسان ، وقد أدرك الإنسان ذلك بحاسته وأمكنه التعرف على الرائحة و أن يفرق بين الأشخاص حتى وان تقادم الزمن وبعدت المسافات وهذا ما أكده القرآن الكريم على لسانيعقوب عليه السلام حيث وجد رائحة يوسف بعد طول عهد وعلى مسافة بعيدة { إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون... } ، ويختلف الناس في تميز الرائحة من شخص لآخر حيث يمكن تتبع المجرم بعد وقوع الجريمة عن طريق الرائحة ، وتتبع المجرم عن طريق الكلاب البوليسية ، والآن أصبحت هنالك أجهزةعلمية متطورة للكشف عن الرائحة وهو ما يسمى بجهاز الكروماتوجرافيا الغازية والذي بواسطته تحلل أي رائحة ...
VIII. البصمة الجينية / بصمة الحامض النووي D.N.A
مقدمة: بصمة الحامض النووي أو البصمة الوراثية لأي إنسان هي أصل كل العلامات الوراثية الموجودة بالجنين منذ بداية نشأته وتكوينه وهي التي تحدد نوع فصيلة دم الجنين ونوع بروتينه واينزيماته وشكل بصمة الأصابع ولون البشرة ... ومتى حدث أي خلل في بصمة الحامض النووي ينعكس على الإنسان في شكل مرض أو عاهة .
تعريف الحامض النووي :
الحامض النووي هو الحامض الرايبوزي للأكسجين النووي ويجد داخل نواة الخلية في صورة كروموزومات مشكلا وحدة البناء الأساسية لهذه الكروموزمات ، وفي الإنسان تتكون نواة الخلية البشرية من 23 زوج من الكرومزومات منها 22 زوج من الكروموزومات متماثلة في الذكر والأنثى والزوج رقم 23 يختلف في كل من الذكر والأنثى وتسمى باكروموزومات الجنسية وفي الذكر يرمز لها XY وفي الأنثى XX ، وكل كروموزوم يتكون من شريط طويل من الحامض النووي ملتفة حول نفسها على هيئة سلالم حلزونية وتوجد على هذا الشريط أجزاء تحمل الصفات الوراثية تسمى بالعقد الجينية ...
تتميز بصمة الحامض النووي بـ:
1 / يوجد في أي مخلف بشري سائل : كالدم ،اللعاب ، المني أو أنسجة : كالجلد ،والعظم ، والشعر.
2 / أن الحامض النووي يقاوم عوامل التحلل والتعفن .
3 / أصبحت البصمة الوراثية دليل من أدلة النفي أو الإثبات .
4 / تظهر بصمة الحامض النووي على هيئة خطوط عريضة يسهل قراءتها وحفظها وتخزينها في الكمبيوتر لحين المقارنة عكس بصمة الأصابع التي لا يمكن حفظها في الكمبيوتر.
5 / عدم التوافق والتشابه بين كل فرد وآخر عند تحليل البصمة الوراثية إلا في حالة التوائم المتماثلة .
6 / تعتبر أدق وسيلة عرفت حتى الآن في تحديد هوية الإنسان.
أهمية بصمة الحامض النووي في التحقيق الجنائي :
1 / إثبات البنوة والأبوة بعكس فصائل الدم و الطرق الأخرى التي كانت تستخدم لإثبات العلاقة بين الابن وأبيه كقرينة نفي ، أصبحت بصمة الحامض النووي تستعمل لإثبات أو نفي بمعدل 100% في الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا .
2 / إثبات درجة القرابة في الأسرة :حيث تستخدم بصمة الحامض النووي للإثبات أو النفي في حالة ادعاء القرابة بغرض الإرث بعد وفاة شخص معين ، وكذلك لمعرفة درجة القرابة بين المهاجرين حيث يدعي بعض الاشخاص ممن يحملون الجنسية الأوروبية و الأمريكية عند دخول تلك البلاد أو الحصول على اقامة لذلك فقد لجأت سلطات هذه البلاد إلى اجراءفحص بصمة الحامض النووي على هؤولاء الأشخاص لمعرفة الحقيقة ...
