قسراً من الاحتفال بعام 2011، كي تلملم ليس فقط أشلاء ضحايا الجريمة
الإرهابية المروعة والمدانة ضد الأقباط الذين كانوا خارجين من كنيسة
القديسين إنما أيضا لكي تصون وحدتها الوطنية.. واستقرارها.. فقد تأكد أن الانفجار لم
يستهدف الأقباط وحدهم وإنما كان يقصد تفجير وقيعة مدوية ولا تتوقف بين
المسلمين والأقباط.
لقد غطي وجوهنا بالدماء في مطلع 2011 وقصف قلوبنا وخنق نفوسنا وفرض تحدياً علي استقرارنا .
اختيار موقع الجريمة الشنعاء، التي أدينت من الجميع، مسلمين وأقباطاً، بحيث
كانت في ساحة يتوازي فيها مسجد كبير وكنيسة مهمة، أظهر لأي متابع أن
المقصود ليس القتل فحسب وإنما الفتنة التي لا تبقي ولا تذر.. وهو ما كاد
يحدث بالفعل.. إذ عاشت المنطقة التي وقع فيها الجرم المشهود توتراً
مذهلاً.. تمت السيطرة عليه بشق الأنفس.. وظل التربص بين مسلمين وأقباط
قائما حتي مطلع الفجر.
وقال الرئيس مبارك في كلمته إلي الشعب بالأمس، واصفا العملية الإرهابية
بأنها تحمل في طياتها دلائل تورط أصابع خارجية تريد أن تجعل مصر ساحة لما
نراه من شرور الإرهاب لمنطقتنا وخارجها.. ومن ثم قال الرئيس بكلام لا لبس
فيه: أؤكد من جانبي ومن جانب كل المصريين أن قوي الإرهاب لن تنجح في
مخططاتها وسوف تفشل في زعزعة استقرار مصر.
من المفترض ان يوجه النقد اللاذع والرصاص الاعلامى الى العدو الاول (
اسرائيل ) وحلفائها ( الغرب ) الذين لم يخفوا يوما عداءهما لمصر وشعبها ،
ولم ينكروا يوما خيوط مؤامرتهم على مصر ، ومخططاتهم الدنيئة لتقسيم مصر
وإضعافها بعد تقسيم العراق والسودان والصومال ، هاهو الدور على مصر ، اليمن
، والخليج ، ونحن بقصد او دون قصد نحقق لهم نجاحات لم يكن اى منهم يحلم
بتحقيقها بكل أسلحتهم النووية الفتاكة ... وهاهى الابواب باتت مشرعة
لإستئصال كل ماهوإسلامى فى مصر !!
اليوم ( يوم تفجير كنيسة القديسين بالاسكندرية ) يعتبر من أسود أيام مصر ،
يوما بكت فيه دما على أبناءها المسيحيين الذين راحوا ضحية احتقان أعمى ،
أصاب الكل بالصدمة حتى من كانوا سببا فى خلق هذا الاحتقان ، لجأوا الى
الادانة والاستنكار والشجب وذرف الدموع على ما آلت اليه الاوضاع فى مصر ،
وربما يكون درسا لكل من أخطأ فى حساباته ، وتصور ان رصاص كلماته ستصب على
رؤوس الكبار ( الكنيسة – النظام المصرى بأجهزته الأمنية ) ، هاهو رصاصهم لا
يصب الا على رؤوس المصريين ( مسيحيين وأقباط ) ، هاهو رصاصهم يدفع ثمنه
الشعب دما ، وتضيع أرواح بريئة لاذنب لها ، ويذهب ضحايا الصغار بالعشرات وادراكا
منها لردود فعل مسيحى مدمرة قد تؤدى الى حرب طائفية مصرية توقع الضحايا من
الجانبين ، تفتح الباب امام الغرب للتدخل فى مصروتقسيمها وتفتيتها وتفرض
مزيد من الهيمنة والسيطرة على عالمنا العربى والاسلامى خدمة للكيان
الصهيونى ولكنها الحقيقة التى لو غفلناعنها نحن
المصريون ستكون الكارثة على رؤوس الكل ، وسنكون أول من يذرف الدمع على ضياع
وطن ينزف دما ، ووحدة وطنية هى أساس بقاء هذا الوطن بين أيدينا ولكن ليبق
الوطن وشعبه ، وتبق جسور التواصل بين أشقاء هذا الوطن .. اللهم
قد بلغت اللهم فأشهد .. ان ضاع منا وطننا فسنكون نحن من ضيعناه وهو جريحا
ينزف دما على ابناء لم يصونوا له عرضا ولا أرضا ولا كرامة ولا ثروة . ..