مشاهير المحامين
كان المستشار محمد أسعد محمود نائب رئيس محكمة النقض يرحمه الله. من كبار رجال القانون درسه بعمق وتفهم معانيه وأصبح حجة قانونية يستند إلي آرائه وأفكاره رجال القضاء.
وعندما أحيل إلي المعاش أسرع يقيد اسمه في جدول المحامين.
وكان كأغلب رجال القضاء عاجزا عن افتتاح مكتب يمارس فيه مهنة المحاماة ولذلك حول جانبا من بيته ليكون مكتبا له.
وانتظر متقاضين لم يجيئوا أو بعبارة أخري تأخروا طويلا ولكنهم ملأوا المكتب بعد ذلك.
فوجيء في أحد أيامه الأولي كمحام بزميل شهير من كبار المحامين يطلب موعدا معه.
أخذ محمد أسعد محمود يفكر فيما سيعرضه عليه المحامي الكبير. وهل سيكون شريكه في المكتب أو يخصص له حجرة فيه ليفيد من آرائه وخبرته.
فوجيء بالمحامي الشهير يقول له:
- أعرف انك تخصصت في قضايا النفقة ولذلك أطلب منك ان تعيد لي طعنا في حكم أصدرته محكمة الجنايات.
قال أسعد محمود :
- ولكن أحداً لم يوكلني في القضية التي تتحدث عنها.
قال المحامي الشهير:
- أنا وكلتك.
نظر إليه أسعد محمود في دهشة ولكن المحامي الشهير فسر موقفه.
قال بصراحة:
- ستعد لي عريضة الطعن في حكم الجنايات أمام محكمة النقض وسأقدم العريضة باسمي ولن تظهر في الصورة أبداً.
وأضاف:
- أما أتعاب القضية فهي أمامك.
ووضع علي المائدة ظرفا ثقيلا.
أدرك أسعد محمود ان المحامي الشهير يشتري - بماله - خبرته وانه لا يحسن المرافعة أو تقديم الطعون أمام محكمة النقض وستزداد شهرته بين المتقاضين.
ورأي أسعد محمود مكتبه خالياً من العملاء فوافق.
وقبل الطعن أمام محكمة النقض.
بل وقبل النقض موضوعاً أيضاً.
وتمادي المحامي الشهير.
أصبح يلجأ إلي أسعد محمود يستعين به في القضايا أمام الجنايات فتزداد شهرته ويصبح نجما.
قال لأسعد يوماً:
- أظنك راضيا عن الأتعاب.
قال أسعد وهو يضحك:
- أقبل الجنيهات المصرية وأنت تقبل الدولارات.
قال المحامي الشهير:
- أنا لا أظلمك الموكلون يبحثون عن اسمي ويشترونه.
قال أسعد :
- وأنا أبحث عن الأتعاب فحسب.
ومضي أسعد محمود إلي رحاب الله. وصار المحامي الشهير من نجوم المحاماة في مصر ويوجد كثير من المحامين في مصر يكررون ذلك دواما وبالذات هذه الأيام.
ولا يمانع كبار رجال القضاء السابقين فهم لا يريدون افتتاح مكاتب ومقابلة موكلين ووجع الدماغ.
وينتشر كثير من نجوم المحاماة في بلادنا بهذه الطريقة التي ستستمر.. إلي حين وإلي مدي طويل!
الكاتب الصحفى محسن محمد
كان المستشار محمد أسعد محمود نائب رئيس محكمة النقض يرحمه الله. من كبار رجال القانون درسه بعمق وتفهم معانيه وأصبح حجة قانونية يستند إلي آرائه وأفكاره رجال القضاء.
وعندما أحيل إلي المعاش أسرع يقيد اسمه في جدول المحامين.
وكان كأغلب رجال القضاء عاجزا عن افتتاح مكتب يمارس فيه مهنة المحاماة ولذلك حول جانبا من بيته ليكون مكتبا له.
وانتظر متقاضين لم يجيئوا أو بعبارة أخري تأخروا طويلا ولكنهم ملأوا المكتب بعد ذلك.
فوجيء في أحد أيامه الأولي كمحام بزميل شهير من كبار المحامين يطلب موعدا معه.
أخذ محمد أسعد محمود يفكر فيما سيعرضه عليه المحامي الكبير. وهل سيكون شريكه في المكتب أو يخصص له حجرة فيه ليفيد من آرائه وخبرته.
فوجيء بالمحامي الشهير يقول له:
- أعرف انك تخصصت في قضايا النفقة ولذلك أطلب منك ان تعيد لي طعنا في حكم أصدرته محكمة الجنايات.
قال أسعد محمود :
- ولكن أحداً لم يوكلني في القضية التي تتحدث عنها.
قال المحامي الشهير:
- أنا وكلتك.
نظر إليه أسعد محمود في دهشة ولكن المحامي الشهير فسر موقفه.
قال بصراحة:
- ستعد لي عريضة الطعن في حكم الجنايات أمام محكمة النقض وسأقدم العريضة باسمي ولن تظهر في الصورة أبداً.
وأضاف:
- أما أتعاب القضية فهي أمامك.
ووضع علي المائدة ظرفا ثقيلا.
أدرك أسعد محمود ان المحامي الشهير يشتري - بماله - خبرته وانه لا يحسن المرافعة أو تقديم الطعون أمام محكمة النقض وستزداد شهرته بين المتقاضين.
ورأي أسعد محمود مكتبه خالياً من العملاء فوافق.
وقبل الطعن أمام محكمة النقض.
بل وقبل النقض موضوعاً أيضاً.
وتمادي المحامي الشهير.
أصبح يلجأ إلي أسعد محمود يستعين به في القضايا أمام الجنايات فتزداد شهرته ويصبح نجما.
قال لأسعد يوماً:
- أظنك راضيا عن الأتعاب.
قال أسعد وهو يضحك:
- أقبل الجنيهات المصرية وأنت تقبل الدولارات.
قال المحامي الشهير:
- أنا لا أظلمك الموكلون يبحثون عن اسمي ويشترونه.
قال أسعد :
- وأنا أبحث عن الأتعاب فحسب.
ومضي أسعد محمود إلي رحاب الله. وصار المحامي الشهير من نجوم المحاماة في مصر ويوجد كثير من المحامين في مصر يكررون ذلك دواما وبالذات هذه الأيام.
ولا يمانع كبار رجال القضاء السابقين فهم لا يريدون افتتاح مكاتب ومقابلة موكلين ووجع الدماغ.
وينتشر كثير من نجوم المحاماة في بلادنا بهذه الطريقة التي ستستمر.. إلي حين وإلي مدي طويل!
الكاتب الصحفى محسن محمد