يتبادر إلى ذهني دائماً سؤال لا أعرف له إجابة، وهو : هل القضاة في مصر ملائكة معصومون من الخطأ أم أنهم بشر يصيبون ويخطئون مثلنا؟
و قد يندهش البعض من ذلك السؤال الساذج و يتهمونني بالجنون أو العته، فالواقع الفعلي يؤكد أن القضاة يتم التعامل معهم على أنهم ملائكة ممنوع المساس بهم ويحظر التعليق على أحكامهم و تصرفاتهم الشخصية حتى وإن أخطئوا ولا يجوز مساءلتهم جنائياً مثل باقي أفراد الشعب.
إن الواقع يؤكد ذلك فلقد نشرت الصحف أخباراً عن رفض مجلس القضاء الأعلى طلب النيابة العامة رفع الحصانة عن عدد من القضاة تورطوا في قضية رشوة كشفتها هيئة الرقابة الإدارية بالرغم من أنهم – أي القضاة – يتقاضون رواتب تكفيهم وزيادة مقارنة بباقي أفراد الشعب وإن كنت أؤكد أن ذلك حقهم الذي لا أنكره عليهم ولكنى ألوم على بعضهم الطمع والجشع و انعدام الضمير.
كما أن القضاة يرفضون نشر أية أخبار تسيء لهم حتى وإن كانت مدعمة بالمستندات وتحقيقات النيابة العامة وخير دليل على ذلك البلاغ المقدم من رئيس مجلس الدولة ضد صحيفتي المصري اليوم واليوم السابع وكأن ذلك البلاغ عملية إرهاب و تحذير لكل من يفكر في الاقتراب من المنطقة المحظورة المقدسة حتى و إن كان الناشر على حق – فلا حق لأحد إلا القضاة و لا حرية إلا لهم وحدهم –
و الحقيقة التي أعلمها و لعلى غير مخطئ فيها أن القضاة بشر مثلى!! يصيبون و يخطئون و يصدرون أحكام قضائية متناقضة و يرفضون توحيد المبادئ القضائية على الحالات المماثلة بحجة حرية القاضي في تكوين عقيدته كما يرفضون تطبيق مبادئ وأحكام محكمة النقض أعلى المحاكم في مصر (معي المستندات التي تؤكد ذلك حرصا حتى لا أتهم بالتضليل).
أعتقد أن القضاة مثل باقي الشعب فيهم الصالح والطالح منهم الشرفاء والفاسدون و تحقيقات النيابة العامة تؤكد ذلك والكثير من هؤلاء الشرفاء تخلوا عن محراب العدالة و نزلوا للشارع للاعتصام و عمل وقفات احتجاجية للمطالبة بحقوقهم مثل باقي أفراد الشعب المطحون.
و أثق أنهم يأكلون مثلنا مزروعاتنا المسرطنة و مياهنا المخلوطة بمياه المجارى ، كما سمحوا لأنفسهم بالانشغال بالسياسة و إبداء الآراء بكل حرية، إذن ما الفرق بين المواطن العادي و القاضي؟ و لماذا يعامل القاضي معاملة " مخصوصة " في كل شيء؟!
و سبب سؤالي الغريب أن الكثير من القضاة ظنوا أنهم فوق الحساب أو العقاب أو النقد و يجب على الجميع التستر على أخطائهم- إن كانوا بشر و ليسوا ملائكة- و يجب عقاب من تسول له نفسه كشف هذا الفساد و طرده من الحظيرة الملكية و الغريب أن أعلى سلطة فى البلد ممثلة فى رئيس الجمهورية تجد الأقلام مصوبة إليها من كل حدب و صوب دون ان يفكر رئيس الجمهورية فى تقديم بلاغ ضد صحفي أو ناشر و لكن من الواضح أن القضاة تولد لديهم شعور أنهم أعلى درجة من الرئيس و أنهم فئة أعلى من البشر.
ألست محقا في حيرتي في إيجاد إجابة لسؤالي هل القضاة بشر أم ملائكة ؟ عموما من يعرف الإجابة فليتصل بسدنة العدل والعدالة ولا يفكر في الاتصال أبى لعلى أكون مسجونا أو معتقلا بتهمة الاقتراب من منطقة القضاة المحظورة.