3/ التعرف على المجرمين في الكثير من جرائم القتل والاغتصاب حيث أن الآثار المادية الموجودة على جسم المجني عليه أو الجاني ... كآثار الدم والمني ...
نبذة تاريخية عن البصمة الوراثية ومختلف الندوات والمؤتمرات المنعقدة لدراستها :
تم اكتشاف بصمة الحامض النووي عام 1868 من قبل العالم الألماني فريدريش ميشير في توبنكن بألمانيا وذلك من خلال الخلايا الموجودة في المضادات الجراحية ،وفي عام 1920 أعتقد جوسن أن الأحماض النووية نوعان فقط الأول موجود في الخلية الحيوانية اطلق عليه اسم حامض دي اوكسي رايبو بنو كليئك ّ دنا ّ ونوع موجود في الخلية النباتية سماها رابو نيو كلئيك ّ الرنا ّ ، والحمض النووي هوعبارة عنة مركب كيميائي معقد ذو وزن جزئي عالي لا يمكن للكائن الحي الاستغناء عنه والدنا هو اختصار لكلمة DEOXY.NUCLEIC.ACID أي الحامض النووي الديوكيسي منزوع الأكسجين ، والحمض النووي هو الذي يحمل المعلومات الوراثية...
1/ الندوة الفقهية الحادية عشر للمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بدولة الكويت ما بين 13-25 جمادى الآخر 1914 ه الموافق ل13 -15-أكتوبر 1998 بعنوان الوراثة والهندسة الوراثية .
2/ الدورة السادسة عشر للمجمع الفقهي بمكة المكرمة برابطة العلم الإسلامي ما بين 21-26 شوال 1422 الموافق لـ 05-10 يناير 2002.
3/ مؤتمر الهندسة الوراثية بلين الشريعةوالقانون في الإمارات العربية ما بين 22-24 صفر 1423 الموافق لـ 05-07 ماي 2002 خرج بحوالي 16 بحث فقهي وعلمي .
أسفرت جميع هذه المؤتمرات على جواز استعمال البصمة الوراثية في المجال الجنائي وقضايا النسب.
تعريف البصمة الوراثية : هي الجينة نسبة إلى الجينات أي المورثات التي تدل على هوية كل إنسان بعينه وانها وسيلة تمتاز بالدقة { تعريف مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة الدورة 16 /2002 } ، وعرفها د / سعد الدين هلالي " العلامة أو الأثر الذي ينتقل من الآباء إلى الأبناء أو من الأصول إلى الفروع" ، وعرفت " تعين هوية الإنسان عن طريق تحليل جزء من حامض الدنا المتمركز في نواة أي خلية من خلايا جسمه "
مدى مصداقية البصمة الوراثية : تعددت أقوال الأطباء فقد قال د/نجم عبد الله الواحد أن نتيجة البصمة الوراثية في الإثبات هي 99.99% ، وفي حالة النفي هي 100% ،وقال د/بدر خالد الخليفة أن احتمال تطابق القواعد النترونجية في الحمض النووي لشخصين غير وارد مما جعلها قرينة نفي و إثبات لا تقبل الشك ، وقال العالم البيولوجي د / عمر الشيخ الأصم :أنه منذ تم إدخال تقنية البصمة الوراثية كأحد الأدلة المستخدمة في التحقيقات الجنائية شهدت التقنية تطورا ملحوظا هادفا إلى الزيادة في مصداقيتها وأصبح بفعل هذا التطور ... إلى أن قال : مثل أي بيولوجية لا يمكن اعتبار البصمة الوراثية 100% صحيحة وخالية من العيوب ، وهذه كلمة حق قل من تكلم بهذه الحقيقة والصراحة العلمية لأنه لا يمكن أن تخلو البصمة من العيوب لأنه تحتاج إلى طرق وإجراءات للتأكد من صحتها ...
