روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    بحث : السلفية الحديثة لا علاقة لها بالسلف الصالح

    احمد الأسواني
    احمد الأسواني
    مشرف قسم أول
    مشرف قسم أول


    عدد المساهمات : 1705
    نقاط : 4982
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 23/09/2010

    بحث : السلفية الحديثة لا علاقة لها بالسلف الصالح Empty بحث : السلفية الحديثة لا علاقة لها بالسلف الصالح

    مُساهمة من طرف احمد الأسواني الإثنين يناير 17, 2011 9:16 am


    بحث : السلفية الحديثة لا علاقة لها بالسلف الصالح Aljnaway-1257077095_0
    حين نتحدث عن السلفية في جريدة تصدر في القرن الحادي والعشرين، فنحن طبعا
    لا نقصد "السلف الصالح" ولا نعني بكلامنا مرحلة زمنية مباركة في تاريخنا،
    ومن يتصور ذلك فهو غائب عن الزمان والمكان، سارح في ملكوت الله الواسع، لا
    يدري أين ومتى يعيش، وربما يودّ صاحب هذا التصور الساذج أن يهزل في موضع
    الجد، وهو ما لا تستوعبه هذه السطور بحال.
    فالسلفية المقصودة هي
    -ولا شك- تلك الحركات الشاذة التي تزدحم بها الآن الساحة الإسلامية، والتي
    تدّعي تمثيلها -وحدها دون غيرها- للإسلام كما أنزله الله على نبيّه.
    وإذا
    أردنا الاقتراب من خصوصية الحالة المصرية -فنحن في مصر بالمناسبة- كي
    نتمكّن من دراسة الظاهرة، وفهم مكوناتها وأبعادها، وتحديد مخاطرها، وآثارها
    المدمرة على العقل الديني، ومن ثم مواجهتها وتجاوزها، فإننا نتحدث عن فرق
    متنوعة تتفق في مفهومها عن السلفية، وتختلف في تطبيقها لهذا المفهوم كل
    بحسب قدرته على الشذوذ والشطط!
    فِرَق السلفية
    البداية
    كانت مع جماعة "أنصار السنة المحمدية" التي أسّسها الشيخ محمد حامد الفقي،
    وهي أقل الفرق السلفية تشددا؛ حيث نشأ مؤسسها في بيئة أزهرية خالصة، وحصل
    على العالِمية من الأزهر الشريف، لكنه اختلف مع شيوخه حول بعض مسائل
    العقيدة، ورأى أن البيئة الدينية في مصر مليئة بالبدع والضلالات التي
    أرجعها هو إلى الطرق الصوفية آنذاك، وما إن حصل الشيخ على الدكتوراه، حتى
    جمع بعض زملائه الذين يوافقونه الرأي؛ ليبدأ بهم دعوته لمحاربة الشرك
    والدعوة إلى التوحيد الخالص، فذاعت شهرته، والتفّ حوله الآلاف، فأسس
    الجماعة ليمارس دعوته في إطار من العمل الجماعي المنظّم.
    ويرى
    "أنصار السنة" أن النظام الديمقراطي نظام "كافر"؛ لأنه يعطي الإنسان حقّ
    التشريع الذي هو حقّ خالص لله، وأن نظام الإسلام له خصوصيته، ولا يجوز أن
    يستعير أي شيء من المناهج الغربية، ومع هذا لا تجد الجماعة ضررا من الترشّح
    وفق نظم الديمقراطية الحديثة؛ لأن مزاحمة أهل الديمقراطية لتقليل شرّهم في
    الانتخابات العامة وغيرها أمر جائز، مع مراعاة الضوابط الشرعية إذا ترجّحت
    المصالح على المفاسد.
    وينتشر أعضاء الجمعية في كل محافظات مصر،
    ولها في مصر قرابة مائة فرع وألف مسجد، ومن أشهر شيوخها الشيخ عبد الرزاق
    عفيفي الذي شغل منصب عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.
    السلفية الوهابية
    أما
    الفرقة الثانية فهي التي ظهرت في سبعينيات القرن الماضي، حين أعطى الرئيس
    السادات فرصة أكبر للإخوان المسلمين؛ ليضرب بهم اليسار، وانضمّ على إثر ذلك
    معظم أعضاء الجماعة الإسلامية إلى الإخوان، إلا أن بعضا من طلبة الجامعة
    -خاصة في الإسكندرية- رفضوا الانضمام إلى الإخوان، واختلفوا معهم اختلافا
    شديدا في كثير من المسائل الشرعية، ورأوا أن السلفية الحقة هي تلك التي
    تصدرها السعودية، فتأثروا بها، وكان على رأسهم الشيخ محمد إسماعيل المقدّم،
    وذهبوا ليكونوا نواة لدعوة سلفية، بدأ التنافس شديدا بين هؤلاء الشباب
    السلفيين والإخوان على ضمّ الطلاب والسيطرة على المساجد، وبلغ ذروة الصدام
    عام 1980، على أثره قرر هؤلاء السلفيون العمل بطريقة منظّمة، فكوّنوا ما