شروط العمل بالبصمة الوراثية :
الضوابط الشرعية :
1. أن لا تخالف البصمة الوراثية صدق النصوص الشرعية الثابتة بالكتاب والسنة .
2. أن لا تخالف تحاليل البصمة الوراثية العقل و المنطق الحس و الواقع .
3 . أن تكون أوامر التحليل البيولوجي للبصمة الوراثية بناءا على أوامر من القضاء أو الولي لقفل باب التحايل .
4. أن تستعمل في الحالات التي يجوز فيها التأكد من إثبات النسب .
5. منع القطاع الخاص والشركات من المتاجرة فيها.
شروط البصمة من الناحية العملية:
1. أن تكون المختبرات و المعامل الفنية تابعة للدولة وتحت رقابتها.
2 . أن تكون مزودة بأحسن الأجهزة ذات التقنيات العالمية و المواصفات الفنية القابلة للاستمرارية .
3. أن يكون تحت إشراف خبراء يتسمون بالأمانة والخلق الحسن والعدل في العمل .
4. أن يكونوا من أصحاب الخبرة العالية و المستوى الرفيع .
5. أن يكون مسلما وأن يكون عدلا .
تكيف البصمة الوراثية عند علماء العصر : لما كانت البصمة الوراثية من المستجدات العصرية فقد وقف لها علماؤنا الأفاضل وقفة شرعية ثاقبة في سبيل معرفة هذا الحدث العجيب حيث تعددت آراء العلماء المعاصرين حول مسألة البصمة الوراثية هل هي دليل أم قرينة؟
الفريق الأول : يراها قرينة قاطعة بنسبة 100% وهو قول : عبد القادر خياط من دولة الإمارات ، ود / سعد الدين هلالي ، د/ نصر فريد واصل { مفتي الديار المصرية سابقا } ، و د/محي الدين القرهداغي ، والمستشار فِاد عبد المنغم ،والمنظمة الإسلامية بدولة الكويت في دورتها المنعقدة في /15/10/1998 و أدلتهم في ذلك مايلي :
1. قوله تعالى "أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ..." وجه الدلالة هو في قوله أدعوهم فهو أمر من الله بأن ينسب الولد لأبيه الحقيقي{ الأب البيولوجي } فهو الصواب والحقيقة ، فإن لم تعلموا آبائهم : معناه بحث وتحري عن الأب الحقيقي بمختلف الوسائل و القرائن وقد كشف الله سر الوسيلة وهو البصمة الوراثية .
الاعتراض : لو تم فتح باب إثبات النسب عن طريق الجينات لفتح باب شر عريض حيث سيقدم كل إنسان على اتهام زوجته ويطلب الإثبات عن طريق البصمة الوراثية و هذا ينفر الزوجة ويهدد كيان الأسرة .
2. قال تعالى : " إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ..." وجه الدلالة : أن ما تقدمه تقنية البصمة الوراثية من دقة كشف الحقيقة و معرفة الأب الحقيقي في نزاع النسب يفوق الوسائل التقليدية وقد قال الشاطبي : القطع يقدم على الظن فكيف لا نأخذ بهذه الحقيقة ونكتم ما أظهره الله منم الحق .
الاعتراض : مسألة النسب مسألة اعتنى بها الشارع الحكيم ولم يجعل لها سوى طريق الفراش أو الاستلحاق .
3. الدليل من الواقع العملي : إن قوة هذه التحاليل تصل إلى نسبة قطعية في النفي أو الإثبات للبنوة والنسب وهذه الفحوص تقطع الشك باليقين فيالكثير من الحالات و الخطأ مستحيل فيها وتفوق نسبة النجاح 100%
الاعتراض: إن النظريات العلمية الطبية أو غيرها مهما بلغت من الدقة والقطع في نظر المختصين إلا أنها تظل محل شك فما علم من استقراء الواقع أن بعض النظريات العلمية من طب وغيرها يظهر مع التقدم العلمي أنها أصبحت ضربا من الخيال بعدما كان الأطباء يجزمون بقطعتيها ...
الفريق الثاني : يرى أن البصمة قرينة ظنية لا ترقى للقرائن القطعية لأنه عرضة للخطأ فهي خاضعة لتقدير المحكمة ، وذهب لهذا القول كل من العلماء الأجلاء / د / وهبة الزحيلي ، و د/ عمر السبيل ، والعالم د/ أحمد الكبيسي من الإمارات ، ومن المفتين : أحمد الحداد ، ووليد عاكوم من لبنان ، وقال أنها قرينة بسيطة و القاضي عبد الله عبد الواحد ، والقاضي عمر محمد أبو سردانة ... وأدلتهم مايلي :
1. البصمة ليست دليل شرعي و الفقهاء أقروا أن تحليل الدم في قضايا إثبات النسب ليس من الأدلة الشرعية ، فالأدلة الشرعية هي / الإقرار ، الشهادة، الزوجية القائمة بيت الزوجين ولأنها يمكن الاستفادة من تحليل الدم في نفي البنوة لا إثباتها ، لكن اعترض على هذا الدليل أن القواعد القديمة التي كان يعتمد عليها من طرف المحكمة الشرعية في السابق تعتبر في أغلبها قواعد ظنية مقارنة بالأدلة القاطعة .
لكن تم الرد على هذا الاعتراض : أن الأصل في الأدلة الشرعية الصحة واليقين لأنها من شرع الله وشرع الله واف غير مشوب بنقص فكم في الأدلة الشرعية شيء من التزوير فإن البصمة الوراثية لا تخلو من التزوير و المطامع الشخصية .
2. إن رفض تحاليل الحامض النووي في قضايا النسب يأتي بأنه غير معترف به شرعا و أن القائمين على هذه التحاليل لم يصلوا إلى درجة اليقين . لكن اعترض على هذا الدليل بأنه :لا يوجد نص قرآني يمنع أو يحرم استخدام هذه الطرق .
3. إن فحوصات الحامض النووي أو تحاليل الدم قضايا مختلف فيها ونحن عندنا ثوابت لا يمكن أن نهملها في قضايا العرض لأنها لا تتعلق بالرجل أو المرأة بل بالعائلات و العشائر وتبقى هذه التحاليل عوامل مساعدة تفيد في حالة وجود خصومة ن لكن اعترض عليه : إن الأخذ بأقوال الشهود فقط في حالات البنوة يكون غير منطقي في قضايا إثبات النسب وان هناك مصطلحات شرعية تستخدم في الوقت الحاضر يفترض أن لا تقال و يأخذ بها المشرع ومنه إذا قبل بالتهنئة يعتبر ذلك إقرار منه .
الفريق الثالث: تعددت أقوالهم بين الفريق الأول والثاني ونعرضهم على النحو التالي :
1. د / ناصر الميمان : هي قرينة قطعية الإثبات حيث أنها تدل على المطلوب مع احتمال اخطأ نادر جدا فيلزم الأخذ بها في قضايا النسب لأنها شبه قطعية .
2. د/ محمد رأفت عثمان : يرى أنها قرينة قوية جدا ويرى تقديمها على الشهادة.
3. د/ عباس أحمد الباز: يرى أنها دليل إثبات للبراءة أو الإدانة أمام القضاء في المحاكم بحكم القطعية .
4. د/ سعد العنزي : يرى أنها دليل تكميلي ..
5/ د/ محمد أبو الوفاء محمد أبو الوفاء: يرى أنها قرينة أو دلائل أو أمارات وسماها الدليل الناقص فهي تنشأ احتمال .
الـــرأي الـــراجــــح : يرى أنها قرينة قوية لا تقدم على أي دليل شرعي آخر ولا يقام بها حكم على استقلال إذا لم تدعهما بيانات أخرى .وترجع أسباب افتقار البصمة الوراثية إلى التأثير في نفسية القاضي إلى أمور منها :
1.إجراء التحاليل البيولوجية يكون دائما في غياب القاضي وعدم مشاهدته وذلك عكس الشهادة والإقرار و اليمين في أدلة محسوسة ملموسة للعيان مسموعة بالأذنين.