    يشبه باتحاد الدعاة، ثم أطلقوا على أنفسهم بعد ذلك اسم (المدرسة السلفية).
    ويرى
    أصحاب هذه الفرقة ضرورة تصفية عقائد المسلمين من كل ما يعتبرونه -وفق
    رؤيتهم الخاصة- مخالفة شرعية، وإقناعهم بالمنهج السلفي في الحياة، كما يرون
    حتمية تنقية الكتب الشرعية من كل ما يخالف الحديث الصحيح؛ سواء كان
    اجتهادا أو فهما مغايرا، وهم بهذا يسعون لتأميم التراث الإسلامي كله فقها
    وفكرا وآدابا وفنونا إلى فهمهم الخاص للنصوص.
    ومن أشهر شيوخهم: محمد إسماعيل المقدّم، محمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، وأبو إسحاق الحويني.
    السلفية المدخلية
    في
    حرب الخليج الثانية التي نشأت نتيجة غزو العراق للكويت استعانت المملكة
    العربية السعودية بالقوات الأمريكية؛ لدرء العدوان، وظهرت في المملكة أصوات
    شرعية ترفض دخول قوى أجنبية لبلاد المسلمين، وتطالب السلطات بالحل الداخلي
    للأزمة، وفي هذا التوقيت المأزوم ظهرت السلفية المدخلية؛ لتؤيد رأي السلطة
    في الاستعانة بالقوات الأجنبية بل والتأصيل الشرعي السلفي لهذه الاستعانة،
    وهاجمت بقوة التيارات الدينية التي دعت لعدم جواز دخول القوات الأمريكية.
    والتيار
    السلفي المدخلي في مصر هو امتداد للتيار السلفي المدخلي في المملكة
    العربية السعودية، ويلقّبون بـ"المدخلية" نسبة إلى ربيع بن هادي المدخلي،
    وهو أحد أبرز رموز هذا التيار في السعودية.
    ويرى أصحاب هذا التيار
    حرمة المعارضة السياسية، فلا يجوز -وفقا لرؤيتهم- معارضة الحاكم مطلقا، ولا
    حتى إبداء النصيحة له في العلن، ويعتبرون ذلك أصلا من أصول عقيدة أهل
    السنة والجماعة.
    ولا يتشدّدون إلا في مسائل العقيدة واللحية
    والجلباب والنقاب، أما السياسة فهي أمر فرعي لا يشغلهم، كما أنهم يتخذون
    موقفا عدائيا واضحا من كل التيارات الإسلامية الأخرى، ومن أشهر شيوخهم:
    أسامة القوصي - محمد سعيد رسلان - علي حشيش - عبد العظيم بدوي.
    السلفية الحركية
    في
    نفس الوقت الذي نشأت فيه الدعوة السلفية في الإسكندرية، كان هناك في حي
    شبرا في القاهرة مجموعة من الشباب شكّلت تيارا آخر، أطلق عليه فيما بعد:
    السلفية الحركية، وكان أبرزهم الشيخ فوزي السعيد، دكتور محمد عبد المقصود.
    ويرى
    الحركيون أن الحاكم الذي لا يطبّق شرع الله وفقا لرؤيتهم كافر، ويجهرون
    بذلك علانية في خطابهم الدعوي، كما يتعاطف أصحاب هذا الاتجاه السلفي
    "المصري" مع أسامة بن لادن، حيث تولوا الدفاع عنه بعد أحداث 11 سبتمبر،
    والتبرير لكل هجمات القاعدة باعتبارها جهادا في سبيل الله.
    هذه
    نبذة مختصرة عن طبيعة التيارات السلفية "المستوردة" في مصر، وأهم خصائصها
    وآرائها، ولا يسع باحثا يحترم نفسه أن يتحدث عن السلفية المصرية بمعزل عن
    واقعها الفكري والسياسي والاجتماعي، وتأميمها للخطاب الإسلامي، وعدائها لكل
    من يخالفها ولو كان سلفيا، ونشوزها عن الأزهر الشريف، وموقفها السلبي من
    علمائه الأجلاء ورموزه الثقات، ورغبتها المحمومة في صبّ المجتمع في قوالبها
    البدوية.. أما الكلام عن السلف الصالح وهديهم فهذا شأن آخر "يتمحّك" فيه
    السلفيون المعاصرون، وهم أبعد ما يكونون عنه فكرا وسلوكا، هذا لو سلّمنا
    أصلا بشرعية الأخذ غير المنضبط من السلف الصالح دون نقد ووعي.. ولهذا حديث
    آخر.

    المصادر:
    موقع جماعة أنصار السنة.
    السيادة للقرآن لا للبرلمان: موقع صوت السلف.
    الخلافة الإسلامية بين نظم الحكم المعاصرة: جمال المراكبي.
    الجماعات الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة: سليم الهلالي وزياد الدبيج.
    المفهوم السلفي للعمل السياسي: مصطفى أبو زيد.
    جماعة أنصار السنة المحمدية نشأتها وأهدافها ورجالها: فتحي أمين عثمان.

    محمد طلبة رضوان

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 11:46 am