2. عدم وقوف القاضي على نوعية القائمين في المختبر الجنائي فما الذي يدري القاضي ما ذا يحصل في المعمل الجنائي من نقل وتحليل وفرز العينات مما يدخل الشك في نفسية القاضي على اعتبار أنه هو من أوكلت له مهمة و مسؤولية رد الحقوق إلى أصحابها .
3. تفوق الأدلة الشرعية التي لا خلاف عليها كالإقرار و الشهادة على قوة البصمة الوراثية فكيف نكذب الشاهد ، والقاعدة تقول متى خلا الدليل من تهمة وريبة في نفس القاضي وجب العمل به ، فقد ورد عن النبي عيسى عليه السلام أنه رأى شخصا يسرق فقال له : لما تسرق ، قال : لم أسرق ، قال له : لقد رأيتك تسرق بعيني ، قال : والله ما سرقت ، قال عيسى : آمنت بالله وكذبت عيني { رواه البخاري برقم 3444 من كتاب أحاديث الأنبياء } والشاهد هنا هو أنه بمجرد ما يحلف الإنسان أمام القاضي فقد إطمن القاضي إلى هذا الحلف لأنه أقسم برب عظيم وانه لقسم لو تعلمون عظيم ، فلماذ لا يصدقه القاضي ؟ .
أما لو وجدت تهمة أو ريبة أو صلة بين الشاهد وغيره أو المدعي يهدر الدليل الشرعي ولكن الإهدار ليس للدليل وإنما لشخص الشاهد كالمصلحة أو الفسق فالحكم يدور مع العلة وجودا وعدما فقال عمر : "المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلودا في حد أو مجربا عليه شهادة زور أو ظني في ولاء أو قرابة" .
ملاحظة : إن الأصل في البصمة الوراثية أن نتائجها قطعية يقينية لكن الظروف المحيطة بها من عاملين وأجهزة ومن حيث الناقلين للعينة والقائمين عليها كل ذلك أهدر من قيمتها فمثلا استخلاص الحمض النووي يحتاج إلى سوائل طيارة مثل الكلوروفورم والإيثانول ويستخدم له جهاز يسمى نظام فصل الجهد الكهربائي الكيترفورسيد و تقسيم الاجزاء المتباينة بواسطة تقنية RFLP و الطريق الثانية هي التفاعل النووي المتسلسل PCR تكبير الحمض النووي ....فهي تحتاج إلى جهد مكثف من الخبراء حتى تخرج النتيجة سليمة من الشوائب . مع الإشارة إلى انه قد تم الإجماع على عدم إقامة الحدود بالبصمة الوراثية و هو ماجاء في توصيات الندوة الفقهية الطبية 11 للمنظمة الإسلامية بالكويت ووافق هذه التوصية مجمع الفقه الإسلامي بمكة : ذ لا ما نع شرعا من الاعتماد على البصمة في التحقيق الجنائي و اعتبارها وسيلة إثبات في الجرائم التي ليس فيها حد شرعي و لا قصاص " {1}
تمهيد: كان من بين الاكتشافات العصرية الحديثة ما يعرف بالحامض النووي أو البصمة الوراثية حيث غير هذا الكشف الجديد بضا من مجريات القضاء في الدول العربية الأمر الذي تسارعت من أجله الندوات والمؤتمرات لدراسة هذه النازلة العصرية الحديثة ، فبعد أن كان العالم بأسره يخضع إلى طريقة واحدة للدلات الوراثية في مجال البحث الجنائي حتى أواخر الستينات التي تعرف بخلايا الدم الحمراء A.B.O تلا هذا الاكتشاف تحليل الحامض النووي على يد العالمين : جيمس واطسون ،وفرانس فريك عام 1953 حيث أصبح بالإمكان التعرف على التركيب الفيزيقي الجزئي للحمض النووي على أنه يتكون من شطرين متوازيين يشكلان معا حلزونا مزدوجا ، ثم تلا هذا الاكتشاف الذي كان مقدمة للكشف عن ما يسمى بالبصمة الوراثية التي اكتشفها الدكتور الانجليزي أليك جيفر عام 1965 الذي توصل في بحثه إلى أن لكل شخص بصمة وراثية خاصة به تميزه عن غيره لا تتطابق إلا في حالة التوائم المتماثلة ، و سجل اختراعه عام 1965 وسماه بالبصمة الوراثية للإنسان تشبيها لها ببصمة الأصابع التي تميز كل إنسان عن غيره .
مسؤولية الخطأ في البصمة الوراثية :
إن البصمة الوراثية شأنها كشأن أي تقنية تخضع لسيطرة الإنسان و بالتالي يقع فيها ما كان يفترض أن لا بقع ون ذلك الأخطاء البشرية ،والجدير بالذكر أن الخطأ في البصمة الوراثية كان أول ما تتناوله المجمع الفقهي بمكة المكرمة حيث نسب الخطأ الى القائمين عليها وليس إلى البصمة الوراثية في حد ذاتها حيث جاء فيه ّ وان الخطأ في البصمة الوراثية ليس واردا من حيث هي وإنما الخطأ في الجهد البشري أو عوامل التلوث ونحو ذلك "
لقد تنبه القليل من العلماء ومجتهدي العصر بخصوص الأخطاء التي قد ترتكب في البصمة الوراثية فهي رغم حداثتها ودقتها إلا أنها تظل عرضة للنتائج المضللة إذا لم تستخدم بدقة ، ومواقع الخطأ تكمن فيمايلي :
1. مسرح الجريمة : يتعلق مسرح الجريمة بجميع القضايا الجنائية غير الأخلاقية كالقتل و الاغتصاب والزنا واللواط ، فمسرح الجريمة يعتبر الشريان الأول الذي يتغذى منه معمل البصمة الوراثية فإذا تم رفع هذه العينات البيولوجية من موقع الحادث بطريقة خاطئة أو في حال تعرض العينات لتلوثات بيئية كالرطوبة فانه يؤدي إلى فسادها ومنه إلى فقدان الدليل المادي وضياعه بسب عدم الاحتياط .
2. حقل البصمة الوراثية :" المعمل الجنائي " هذا المخبر يختص بجميع القضايا الجنسية و النسب وكل ما من شأنه أن يزيل الغموض ويمثل الخطأ هنا في فساد العينات وعدم صلاحيتها للتحليل الأخطاء في بطاقات تعاريف الأدلة أو طمس البيانات المدونة...
آثار الأقدام : إن آثار الأقدام لها أهمية بالغة في التحقيق حيث استخدم القصاص في تتبع الأثر ، وتختلف قيمة اثر القدم الذي يعثر عليه في محل الحادث باختلاف الحالة التي ترك عليها فقد يكون دليلا قاطعا وقد يكون مجرد قرينة ، ويمكن العثور على آثار الأقدام سواء كانت محتذية او غير محتذية في الأماكن التالية :
1/ الأجسام او السطوح الصلبة الجافة والنظيفة كأرضية خشب او بلاط وتكون القدم ملوثة بمادة ما كالتراب ...
2/ الأجسام اللينة أو الأسطح اللينة أو الرطبة .
3/ الأجسام الصلبة الملوثة بالتراب فترسم القدم طابعا عليها على قدر حجمها وشكلها .
و تبدو لنا أهمية آثار الأقدام في الحقل الجنائي في معرفة الأشخاص الذين كانوا في مسرح الجريمة وقت ارتكابها من حيث أحجام وأثار الأقدام ومعرفة حالة القدم إذا كانت محتذية أو غير محتذية أو ترتدي جواربا أو عادية ، ومعرفة الجاني في العديد من الجرائم حيث يترك الجاني في بعض الأحيان آثار الأقدام، ومعرفة صاحب الأثر بالتقريب حسب حجم القدم كان تكون لطفل ...: ومعرفة اتجاه صاحب الأثر....
الآثار المادية غير الحيوية/ ذات المصادر الأخرى
1/ آثار استخدام الأسلحة النارية : إن جرائم استخدام الأسلحة النارية تمثل مجالا هاما في التحقيقات الجنائية ويمكن بواسطة الدراسة الفنية لشواهد حالات استخدام الأسلحة النارية وآثاره ، ويوجد في الوقت الحالي ألاف الأنواع من الأسلحة النارية ، ويرافق كل حادث إطلاق نار خروج عدة نواتج عن فوهة السلاح المستخدم وآثار تصنف الى :
* الآثار التي تظهر على السلاح المستخدم حيث يجب على خبير السلاح رفع هذه الآثار المتشكلة على السلاح وكذلك شكل البصمات .
* الآثار التي تظهر على الظرف الفارغ حيث يجب إجراء عملية المسح الشامل لمسرح الجريمة للعثور على الاظرفة الفارغة لتحديد نوع السلاح المستخدم .
* الآثار التي تظهر على المقذوف حيث أن رؤوس الطلقات غالبا ما يعثر عليها في مسرح الجريمة …
وهنالك وسائل عديدة للكشف عن الأسلحة النارية إما عن طريق العين المجردة والعدسة المكبرة ، او عن طريق استخدام الأشعة تحت الحمراء او البنفسجية للكشف عن المسحة الرصاصية او ذرات البارود او عن طريق الاختبارات الكيميائية .
وتظهر الأهمية الفنية الجنائية للكشف عن أثار الأسلحة النارية في : تحديد اتجاه وزاوية الإطلاق ، وتحديد مسافة الإطلاق بطريقة تقريبية ، و تحديد زمن الإطلاق والتعرف على الشخص المستخدم للسلاح هل هو الجاني أو المجني عليه ، ومعرفة نوع السلاح المستخدم .
و الأسلحة أنواع منها : الاسلحة ذات سبطانة ملساء كبنادق الصيد و تسمى ذخيرتها الخرطوشة ، و أسلحة ذات سبطانة محلزنة كالمسدسات اليدوية والبنادق العسكرية .
2 / آثــار الآلات : إن الكثير من الجرائم ترتكب بواسطة استخدام الآلات المختلفة كالمفك والمنشار وتستخدم غالبا في تسهيل ارتكاب الجريمة وتوجد هذه الآلات على جسم المجني عليه إذا استخدمت كأداة في الجريمة والآلة هي كل أداة قاطعة أو راضة أو مهشمة أو كاسرة أو ثاقبة و آثار الآلات هي عبارة عن خطوط دقيقة وثنايا عديدة تحدثها الآلة على سطح الجسم وهي :
1- أثر ضغط الآلة في حالة الضغط على سطح كالمطرقة عند الضرب بها .
2- أثر نتيجة انزلاقها أو احتكاكها على سطح المواد .
3 - أثر احتكاكي ترددي في حالة تدوير متكررة كالمبرد ...
3 / آثار المواد المتفجرة : المتفجرات هي عبارة عن مركبات كيميائية أو مخلوط من عدة مركبات من خصائصها الاحتراق السريع تحت تأثيرات معينة لتعطي كميات هائلة من النواتج في لحظة قياسية تصل الى أجزاء المليون من الثانية وقوة ضغط عالية مصحوبة بدرجة حرارة عالية و أهداف معرفة الانفجارات النارية في المجال الجنائي هي :
* الانفجارات التي توجه ضد الافرلد : تاخذ في الغالب شكل الطرود او خطاب ملغوم او عبوة ناسفة بأماكن خفية في سيارة المجني عليه مثلا .
* الإنفجارات ضد الممتلكات : كالمباني والمنشئات الحيوية وتؤدي في الغالب الى وفيات غير مححدة .
* الإنفجارات ضد وسائل النقل : كالطائرات وحوادث انفجار وسقوط الطائرات يكتنفها في الغالب الغموض ...، وهنالك طرق فنية معينة لمعرفة نوع المواد المتفجرة وحجمها ...
4/ أثار الزجاج : كثيرا ما يصاحب بعض الجرائم وجود قطع زجاج في مسرح الحادث ناتجة عن كسر الزجاج وقد توجد على ملابس الجاني او المجني عليه ، والزجاج أنواع أهمها :
1. الزجاج العادي : على هيئة ألواح زجاجية يستخدم في النوافذ والأبواب
2. زجاج السيارات وهو على نوعين : الأول زجاج تربلكس وهو من الانواع الآمنة ، وزجاج من النوع الذي يتفتت الى أجزاء صغيرة في حالة المصادمة والنوع الثالث هو الذي يستخدم لأغراض خاصة .وهناك طرق لإجراء مضاهاة على الزجاج منها :
طريقة الملائمة وطريقة التحليل الطيفي باستخدام الاسبطتروجراف ، وطريقة تعين معامل الانكسار وهو بمثابة البصمة لكل لوح زجاج و طريقة تعين الوزن النوعي واستخدام الأشعة...
* الأهمية الفنية لآثار الزجاج في المجال الجنائي :
1. التعرف على المجرمين عن طريق الربط بين المشتبه فيه بفحص أثار تهشم الزجاج الموجود على جسمه او ملابسه او سيارته ومقارنة هذه الاثار نع الاثار الموجودة في مسرح الحادث بالطرق العلمية المتعارف عليها .
2. التعرف على الإصابات النارية على الألواح الزجاجية.
3. تحديد زاوية الإطلاق واتجاه سير المقذوف الناري عموديا او مائلا.
4. ترتيب التسلسل الزمني للاطلاق في حالة وجود اكثر من طلقة .
5 / آثار السيارات : قد تكون السيارة أداة للجريمة او لنقل المجرمين ... وتتكون اثار السيارات في مسرح الحادث عادة من اثار الإطارات المطبوعة على الأرض او على الأشياء الاخرى واثار الاصطدام وبقايا الزجاج و اثار الزيت المتساقطة منها ...وكل هذا يسعد على :
تحديد حجم السيارة ونوعها ، ومعرفة الظروف المناخية التي ارتكبت فيها الجريمة ، ومعرفة اتجاه المركبة على وجه التقريب إن كانت قادمة من الأمام او من الخلف ،وتحديد السرعة...
6 / آثار الملابس : إن الملابس جزء هام من عمل الطب الشرعي لذلك لا بد من التحفظ على الملابس التي لها علاقة بالجريمة وإرسالها الى المختبر الجنائي ، حيث يجب خلعها من على الجسم بكل أمانة ودقة دون إحداث أي تمزقات بها ، وإذا كانت مبللة بالدماء يجب تركها لتجف تم تطوى بكل عناية ، والملابس تساعد على معرفة هوية الشخص المجهول فقد يعثر بها على ما يدل على هويته... كمعرفة جنسيته والعلامات المميزة الموجودة على الملابس ومعرفة نوع الحادث ...
خاتمة :[FONT=Andalus] رغم ما وصل إليه الإنسان من ثورات علمية و صلت إلى فضاء السماء فإن العزيز الحكيم يقول :{وما أو تيتم من العلم إلا قليلا } وذلك حتى يعلم الإنسان أن ما وصل إليه من اختراعات و اكتشافات علمية هي بفضل القوي العزيز {وما بكم من نعمة فمن الله } وأن ما وصل إليه الإنسان من علوم حديثة و إبتكارات عصرية بفضل الله لا تساوي في الحقيقة شيئا مما استأثر به الله عزوجل في علم الغيب عنده { وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو } ، { وفوق كل ذي علم عليم } فوق كل عالم عالم إلى أن ينتهي العلم إلى الله تعالى الذي هو فوق كل عالم فسبحان الذي خلق فأحسن وسبحان الذي صنع فأتقن وعلم الإنسان ما لم يعلـم
المصدر: شبكة عالم الجزائر -